الفصل السادس والعشرون

9.6K 370 71
                                    

الفصل السادس والعشرون من عشق الرجال بقلمى ساره مجدى

وقف تمام على باب الجناح بعد ان ودع أهله بالاسفل ينظر اليها بحب وكانت هى تنظر أرضا بخجل لينحنى ويحملها مره واحده ودون اى مقدمات لتنظر اليه بخجل وتلونت وجنتاها بالأحمر القانى وهى تقول
- نزلنى لو سمحت
ليبتسم وهو يقول
- لو اطول أفضل شايلك العمر كله ..... انا من النهارده كل هدفي فى الحياه أنى أسعدك
كانت تنظر اليه باندهاش ليسير بها من باب الجناح مرورا بالصاله الكبيرة ثم دلف إلى غرفه النوم ليجلسها على السرير وجلس بجانبها ينظر أرضا و كانت هى تنظر اليه باندهاش ممزوج بإعجاب ليقول دون ان ينظر اليها
- تعرفى انا بقالى قد ايه بحلم باليوم ده ....بقالى اكتر من اربع سنين
نظر اليها يتأمل ملامحها التى يعشقها ملامحها الذى يحفظها كظهر يده ...رفع يده يلمس وجهها برفق ثم قال
- عيونك حبايبي ...تعرفى أنى كنت بتمنى اشوف انعكاس صورتي فيهم ...زى ما انا بتمنى تشوفى قلبى المحفور فيه صورتك
كانت تستمع لكلماته وكأنها طوق نجاه ...أمل يرتسم أمام عيونها يعيد احياء ارضها التى تشققت وجفت من قله الارتواء من الحب و الاهتمام وقف أمامها وهو يقول
- يلا قومى اتوضى وخلينا نصلى ركعتين لله علشان ربنا يوفقنا فى حياتنا
ابتسمت ابتسامه صغيره ووقفت لتتوجه إلى الحمام وبعد ان دلفت اليه اغمض هو عينيه وتنهد بحب وراحه وأخيرًا حلمه قد تحقق وأصبحت له فى بيته ملكه على حياته
وكانت هى تقف داخل الحمام تنظر إلى المرآة وابتسمت بسعاده انه حقا طيب القلب عطوف ومحب متواضع يتعامل معها بلين وهواده تذكرت كلمات والدتها لها امس
(( تمام راجل بجد راجل طيب وحنين ... مش شبه ابوكى اتعاملى معاه بفطرتك وطبعيتك خليجى زوجه وحبيبه وصديقه .... خليكى ديما الدفا والحنان ما تبخليش عليه انك تكونى راحته صدقيني يا بنتى تمام هيكون كل دنيتك وهيسعدك .....لانه بيحبك ...ولانك طيبه ))
أغمضت عينيها وهو تعد ربها قبل نفسها ان تبذل كل ما بوسعها لتسعده وتكون ونعم الزوجه له رغم خوفها وارتعاش قلبها فكل ما عاشته لمده عشرون عام مؤكد لن ينمحى بسهوله ولن يكون كل شىء طبيعى ولكنها ستحاول لابد ان تحاول
خرجت من الحمام تنظر فى جوانب الغرفة لم تجده ارتدت اسدالها ووقفت فى مكانها تنتظره لتجده يدلف إلى الغرفة و بيده حامل كبير عليه طعام العشاء التى أحضرته والدتها
وضعه على الطاولة ووقف أمامها لتنظر اليه باندهاش كان يرتدى بنطال بيتى اسود و تيشرت رمادي انه يبدوا وسيم بشكل يؤلم القلب ظلت تدور بعينيها عليه بإعجاب لم تستطع اخفائه كان هو سعيد بتلك النظرات ويكاد قلبه يحلق عاليا من فرط سعادته اقترب منها لتخفض نظرها أرضا تتابع قدمه وخطواته التى تقترب حتى وقف أمامها مباشره لينحنى يقبل رأسها ثم امسك يدها و ذهب بها فى اتجاه سجاده الصلاه الذى فرشها قبل ان يغادر الغرفة ووقفا بين يدى الله وحين انتهى من صلاتهم نظر اليها بحب وحنان يتدفق منه ليضمها بقوه ثم قال
