كان "طارق" اتفق انه يقابل صديقه فى كافيهsaint aymes وهو كافيه من مميزاته انه مزين بكل انواع الزهور ,, ف وصل قبل صديقه ودخل واقترب من ركن التوليب وبيبحث عن ترابيزه يقعد ينتظره وجد امامه "غدير" امامها كوب عصير البرتقال و سماعات الهاند فري فى ودنها وبتنظر خارج الكافيه ع الطريق وسرحانه ,,,, اقترب منها خطوه وتردد خطوه ورجع وتشجع واقترب ببطئ اتجاهها وهى ملاحظتش وقوفه بجوارها ,, وقف "طارق" يستوعب المفاجاءه وللحظه وقعت سماعه الهاند فري ع الارض ووطي يمسكها ولاحظت "غدير" وجود شخص وبترفع راسها علشان تشكره :
_ شكرا ,,
اتفاجئت ب "طارق" واقف امامها :
_ طارق ..؟
_ ازيك يا "غدير" ..
اتوترت "غدير" من المفاجاءه : انت "طارق "بجد ..
مد ايده وسلم :
_ واقف ليه اتفضل ..
_ هسبللك اى ازعاج ..انا دخلت وكنت بشبه وطلع انتي بجد ..
_ انا قاعده لوحدى اساسا ..ااتفضل ..
قعد "طارق" وب ابتسامه :
_ عامله ايه ؟ ( وفى سره قال وحشتيني )
ابتسمت "غدير": الحمد الله ( قالت فى سرها وحشتني )
_ اخبارك ايه منتظمه ع العلاج ( انا حاسس انى بحلم وانتي قدامي )
_ اها والحمد الله اتحسنت ( انت بجد اللى قدامي مش حد تاني وبيتهيألي )
بص اتجاه الشباك ورجع بصلها : و "رامي " عامل ايه ..؟
_ الحمد الله .. و"هدير" عامله ايه ..؟
_ "هدير" .. كويسه ..
لاحظت "غدير" مفيش دبله خطوبه واستغربت لكن اعتقدت انه من الاشخاص اللى مبيحبوش موضوع الدبل ..سكتوا لحظات وهما باصين لبعض من غير كلام :
_ تشرب ايه ..؟
_ لا مفيش داعي انا منتظر صديق قرب يوصل .. انا مبسوط انى شوفتك وانك بخير ..
_ وانا كمان مبسوطه انا شوفتك وانك بخير ..
_ انتى هنا زياره ..؟
_ لا "رامي" عنده شغل وجيت معاه
_ اهااا .. "رامي"
_ دا هيفرح اوى لما يعرف انى قابلتك وانك هنا فى لندن ..
_ طيب كويس ..
_ ايه رايك نتعشي سوا ..انت و"هدير" و"رامي " وانا ..
اتفاجئ "طارق": هشوف .. هشوف ..
طلعت ورقه وكتبت رقمها :
_ دا رقمي انا قاعده هنا ل اسبوع ,,اتمني اشوفك .. واشوف اكيد "هدير" مش هى هنا فى لندن
_ ايوه ..
رن موبيل "طارق": انا هقوم لانه وصل ..
_ "طارق" انا هستني اتصالك ...
_ ان شاء الله ..
خرج طارق" وماسك الورقه اللى مكتوب فيها الرقم وقرب من سله المهملات ورماها وبعد ااقل من دقيقه رجع بسرعه اخدها تاني ,,لحظه تردد وخاف يضعف ولكن فعلا ضعف .. قابل صديقه ورجع ع البيت وكان سرحان ونسي يسئل عن "هدير" واتحضر العشا وكان ساكت :
_ خير يا "طارق" ايه اللى شاغل تفكيرك كده ,, ؟
_ لا مفيش .
_ فى حاجه حصلت مع صديقك ..موضوع البحث فيه مشكله ..؟
كان موطى راسه اخد نفس جامد ورفع راسه : انا قابلت "غدير" ..!
اتفاجئت "هدير" وبصت لدكتور "عثمان" :
_ بجد وهى عامله ايه ؟
_ الواضح انها بخير جدااا ..
اتكلم "عثمان": وانت ..؟
_ مش عارف .. انا هقوم انام علشان مصدع ..عن اذنكم .
