الفصل السادس عشر

9.8K 420 163
                                    

الفصل السادس عشر من عشق الرجال بقلمى ساره مجدى

يجلس على مكتبه يستند عليه بيديه ويضع رأسه بينهم وهو يحاول ان يهدء من غضبه ولكنه لا يستطيع كلما حاول يتذكر وقتما فتح ذلك الظرف الاصفر ليجد به تلك الصور لمحادثات برقم علياء .... كلمات نابيه .. وصور رخيصه .... ووجد كارت ممورى ذكي.... ورساله توضح كل شيء .. ومن المرسل ايضا .. لا يستطيع نسيان تلك الكلمات التى ضربته فى مقتل ... التى ذبحت روحه وقلبه ورجولته
««- وحشتينى جدا ... اليوم الى بيعدى عليا من غير ما اكلمك فيه بحث انى مش عايش ... انا بضايق جدا لما جوزك بيبقا موجود ... ليه هو يكون له حقوق عليكى .. ليه تكونى على اسمه ... انا بحبك ... انتى كل حياتى انتوا لسه فى الاول ممكن تسيبيه
تلفتت حولها تتأكد ان لا احد يراها وكتبت
- وانا كمان بفتقد حبك وحنانك وكلامك .... انا كمان اتعلقت بيك بس حمزه حلم عمرى كله وحياتى ... ومش عارفه اعمل ايه .. حاسه بالذنب والخوف
ليكتب سريعا
- جوزك وهاملك ... هو صحيح انتوا لسه مدخلتوش بس انت مش اى حد ... وانت ست حلوه ورقيقه وجميله وناعمه وتستحقى الدلع والفرح ... اه لو كنتى مراتى ... انا كنت وريتك الدلع الوان كنت خليتك متخرجيش من اوضه النوم متقميش من السرير اصلا .... انت ست ميتشبعش منها انت ناعمه ورقيقه وتستهلى الدلع والدلال »»
ضرب المكتب بيده بقوه ثم لملم تلك الصور التى تذبحه وغادر سريعا
•••••••••••••••••••.
ظل واقف عند الباب يتابع ما تفعله مع إيمان حركه يديها وقدميها رغم ثبات نظرات عينيها ولكن جسدها يستجيب لتلك التمارين التى تقوم بها ايمان لها ... بقلمى ساره مجدى ابتسم براحه رغم عدم حديثها الى الآن .. ولكن نظرات عيونها ابتسامتها الصغيره حين يدلف الى الغرفه وقبل حتى ان يتحدث اليها ... استماعها الى اخبار جدها والعائله تجعلها دائما بحاله استرخاء .. وايضا قراءتها لتلك الكتب التى ارسلتها لها حور وكل فتره يحضر لها كتاب ... يجدها قد انتهت من الذى سبقه ابتسم حين تذكر وقت انتهائها من اول كتاب حين قال لها
- انت دوده كتب
لتنظر له بتقطيبه جبين ثم نظرت الى الجه الاخرى بغضب ليضحك وهو يقول
- انت زعلتى ليه انا كمان دوده كتب .. بس كتب علميه وطبيه
لتعود بنظرها اليه باهتمام
ليكمل هو بسعاده لذلك الاهتمام
- عندى اختى زيك اسمها نجاه بتحب الكتب جدا .. و ممكن تخلص كتاب واحد فى يومين بالكتير
وضعت يدها اسفل ذقنها تستمع اليه ليكمل هو بابتسامه سعاده
- كنت بجبلها كل يومين وتخلصهم وكأنها فعلا دوده كتب
لتبتسم هى الاخرى
عاد من زكرياته حين اجلستها ايمان على الكرسى المواجه للنافذه ... وغادرت بعد ان حيته بايمائه من رأسها ليذهب ويجلس بجانبها ... لتنظر اليه وابتسمت ليضحك قلبه بسعادة
•••••••••••••••••••.