-انا مش عايزك تخافى انا من النهارده كل حاجه أنت تحتاجيها ...انا عايزك تاخدى عليا وتتعودى على وجودى فى حياتك وكل حاجه هتيجى لوحدها
ابتعدت عنه تنظر إلى عينيه ليربت على وجنتها بابتسامه حانيه وقال
- يلا ناكل بقا لانى ميت من الجوع
وقف على قدميه وكاد يمد يده لها ليسمعها تقول
- بعيد الشر
ليبتسم بسعاده ومد يده أمامها لتضع يدها فى حضن يديه وهى تشعر بالأمان يحاوطها
•••••••••••••••••••••••••••••••••
يقود السيارة بسعاده كبيره عائدا إلى بيته اليوم هى معه لن يكون بمفرده من جديد وهى أيضا لن تنتظر حضوره بشك وقلق فهو الان ملكها ولها
نظر اليها ليجدها تحتضن دميتها وتغرق فى نوم عميق ابتسم من جديد وعاد بانتباهه كاملا إلى الطريق وهو يتذكر كلمات الحج نعمان له
-مسك لسه صغيره خليك رحيم بيها يا رحيم ....خدها بالهداوه وبراحه ...ويومين و ارجع بيها على البلد انا مشبعتش منها
عاد من أفكاره على همهمات منها لا يستطيع تفسيرها ولكن اسم حمزه ظاهر بوضوح فيها جعله يقطب جبينه وهو يفكر ما هذا الشىء التى تود التحدث فيه مع حمزه حتى انها تحلم به
••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
وصل عامر و فدوى إلى منزلهم وهو يمسك بيدها طوال الطريق يقبلها من وقت لآخر وهى تحتضن يده بحب و عينيها لا تفارق وجه تتشرب ملامحه التى تعشقها بشده والتى كانت بطله أحلامها لسنوات دون أمل ان يكون لها حق فيها يوما
وصلا أمام بيتهم الذى اختاره عامر ان يكون من طابق واحد وله حديقه صغيره ترجلا من السيارة ليمسك يدها وحاول ان يحملها ولكنها رفضت قائله
- عايزه ادخل بيتنا الجديد وأنا ايدى فى أيدك وخطوتى مصاحبه خطوتك .... علشان تفضل خطوينا للأبد مع بعض
ليدلفا سويا الى المنزل بسعاده لا توصف ليقفا فى منتصف الصاله ينظر اليها بمشاغبه ثم لف ذراعيه حول خصرها ليحملها ويدور بها وهو يقول
- وأخيرًا يا فدوى بقيتى فى بيتى وأخيرًا بقيتى من حقى .....انا بحبك يا فدوى بحبكككككك
وكانت هى تضحك بسعاده وهى تلف ذراعيها حول رقبته بحميمية تنظر فى عمق عينيه بعشق كبير ليسير بها وهى بين ذراعيه حتى وصل إلى غرفه النوم ليوقفها على قدميها وهو يقول
- عايزك فى عشر دقايق تكونى غيرتى هدومك علشان نصلى ركعتين لله لانى عندى كلام كتير عايز أقولهولك من زمان اووووى
ابتسمت بحب وهى تهز رأسها بنعم وتحركت من أمامه لتبدل ملابسها ليأخذ ملابسه ويغادر الغرفة ليترك لها مساحتها
عاد بعد عده دقائق ليجدها تقف أمام المرآة لتخطف انفاسه بتلك الغلالة عسليه اللون وشعرها الطويل الذى يصل الى اخر ظهرها التفتت اليه ليقول بانشداه
- سبحان من خلقك وصورك .... معقول الجمال والحلاوة دى ....ده انا ربنا بيحبنى اووووووى علشان رزقنى بملاك زيك
كانت تستمع الى كلماته بسعاده كبيره فبرغم معرفتها بحبه الكبير لها الا ان تلك الكلمات والآن فى تلك الليله لها طعم ومعنى مختلف
كان يود لو يركض اليها ولكنه قال بشىء من الخشونة
— البسى اسدالك يا بنت الناس علشان انا ماسك نفسى عنك بالعافية.
