الفصل الثالث والعشرون

89.8K 3.6K 128
                                    

# إمبراطورية_الرجال
# الفصل_الثالث_والعشرون
استغفر الله العظيم عدد ما كان وعددما يكون وعدد الحركات والسكون..
اللهم صلِ وسلم وبارك على محمد ...٣مرات
سبحان الله ، الحمد لله، ولا حول ولا قوة الا بالله
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤

مر الوقت وبدأ القلق يتصاعد بقلب حميدة....نهضت من مقعدها وذرعت المكان ذهابا واياباً وهي تفرك راحت يديها بتوتر....قالت بقلق :-
_ ياترى اتأخرت ليه يا يوسف...قلقتني عليك !!
تنهدت تنهيدة عميقة ولم تستطع التركيز بالعمل حتى يطمئن قلبها....مر آسر من أمامـها دون أن يُلقي نظرة عليها فرمقته بغيظ وانتظرت حتى دلف لمكتبه مرة أخرى وقالت :-
_ يا ساتر يارب على التكشيرة !! أنا مش عارفة البت سمكة عاجبها فيه ايه بتكشيرته دي !!
عادت لقلقها على يوسف مرة أخرى وهي تدعو له بالسلامة.....
                              ********
**بمكتب آسر**
وقف لدقيقة بعدما أغلق الباب يتطلع بها بنظرة غامضة...
شعرت سما به فابتسمت بخفاء ولم تحب أن يشعر باهتمامها في نظرتها له...تظاهرت بأنغماسها بالعمل...لم ترميه حتى بنظرة جانبية...توجه آسر لمكتبه ببطء وكأنه يضمر شيء بخاطره...
لماذا كل هذا التفكير ؟!! لماذا يرفه عنه اغضابها ؟!! ماذا فعلت له ؟!!
اسئلة كثرة طرحها العقل والقلب معاً...ذلك الضيق الذي قتم أي مرح بعينيها لم يكن سبيل للتظاهر فيه...كان صادقاً
قال آسر بنبرة هادئة تنم عن شيء مخطط سابقاً :-
_ فريق المهندسين جايين دلوقتي
ضيقت عينيها بدهشة !! كيف يفكر هذا الرجل وهي من اعتقدت أنه ربما يؤجل اجتماع اليوم !!
حاولت أن لا تظهر أي تأثر بصوتها وقالت بلا اكتراث :-
_ أيه المشكلة ؟!!
رجع آسر بظهره للخلف وتنهد بارتياح ونظرة متسلية :-
_ وقت الاجتماع مش هتكوني موجودة ، هتفضلي قاعدة برا المكتب لحد ما اخلص وبعدين هتتفضلي تدخلي تنوري المكتب تاني يا آنسة سما...ما غلطتش فيكي اهو عشان ما تقوليش بطردك
اجفلت من حديثه وتوجهت نظرتها له بحيرة...قالت :-
_ انا فاكرة مرة أنك قلت هتخليني اتعلم واكون موجودة في الاجتماعات عشان افهم كل شيء عن الشغل...كلامك اتغير !!
أخذ آسر قلمه الحبر وحركه بين انامله بتسلية ونظرة ماكرة...مرت ابتسامة خفيفة على شفتيه وقال بهدوء :-
_ لو حبيتي تعرفي حاجة تقدري تسأليني أنا ، وهجاوبك على أي سؤال حتى لو ماكنش ضمن شغلك...
توقفت نظرتها بحيرة وحاولت أن تفسر سبب هذا الموقف الغامض منه !! قالت بثبات :-
_ مافيش مشكلة طبعا...
قال آسر بسخربة:- وبالنسبة للمناديل هجيبلك احسن منها !!
ابتسمت بنظرة ساخرة من جملته واجابت بتحدي :-
_ لأ شكراً ، النوع اللي أنا عايزاه هعرف اجيبه حتى لو ملقيتهوش هنا
تأججت نظرة آسر بعنف ورمى القلم من يده وذهب اليها فنهضت من مقعدها...نهوضها كان خط دفاع لقوتها ولكنها تعترف سرا أنها ترتجف من التوتر....اتقدت عيناه بشراسة وهتف :-
_ مكنتش أعرف أن النوع ده عاجبك أوي للدرجة !!
أجابت سما بثبات :- مريح ولطيف
صاح آسر من بين اسنانه بعنف :- أنتي عايزة ايه بالضبط ؟! عايزاني اطرده ؟! دي مش صعبة عليا على فكرة
