الفصل السابع و الأربعون

88.6K 3.4K 235
                                    

#الفصل_السابع_والأربعون
#إمبراطورية_الرجال

استغفر الله عدد ما كان وعدد ما يكون وعدد الحركات والسكون..
اللهم صلِ وسلم وبارك على محمد ...٣مرات
سبحان الله ، الحمد لله، ولا حول ولا قوة الا بالله
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤

تسللت نظرة آسر إليهـا بشيء من العشق والكبرياء....لا زالت كلماتها تدور بأذنيه وبعقله...لا زال هذه الهواجس تُشكل حاجز كبير بينها وبينه....
تركهم بالمكتب وخرج بخطوات سريعة ليستجمع شتات فكره....التفتت سما بنظرة قلقة من انسحابه المحير هذا !
نظر الشباب لبعضهما البعض حتى انتبه وجيه لذلك ولكنه لم يريد أن يشكك سما بالأمر...قال بلطف :-
_ هترجعي شغلك مع آسر ، خالد يعتبر قدم استقالته ، بس شغلك هيبدأ من بعد الخطوبة عشان ترتاحي شوية بعد اللي حصل..
ما كان ينقصها هذا الخبر لتزيد حمرة خديها بحياء شديد....هذا كثير على قلبها...تُهديها الحياة الأماني دفعة واحدة وهذا شيء يُخيفها!!
العودة للعمل معه كانت أمنية مختبأة....للآن لم تصدق أنها ستكن زوجته بعد أيام معدودة...
تمنت أن يتركها الجميع لتنفرد مع فكرها ودقات قلبها المتسارعة ، وتترك لابتسامتها وخجلها العنان..
أهداها "وجيه" نظرة قريبة لنظرة الأبوة ثم خرج ومعه الشباب....
مالت سما برأسها مجددًا على ذراع الأريكة....لم تعطي لأنسحابه كثيرًا من الشك بل دعمت فرحتها بابتسامة حالمة للعمر الآت معـه...لكل شيء تمنت أن يشاركها به...
ابتسمت...ورسمت بالقلب أيام تنتظرهما..
                                 **********
دخل مكتبه بنظرات مرتبكة...حائرة...شيء يدفعه للهجر والف شيء يقربه اليها....ما أصعب الأختيار عندما يكون بالأمر عشق !
دلف يوسف للمكتب ، أتى لآسر خصيصاً.....وقف أمام مكتبه قائلًا بشيء من الضيق :- أنا مش عارف ليه أنت مش عايز تفرح ؟!
تطلع به آسر وهو يجلس على مكتبه بتنهيدة ثقيلة وأجاب بعتاب:-
_ في حد مش عايز يفرح ؟!
أكد يوسف :- أنت....لو أي حد مكانك كان زمان الفرحة مش سيعاه !! يا آسر أنت مش بتشوف نفسك وأنت بتتعامل معاها !
آسر بضيق :- صدمتني يا يوسف لما وافقت على خالد !! لحد دلوقتي مش عارف انسهالها ، ولا هسامح نفسي أن دموعي نزلت بسببها !! شيء صعب عليا أوي..
يوسف بحدة :- أنت اللي خليتها تعمل كده ،ومتنساش أنك خطبت شاهي وسيبتها !!
آسر بعصبية :- الفترة اللي رجعت واشتغلت معايا لمحتلها أني محبتش شاهي ، وقرار الخطوبة كان لظروف خاصة...انا روحتلها يا يوسف واعترفتلها أني بحبها وهخطبها...على الأقل لو كان لسه جواها زعل مني كانت سألتني واتكلمنا...عاتبتني...حتى لو بعدت كنت هحترم قرارها...لكن ما قالتش حاجة ، أي حاجة !! ومجرد ما خالد اتقدملها وافقت !!
دي كانت عايزاني أمضي على عقد جوازها كمان !!
للأسف يا يوسف في حاجات بتتكسر جوانا حتى الحب مابيعرفش يرجعها...
زفر يوسف بضيق وقال :- صارحها يا آسر...قولها السبب اللي خلاك تبقى كده...
انتفض آسر من مقعده بنظرة شرسة وقال :- أنت بتقول ايه ؟! أقول أن أمي كانت....
ظهر العذاب بعين آسر بعد هذه الجملة....
الأم دائمـًا أكثر ما يؤثر بحياة الطفل...تعطيه ما تشعر به...فإذا كانت فاقدة لكل شيء أفقدت طفلها النشأة السوية...
تحدث يوسف بنظرة حنونة :- هي هتكون مراتك ، يعني سرك وأقرب ليك مننا كلنا ، اتكلم وفهمها وأنا متأكد أنها هتفهمك وهتقدر...
نمت نظرة آسر عن آلالام مختبأة...تتخفى وراء الجمود والقسوة...تحدث :- في حاجات ماتنفعش تتقال ، خصوصا لما تكون تمسنا بالشكل ده ، قرار عمي بالخطوبة مكنش ينفع دلوقتي...بعد ما الثقة اتكسرت مابينا ، مش هنكر أن في حاجة جوايا فرحانة بالقرار ده....بس في حاجة تانية رافضاه!! أنا تايه يا يوسف ومن كتر ما كتمت جوايا كلام كتير من صغري مابقتش حمل أي وجع حتى لو في كلمة!!