لتضحك بشقاوة وهى تتحرك لترتدي اسدالها لينفخ هو الهواء بضيق مصتنع ورغبه قويه تشتعل داخل جسده ليتحرك سريعا يفرش سجاده الصلاه لتقف خلفه ليرفع يده مكبرا وهى خلفه
وكانت تشعر بإحساس مختلف سعيده غير مصدقه لكل ما يحدث
حين انتهى التفت اليها ليجد دموعها تسيل على وجنتيها اقترب منها يمسح دمعاتها بيديه وهو يسألها باهتمام و لهفه
- ايه الى حصل مالك يا فدوى
لتبتسم من بين دموعها وقالت وهى تمسك يده
- انا فرحانه اوووى يا عامر ....كل حاجه النهارده مفرحانى ...انا وأنت فى بيت واحد وصليت بيا حاجات كتير كانت من سنه مجرد أحلام و النهارده بقت حقيقه وأحلى حقيقه
لم يعد يستطيع التحمل لينحنى ويخطف شفتيها بقبله مشتعله بنار الحب لسنوات ... تلك القبله التى فتحت لهم باب الأحلام والسعادة فوق تلك الغيمه الوردية الخاصه بهم
••••••••••••••••••••••••••••
وصل رحيم اخيرا أمام بنايته لينظر اليها انها ما زالت نائمه فلقد اسدل النقاب على وجهها بعد ان وصلا لمداخل العاصمة حتى لا يراها احد
ربت على كتفها برفق وهو ينادى عليها بهدوء لتفتح عيونها تنظر اليه باندهاش ثم قالت
- هو ...هو انا فين
ليبتسم برفق وهو يقول
- وصلنا البيت يلا اصحى
اعتدلت وهى تضم دميتها ثم وضعت يدها على وجهها ليقول هو موضحا
- انا نزلته اول ما وصلنا العاصمة علشان مش عايز أغامر ان حد يشوفك
هزت رأسها بنعم وفتحت الباب ليترجل هو الآخر وآخذ حقيبتها من صندوق السيارة وصعدا معا فتح باب الشقه وأشار لها ان تدخل ولكنها ظلت واقفه مكانها تشعر بالخجل ان تبقا معه فى منزله ان تبقا بمفردها رغم كلمات جدها الشارحة للوضع و التى طمئنتها وفى الأساس هى لا تخاف من رحيم هى تطمئن فى وجوده ولكنها حقا خجله
كان يشعر بها وبما يدور فى رأسها ليقترب خطوه وهو يقول
-البيت ده من النهارده بيتك مملكتك الصغيرة وأنا هكون مجرد حارس أمين على مملكتك وحياتك احميها بحياتى
ظلت تنظر اليه بإعجاب من تلك الكلمات التى تشبه كلمات ابطال الروايات لتهز رأسها بنعم وهى تدلف الى الداخل تنظر حولها تستكشف المكان الذى كان رغم بساطته الا ان زوق الأثاث راقى ومميز ليقترب منها وهو يقول
- البيت من النهارده تحت امرك واى حاجه مش عجباكى بإشاره منك أغيرها
ظلت تنظر اليه ليمد يده يرفع عن وجهها النقاب وقبل رأسها و قال بحب
- تعالى نتكلم شويه
سارت معه وهى تنظر الى يديه الكبيرة التى تحتضن يدها الصغيرة بحمايه وامان لتبتسم ابتسامه صغيره اجلسها على الكنبه الكبيرة وجلس بجانبها دون ان يترك يدها .....  ظل صامت لعده ثوان كان يداعب فيها أصابع يدها كانت هى تتابع حركات أصابعه فوق يدها لمسات حانيه وأيضا حميميه أغمضت عينيها وهى ترى فيه بطل اخر من الأبطال التى تعشقهم فى الروايات وبعد دقيقه أو اكثر فتحت عيونها حين استمعت اليه يقول
