"11"

285 53 86
                                    

أقف أمام المصعد منتظرة نزوله بعقل شارد فيما سأقدم على فعله بسبب قراري المتهور بالأمس لقبولي عرض جودي حول رغبتها بزيارة لوك، فُتحت أبوابه لتنتشلني من شرودي لثواني حيث ركبت بخطوات بطيئة و أنفاس متراخية.

ضغط الزر المؤدي للدور الثالث بالمصحة حيث يقبع مكتبي الصغير، ثم إبتعدت بخطوات قليلة ليلتصق ظهري بنهاية المصعد زافرة الهواء بتثاقل، و متأهبة لما يخبئه هذا اليوم من مفاجأت .

خرجت من المصعد لأسلك الجهة اليمنى من الممر بإتجاه مكتبي.

دخلت واضعة حقيبة يدي على الطاولة و إتجهت لأجلس على الكرسي بهدوء ، طرق خفيف على الباب جعلني أعدل من جلستي لأسمح للطارق بالدخول و كانت صديقتي- ألسون- تُعْلموني بأن المدير يريد رؤيتي.

أومأت لها و إستقمت لأرتدي معطفي و أباشر بالذهاب لذلك المعتوه، أتسائل ما الذي يود قوله يا ترى ؟

صعدت الطابق الرابع و الأخير بالمصحة لأتجه لغرفة المدير -كلاوس- الذي بنظري يحتاج أن يوضع مع المرضى ليتعالج .

فور أن وقفت أمام باب غرفته فتحتها و دلفت لداخلها دون إستئذان، تعمدت فعل هذا لإغاظته كما سيفعل بي بعد دقائق .

" مرحبا بالطبيبة صاحبت الذوق الرفيع بهذا المشفى!" قال بتهكم رافعا أحد حاجبيه بسخرية، لأبتسم بدوري بتغطرس جالسة على أحد الكرسيان اللذان يقبعان أمام طاولة مكتبه دون أن يأذن لي بذلك.

" أخبرتك بأنك ذات ذوق عالي .. صحيح ؟" سأل بذات النبرة لأومأ بإستفزاز متجنبة التعقيب بكلمة .

" حسنا ليديا! " قال و شبك أصابع يداهُ ببعضهم البعض ساندا إياهم على المكتب بثبات، ريثما أعقبتُ بجدية.

"طبيبة ليديا من فضلك .. لا أحبذ رفع التكلفة بيننا! " تهكمت في نهاية الجملة قاصدة إستفزازه مع علمي الشديد بأن هذا لن يكون في صالحي البتة .

" لا أظن بأن لقب طبيبة سيقترن بإسمك بعد الأن!" قال بحزم و كان واضح على ملامحه الغضب حيث تجعد جبينه بخفة.

رمشت عددا من المرات مع فرقة بسيطة بين شفتاي تدل على مدى ذهولي!

حسنا لست متعجبة بمقدار صدمتي و مع هذا أخفيتها بسرعة لتعلوا شفتاي إبتسامة متكلفة .

" لقد سمعت هذا الكلام كثيرا من قبل، إن كان لديك شيء جديد لتضيفه .. فلتبهرني! " أردفت ناظرة له بشيء من الملل .

إبتسم هو بهدوء مرعب إثر كلماتي بينما فتح أحد الأدراج أمامه ساحبا منه ملف يحتوي على بضعة أوراق متصلة، ثم إستقام و بدأ بالتقدم ليستقر بالكرسي الذي يقبع أمامي.

تنهد بعمق قاذفا بالملف على الطاولة التي تفصل بين مقعدينا بإبتسامة خبيثة، تلاها وضعه قدما فوق الأخرى بتكبر و هو يقول بإسترسال

Unexpected || غير متوقع Where stories live. Discover now