قام "طارق" ووجهت "هدير" كلامها لدكتور "عثمان": هى ممكن تكون قالتله وعلشان كده هو متغير ..؟
_ احتمال .. لكن الاكيد ان فى لغبطه بيمر بيها ..
مر ساعتين وخبط دكتور عثمان" ع غرفه "طارق" ودخل وكان صاحي قاعد ع المكتب وحاطط الورقه الى مكتوب فيها الرقم امامه وباصصله ولما حس بدخول دكتور "عثمان" شال الورقه فى الدرج :
_ عامل ايه دلواقتي الصداع اختفي ؟
_ الحمد الله ..
شاور دكتور "عثمان" اتجاه قلب "طارق": وهنا عامل ايه لما قابل "غدير" ؟
اتفاجئ "طارق": مش فاهم ..؟
ضحكك"دكتور "عثمان": عارف يا طارق اللى بيضحك ان الكل عارف وصاحب الموضوع بيبقي فاكره سر من اسرار الحرب ,, "طارق" الحب صعب تخبيه ,,الحب اتوجد علشان يظهر ويقول انا اهو ..
_ بابا ..
_ انا اول مره شوفتك وحكتلي حكايه السلسله وعرفت ان الحب اتملكك وانت مش عارف ولما قابلت "غدير" قولت ممكن تكون اتغيرت لكن كنت معاها زى ما كنت بتحكيلي ,, بطل مقاوحه انت بتحبها .
سكت "طارق":
_ انت بتحبها .. وبتتألم لكن مش مبين دا .. بعدك عنها سنه من غير ما تعرف اى حاجه دا مش دليل يؤكد انك نسيتها ,, مش شرط تقابل اللى بتحبه علشان تتاكد انك بتحبه لسه ,, الحب موجود فى قلوبنا ,, لما بشوفهم ونسمع اصواتهم ونسلم عليهم دا مش تاكيد ع حبنا لكن حاجه جميله ولو الظروف بعدتهم عن عيونها فهما فى قلوبنا ,, الحب الحقيقي اللى مهما بعدت وطالت سنين لا يتغير ولا يقل لكن يحافظ ع مكانه ويكبر لدرجه انك تتخيل وجود الشخص دا معاك وبيغنيك عن كل الناس .. !
انت كررت غلط انا غلطته زمان وهو الجبن .. انا كنت جبان ل اعترافي ل "صفاء" قبل ما يظهر والدك فى حياتها ,يمكن لو كنت اعترفت كان الوضع اتغير حتى لو مكملناش ع الاقل وقتها كنت اعرف مشاعرها ايه وعرفت مشاعري ايه ,, انت خوفت ومصارحتش ودا السبب اللى وصلك انك متعرفش سبب تصرفاتها الاخيره ,, خوفت واتسرعت وهربت واتوجعت هو دا اللى حصل ...
_ هى دلواقتي عايشه حياتها وانا فعلا اطمنت عليها انها بخير .. طلبت مني نتعشي فى يوم مع بعض لكن طبعا مش هيحصل .؟
_ بس من توترك وهز رجلك ونبره صوتك انك عاوز تشوفها تاني ..؟
_ بابا انا ..
_ اللى اقدر اقولهولك استغل اى فرصه القدر بعتهالك ممكن تعرف حاجه كنت جاهلها ,, لكن من غير ما تأذي نفسك ولا تأذي اللى بتحبهم .. عاوز تقابلها روح قابلها لانها طلبت تقابلك ..!
سكت "طارق" وخرج عثمان" وعين "طارق" ع الدرج ..!

يوم الفلانتين فى مصر كان "ياسر" و"ماجد" عاملين احتفال فى المطعم وموجودين "اميره" و"منه " لكن "صبا" مقدرتش تنزل علشان مش موعد اجازتها ,, فكانوا معيشنها معاهم الموقف لايف وقعدت تتابع معاهم :
_ كلمها "ماجد": صبارتي الهلس دا كان ناقصك ..
اتكلمت "منه": الاكل كتير مش لقيين حد ياكلو ؟
اتكم "ياسر": يعني فى المواقف دى تختفي كده ؟!
ردت "صبا": والله كان نفسي بس معرفتش
رد "ماجد" : يابنتي تعالى ولو اطردتي هوظفك عندى فى المطبخ
_ ايه هتخليني ادوق الاكل قبل ما يخرج ؟!