- مسك انا عايز اوضح حاجه صغيره وارجوكى افهمينى
هزت رأسها بنعم ليكمل هو قائلا
- مسك انت عارفه انا عندى كام سنه
هزت رأسها بلا لياخذ نفس طويل ثم قال
- عندى واحد وثلاثين سنه يعنى انا اكبر منك بحداشر سنه انا مش بقول انه فرق كبير اوووى ومش مقبول بس كبير لو عليا فانا محتاج وجودك فى حياتى بس أنت لازم تتعرفى عليا تكونى مستعده و مستوعبه وعلشان كده
ليقف على قدميه ومد يده لها لتضع يدها فى حضن يده ليأخذها فى جوله سريعا فى البيت ثم وقف أمام غرفتان كلاهما بابها مغلق وأشار على احداهما وقال
- دى هتبقا اوضتك والتانيه اوضتى خلينا نتعرف على بعض كاننا مخطبوين
لتصفق بيدها وهى تقول بفرح أدهشه بل اصابه بالذهول
- الله زى سفيان ومهيره ( روايه جاريتى ) ماشى ماشى انا موافقه
وفتحت باب الغرفة تنظر اليه بسعاده وكان هو فى عالم اخر من ذلك السفيان ومن تلك المهيره وما علاقتهم بما قال ظلت تنظر اليه بابتسامه ناعمه وكأنها تنتظر ان يقول شىء ما أو يفعل شىء ما لكنه لا يعلم ما هو ولكنه اقترب منها وقبل اعلى رأسها من جديد ثم قال
- نورتى بيتك يا مسك .... ونورتى حياتى كلها
اغلقت الباب بسعاده وركضت تقفزت فوق السرير وهى تشعر بالسعادة وكأنها تعيش داخل احدى الروايات بقلمى ساره مجدى
وكان هو يشعر بالحيره هل اخطاء حين تزوجها لكنه لم يعد يتحمل فراقها هو لم يعترف بحبها بعد ولكنه يشعر بالفقد فى يومه إذا لم يراها ...دلف الى غرفته وأبدًل ملابسه وتمدد على السرير ليفكر بسخريه اليوم عرسه وليلته الأولى مع عروسه وها هو ينام بمفرده وقال
- وكأنى لسه عازب فقر من يومى
و بعدها غرق فى نوم عميق
••••••••••••••••••••••••••••••••
يجلس فى صاله الجناح الذى قام ببنائه فى الحديقة الخلفية لبيت الوريدي وخاصه ان الجميع تزوج خارج المنزل فأراد ان يبقا هو بجوار العائلة فصمم الجناح بغرفتين كبيرين وصاله واسعه ومطبخ كبير
يجلس على الكنبه الكبيرة المواجه لغرفه النوم التى تجلس فيها نجاه يفكر فيما حدث بمجرد دخولهم الى الجناح عاد بذاكرته لعده ساعات مضت
فتح الباب و أشار لها ان تدخل لتنظر اليه بغضب وكره ودلفت سريعا تقف فى وسط الصاله تضم نفسها بذراعيها.... اغلق الباب ووقف خلفها لتلتفت اليه وقالت بغضب شديد
- اوعى تفكر انك بقيت جوزى بقا وليك حقوق عليا أو انك تقدر تستغل الفرصة بقا وتحاول تلمسنى انا مش معترفه بيك أصلا زوج
كان ينظر اليها بهدوء ثم قال
- انا عارف انك كرهتينى وعارف انك نفسى تخلصى منى بس انا هطلب منك طلب
ظلت صامته تنظر اليه بكره لياخذ نفس عميق ثم قال
