الفصل السابع و الثلاثون

79.9K 3.2K 119
                                    

# الفصل _السابع_والثلاثون
# إمبراطورية_الرجال

استغفر الله عدد ما كان وعدد ما يكون وعدد الحركات والسكون..
اللهم صلِ وسلم وبارك على محمد ...٣مرات
سبحان الله ، الحمد لله، ولا حول ولا قوة الا بالله
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤

لمحت حميدة خروج سما الذي توجهت فور خروجها من مكتب آسر إلى المطبخ الخاص بالمكتب...
تركت حميدة ما بيدها ونهضت سريعا وتركها يوسف دون سؤال فقد توقع ما حدث ولا ضرورة لتساؤله...

**بالمطبخ**
توجهت سما لملء كوب ماء ترتشفه من جفاف ريقها حتى ما كدت أن تمسح عينيها لتجد أن حميدة تربت على كتفها بلطف...استكانت قليلًا ثم ارتمت بين ذراعي حميدة ببكاء شديد...قالت حميدة بضيق :-
_ كنت متوقعة ، هو قالك ايه المجنون ده؟!
ظلت سما تلتقط أنفاسها من البكاء للحظات حتى وقفت معتدلة تمسح عينيها وأجابت :-
_ أنا مش بعيط من اللي قاله ، أنا بعيط لأني زعلانة من نفسي ، كنت جاية وناوية على حاجات كتير أولها أني خلاص هرميه ورا ضهري وابص لمستقبلي وحياتي بعيد عنه ، لكن النهاردة....
النهاردة اديلته فرصة يتكلم !! كنت عايزاه يقول أي حاجة !! خالد قريبه جه فجأة وقالي أن آسر زعقله...قاله أني مابفهمش في الشغل ومش هنفع اشتغل معاه !! ليه بيعمل كده ليــه ؟!
حميدة بعدما أخذت تنهيدة عميقة اشغلت حيز من فكرها :-
_ خالد مش سهل يا سما ، بدليل أنه قالك حاجة المفروض مكنش يقولهالك اصلًا ووقع بينك وبين آسر أكتر!!
لو ده انسان كويس كان على الأقل فهم من آسر الموضوع على أنفراد...
سما بحدة :- مش يمكن ربنا عمل كده عشان يكشفلي آسر اكتر !!

_او يمكن ربنا عمل كده عشان يكشفلك خالد والاعيبه !