_ وهو انتي لو دوقتيه هيبقي فى انه يخرج
ضحكوا : والله وحشتوني يا اوغاد .. هابي فلانتين عليكم ويعود عليكم يا مرتبطين باليمن والبركات
ضحكوا واتكلم "ماجد": ناقص تقوليلنا هاتوا عيديه
_ بصراحه واجب كل واحد مرتبط يتبرع ل اخوه السينجل يعنى ميبقاش سينجل وبائس
_انتي فى نعمه وراحه بال لا بتفكري فى هدايا ولا اى بتنجان
_ وانتوا ماشاء الله لميتو هدايا ,,
_ متقريش ..
_ ماهى الدنيا كده شويا سينجلز بيحسدوا المرتبطين ع الهدايا وشوية مرتبطين بيحسدوا السينجلز ع راحه البال ,, لا كده مرتاحين ولا كده ساكتين ,,
_ ضحكوا واتكلموا وموابيلها فصل وقرب منها "ياسين" بعلبه بيتزا :
_ معاك شاحن موبيلى فصل ..
_ ثواني كده .. اتفضلي
_ تعالي اتفرج ع الهلس اللى فى القاهره بما انك بائس زى حالاتي ..
_ مش هتفتحي علبه البيتزا ..
_ هفتحها ,,بس احنا لسه واكلين ,,بيتزا ايه دى ؟
_ لنقنقه ..
_ نقنقه ماشي .. يلا ننقنق ..
فتحت العلبه وكان موجود بورد مكتوب فيها " لو هتوافقي دا حاجه هتفرحني وتسعدني لكن لو هترفضي انا هستني موريش حاجه ؟
_ ايه دا ..مش فاهمه .. اوافق ع ايه ؟
_ توافقي اننا ناكل بيتزا مع بعض طول الوقت ومش بيتزابس لا وشاورما وحواوشي وفاهيتا وتاتس نغرق فى التاتس ونشرب بيبيسي دايت او شاى اخضر محاوله اصلاح ما ااافسده العك ..
ضحكت "صبا" ع طريقه كلامه : مااحنا يعتبر يوميا بناكل مع بعض ..
_ لا انا اقصد الباقي من عمرك بعندك بمقاوحتك بلسانك الدبش بتفاهتك بجنانك .. اكون معاكي فى كل لحظه فيها ...
اتفاجئت "صبا": "ياسين"...؟
_ بصي انا اترددت كتير خوفا من رد فعلك ,, لكن انا وصلت لحل وهو يعتمد ع موافقتك ,, مترديش دلواقتي وخدى وقت اللى عاوزاه شهر اتنين سنه .. انا قاعد هنا ومستنيكي ومعاكي ,,
كل دا والفيديو شغال رد "ماجد":
يا "ياسين" دى متكلمهاش بهداوه كده الطريقه دى اللى تخليها تتدلع ,,دلع بنات مرق
ردت "صبا": يعنى عاوزه يديني قلمين ..؟
رد "ماجد" : اربط ايديها ورجليها وعينيها وبوقها علشان صوتها عالي وبصمها ع توكيل جواز وتعالي احنا نجوزهالك وتريحنا ..
_ بقره انا ..
_ لا متقوليش ع نفسك كده انتي جميله متزعليش البقره مننا
الفيديو فصل :
وبصت "صبا" ل "ياسين":
_ بص يا "ياسين ..
قام وقف بسرعه "ياسين": نسيت كان لازم ابعت ميل ضروري .. باى دلواقتى واشوفك كمان شويا معاهم ,,
مشي بسرعه قبل ما يسمع ردها وضحكت "صبا" ع طريقه مشيه وانه جري قبل ما ترد ,, فتحت العلبه وقرت الجمله تاني وبصت للبحر وسكت ..!

فى لندن اتفق "طارق" يقابل "غدير" و"رامي " ومعاها "هدير" وكانت متوتره خايفه من رد فعل "طارق" لما يعرف كلامها ,, اتقابلوا فى مطعم وقعدوا :
_ فرصه سعيد يا "طارق"
_ انا الاسعد يا "رامي " ..