يقود سيارته قرابه الفجر فى طريقه الى البلده ... يريد ان يراها ..  ان تكذب كل ذلك .. يريد ان ينظر الى عينيها .... ليرى بهم حبها له ... احساسها بالامان بجانبه .. عشقهم الذى كبر معهم منذ صغرهم ... كيف ذلك حبيبته صغيرته .. من نشأت على يديه .. كيف يكون موته وذبح رجولته على يدها كانت يده تمسك المقود بشده عيناه حمراء من قله النوم .. او من تلك الدمعات التى تحرقها وتأبا ان تخرج .
•••••••••••••••••••.
جميع سكان بيت الوريدى على قدم وساق لاستقبال اغلى الاحفاد ...  بعد غياب ومشاكل كثيره ... اليوم يعود راشد للبيت .. صحيح انه سيعود على كرسى متحرك ولكن يكفى انه بخير .. على قيد الحياه مازال يتنفس ... و ورد تلك الورده الرقيقه الذى اظهرت ثبات وقوه لم يتخيلها احد يوما
الجميع يشعر بالسعاده خاصه مع الاخبار الاخيره لحاله مسك التى لابد ان تظل طى الكتمان
اقترب نعمان من حفيده الاكبر وهو يقول
- اخبار خطيبتك ايه يا كامل
لينظر اليه كامل بضيق وهو يقول
- معرفش يا جدى وبعدين ده وقته
لينظر اليه جده باندهاش وهو يقول
- يعنى ايه الى انت بتقوله ده .. بقالك قد ايه مشفتهاش
ليصمت كامل قليلا يحاول التذكر ثم قال
- من ساعه ما قولتلى اروحلها
ليرتفع حاجبى الحج نعمان وهو يقول
- من اكتر من اسبوع
ليقول كامل بضيق
- وهى معرفتش الى احنى فيه .. مجتش ليه تقف جمبى .. زى ما عامر كان واقف جمب فدوى .. وحور رغم تصرفات سليمان الى تغيظ لكن فضلت جامبه
ليضرب الحج نعمان الارض بعصاته وهو يقول
- عامر وبيحب فدوى .. و راجل فى الاول وفى الاخر ... وحور بنت عم سليمان ومصيبته مصيبتها .. لكن نجاه شافت منك ايه عدل علشانه تيجى وتقف جمبك ها ... النهارده تروحلها انت فاهم .. وزى المره الى فاتت متدخلش عليها وايدك فاضيه فاهم .
كان كامل حرفيا يغلى غضبا .. وهو ينظر الى جده دون ان يظهر اى شيء على ملامحه ... ليتركه الحج نعمان ويغادر ليتنفس بغضب وهو يخرج هاتفه و يتوعد لنجاه قائلا
- اما كرهتك فى حياتك زى ما انا كراها مبقاش انا كامل الوريدى .
••••••••••••••••••••••.
يقف أمام البوابه الكبيره يحاول ان يسيطر على غضبه ... ان يجعل الأمر طبيعى ... ان لا يشعر احد بما حدث ... هى ابنه عمه ... حبيبته زوجته .... نعم دبحته ولكنها علياء ... ماذا يفعل يود لو يقتلها بيده ... ولكنه لن يفعل ذلك بعائلته وبعمه .وبالخاله عبله ... وعامر ماذا يقول له ... « اختك حطت راسك وراسى فى الطين ... ضحكت علينا الناس » ..... كان يشعر بألم قوى فى قلبه ألم كبير لا يقوا عليه ... اغمض عينيه لثوانى ثم نظر فى المرآه الاماميه اعاد ترتيب شعره .. مسح وجه اكثر من مره ... اعاد ترتيب ملابسه ثم ادار محرك السياره ودلف من البوابه الكبيره ... وقلبه يرتجف داخل صدره .
••••••••••••••••••••••.
تجلس بغرفتها تنظر من النافذه كعادتها بيدها كتابها ...  كانت تفكر فى ذلك الكامل الذى تشعر معه بعدم القدره على ضبط النفس ..وايضا عدم الفهم .. كيف لشخص جليدى مثله .. كاره للنساء ان يحضر لها هديه رقيقه كهذه الهديه ... وكأنه خرج من افكارها لتجد هاتفها يعلوا رنينه واسمه ينير الشاشه شعرت بالرهبه والاندهاش انها المره الاولى الذى يتصل بها ... ماذا يريد .. وكيف ستجيبه
ظلت تفكر حتى صمت الرنين لتظل تنظر الى الشاشه المظلمه وهى لا تستطيع تفسير شعورها الآن انتفضت على صوت الرنين مره اخرى لتمسك الهاتف وهى تضعه على اذنها بعد ان قبلت الاتصال لتسمعه يقول ببرود
- لما اتصل تردى يا زوجتى المصونه .
لم تجيبه ليكمل هو كلماته المستفزه
-شكلى وقعت فى واحده خارسه ومعقده ... يا بختك المايل يا كامل يا ابن صفيه .
لترفع حاجبها وهى تقول
- ايه شغل الحريم ده .. انت بتندب .. ولما انت مش مقتنع بالمعقده الخارسه اتجوزتها ليه
ليضحك بصوت عالى وهو يقول باستفزاز
- لا خارسه ايه بقا دى طلعت عندها لسان حيه بتتلفح بيه
لتنتفخ اوداجها غضبا وهى تقول
- على فكره بقا انت قليل الزوق .. وانا غلطانه انى رديد عليك .
ليقول سريعا قبل ان تغلق
- عيب يا شاطره تكلمى جوزك كده .. وانا مش متصل احب فيكى .. انا متصل علشان اعرفك ان انا جايلك النهارده ... سلام
واغلق الهاتف سريعا دون ان يعطيها فرصه للرد لتلقى الهاتف على الطاوله امامها بغضب وهى تقول
- مستفز .
••••••••••••••••••••••••••.
يجلس بالغرفه بعد استيقاظه من النوم يشعر بالجوع ولكن عفاف مازالت نائمه ... منذ الأمس وما حدث وهى لا تتوقف عن رميه بكلمات جارحه ..  لم يعد يتحملها ولا يعلم لماذا لا يسكتها بطريقته المعهوده التى يتبعها مع نعمات ... نظره عينها قويه تجعله يتراجع دائما عن اى فعل مهما كان يجد نفسه يريد ان يتودد لها ... شوقه الجارف لملامستها .. والشعور بأنوثتها التى تحرمها عليه يجعله لا يريد اغضابها .. ولكنها لم تترك كلمه على ابنته وعليه ولم تقولها
«« مين الى هيقبل بيها بعد الى حصل ..... كل الناس هتتكلم فى شرفنا وسمعتنا .. انا ايه الى خلانى اتجوز واحد زيك ... لا ليه قيمه ولا لازمه »» نفخ بضيق وهو يتذكر باقى ما حدث
جلس على الاريكه الكبيره بهم ... لتلوى هى فمها وهى تقول
- انت جاى تقعد يا سيد الرجاله ... ده بدل ما تروح تقتلها هى وامها ... مش شاطر غير فى الكلام ..هعمل وهجبلك وهسعدك بلا وكسه
نظر اليها باندهاش لتكمل قائله
- ابقا قوم شوفلك شغلانه الفلوس خلصت .. وانا بقيت فى نص هدومى من ابويا
ليخفض رأسه ارضا وهو يقول
- حاضر يا عفاف حاضر .... بس انا جعان دلوقتى من صبحيه ربنا وانا على لحم بطنى .
