الفصل التاسع والعشرون ج١

77.6K 3.3K 84
                                    

#إمبراطورية_الرجال
#الجزء_الأول_من_الفصل_التاسع_والعشرون

خرجت حميدة من المكتب وانفجرت من الضحك قائلة :-
_ حلاوتك يا سمكة ده انتي هتخليه يخبط دماغه في الحيط...
ضغطت على زر الاتصال وهي تكتم ضحكتها بالكاد...

**بغرفة السطوح**
كانت سما ممددة على الفراش بأعين دامعة.....تضع احتمالات كثيرة لردة فعلـه...غير واثقة تمامـا أنه سيغضب اشتياقـاً بل توجست أن يتقبل الأمر بلامبالاة...يتقبل الغياب !!
الأكثر ألم هو تقبل الغياب بين الأحباب...تقبل الفرقة والهجر حتى لو مؤقتاً
تنهدت بالم يشق صدرها من ثقله....تأففت من هذا الركود الذي يجعل افكارها تعصف بجميع الاتجاهات فنهضت لتشغل نفسهـا بأي شيء...قررت تنظيف المكـان...
كادت أن تخرج من الغرفة حتى انتبهت لرنين هاتفـها...توجهت إليـه بخطوات كسولة حتى تفاجئت أن المتصل "حميدة"
ابتلعت ريقها وفكرها يتخبط بين الأمل وفقدانه...أجابت سريعاً :- الو؟
احبت حميدة التلاعب بالحديث قليلًا فقالت بخبث :- 
_ عاملة إيـه دلوقتي يا سمكة ؟
الهدوء التي تتحدث به حميدة لا يبدو أنه سيريح قلبهـا وأن ما تنتظر سماعه قد حدث...أجابت بيأس :- كويسة
غمغمت حميدة بشيء لم تستطع سما كنّه أو الانتباه لـه فتساءلت :-
_ مش سامعة...بتقولي إيـه ؟!
ابتسمت حميدة بمرح وأجابت:- خايفة عليكي تيجي بكرة والله
تعجبت سمـا ودق قلبها بتوتر هائل...قالت بتلعثم :-
_ ليـه حصل إيه ؟! طردني ؟!
قالت حميدة بضحكة :- بصراحة اللي يشوفه يقول كده بس هو اتعصب أوي عشان ما اتصلتيش بيه وعرفتيه أنك هتغيبي....اتعصب زيادة عن اللزوم بصراحة..
اطرفت سما بظل ابتسامة وقالت بلهفة :- طب وده معناه إيه ؟
قالت حميدة بصدق وهي تجلس على مقعدها امام المكتب :-
_ بيقول أن في حاجة من ناحيته...حسيت كده ، أنا بقولك كده عشان عارفة نفسيتك عاملة أزاي بس ده يخليكي تبدأي تتقلي بقى وتعرفيه أنك مش سهلة...
قالت سما بحيرة :- طب اعمل إيه دلوقتي ؟! اتصل بيه ولا أطنش ؟
صمتت حميدة للحظات ثم قالت :-
_ سبيه النهاردة وكده كده بكرة شبكتي ومش جاية الشغل أصلًا ، اعتبري نفسك اجازة معايا ولو كلمك في الخطوبة أبقى اعتذري بس بطريقة جد أوي...ماتحسسيهوش انك مهتمة..
ضيقت سما عينيها بابتسامة خبيثة وشعرت برغبة عارمة بالقفز فرحا فقالت :- فهمتك يا حميدة يا عسل ، مش هكلمه خالص خالص ،وهعمل كل اللي هتقوليلي عليه بس قولتيله سبب غيابي إيه ؟
اجابت حميدة بضحكة :- ماقولتش عشان احيره شوية ، لما يسألك قوليله أنك كنتي مضايقة شوية ومخنوقة من الشغل لدرجة أنك فكرتي تقدمي استقالتك...خوفيه عشان يبطل يعلي صوته عليكي
سما بسخرية :- ما انا عملت كده من كام يوم وفعلًا بقى كويس يومين ورجع أسوء من الاول....أنـا بس لو أعرف اللي بيضايقه مني مش هعمله..
حميدة بدهشة :- لازم يكون ليكي شخصية معاه أكتر من كده يا سمكة ماينفعش آمين كده في كل حاجة !! عمومـا لما ارجع من الشغل لينا كلام تاني....هسيبك دلوقتي بقى مع السلامة...
اغلقت حميدة الهاتف بابتسامة وقد تأكدت من ضحكة سما أنـها كانت تتلهف لسماع ما حدث....غريب أمر الحب !!

امبراطورية الرجال ... للكاتبة رحاب ابراهيمOpowieści tętniące życiem. Odkryj je teraz