- خلينا ندى نفسنا فرصه ...اعرفينى اعرفى عنى كل حاجه ...ساعديني أنسى عقدتى واحلها واخف منها ...خلينى اقرب منك واساعدك تنسى خوفك وتحسى بحب الناس الى حواليكى ليكى خلينا نمسك أيد بعض نتسند على بعض ونخرج من الحالي السيئة الى عشنا فيها سنين
ظلت تنظر اليه بكره ولكن نظرتها لانت قليلا ولكنها لم تجيبه بشىء وغادرت من أمامه ودلفت الى الغرفة وأغلقت الباب بقوه .....ظل هو ينظر الى الباب المغلق ليتنهد بهم ثم حل رابطه عنقه وخلع الچاكيت وجلس على الكنبه الكبيرة وها هو على نفس جلسته من وقتها اغمض عينيه بارهاق ثم خلع حذائه وتمدد على الكنبه وأغمض عينيه يحاول ان يرتاح 
اما هى تجلس على السرير تفكر بما قاله رغم كرهها له ولوجوده فى حياتها ولكن كلماته منطقيه ولكنها لا تعلم ماذا عليها ان تفعل هل توافق على كلامه ام تعانده وتبتعد عنه لم تصل الى حل حتى غلبها النوم بفستانها
••••••••••••••••••••••••••••••••••••
تنظر اليه نظره شوق وكأنها لم تراه منذ زمن فعصى القلب وأخيرًا اصبح معها فى بيت واحد وهو يجلس أمامها ينظر اليها بحب وهناك نظره مشاغبه وقال
- وأخيرًا يا حور بقيتى فى بيتى ...و جاتلى الفرصة ان أخلى المجتمع الذكورى يطلع كل عقده فيكى
لترفع حاجبها باندهاش وهى تقول
- انا مستعده أعالج كل عقد المجتمع الذكورى
ليضحك بصوت عالى وهو يقول
- انا موجود اهو و ورينى كده هتقدرى تحلى عقد المجتمع الذكورى ازاى
وقفت بكل خيلاء بذلك القميص الوردى الطويل بفتحه تصل لفوق الركبه ووضعت يدها على خصرها ليرتفع القميص قليلا لتزداد الفتحة ارتافعا لينظر الى ساقها الظاهره أمامه بإغراء يود لو يقترب ويقبلها ولكنه رفع عينه الى وجهها بصعوبه حين قالت
- انا اقدر اعمل اى حاجه وكل حاجه انا حور الوريدي
ليقف أمامها وهو يقول بتحدى
- ياريت متنسيش انك بقيتى مراتى ... واى حاجه قبل ما تعمليها لازم آكون موافق عليها
رفعت حاجبيها بعند ليقترب منها بمشاغبه وحاوط خصرها بحميمية جعلت رعشه تسرى فى جسدها جعلتها تغمض عينيها ليقبل جانب فمها وهو يقول
- بقولك ايه ... النهارده ليله فرحنا اول يوم فى حياتنا الجديده ... تعال بقا معايا هنقول كلام مهم
لتسير معه ولكنها وقفت فى منتصف الطريق وهى تقول
- بس هنصلى الأول
ليبتسم لها بحب وقال
- أكيد ... علشان انا عايز حياتى معاكى تكون موفقه من ربنا وتحت رضاه
لتبتسم بسعاده وهى تسير خلفه ليدلفا سويا الى غرفتهما و اغلق الباب
••••••••••••••••••••••••••••••••
يقود سيارته فى صمت تام فهى تخشى ان تتحدث فيثور عليها
وكان هو يفكر كيف ستكون شكل حياتهم ...  فمن وقت ما حدث تعاملهم قليل ومقابلاتهم قليله والحجه انشغاله بعمله و لم يتكلم أو يلومه احد خاصه مع صمتها ورضاها التى كانت تظهره وأيضا ايجاد الحجج له