لتضع يدها على خصرها وهى تقول
- مش فاضل جوه اكل كتير وكنت هسيبه علشان غدا ابويا بكره .... هجبلك عيش وجبنه
وغادرت من امامه بغنج يثير كل مشاعره تنهد بهم عاد من افكاره ثم عاد ليتمدد بجانبها من جديد ينظر اليها وهى نائمه يتأمل ملامحها الشابه .... جسدها الناعم الممتلئ بإغراء ... واقترب منها يحاول ان يقبلها لتفتح عيونها القويه تنظر اليه بغضب ثم اعتدلت للجه الاخرى وهى تقول باحتقار
- متحلمش يا سيد الرجاله .. مش هتلمس شعره منى ولا تشوف كعب رجلى الا فى البيت الكبير ... وبما انك طلعت .. يعنى ولامؤخذه .... تبقا يا تنام ... يا تفضل ساكت مش عايزه دوشه .
ظل ينظر الى ظهرها ....ثم وضع رأسه على الوساده لم يعد يحتمل .. فغادر الغرفه
•••••••••••••••••••••••••.
دلف الى البيت الكبير ليجد الجميع يجلسون على طاوله الإفطار نظره مثبت على من ذبحت رجولته تحت قدميها وقدم ذلك العاشق الوهمى ... الذى استغلها ليضربه بقوه .. وهى من كانت من المفترض ان تحميه ان تحافظ عليه من امسكت السكين لتنفذ
اندهش الجميع من وجوده فقد غادر امس مساء ماذا حدث لياتى اليوم
وقفت وداد سريعا تحتضنه وهى تسأله بلهفه
- انت كويس يا حمزه .. فى حاجه يا ابنى
شعر بالخوف من ان يغمض عينيه وان يلقى بنفسه داخل صدر امه الواسع الحنون تخونه عينيه ويبكى كطفل صغير ... خائف .... ظل نظره معلق بعلياء .... التى تشعر بالاندهاش ولا تعلم ما سر ذلك الشعور ان هناك شيء ما مختلف فى حمزه ..
ظل الجميع صامت وكأنهم جميعا شعروا به لا يحتاج الى الكلام ولكن الحج عمران قال
- سيبى ابنك يجى يفطر يا وداد .
لتبتعد عنه وهى تقول
- تعالى يا حبيبى افطر معانا
ليظل على وقفته وهو يقول
- معلش يا جدى ... انا فطرت .. انا بس كنت عايز علياء طبعا بعد إذنك يا عمى معايا فى مشوار كده .. وهرجعها اخر النهار .
لتقول حسناء بسعاده وهى تنظر لعلياء
- ايوه يا عم ماشيه معاك حلاوه .. هتخرج وتتفسح
لتبتسم علياء وهى تنظر لوالدها الذى قال
- ومالوا يا حمزه هى مراتك يا بنى .
فقال لها ببرود
- طيب ياريت تجهزى ...
ثم نادا على صباح وطلب منها كوب قهوه .
وجلس على ابعد كرسى فى طاوله الطعام
ظل جده ينظر اليه يحاول ان يفهم ما به حفيده ولكنه لم يستطع تخمين ما سبب تلك الحاله الغريبه التى عليها فقال
- انت يا ابنى كويس
نظر له حمزه بابتسامه بارده
- كويس جدا .
- طيب يا ابنى قول الحمد لله
ظل حمزه ينظر اليه ثم قال
- الحمد لله .... الذى لا يحمد على مكروه سواه
تأكد عمران ان هناك شيء ما يحدث .. وذلك الشيء يخص علياء .... فى تلك اللحظه نزلت علياء من على السلم وهى تقول انا جاهزه
ظل ينظر اليها وهو لا يستطيع تفسير مشاعره .. لماذا يراها الان قبيحه ... لماذا لا يرى بها علياء .. لولو ربيبته .. صغيرته التى كبرت على يديه وبين ضلوعه ... وفى رعايه حبه .. لماذا لا يراها سوا فتاه رخيصه ... اغمض عينه يخبئ كل ذلك داخل روحه ثم وقف ليسمع جده يقول
- هو انتوا هتروحوا فين يا حمزه
نظر اليه حمزه بنظره ميته لا روح فيها
- مشوار خاص بينا يا جدى ... انت خايف عليها منى ولا ايه
ليقول الجد سريعا
- ممكن اخاف عليها وهى مع ابوها .. ومخفش عليها وهى معاك
اغمض حمزه عينيه وهو يقول لنفسه
- ليه يا جدى ... بتصعبها عليا ليه
كانت روحه تأن ألما يعصر قلبه .. فتح عيونه وهو يقول
- طيب ... احنى ماشين
ثم نظر اليها بكره لم تلاحظه وهو يقول
- اتفضلى
واشار لها بيده ان تسبقه .