التفت كلًا من سما وحميدة لمصدر الصوت الذي قال هذه الجملة حتى هربت سما بنظرتها لجهة أخرى بضيق عندما وجدته آسر!!
اقترب منهما بخطوات تبدو هادئة ولكن عينيه تقل أن بداخله صراع الوحوش يحتدم...كرر جملته مرة أخرى بنظرة تقل الكثير :-
_ يمكن ربنا كشفلك خالد نفسه واد إيه هو انسان مش أمين حتى على الكلمة اللي ممكن تتقاله !! ماتفتكريش أن عرض الشغل اللي قدمهوله كان عادي !!
نظر آسر لحميدة بعصبية وقال :- قولي لصاحبتك يا آنسة حميدة خالد كان بيعمل إيه في الشركة قبل عمي ما يخليه يمضي استقالته ! قوليلها كان بيتقال عليه ايه !! قوليلها أنه مش امين عليها ويتخاف منه...قوليلها أنتي عشان هي مابقتش تصدقني في أي حاجة...
تابع بألم ظهر بعينيه :- قوليلها يمكن تصدق وتقتنع أني خايف عليها وأن أسوأ شيء حصلها وهي معايا هي عصبيتي !
التفتت سما اليه وردد كلمته بسخرية ومرارة :- عصبيتك !!
نظرت له حميدة بحيرة ،يبدو أنه صادق اللهفة والخوف ، من يره لا يصدق غير انه عاشق يغار على محبوبته !! هناك شيء مخفي خلف هذا الشخص ولابد أن تعرفه....
قالت حميدة بمكر :- أنا معرفش عن خالد غير قليل جدًا ، المفروض هو قريبك وأنت عارفه كويس ولو حاسس أنه مش تمام تفهمها بهدوء وتقولها كل اللي عندك مش تتعصب بالشكل ده ؟!
تطلعت سما بنظرة ضيقة مذهولة إلى حميدة حيث نطق آسر منفعلا :-
_ لو هتسمعني وتصدقني وتصبر عليا مستعد اتكلم معاها
هتفت سما بعصبية :- بعد اللي قلته عليا وقلته قدامي مش عايزة اسمعك ، وفر كلامك لنفسك..
تركتهم سما وذهبت مبتعدة عنهم ، راقب ابتعادها بعين تتعذب حتى قال بألم :-
_ كلكم زي بعض
ابتعد هو الآخر وخرج من المكان ليترك حميدة تطلع بالفراغ بحيرة بعدما استمعت لجملته الآخيرة !!
خرجت من المطبخ وهي تتحدث بتمتمة مع نفسها حتى لاحظ يوسف ذلك وتعجب من أمرها...استندت بذراعيها على المكتب وبدت شاردة للبعيد....تساءل يوسف :- مالك ؟
نظرت له حميدة للحظات ثم قالت بغموض :- يوسف...هو آسر كان في حياته واحدة قبل كده ؟ يعني حب قبل كده أو مر بتجربة حب فاشلة مثلًا؟
تعجب يوسف من طرح هذا السؤال فأجاب :- آسر !! آسر عمره ما كان له علاقة مع بنت سواء حب أو ارتباط حتى البنت اللي خطبها عرفت منه امبارح انهم فركشوا
حميدة بتفاجئ :- فركشوا !! هما لحقوا !
نظر لها يوسف بشك فقال:- مش عارف الاسباب بالضبط بس ده اللي عرفته وعموما آسر اصلًا عمره ما عجبته شاهي ولا لفتت نظره ابدا واستغربنا من خطوبته المفاجأة وكويس أن ده حصل قبل عمي وجيه مايعرف والا كانت هتبقى مشكلة...
حميدة بتساءل :- ليه مشكلة ؟!
احلب يوسف بصدق دون حساب للنتائج :- شاهي كانت بتعرف خالد وبتروحله الشركة وهي السبب أن عمي وجيه طرده قبل كده...
صدمت حميدة وقالت ببطء :- معقول !! مكنتش أعرف الموضوع ده وحتى انا عمري ما شوفت شاهي دي في الشركة قبل كده !!
أجاب يوسف :- لأن مكتب خالد كان بعيد عن المبنى الاداري اللي أنتي فيه فبالتالي ماتعرفيهاش ولا شوفتيها....
نهضت حميدة عندما التمع بعقلها شيء فقالت سريعا ليوسف :-
_ طب كمل انت الشغل يا يوسف وانا هروح اسأل سما على حاجة بسرعة...
                                 *****
**بمكتب آسر**
كان قد ذهب من المكتب كاملًا وترك لها كل شيء...دلفت حنيدة للمكتب لتجد سما تعمل بجدية زائدة على الحاسوب وكأنها ستتشاجر معه...قالت :-
_ آسر فسخ خطوبته على فكرة
رفعت سما رأسها ورغم ما نهض بقلبها الا انها الزمت الهدوء وقالت :- اعمل ايه يعني ؟!
قالت حميدة بحدة :- البنت اللي كان خاطبها آسر كانت بتروح لخالد الشركة وده طرده منها قبل كده ، الموضوع ما يبينلكيش حاجة ؟!
تفاجأت سما مما سمعته حقا فقالت بحيرة :- مش عارفة قصدك ايه ؟!
حميدة بضيق :- مش يمكن خالد بيستخدمك ضد آسر عشان يغيظه ؟! واحدة بواحدة يعني ، آسر خد منه واحدة فيقوم خالد واخدة السكرتيرة بتاعته....
زفرت سما بعصبية ثم قالت :- لأ....لأن خالد عرض عليا الشغل قبل ما يعرف كنت بشتغل عند مين اصلا ، لو الموضوع فيه تحدي يبقى من ناحية آسر وده يفسر أنه فسخ خطوبته لا وكمان مصمم أني أفضل هنا!! ده يأكدلي انه بيستخدمني زي اللعبة في ايده مش عشان خايف عليا والفيلم الهابط اللي بيعمله ده !!
هو وخالد واضح انهم بيكرهوا بعض وبيتحدوا بعض ولو هختار اقف مع حد فهيبقى خالد لأنه ما حاولش يستخدمني ضد حد...
حميدة بعصبية :-
_ انا بقى شايفة انك تسبيهم هما الاتنين وتبعدي عنهم ، أنتي مش اد الحوارات دي يا سما وهتوهي ما بينهم !!

امبراطورية الرجال ... للكاتبة رحاب ابراهيمDonde viven las historias. Descúbrelo ahora