ولكن الان هى فى بيته أمامه كل يوم حياه مشتركه هل سيثق حين يخرج كل يوم ويتركها فى المنزل بمفردها هل من الممكن ان تكون يوما كعفاف تنهد بصوت عالى
لتنزوى هى بجانب الباب ليلاحظ هو ذلك نظر اليها باندهاش ثم عاد الى الطريق من جديد وهو يشعر بالهم
وصلا أمام البنايه لتترجل من السيارة وفتحت الباب الخلفي لتحمل حقيبتها كان يتابع ما تفعل بزهول وقفت تنتظره ليتقدم منها لتحمل الحقيبة ليوقفها ويحملها هو دون كلمه منه أو منها
صعدا الى الشقه وفتحها ودلف الى الداخل لتدخل خلفه وهى تنظر الى ارجاء الشقه التى تركتها اخر مره مهدمه ومحطمه أعاد حمزه ترتيبها بأثاث راقى و مميز لم تتخيله يوما وحين أخبروها انه سيقوم هو بتجديد بيته ظنت انه سيأتى بأسواء الأشياء ظلت واقفه مكانها تنتظر اوامره وكان هو يتابعها بعينه لا يعلم ايشعر بالسعادة الان او يزداد كرهه لها .....ايذهب اليها يضمها ويزرعها بين ضلوعه أم يخرج بها شحنه الغضب والقهر والخوف و الحيره والضياع اغمض عينيه لثواني ثم فتحهم لياخذ نفس عميق ثم تقدم منها ووقف خلفها وقال
- أنت واقفه كده ليه
انتفض جسدها على اثر صوته والتفتت اليه تنظر أرضا وهى صامته ليقطب جبينه باندهاش لتمر عده ثوان دون رد منها ليكرر السؤال
- بسألك واقفه كده ليه
لتقول بصوت منخفض من الخوف أو خائفه ان يسمعها من الاساس لا يعلم ولكن ذلك جعل بداخله احساسان مختلفان أولا شعور بالانتصار وكأنه أخذ منها حقه أو انه جعلها تشعر بما يشعر هو بالقهر والخوف وشعور اخر يجعل قلبه يتالم وخاصه حين قالت
- مستنيه أوامرك
لم ترفع رأسها لم تقل شىء اخر .... ماذا كان يريدها ان تقول هل أراد منها اعتذار .... واى اعتذار سيمحوا ما حدث هل أراد منها مثلا توسل وتذلل هل أراد مثلا ان تركع أمامه وتقبل ثرى قدميه فكله يرفض ذلك أين ومتى وكيف سمح هو ان تقوم علياء بتلك الحركات تراجع خطوه للخلف وأخذ نفس عميق ثم أشار باتجاه احدى الغرف وقال
- دى اوضك
تحركت دون ان ترفع وجهها أو ان تزيح غطاء وجهها لتحمل الحقيبة الخاصة بها وتحركت فى اتجاه الاوضه ليوقفها صوته قبل ان تدخلها وهو يقول ما جعل دموعها تسيل بقلمى ساره مجدى
- طبعا مش محتاج أقول أن انا متاكد أنى جبت خدامه شطره وعارفه واجباتها كويس
لم تتخيل هى يوما ان تستمع الى تلك الكلمات منه ولم يكن هو يتخيل ان يسمع منها تلك الإجابة
- امرك يا سيدىً
لتدلف بعدها الى الغرفة تستند بظهرها الى الباب وتجلس أرضا تبكى بقهر وهى تنظر الى محتويات الغرفة التى لم تكن سوا مرتبه و وساده وغطاء لتعلم جيدا ان مقدارها لديه كما قال فعلا مجرد خادمه
وكان هو ينظر الى الباب بصدمه ماذا قال هو وبماذا أجابت هى اغمض عينيه يشعر بألم قوى ينحر روحه وقلبه ورغم عنه نزلت دمعه خائنه من عينيه ليدلف هو الآخر الى غرفته ويغلق الباب وكأنه يهرب منها ولكن أين المهرب واين المفر