وغادروا سريعا .... دون ان يشعر احد بما داخله .... او لم يستطيعوا تفسير حالته .. فحمزه فى حال غريب حقا .
•••••••••••••••••••.
تقف فى غرفه اخيها تنظر من النافذه .. اليوم ستعود الى البيت هى لم تغب سوا يومين فقط ... ولكنها تشعر ان لها عمر خارجه ... وايضا تشعر بشعور غريب ... اليوم تعود ويدها بيد اخويها .. من كانت تخشى الاقتراب منهم ... اقتربت اكثر من النافذه تنظر الى اخيها الذى يجلس بجانب حور فى حديقه المستشفى ولكن على ما يبدوا انهم صامتين ... كم تخاف على حور من سليمان رغم حنانه الذى يمطرها به لكنه امام حور دائما حاد وقاسى .
انتبهت على صوت امها الذى تلملم اغراض راشد بعد ان ساعدتها فى تغير ملابسها ... ان علامات القيود بشعه على يديها وقدميها ومؤلما بشده وايضا جروح وجهها ... اقتربت منها وهى تقول
- خلاص يا ماما انتى لميتى كل حاجه دى عاشر مره تفتحى الارداج والدولاب
ليقول راشد بملل
- قوليلها يا ورد انا دوخت والله .
لتقف نعمات واضعه يدها حول خصرها وهى تقول
- انتوا بتتريقوا عليا ... ماشى .
لتضحك ورد وهى تقترب منها تضمها وقالت
- احنى نقدر بردوا .
ثم نظرت لراشد وقالت
- شكلنا مش هنروح النهارده ... سليمان تحت على وضع الصامت
ليضحم راشد بصوت عالى ثم قال
- على العموم حسناء جايه دلوقتى واكيد تمام معاها ... يبقا هو يوصلنا .
توترت ملامح ورد عند ذكره لتمام ولاحظ هو ذلك ... ويا لا العجب اسعده ذلك بشده .
•••••••••••••••••••••.
يقود سيارته بسرعه كبيره ... يخرج غضبه على الطريق وفى مسكته للموقد ... كان يمسكه بقوه حتى ابيضت مفاصله ... تتابع كل ذلك بصمت ... تشعر حقا بالخوف هناك شيء كبير قد حدث ... ظلت تفكر ما سبب تلك الحاله ... ولكنها أرادت ان تتطمئن فوضعت يدها على يده ليبعدها عنها بقوه وكأنه لا يطيق لمستها لتندهش من ذلك التصرف ليقول هو بغضب
- مش عايز احس بوجودك فى العرييه لحد ما نوصل .... مفهوووووم
قال الاخيره بصوت عالى غاضب مخيف ...جعلها تبتعد لأبعد نقطه عنه وتلتصق بباب السياره فى رعب .. و هى تهز رأسها بنعم .
مرت نصف ساعه اخرى لتجد نفسها امام البنايه التى بها شقه حمزه فى العاصمه لم يتكلم ولكنه ترجل من السياره ووقف على الرصيف ينتظر نزولها ففتحت الباب وترجلت ليغلق السياره وصعد سريعا دون ان ينظر اليها
وحين وصل الى شقته ودلفا اليها واغلق الباب وقف فى منتصف الصاله يعطيها ظهره
وكانت هى ترتجف حرفيا من الخوف
نظر اليها فجأه وهو يخرج هاتفه بعد ان وضع به الذاكره الصغيره التى كانت موجوده مع صور المحادثات لتستمع لصوتها وهى تقول
«« - ارجوك يا رامز بلاش الكلام ده انا بتكسف .
