الفصل التاسع عشر

86.9K 3.5K 131
                                    

# إمبراطورية_الرجال
# الفصل_التاسع_عشر

استغفر الله عدد ما كان وعدد ما يكون وعدد الحركات والسكون..
اللهم صلِ وسلم وبارك على محمد ...٣مرات
سبحان الله ، الحمد لله، ولا حول ولا قوة الا بالله
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤

لو رفضتي..هخطفك
فغرت جميلة فاها بدهشة..التسلية والتحدي بعيناه تنذر بالخوف منه..ابتلعت ريقها بقلق وابتعدت عنه مسافة أمان...للحظة كرهت ذلك الرداء الذي افصح المجال لأنوثتها كي تتحدث عن نفسها..وتلك المساحيق الناعمة الذي ابرزت ملامحها بإغراء وفتنة..ولكنه قبل ذلك كان مصمما أيضاً !!
ودقة شقية تبتسم بالقلب وتقل احبه !! ترى يا قلب لمن تدق؟! كانت  بشرودها ترمقه بين الحين والآخر...وكان يراقب تيهتها مبتسما بثقة..أكثر ما يغري الرجل بالمرأة ليس تعمد اظهار الفتنة بل الأكثر إغراء إمرأة فاتنة تتخفى عن الأعين....تخبأ نيرانها لقلب ستسكنه...تشجعت جميلة وأظهرت قوة اعترفت سرا انها لم تملكها :-
_ قول اللي تقوله...لا هبقى ليك ولا هتكون ليا ولو ليوم واحد....أنا عندي أموت ولا اتجوز واحد عينه زايغة زيك..
رفع أحد حاجبيه بتعجب لأصرارها على الأبتعاد وهجر مشاعرها فتساءل:-
_ هو أنتي كنتي شوفتيني مع غيرك عشان تحكمي عليا ؟! وبعدين كنت فاكرك أذكى من كده !! البنت الذكية هي اللي ماتفكرش في الماضي ، تفكر أزاي اللي جاي يبقى بس ليها...تفكر أن اللي عرف بنات كتير لو أختارها وساب كل اللي حواليه يبقى اكيد عايزها مش مجرد تسلية...أنا مطلبتش اقابلك في السر ، أنا اتقدمت رسمي وأظن ده يثبت حسن نيتي...
تمنت لو يكن صادقـاً......تمنت أن كان يقصد الحقيقة في كلمات دفاعـه عن نفسه.....تمنت لو استطاعت أن تنظر له دون أن تقلق من كذبه....
قلقت أن يظهر بعيناها بعضاً من اختلاس الصدق بحديثه..انحدرت نظرتها للأسفل كملجأ للهروب من عيناه التي لا تعرف سوى تعري افكارها...واخطر أنواع الهروب هو هروب القلب من نبضه الذي أحب.....اقترب إليـها بغمرة شرودها..لم يكن الاقتراب خطراً ولكنه يربك الأنفاس.....قال بابتسامة ظهرت صافية !! ، كأنه يدعوها لبدء صفحة جديدة لطريق يجمعهما معاً :-
_ أنا شايـف أنك تدي لنفسك فرصة ، مكنش في أي سبب ممكن يجبرني أني ارتبط ببنت أنا مش عايزها....خصوصا أن عمري ما فكرت ارتبط أصلًا....
أتى وقت السؤال الذي لطالما طاف بعقلها وأربك دفاعتها أمامه...قالت بحيرة وتمنت إجابة مقنعة :-
_ اشمعنى أنا ؟!! اكيد أنا مش أحلى واحدة عرفتها !!
ابتسمت وظهرت اسنانه الناصعة من بين شفتيه...هل يوجد من يدخن السيجار وتكن أسنانه بهذا البياض؟! لم تتعرقل الإجابة بعيناه ولا بتفكيره بل وكأنه كان يعرف أنها ستقل هذا...أجاب بنظرة امتزجت بين الصدق والغموض :-
_ القلب ما بيحبش الأحلى....بيحب الأقرب ، والقرب مش بالسنين...القرب بيبقى متقسم بين اتنين في ضي العين محفوظ...شوفتك قريبة في عز ما كنت أنا نفسي بعيد عن نفسي..
وابتدا وصال القرب وابتدت الحكاية......حكايتنا

« وآه يا قلبي لو كان صادقاً....لأعدن عيناه ببحور العشق غارقاً »

انحرفت خفقة بالقلب مالت على الآمال...وسارت على شفتيها بابتسامة مترددة نعم ولكنها حقيقية.....لمعت عيناها بضياء لم تستطع إخفائه....فمن نحن لنخفي ابتسامة روحنا والروح هي من تُحيينا ؟! تسكن بها كل أمانينا
احتوت عيناه ملامحها بغزو يكتسح مناطق كانت مظلمة بداخله...لم يستطع التفريق أن كانت رغبة أم اشتياق لدفئها.....مثل الطائر المحلق لأول مرة....لا يعرف أن كانت ارتجافتها ناتجة عن شغف التحليق أم خشية السقوط!!
قال لها بصوت قصده مثيراً :-
_ عايز أقولك أن الأسبوع اللي غيبتي فيه من الشغل...وحشتيني أوي...ماكنش ليا نفس لحاجة.
هذا كثيراً على مقاومتها...اخفت ارتباكها بقوة هائلة وقالت بثبات وهي تتحاشى النظر إليه:-
_ راجعة الشغل بكرة بأذن الله....
تنمرت عيناه على ثباتها المصطنع وابتسم بمكر قائلًا :-
_ محضرلك هدية أول لما توصلي بكرة...على ذوقي
وتابع بنبرة أشد مكراً :-
_ هتكون فرصة كويسة شغلنا مع بعض اننا نتكلم براحتنا...عايز اتكلم معاكي في كل شيء....خلاص...فترة قليلة وهتكوني..مراتي
نطق آخر كلمة ببطء مقصود...كأنه يتلذذ بتذوق مذاق الكلمة بفمه ، فأمران لا ثالث لهما ، إما أنه خبير بما يكفي بما تفكر به النساء أو أنه صادقاً بالفعل...ليته ما قال هذا فقد تاهت نظرتها للحظات...فتساءل بتعجب :- خايفة؟!
اجابت بصدق :-
_ أي بنت بتخاف قبل الخطوة دي...مش المسؤولية اللي بتخوف...الأختيار هو اللي بيعيشنا في خوف دايمًا..بالذات لما نكون مش واثقين..
عقد ساعديه أمام صدره فبدا طويلًا اكثر مما تظن...قال :-
_ مافيش شيء مضمون ، والخوف لو اتملك مننا الفرحة مش هتقرب ، زي اللي نفسه يعوم في البحر وخايف ليغرق ويموت !! رغم أنه لو ادى لنفسه فرصة وفكر هيعرف أن الموت هيجي سواء على الشط أو في الميه.
فلسفة استخدمها لأقناعها...مابات يعرف أن كان يقنعها أم يقنع نفسه!!
      « ابتسمت ببطء...وشقت الابتسامة طريقاً للصدق »

امبراطورية الرجال ... للكاتبة رحاب ابراهيمWhere stories live. Discover now