_ لما قالتلي "غدير" انك موجود هنا وشافتك فرحت جدا
كان "طارق" مستغرب من تصرفات "رامي" اتجاه "غدير" مش اتنين متجوزين بيتعاملوا برسميه و"رامي" بيتعامل بكل احترام زى ما كان بيتعامل معاها وهما مخطوبين ... استأذن "رامي" بسبب مكالمه تليفون وقامت "هدير" للحمام.. وقعد " طارق" مع "غدير" وكانوا ساكتين ولاحظ "طارق" توترها :
_ "غدير" انتي كويسه ؟
_ الحمد الله ..ليه ؟
_ يعني انتى و "رامي" حاسس ان فى حاجه .. فى مشكله ولا حاجه ؟
_ لا ابدا ..
_ متاكده ..؟
_ ايوه..
سكتت "غدير" و"طارق" كان بيراقب ها ... كان المكالمه من والد "رامي" وعرف موضوع الطلاق وكلمه وكان فى خروج"هدير" من الحمام وسمعت :
_ بابا ..دى حياتي وانا حر فيها .. انا و"غدير" اتفقنا ع كل حاجه ومينفعش اكمل مع انسانه غصب عنها مجبره تكمل حتى لو بحبها ,, احنا خلصنا اجراءات الطلاق من شهريين ولما هنرجع كل واحد هيشوف حياته وبينا كل الاحترام وارجوك متتدخلش لان اى اذيه ليها انا مش هقف ساكت ..
قفل "رامي" وهو متعصب واتفاجئت "هدير" ووقفت مكانها وشافها "رامي":
_ "هدير "..؟
_ اللى سمعته دا بجد .. انتم اتطلقتوا خلاص ..؟
_ ايوه ..
_ هو انت مبتحبهاش ..؟
_ بالعكس علشان بحبها اتطلقنا ,, مش مهم انا بحبها الاهم انها تحبني علشان علاقتنا تكمل .. و"غدير" بتحب شخص تاني وكانت معايا صريحه من اول يوم بعد ما كتبنا الكتاب وصارحتني بكل اللى حساه ,, اه اتفاجئت لكن اللى اتعرضتله هو اللى دفعها لكده ووقتها مكنش ب ايدي اساعدها .. ووعدتها ان بعد سنه هننفصل ومرت سنه ..
_من اول يوم ..؟
_ احترمت فيها انها محبتش تعيش معايا مجامله او تخدعني بمشاعر مش حقيقيه ,,علشان كده مقربتلهاش ولا مره ,, وكملت علاجها واتحسنت جدا زى ماانتي شايفه ..
_ انت ازاى متقبل الموضوع عادي كده ..
_ لان دى الحقيقيه هى مبتحبنيش وبتحب شخص تاني وهى تستحق تعيش حياه سعيده مع شخص اللى تختاره مش تجبر عليه .. هتدخلي ولا ..
_ بعديك ...
وقفت "هدير" مستغربه تصرف "رامي" وان "غدير" متكلمتش .. رجعت قعدت ع الترابيزه وبتبص ل "غدير" وبتتعجب من تصرفاتها ,,خلصوا العشا وسلموا ع بعض وكان يومين وهتسافر "غدير" ..
عاشت "هدير" فى تردد بين انها تعرف "طارق" ولا لا وتسيب "غدير" تسافر ,, كانت ملاحظه سرحان "طارق" الواضح ,, فى يوم سفر "غدير" دخلت "هدير" المكتب ل "طارق" ومعاها دكتور "عثمان" طلبت منه يكون معاها ..:
_ "طارق" انت فاضي شويا .."هدير" عاوزه تقولك حاجه ..
ضحكك"طارق" : وهى حاجه صعبه اوى كده ,,جايباك حمايه ولا ايه ؟
_اسمع منها للاخر وانت هتعرف .. لكن اسمع ؟
_فى ايه ..؟
ابتدت دموع تنزل من عين "هدير" واندهش "طارق": فى ايه يا "هدير " :
_ انا اسفه يا "طارق" .. مقدرتش اتحكم فى مشاعري ولا نفسي
_ مش فاهم..
_ انا قابلت "غدير " ..
_ ماانا عارف يوم العشا ..
_ لا قبلتها قبل اليوم دا ..روحتلها الفندق وقعدت معاها وقولتلها ..
_ قولتي ايه ؟
بدموع نازله ب انهيار : قولتلها اننا مخطوبين بعد ما سافرت فرنسا ..