ليجيبها هو بعشق
- بعشق صوتك .... ياااه يا لولو لو انت قدامى دلوقتى وبين ايدى .
لتضحك وهى تقول
- كنت هتعمل ايه يعنى وبلاش قله أدب .»»
لم يستطع ان يسمع اكثر فرما الهاتف بكامل قوته ليصطدم بالحائط ويقع ارضا متهشما تماما وهو ينظر اليها بنظرات كره واحتقار وخرج ظرف اصفر من جيب الجاكيت وافرغ محتواه امامها ... لتجد صور محادثتها معه
كانت هى تقف امامه ترتعش خوفا وصدمه ... حبيبها اكتشف خيانتها .... علم كل شيء .... ماذا سيفعل الان ... كيف ومن و اين ... من اكثر من يومين ورامز لم يتحدث معها ... هل هو من فعلها ... ولكن لماذا .... نظرات حمزه المخيفه والقاتله تذبحها .. لم يعد بها ذلك الحب والعشق التى تفتحت انوثتها عليه ... مؤكد ومن يحتمل ما سمع ... او ما رائ.. سيقتلها مؤكد ... لن يبقى عليها زوجه له ان لم يفضحها كونها ابنه عمه
اقترب منها ونظر لها بشر واضح ومسك حجابها من خلف راسها بقوه وقال بصوت رجل مجروح كرامته
- ليه ... انا قصرت معاكى فى ايه ... انا استاهل منك ده .... ليه طلعتى رخيصه كده ليه ... وانا الى كنت فاكرك غاليه اوووى ... ردى عليا ليه
قال اخر كلمه بصوت عالى وهو يدفع راسها لتصطدم بالحائط خلفها لتصدر منها اه الم وشهقه عاليه ولكنها اخفضت بصرها ارضا وقالت فى محاوله للدفاع عن نفسها
- والله كان مجرد كلام فى التليفون ...والله عمرى ما شفته ولا شافنى ... صدقنى يا حمزه
ليهدر بها بصوت عالى قائلا
- كلام ... مجرد كلام ... هو مش الكلام ده من حقى انا بس المشاعر الى جواكى دى مش ملكى انا بس ... صوتك مش ملكى انا بس ... انت كلك على بعضك مش ملكى انا بس ... كنتى بتبقى مبسوطه وهو بيتغزل فيكى وفى صوتك ... وهو بيسمعك كلام انا بس الى المفروض اقولهولك ... وهو بيتعامل معاكى زى العاهرات ... وهو بيتمناكى فى سريره ... قصرت معاكى فى ايه ... ده انا من يوم ما حسيت انى راجل وقلبى بيدق دق ليكى انت ... عشت عمرى كله وعمرى ما بصيت لبنت علشان ربنا يحفظك ليا .. وانت الى تضيعى شرفى .... انت الى تدبحينى .
شهقات عاليه متتاليه ودموع ندم تغرق وجهها لكنها لا تؤثر فى ذلك الواقف امامها شاعرا بكرامته تنزف قهرا ... تقدم منها خطوه وهو يرفع يده يريد ان يضربها ... خبئت وجهها بيدها ليظل ينظر اليها بقهر وغضب ثم بدء يصرخ بصوت عالى وهو يحطم كل ما تطوله يده وظل يصرخ ويصرخ وكلمه اه تخرج من صدره تحرق العالم من حوله... واه من قهر الرجال ... وخاصه رجل مثله له مكانته واحترامه ... ذات شخصيه قويه رجل بكل ما تحمله الكلمه من معنى .... تذبح رجولته على يد حبيبته وزوجته وابنه عمه
كانت تبكى خوفا ورعبا .. خزيا وعار... انها تعرف جيدا حجم ما فعلته من خطئ .. تعلم انها تستحق الموت ... كان صوت صراخه واااه الالم التى تخرج من قلبه وروحه تذبحها تود لو لتمحوا تلك الايام الا تفعل ما فعلته .. ان لا تنزلق قدميها لذلك الوحل ... كيف قبلت على نفسها ان تستمع لتلك الكلمات .. ان تكتب تلك الكلمات ... كيف ؟
وقف حمزه يتنفس بصوت عالى بعد ان هشم كل البيت تقريبا ثم جلس ارضا يبكى بقوه وبصوت عالى .. وااااااه على الالم الذى بصدره ينهشه كوحش ضارى بلا رحمه ... يود لو ينتزع قلبه من مكانه حتى يرتاح من ذلك الالم القوى ظلت هى جالسه فى مكانها تنظر اليه برجاء لا ان يرحمها ولكن ليرحم نفسه ....