ضيقت عينيها عليه بحدة وقالت :- ده افتراء!! هو عملك ايه عشان تطرده؟!!
هتف بعصبية:- حاطط عينه على حاجة مش من حقه...
لم تفهم سما ما يقصده بشكل تام فقالت بغيظ:-
_ انا مابحبش الظلم ولو ده حصل أنا همشي كمان..
احترقت عيناه من الغضب وهتف :- اااه ، زعلانة عليه طبعا !! ، واظن هتتقابلوا برا مش كده ؟!
اتسعت عين سما بصدمة حتى أشارت له وقد ادمعت عيناها بعصبية :-
_ آخر مرة تكلمني بالشكل ده ، أنا عمري ما عملت كده مع حد ولا كلمت حد ، يمكن آه يتيمة وماليش حد يسألني بس محترمة وعارفة حدودي...وأنت مالكش أنك تتكلم معايا بالطريقة دي ومالكش عندي غير الشغل وبس....خليك فاكر كويس يا باشمهندس أني كنت بحترمك وبقدرك وكنت بعمل كل اللي اقدر عليه عشان ما اغلطش في أي حاجة بس بعد اسلوبك معايا بجد بقيت اكره الشغل وبقى تقيل على قلبي...
هرب بعيناه من دموعها التي انزلقت على خديها ثم قال بضيق :-
_ اسلوبي معاكي سببه أني خايف عليكي...
هزت رأيها وقالت بمرارة :- آه عارفة ، بأمارة الطريقة اللي كلمتني بيها قدام باشمهندسة ندى !!
تساءل بعصبية:- لما أنتي عزمتيها ماجاتش ليه وهو اللي جه ؟!
اجابت سما وهي تمسح عينيها :-
_ هي اعتذرت عشان والدها مريض وبتفضل جانبه اكتر الوقت..
تابع ذات العصبية :- يوم خطوبة جاسر كان واضح أنك مبسوطة بحضوره !!
هتفت به وهي تبكي وعادت دموعها اعنف من السابق :-
_ تصدق صح !!! ده حتى لما أنت اختفيت انا مشيت وسيبت الخطوبة وهو كان لسه موجود...
ندمت على قولها هذا فاغلقت عيناها وعنفت نفسها وجلست على مقعدها واجهشت بالبكاء....
تؤلم قلبه ببكائها ولكن ابتسم من قولها...اخفى ابتسامتها وناولها منديلا ورقيا وقال :- بطلي عياط بقى
هزت رأسها بالرفض وهي تنظر للأسفل فقال بأعتذار:- أنا أسف
لاحظ من نظراتها أنها لم تقبل اعتذاره فكرر بابتسامة وهو يجثو أمامها :-
_ انا مش ببقى قاصد ازعلك...بس فعلا أنا مش عارف بيحصلي ايه !!
توقفت عن البكاء وتطلعت به بصمت...ما هذه الرقة التي يتحدث بها ؟!!
استقام آسر واعتدل في حديثه وقال بغموض :-
_ أنا عصبي...عارف...بس فعلا أنا خايف عليكي...من كل حاجة...واولهم أنا...
اجفلت عينيها من كلماته حتى تهربت نظرته منها وعاد جالسا أمام مكتبه وقال دون أن ينظر لها :-
_ نكمل شغل ولما الاجتماع يبتدي اعملي زي ما قولتلك
قالت بحيرة :- طب وهفهم أزاي الشغل المفروض اكون موجودة !!
تنهد وكأن هموم العالم على كتفيه وقال :- هفهمك أنا اللي محتاجة تعرفيه...
راقبها وهي تعود للعمل بعدما توقفت عن البكاء بينما ذهنه شاردا بعدة أشياء....كيف يخبرها أنه يعشقها ويغار عليها بجنون...كيف يخبرها أنه لم يتخلص بعد من عقدة الطفولة الذي تركها له والداه....احبها رغم كل شيء...رغم أنه تعهد قديما أن لا يحب....النساء تستطع التظاهر بالحب...تستطع النسيان...تستطع الخداع...هذا ما ورثه عن والديه...ارث قد تأثث عليه منذ سنوات...سيواجه صعوبة شديدة حتى يتخلص منه وهذا أن استطاع...
                                               *********

امبراطورية الرجال ... للكاتبة رحاب ابراهيمWhere stories live. Discover now