يوسف بحيرة :- طب هتعمل ايه ؟! مش معقول هتفضل كده !!
صمت آسر لدقيقة ثم قال :-
_ هسيبها للظروف...انا ما اعترضتش على الخطوبة...حتى ما قولتلهاش أن القرار ده قرار عمي...عشان ماتزعلش
ربت يوسف على كتف آسر قائلًا :- كل شيء هيتصلح بأذن الله...
                            ************
**بمكتب جاسر**
دلف جاسر لمكتبه فوجد جميلة منكبة على بعض الأوراق لتدرسها وتفحصها.....نظرتها واضحة أنها لاتنظر لما أمامها ولكنها شاردة بعالما آخر...يعرف سبب حيرتها وهذا الحزن بعينيها.....
أقترب ببطء حتى سحب مقعد وجلس امام مكتبها....كانت تتجنب رؤيته ، والنظر اليه ، الاهتمام لوجوده أشد ما اخفته...حتى قال وبعينيه نظرة اعتذار:-
_ نفسي تنسي اللي فات
استمرت في النظر للأوراق ولم تجيبه بل كانت اجابتها اللامبلاة....قال بحدة :- جميلــة !! احنا محتاجين نتكلم
رفعت رأسها بنظرة منفعلة ودفعت الأوراق على مكتبها بعصبية وقالت :-
_ نتكلم في ايه ؟ أنت عملت اللي أنت عايزه ؟ خطبتني بالغصب وخلتني أخاف من كلام الناس....كنت همشي بكرامتي وبهدوء ،ومن غير ما اجرحك لكن وصلتني لنفس البداية معاك ، هتجوزك غصب عني عشان كلام الناس وكرامة الراجل اللي رباني وجمايله مغرقاني....ماتفتكرش أن الموافقة كانت برضايا !!
جاسر بضيق وعصبية :- يعني أنتِ عايزة تفهميني أنك رافضة تتجوزيني؟! وأن فترة الخطوبة اللي فاتت كانت غصب عنك ؟!
ادمعت عينيها رغما وقالت :- ادتيلك فرص كتير ، بس واضح أنك لسه مش عارف تبقى انسان ينفع اثق فيه ، بص ياجاسر أنا مش هنكر وأقول أني كنت موافقة على الجواز وبرضايا...كنت مبسوطة وأنت بتقوى عشاني بس موضوع الفيديو لغبط كل حساباتي...أنت ضعفت وأنا معاك !!
هتف جاسر بعصبية :- اثبتلك أزاي أني ما ضعفتش ؟!
جميلة بدموع :- أنت بنفسك اعترفت أنك غلطت مرة قبل موضوع الفيديو ، مش عارفة أنسى كلامك !! أنا مش قوية كفاية عشان استحمل الخيانة وأصبر عليها ! ولا في حب ممكن يخليني اسامحك لو خونتني !
شوية الثقة اللي اتبنوا جوايا الفترة اللي فاتت وقعوا وكل شيء راح....حتى لما وافقت مكنش قلبي اللي قال آه...كل الظروف اللي حواليـا مخلتنيش أقدر أقول لأ...
نهض جاسر من مقعدها بتنهيدة عميقة....واقترب اليها بضع خطوات حتى استند بيده على حافة مكتبها الخشبي وقال بصوت ظهرت به نبرة حنونة :-
_ الظروف اللي خليتك توافقي دي دعواتي أنك ما تسبنيش...أنتِ بالنسبالي قارب النجاة لحياة نفسي اعيشها...متمسك بيكِ عشان أعيش ولو عايز أفضل غرقان كنت سيبتك !!
ثقتك فيا هرجعها واكتر من الأول ومع الوقت ، والمرادي أنا اللي هصبر عليكي لحد ما ترجعيلي تاني...اعتبري ده اتفاق ما بينا..خدي وقتك
نظرت له بنظرة سريعة ثم انسحبت نظرتها لجهة أخرى....مع اخلص أمانيها أن يكن صادقا.....
                             **********
مر اليومان.....وأتت الخطوبة بفترة المساء....
بغرفة حميدة حيث تجمع الفتيات مع للي وقد اتمت للي زينتهنّ.....ثم اقتربت لسما التي التمعت عينيها بسعادة غامرة ولكن يبدو وكأنها تخاف أن تظهرها فالتزمت الصمت على غير عادتها.....قالت لها للي :-
_ أجمل مرة شوفتك فيها يا سمكة....أنتِ فرحانة وباين عليكي...
ابتسمت سما بحياء ثم قالت :-
_ فرحانة أوي....بس بقيت بخاف اتعشم زيادة في الفرحة...اصل أنا يا أفرح أوي يا ازعل أوي....
تطلعت بها للي بمحبة وقالت برقة :- لأ أفرحي عشان هو بيحبك بجد
اتسعت ابتسامة سما بسعادة حتى دلف سقراط للغرفة ونظر لهنّ بمرح قائلا :- يلا يا ولية أنتِ وهي عشان نخلص
ارتفع ضحكات الفتيات ثم أخذ سقراط رضوى وسما وخرج معهم حيث الحفل بصالة المنزل البسيط....
                             ************

امبراطورية الرجال ... للكاتبة رحاب ابراهيمWhere stories live. Discover now