ظل الوضع ثابت هو يجلس وسط الحطام ... وهو محطم مثله تمام ... وهى تنتظر منه رصاصه الرحمه
مرت اكثر من ساعه .... لتسمعه يقول
- انا لو اطول ادفنك حيه ... اقطع لحمك وارميه للكلاب زى ما انت رميتى شرفى فى الارض .... لكن انا مش هوسخ ايدى فى واحده رخيصه زيك
لتشهق بصوت عالى وهى تضع يدها على فمها بصدمه من تلك الكلمات المهينه التى لم تتخيل يوم ان تسمعها ليكمل هو غير عابئ بها
- وللأسف انت بنت عمى ... وعلشان عمى ومرات عمى الى ملهمش اى ذنب فى ان بنتهم طلعت عديمه الأخلاق و رخيصه .... علشان خاطر عامر الى لو عرف بالى حصل ممكن يقتلك وخساره راجل زيه يضيع عمره فى السجن فى واحده زيك .... وعلشان خاطر جدى الى ممكن يروح فيها ... محدش هيعرف حاجه من الى حصلت .
نظر اليها بإحتقار واكمل قائلا
- بس اقسم بالله يا علياء .... لدفعك تمن وجع قلبى الى انا حاسس بيه دلوقتى .... لخليكى تتمنى الموت على الى هتشوفيه منى ... انت قتلتى حمزه بإيدك ... دبحتيه بدم بارد ... كسرتى رجولتي قهرتينى ... اقسم بالله لأخد حقى منك .
كانت تبكى بصوت عالى .... كانت شهقاتها تشق جدران المنزل من قوتها ...
وقفت على قدميها و اقتربت خطوه ليشير لها بيده وهو يقول بزدراء
- خليكى مكانك ... متقربيش منى ... انا مش عايز نجاسه تقرب منى
لترجع خطوتان للخلق والكلمه تضربها بمقتل
قالت من بين شهقاتها
- انا غلطت .. واستحق عقابك ... بس ارجوك يا حمزه
لم يجعلها تكمل وقال وهو يصرخ بها
-اسمى ما يجيش على لسانك ... انا لا عايز اشوفك ولا اسمعك ... انا بكرهك يا علياء بكرهك .
صمت لثوانى ثم قال
- على قد حبى ليكى ... على قد كل الى كان فى قلبى ليكى بكرهك ... مش طايق اسمع انفاسك .. اسكتى ... اسكتى .
عادت لتجلس ارضا وهى تضع يدها على فمها تمنع صوت انفاسها ان تصل اليه .
وظل هو ينظر اليها بكره .... ثم قال ببرود
- هاتى تليفونك .
لتخرجه من الحقيبه فقترب منها وامسكه ثم وضعه اسفل حذائه و ظل يضربه بقوه حتى تهشم تماما .
واقترب منها لتلفح انفاسه وجهها وهو يقول
- اقسم بالله غلطه واحده صغيره ... وهنسى انك بنت عمى ... وهدفنك حيه .
لتهز رأسها بنعم عده مرات فى خوف .. وكان هو يود لو يمحى كل ذلك ان يعود للسابق ... عليائه العاليه الغاليه .. ان لا يتذوق طعنه الغدر من يدها ... ويا له من طعم مر حاد .

عشق الرجال بقلمى ساره مجدىWhere stories live. Discover now