الساعه 8 الليل ، قام عزيز على صوت جواله ورد بصوت نايم : هـلا
ليان : خير وش النوم هذا كله ؟ يالله صحصح ومرنا اشتقنالك
عزيز : طيب ، تجهزي بمرك ونتعشى برا
ليان : اوك لاتتأخر
قفل وقام تروش ولبس ثوب وشماغ لأول مره بعد فتره طويله.
اخذ مفاتيحه وجواله وفتح الباب بيطلع وبلمحة عين حس بوجع بجنبه وكأنه كهرب نفضه نفض وخلا ملامحه تتغير وقف ثواني ، نبضات قلبه زادت من قوة الألم ، اخذ نفس وظل دقيقتين لين بدا يخف الألم وطلع ، نزل من الدرج بخطوات خفيفه وانفتح باب البيت وابتسم يحسبه عمه بغض النظر انه زعلان منه الا انه مشتاق له ، رفع راسه وناظر للباب لكن ماشاف عمه ، شاف سُميه تنزل حجابها وينتثر شعرها ، تلاشت ابتسامته.
طاحت عيونها بعيونه وصدت بسرعه تحسبه شخص غريب ، لكن استوعبت ورجعت ناظرت فيه ، انقطع شكها باليقين ، واظلم كل شي حولها ومابقى غير وجه عزيز.
عزيز زاد عليه الألم ومسك جنبه وهمس لنفسه بتعب : معقوله الميت يرجع للحيـاه ولا عشان تعودت اشوفها بهالبيت صرت اتخيّلها ؟
قطع همسه صوتها المبحوح : عزيز !
ناظر فيها ونزل خطوتين ، قربت له ونزل اكثر لين وصلها.
مدّ يده ولمس وجهها وعقد حواجبه : انتي سميه ؟ ولا وحده تشبهها ؟
سميه بغصه : انا سميه
عزيز : لكن قالوا سميه توفت ؟ شلون هالمعجزه
سميه عيونها غرقت : نفس اللي قالوه لك قالوه لي ، قالوا عزيز مـات
عزيـز حس قلبه بيوقف من الصدمه صد عنها شوي ومسك راسه وناظر فيها بعيون تلمـع : يـ ، مااصدق ! يعني حرموني منك ؟
سميه : ايه محمد ، للأسف كان يحبني ، ويغار منك عشان كذا ابعدنا عن بعض و..
سكتت بتقوله ان عمه سلمان شريك بهالمصيبه ، وانها تزوجت بعده ، لكن عجزت تكمل.
عزيز تقدم لها وعيونه لمعت بفرحه : يعني الحين انا وياك رجعنا لبعض يـ، مو معقوله مو راضي اصدق ، انا مسامحهم ، مسامح اللي ابعدني عنك دام رجعتي لي الحين ، ماتتخيلين وش كثر وحشتيني ياسميه
سميه مسحت دموعها وقالت بصوت خافت : وانت ياعزيز ماتتخيل كم بكيت عليك ، اربع شهُور وعشر ايّـام حاده عليك ، كل يوم ادعي يارب انا ماقدرت اسعده ، يارب تسعده بجنتك ، واخرتها تطلع موجود ، احس اني خايفه منك الحين ، مو قادره اصدق انك حـي !
عزيز بإبتسامه يخفي فيها صدمته وحزنه : سميه خلاص رجعنـا ، لاتبكين تكفيـ.. اظلم وجهه وشحب لونه لما تذكر الآدميه اللي على ذمته ، اللي وقفت معاه لما ماوقف معاه احد لاعم ولا صديـق ، اللي تحملته بأصعب لحظاته ، وعرفت انه يحب " زوجته الأولى اللي ماتت " وتحملت ولاقالت شي.

لو التواصل بين الأحباب دايم ‏
ماكان لأبيات المفارق جماهيّر.

..

سميه : انت رجعت وانا رجعت لكن مارجع وضعنا كما هو ، انا تزوجت بعدك
عزيز صدمه ورا صدمه ورا صدمه ، شال شماغه ورجع خطوتين وجلس على الدرج ، كان يدعي انه حلم لكن مو حلم ! كلنا نعرف هالشعور ، نمر بأشياء تدمرنا ونقول يمكن حلم ، لكن واقع ، اللي يدمرنا الواقع ، نهائياً مو حلـم..
سميه عجزت تكمل من كثر مابكت ، استجمعت قوتها وهمست : عزيز انا مريت بأيام الله يعلم فيها ، الله يعلم باللي مريت فيه ، انا تزوجت عشان انتقم لك، كنت متأكده انك ميت وان محمد له سبب بموتك ، وسافر محمد واظطريت اتزوج عشان اسافـر ، اتهموني بشرفي ، وصار ابوي قاتـل ، وكرهت الدنيا ومن عليها ، كنت اقول ليش مااموت ، تمنيت التعب اللي فيني يكون تعب جسدي ، تمنيت يسوون لي غسيل كلى ، تمنيت اخذ كيماوي ، تمنيت اعيش على الأجهزه ، تمنيت كل الأوجاع الا الأوجاع النفسيه
عزيز حس شاب راسه خلاص ، كفايه عليه كذا ، همس بتعب : مسمُوحه ، الله ماكتب لنا نجتمع ابد
وقف قدامها ومنع نفسه بشده انه يلمسها ويطفي شوقه كمل بغصه : تبينه ، ولا تبيني ؟
ناظرت فيه بشتـات ، الدنيا كلها تقفلت بوجهها بهاللحظه والأرض على وسعها ضاقت فيها ، ورجف كل شي فيها وصدع راسها ونبضاتها صارت مليون بهالدقيقه.
عزيز : انا بعد تزوجت ، وصار عندي بنت ، واستقريت بحياتي ، و ماراح اجبرك على شيء
سميه انصدمت لكن ماتضايقت من هالشيء، وهمست : لو رجعت لك ، وش بتكون ردة فعل زوجتك
عزيز : تحبني ياسميه ، وحب نـادر
سميه خانها الكلام ، ظلت دقايق ساكته ، ودموعها ماوقفت ابـد ، هي تحب مناف وعزيز يحبها ، ولو رجعت لعزيز بتسبب بحزن انسانه مالها ذنب ، ماتبي احد يمر بمعاناتها ، تمنت انها ماجت على هالحيـاه ابـد ..
عزيز كان سرحان فيها ، تذكر من يوم عرفها للحظه هذي ، براءتها وطيبتها وقسوة الحياه عليها ، عجز يترجم شعوره بالكلام وماقدر غير انه ياخذها لحضنـه..
انصعقت سميه رفعت يدينها بتبعده عنها لكن ارتخت ، على كثر مااسعدها مااسعدته ، هذي اول مره يضمها ، و اخر مره ، غمضت عيونها ورفعت ايدينها وبادلته ، وصار نبض قلوبهم واحد ، عزيز خانته دمعه من زمان كاتمها ، عمره ماتخيل ان اول حضن للإنسانه اللي عشقها يكون اخر حضن ، برغبته وبرغبتها ، حست ان اللي تسويه غلط وانه ذنب وخيانه لمناف لكـن صوت بداخلها قالها عادي انتي للحين زوجتـه ، اعتبريه المعروف اللي ماقدرتي تسعدينه فيـه..
انفتح الباب ودخل مناف مستعجل ومعصب عليها لإنها كسرت كلامه وراحت من وراه ، طاحت نظراته على المنظر اللي قدامه ، وقف وحس قلبه وقف مع خطواته.

انتي سحر ماحرمه دين الإسلامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن