الفصل التاسع و الأربعون ج٢

78.7K 3.7K 154
                                    

#الفصل_التاسع_والأربعون الجزء الثاني من الحلقة
#إمبراطورية_الرجال

استغفر الله عدد ما كان وعدد ما يكون وعدد الحركات والسكون..
اللهم صلِ وسلم وبارك على محمد ...٣مرات
سبحان الله ، الحمد لله، ولا حول ولا قوة الا بالله
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤

لا يخاف القلب من كثرة الدموع ربما لأن أملًا مرتسمُ بالآت....بينما يدق القلب خوفاً بعد الابتسامات....يخاف القلب أن تزول الضحكة ويبقى القلب على ما هو عليه من أحزان !!
منذ ذلك الأتصال المريب وهي تحاول بكامل جهدها أن تتناسى الأمر...فربما أراد أحد المزاح معها...أو ربما أي شيء سوى أن يكن "حسام" لا زال على قيد الحياة !!
بعدما ذهب زوجها "وجيه" لعمله بهذا الصباح وهي تطوف بأنحاء القصر...تأمر بترتيب وإزديان كل شيء استعداداً لمجيء الشباب مع زوجاتهم...حتى أخبرها أحد الخدم باتصال ينتظرها....وقفت "للي" ساهمة لدقيقة...لمَ قرع قلبها خوفاً فجأة !!
مضت بالردهة الواسعة واقتربت من الهاتف الأرضي المثبت على طاولة خشبية من خشب الزان الفاخر...وجدت سماعة الهاتف جانبًا والاتصال مفتوح....رفعت السماعة بتوتر حتى صدق حدسها وآتاها ذات الصوت مجددًا.....قال :-
_ القدر جمعنا تاني يا للي ، يمكن كنت نسيتك بس اظاهر أن الأيام هتجمعنا تاني ويتحقق اللي كان نفسي فيـه من أول مرة عنيا وقعت عليكِ......يومها كنتِ زي القطة اللي بترتعش من المطر والبرد....يمكن الموقف ده اللي خلاكي مميزة عندي وفضلتي في دماغي مخرجتيش...بس ما تتغريش وتفتكري أن ده حب !!
مش بحبك..... بس عايزك تبقي ملكي لوحدي...

هجم على ثباتها الرجفة العنيفة من الخوف....حدة صوته ذكرتها بالماضِ....بيوم كان أشد مَصاب أيامهــا...ذلك اليوم الذي أنقذها "راشد" من ماء البحر الذي دفعت به بيد ذلك المجنون زوجها السابق..وتلك الرحلة المشؤمة التي فقدت بها جنينها....فرت دموعها كالشلال

***عودة بالذاكرة لعدة سنوات ***
كانت عيناه مسلطة عليها طيلة الأيام الفائتة من الرحلة....لم يبالِ زوجها بنظرات رئيسه لزوجته بل وكأنه راهن على ذلك !!
وبأحد أيام الرحلة على متن يخت كبير مخصص لذلك...مرت للي بعد الغداء بأحد الممرات العلوية باليخت وتركت الجميع الذي لم ينفكوا عن السُكر والعربدة طيلة الأيام الماضية....وقفت وتمسكت بأناملها الفاصل الحديدي بينها وبين المياه....انزلقت دموعها بعذاب ولا تعرف متى تنتهي كل هذه الآلام التي تغمر قلبها للعمق...تنهدت ببكاء كتمته لسنوات ونظرت للسماء قائلة ببكاء وهي تتحسس بطنها المنتفخة من الحمل :-
_ يــارب....نفسي ارتاح ، أنا مش عايزة أبقى زيهم ، ارزقني راحة البال يارب وانقذني من حسام واللي معاه..
أتى صوت فجأة من خلفها فاستدارت بخوف لتجده "راشد" بنظراته الملتهمة لجسدها....أقترب منها وقال ببسمة ماكرة :-
_ وزعلانة ليه من اللي مع حسام ؟!! لو طاوعتيني هخلصك من حسام للأبد...
ابتعدت للي عنه بكره لم تستطع اخفائه فجذبها من معصم يدها بقوة إليه وهمس بصوت كالفحيح :-
_ أنتِ فيك حاجةِ مميزة مش فاهمها !! يمكن عشان بتتمنعي ورفضاني! مش شايفة جوزك مقضيها أزاي ولا أنتِ حابة تعيشي في دور الزوجة المغلوبة على أمرها ؟! في إيدك تنتقمي منه لما تبقي معايا ، هخلصك منه وهحميكي أنتِ والجنين اللي في بطنك ده
تملصت من قبصته حتى استطاعت دفعه بعيدًا عنها بنظرة احتقار واضحة وهتفت بعنف :-
_ يمكن أنا بكرهه واتمنى الموت ولا أني استمر معاه اكتر من كده  لكن ده مش معناه أني ابقى زيه وزيك.. قذرة !! أنا بتعذب وأنا معاه ودي حقيقة بس ربنا مش هيسيبني أنا متأكدة...أنا بحتقركم كلكم...كلكم أقذر من بعض وعمري ما هكون زيكم !
راشد بسخرية ونظرة غاضبة :- يبقى خليكي في اللي أنتِ فيه ، اوعي تفتكري أني مش قادر أطولك !! ، جوزك ده ممكن يبيعك ليا في دقيقتين ولا هيهمه لكن أنا عايزك بمزاجك...كيفي كده
هتفت "للي" بشراسة وفاضت دموعها بألم :-
_ لو على موتي مش هعمل كده ، مش هرخص نفسي..مش مستعدة أخسر آخر حاجة لسه موجودة وما اتكسرتش...أحترامي لنفسي.
جاوب "راشد" بإزدراء واستهزاء:-
_ شعارات فارغة ، وتفكير غبي...هعتبر أن الكلام ده ماسمعتهوش وهديلك يوم واحد كمان تفكري لأني هاخدك يعني هاخدك..

امبراطورية الرجال ... للكاتبة رحاب ابراهيمWhere stories live. Discover now