اتفاجئ"طارق": ايه .. مخطوبين ؟
_ والله يا "طارق" مش عارفه ايه حصلي لكن كان عندي رغبه انتقملك منها لانها وجعتك
_ تنتقميلي ,, انا طلبت انتقام ,, انا هتمني أذى ل "غدير" .."هدير" انا مش مصدق ..
_ ويوم العزومه عرفت انها هى و "رامي "..
_ ايه ..؟
_ انهم اطلقوا من شهريين يعنى مبقتش ع ذمه رامي . وانه كان عارف انها بتحبك ولولا ظروف مكنش كمل معاها واتفقوا انه سنه وينفصلوا وحصل ..
_ بتقولي ايه ؟
_ انا اسفه يا "طارق" اسفه بجد ..
ملامح مفاجئه ودهشه اترسمت ع وجهه "طارق" ,,تدخل دكتور "عثمان":
_ دلواقتي القرار لك هتروح تلحقها قبل ما تسافر ولا هتفضل هربان وبتتألم ..؟
_ هى طيارتها امتي ..؟
_ كمان ساعتين ,, يلا روح الحقها ..
من غير تفكير نزل "طارق" :
_ هيسامحني يا انكل .. هيسامحني
_ "طارق" قلبه طيب هيسامحك لكن لو ملحقش "غدير" مش هيسامح نفسه .
بسرعه وصل المطار وكانت "غدير" مع "رامي"فى المطار متجهيين ل الطياره ,, لف "طارق" وبيدور عليها وقرب ولاحظها وبصوت عالى :
_ غديرررررر
انتبهت "غدير" وبصت : "طارق"
قرب منها وهو بيحاول يتنفس وبينهج : متسافريش ..
_ انت هنا بتعمل ايه ..؟
ركع ع الارض : متسافريش ...
مسكت ايده وبتقومه من ع الارض : قوم يا "طارق" ايه دا ؟
مسكها من ايديها : انا اسف .. اسف انى سبتك من غير ما اقولك انا بحبك
اتفاجئت "غدير" و"رامي" والناس بيتفرجو عليهم : "طارق"
_ من ايام ما كنا صغيرين لما كنتي بتيجى تقعدى عندنا وكنا بنذاكر سوا وبناكل سوا وبنخرج سوا وكل حاجه مع بعض , كانت حياتي كامله و لما سافرت وبعدت حسيت بفراغ فى حياتي مكنتش فاهم ليه ,, درست واشتغلتت وبقي ليا اصحاب ومكانك فاضي ,, لما شوفتك وقابلتك الفراغ اتملي وحسيت ان كل حاجه كامله بوجودك ,, لما بتبتسمي بحس انى سافرت للسما ,, لما ببص فى عينك بغرق ومبحسش بالزمن ,, لما بمسك ايدك بحس ان الدنيا كلها ملكي . مكنتش عارف ان دا حب ,, مكنتش فاهم اللغبطه اللى عيشتها ,, خوفت وهربت ,, لكن المرادي مش هسيبك تبعدي .. مش هسيبك تسافري ..
_ طارق انا ..
_ انا عرفت كل حاجه وانك انفصلتي انتي ورامي مش عاوزه اعرف الاسباب للى فات انا عاوزك معايا لل ايام والسنين الجايه تكوني معايا ,, تقبلي تتجوزيني ,,
اتفاجئت "غدير" ,, وقرب منها "رامي" وابتسم:
_ وافقي يا "غدير" وانا هسافر فرنسا هبلغهم انك خلاص هتستقري فى لندن مع الانسان الوحيد اللى حبتيه ومعرفتيش تحبي غيره ,,,
مشى "رامي" و"طارق" اتكلم : اقول ان السكوت علامه رضا
ابتسمت "غدير" شدها لحضنه وسط الناس ..

رجع "طارق" مع "غدير للبيت وكان دكتور "عثمان" و"هدير" قاعدين منتظريين اى خبر ,,, دخل "طارق" الاول :
_ طارق.
مد ايده ودخلت معاه "غدير" : احب اعرفكم ع مدام "طارق وفيق " "غدير"
فرح دكتور "عثمان" وحضن "طارق":
_ هو دا "طارق" ابني ..مفيش حاجه اى حاجه تمنعه ..
_ نورتي بيتك يا "غدير" ..
كانت "هدير" واقفه بعيد قرب منه دكتور "عثمان":
_ "هدير" غلطت وعرفت غلطتها واتأسفت .
اتجهه ليها "طارق" وملامح غاضبه : "هدير"
بدموع من عينيها : انا اسفه يا "طارق" ..
_ هقبل اعتذارك بشرط .. تروحي تسلمي ع "غدير" ولو محتاجه حاجه خليكي معاها هى ملهاش حد هنا غيرنا ..
مسحت دموعها : حاضر ..
اتجهت ل "غدير" : انا اسفه يا "غدير "
_ متتأسفيش يا "هدير" انتى خوفك ع "طارق" هو اللى دفعك للتصرف دا ,, انا لو مكانك هعمل اكتر من كده ..
_ يعني سامحتينى ..
_ سامحتك ..
مسك اللاب : تعالو نفاجي اللى فى مصر ,,
اتصوروا فيديو وارسله ع جروب وشافوها وكلهم اتفاجئوا وفرحوا ,, وبلغهم "طارق" انه هينزل مصر قريب وهيتم زواجه معاهم ووسطهم ومعاه دكتور "عثمان" و "غدير " ..

نزلوا القاهره وكان فى ندوه لدكتور "عثمان" عن الطب النفسي وحضروها كلهم :
_ ناس كتير بتستهون ب اى حد لما يقول انا تعبان نفسيا ,, بيتريقوا وبيقولوا بهزار روح موت ترتاح ,, ميعرفوش ان الكلمه دى ممكن فعلا تكون سبب موته او تشجيعه ,, المرض النفسي اصعب واعمق من المرض العضوي ,, رغم ال 27 سنه فى مهنه الطب النفسي ورغم معايشتي لالاف المرضي ,,ف انا مع كل حاجه بتفاجئ وبندهش وبنصدم ,, يا سبحان الله .. ازاى ؟! وليه؟! الشخص دا اختلف عن غيره من خلق الله ,, ايه اللى اصاب تفكيره ,, ايه اللى اصاب عواطف واحاسيسه ,, ايه اللى حصل واصاب كمياء مخه وخلاياه ,, وازاى ..؟ وازاى حصلتله الاصابه دى ..؟ دا قدر مكتوب ..؟قدره هو بالذات لكن ليه هو بذات ..؟ نفسها نفس الحيره اللى بحسها لما بشوف طفل اصابه مرض شلل الاطفال ,,وهى نفس الحيرة اللى بحسها لما اقرا فى الحوادث ان فى انسان وقع ع راسه حجر من مبني شخص تاني رماه ب استهتار ف اصابه بالعجز او بيفقد حياته .. ..
برجع ل مراجعي والابحاث لقرأتها للمرة المائه بعد الالف ,, وفى معظم الاحيان لا تشفي غليلي ولا بتهدا حيرتي ,, والغريب والعجيب انا لا اجد فيها كل الاعراض اللى شوفتها فى مرضاي ,, فكل حاله اعايشها فريدة من نوعها ,, فريدة فى بعض اعراضها ,, فريدة فى البيئة اللى عاشت فيها ,, فريدة فى الضغوط اللى اتعرضت لها ,,نادرا ما يوجد تطابق مريضين يعاينان من نفس الحالة ..
مع كل حالة بحاول استوعب قدر الالم اللى بيعانيه المريض .. بحاول اوصل لداخلها لعواطفها ومشاعرها علشان اشوف بنفسي قدر انصهاره من الداخل واوقات بتأذى من البركان الداخلي .. لكن مستحيل احس ب ألم زى ماهو حاسس ببركان من الالام ,,
ودلواقتي البركان فى الاعماق ومن الصعب الاقتراب ,, حتى صاحب المشكله اللى محتفظ بالبركان داخله مش عارف هو عنده ايه ولا يقدر يتوقع فى اى وقت الحمم هتنطلق ,, هو بس ثابت مكانه بيحترق وبيتعذب ولكن ليه ؟! والى امتى .؟! ميعرفش ,,,!
بيسمونه العقل الباطن او الا شعور والوصول اليه صعب وصعب ,, هو يحتوي ع الرغبات المكبوته والدوافع المرفوضة والمشاعر الغاضبة والاحتياجات اللى محصلهاش استجابة ومتعملتش ,, كلها بتفضل مدفونة ولكنها تغلي وتزأر , كالجمرات اللى مبتنطفيش وبتفضل حاميه تحت التراب ,,
وفجاءه تهب رياح غير طيبه فتفك قيود الكبت وتكتسح التراب من فوق القمرات .. فتبتدي كرات النار بتطير الى العقل الواعي بتكويه ,, يعنى بتظهر اعراض المرض ,, فبيحس برغبه قهرية انه يسرق حاجه تافهه مش محتاجها ويقدر يشتريها بفلوسه ..او يحب انسان ميعرفش عنه حاجه ولا تربطه صله من الاساس ويعتقد ع يقين انه بيبادله الحب ,,او يشوف نفسه مشوهه او يتعمد ايذاء نفسه وتحطيمها ,, فيمتنع عن الطعمام او ياكل كتير او يبتدى يشد شعر راسه او يجرح وجهه ,,
بتقفز كرات النار من العقل الباطن الى العقل الواعي فتحطم احساس الانسان بذاته ,, فبيندهش لها وينكرها تماما وتصبح مش موجوده ,, او يتم تشويه اداركه بالعالم الخارجي ليشعر انه عالم غريب معزول عنه بتفكيره ومشاعره ,, او تزيف له العالم فيعتقد ان اقرب الناس اليه خائن او يعتقد ان اقرب الناس اليها قد استبدل ب انسان تاني ,,
يا لها من اعراض ..
اى احتياجات ورغبات ومشاعر اللى اتحرم منها ومااخدش حقه من الارضاء فوئدت وكبتت ولكنها ظلت كالاسد السجين اللى اتاخدت منه حريته ففضل يدور ع مخرج حتى قدر يحطم قضبان السجن ب انيابه .. حتى لما بيخرج بيغرس انيابه فى جسد سجانه ..
الكل بيسأل ايه الاحتياجات والرغبات والمشاعر اللى تاثر كده فى الانسان ..؟
انه الاحتياج للحب المفقود والرغبه فى الحصول ع اعتراف الاخرين اللى دارو ظهورهم عنه وانكروه ,, فتكونت لديه مشاعر الكراهية والغضب وعدم الثقه ,, وتولدت عنده مشاعر العدوان وما ينتج عنها من مشاعر الاحساس بالذنب ,,خليط عجيب من المتناقضات والصراعات بتظل تغلي فى موقد العقل الباطن اللى بيمنعها من الظهور حتى تأتي لحظة ضعف فبينكسر الاناء او بينزاح الغطاء بقوه الدفع تماما زى البركان ..
علشان كده دايما بنسأل المريض عن طفولته لان اغلب الحالات المعاناه بتبدء من هناك وبتكبر داخله مع تقدمه فى العمر حتى يحدث الانفجار وبيتفاجئو اهل المريض بمرضه ,, اطفالنا هديه من الرحمن وتكوين نفسيتهم رسالتنا فى الحياه علشان يطلعوا اشخاص اسوياء يقدرو يعيشو ويتعايشو فى الحياه ويواجهو مشاكلها بتعقل بدون خوف وضعف ,, علاقتنا مع اطفالنا تتم عن طريق التفهم والاحتواء والحوار ,, تبدء العلاقه بعلاقه صداقه اكتر من انها علاج اهل ب ابنهم ,, يزرعو الامان ويحتضنوه يطمنوه يقربوه منهم مش يبعدوه بمشاكلهم وضربهم وزعيقهم ,,, كده بيدمرو حياه انسان بيعاني وهيعاني لوحده من الضغوطات والوحده والعزله والحرمان ...
وهل يمكن اصلاح ما افسده الدهر ..؟!
انا لما بتجيلي حاله فى ا اولا واخيرا الامل فى رحمه الله بعباده ,, رحمه الله بمرضانا ورحمه الله اللى بتنزل فى قلوب اللى حوالين المريض ,, لان لما بترق القلوب وتتملئ رحمة بتصبح العقول قادرة ع التفهم ,, ولما بنفهم مريضنا وبنحس به ف دا بنبعث فى نفسه بعض الطمانينة .. فبنساعده وننتشله من عزلته .. نمنحه الحب اللى فقده والاعتراف اللى اتحرم منه .. ولما دا بيحصل بيبقى نص العلاج تم والنص التاني هو الادويه والعلاج النفسي ,,!

زهرة التوليبOn viuen les histories. Descobreix ara