••••••••••••••••••••••••••••••••
وصل راشد وحسناء الى بيتهم وهم فى سعاده كبيره لقد تحقق حلمهم وأخيرًا كان طوال الطريق يضمها الى صدره يقبل رأسها ويديها يعدها بالإخلاص يعدها ان يعوضها كل ما مرت به معه خلال السنه المنصرمه .....  يعدها الا يجرح قلبها الا يؤلمها ....وصلا أمام بيتهم ليساعده العم محسن فى الترجل من السيارة فشكره بلطف ثم صعدا الى منزلهم يد بيد وبيده الأخرى عكازه الذى سيرافقه لفتره قصيره وصلا أمام باب بيتهم لتظهر الصدمة والاندهاش على وجوههم حين وجدو سيده بملابس رثه تجلس أمام باب شقتهم وبين ذراعيها طفل صغير
اقتربا منها وانحنت حسناء ترى من هى لم تعرفها فوجهها متسخ وشاحب وشعر رأسها قليل وذلك الطفل يبكى باستمرار نظرت حسناء بخوف لراشد الذى اقترب هو الآخر ونظر الى تلك السيدة التى كانت نائمه أو فاقده للوعى يشعر انه يعرفها ولكنه لا يتذكر
حاولت حسناء ان تجعلها تستيقظ حتى فتحت عيونها بإرهاق لتجدهم يقفون أمامها وبحركه لا اراديه ضمت طفلها الى صدرها بحمايه حتى استوعبت أين هى ومن يقف أمامها لتحاول الوقوف لتساعدها حسناء حتى وقفت على قدميها خيم الصمت عليهم لدقيقه كامله حتى قالت تلك السيدة لراشد
- حمد الله على سلامتك يا راشد ... و و مبروك
علت الدهشة وجه راشد والصدمة والشك وجه حسناء لتقول تلك السيدة بصوت مجهد
- ممكن ندخل نتكلم جوه .... انا اسفه والله أنى جيت فى يوم زى ده ...بس انا مبقاش فاضلى كتير
اقترب راشد ليفتح الباب وأشار الى حسناء ان تدخل أولا ثم قال موجه كلماته لتلك السيدة الغريبه
- اتفضلى اداخلى
دلفت الى الداخل وهى ترتعش الما و بردا وجوعا اشارت لها حسناء على اقرب كرسى لها ان تجلس عليه ولكنها اقتربت منها اكثر ثم جلست أرضا ابتعدت حسناء خطوتان للخلف و اقترب راشد سريعا لتقول تلك السيدة
- انا أسفه والله غصب عنى أنى أجى فى يوم زى ده بس خلاص ....خلاص انا بموت ولازم اطمن على بنتى انها مع ابوها
خيم الصمت على الجميع لتزحف تلك السيدة فى اتجاه حسناء وأمسكت طرف فستانها وقالت
- والله يا ست حسناء غصب عنى بس انا عارفه انك قلبك كبير وطيبه و هتكونى لبنتى احن ام
شهقت حسناء بصوت عالى ولكنها وضعت يدها على فمها ليقترب راشد خطوه وهو يقول بغضب
- واحنى مالنا ببنتك ما توديها لابوها
- ما أنت ابوها
قالتها بانكسار وخوف ....لتعلوا شهقه حسناء من جديد ليقترب هو خطوتان بغضب وقال بصوت عالى
- مين ده الى ابوها انا أعرفك ولا عمرى شفتك أنت هتتبلى عليًا
احنت السيده رأسها وهى تقول بصوت حزين مكسور
- انا ... انا نانسى
صمت تام خيم على الجميع كان راشد يحاول التذكر وكانت حسناء تنظر اليه بصدمه تنتظر ان تعلم ما نتيجه ذلك الحوار بقلب يرتعش خوفا
ظل راشد يحرك رأسه بين حسناء و تلك الجاثيه أرضا تخفض وجهها وتنظر الى وجه ابنتها
طال الصمت لتقول السيدة موضحه
- انا نانسى الى كانت فى شله اشرف وحسين ونرجس
ليغمض راشد عينيه وذكرى ما حدث معه حين انضم الى تلك الصحبة الفاشلة وتلك القناه التى كانت تتدلل عليه و كانت تغريه بكلماتها ونظراتها وحركاتها التى لم يقاومها جسده وزكوريته تلك الفتاه الذى أقام معها ما حرمه الله الذى اصبح بسببها زانى الذى كان بسببها سيخسر حب حياته ليخرج عن صمته ويقول بغضب
- أنت هتستهبلى علي أساس انك كنت بنت بنوت وأنا بس الى لمستك أنت ناسيه انك كنت من حضن اشرف لحسين وغيرهم .... جايه تضحكى على مين . روحى يا ماما شوفى حد تأنى غيرى تلبسيه مصيبتك
حين بدأ كلامه وضعت حسناء يدها على اذنيها فى محاوله منها لمنع وصول تلك الكلمات وذلك الأسلوب الى مسامعها و كانت نانسى تبكى قهرا ثم قالت
- أنت معاك حق ..... قبلك انا كنت لكل واحد شويه قبلك كنت رخيصه اوى واى راجل كان يناديني اجرى اترمى فى حضنه . لكن والله العظيم انا حبيتك ويوم ما نمت معاك كنت فرحانه اوووى اول مره أكون بعمل كده وأنا سعيده وأنا عايزه وراغبه وراضيه واقسم بالله مفيش حد لمسنى بعدك
جلست حسناء على الكرسى الذى خلفها بانهيار ودموعها تغرق وجهها وأحلامها السعيدة التى كانت تحلم بها تحطمت أسفل قدمى الحقيقه ان حبيبها تعدى على احدى حدود الله ولابد من العقاب
كان راشد كالطود الضخم من الغضب يريد ان ينهى ذلل الأمر فقال
- وأنا المفروض اصدقك مش كده واركع على ركبي واعيط واخد الى فى حضنك دى وأفضل أقول بنتى بنتى مش كده
قال اخر كلماته بصوت عالى ثم أشار بإصبعه فى اتجاه الباب وقال
- اطلعى بره خدى قزارتك وقرفك واطلعى بره
لتبكى نانسى بقهر وهى تقول بتوسل
- أرجوك يا راشد انا خلاص بموت انا ربنا عاقبنى على كل الى عملته اهلى لما عرفوا اتبروا منى ومحدش من صحابي وقف جمبى فضلت عايشه فى الشارع لحد ما جالى السرطان ومكنتش قادره أتعالج لحد ما انتشر فى جسمى كله .... البنت جعانه بقلبها ثلاث أيام مكلتش أبوس رجلك خلى فى قلبك شويه رحمه للبنت الصغيرة وبعدين أنت ممكن تتاكد بنفسك إذا كانت بنتك ولا لا
رجع خطوه للخلف ثم جلس بتهالك على احدى الأرائك ووضع رأسه بين يديه فى هم
لتقف حسناء رغم كل ما بداخلها من خزى وحسره وألم برغم روحها التى سجنت داخل قفص الحقيقه المؤلمه ورغم إحساسها بالخسارة والانكسار
ذهبت لتحضر لها طعام وأخرجت زجاجه الحليب وسخنت كوب متوسط الحجم وعادت اليها وضعت الأشياء أمامها وابتعدت تجلس على نفس الكرسى التى كانت تجلس عليه تنظر الى راشد بحسره وزهول

عشق الرجال بقلمى ساره مجدىWhere stories live. Discover now