( 15 )

758 22 0
                                    




مر الوقت وحاله "غدير" بتتحسن وكان "طارق" سعيد بنتيجه واستجابتها والكلام معاه كان قليل لكن افضل بكتير عن الاول ,,, كان دايما "طارق" كل يوم يحط زهور التوليب فى غرفه "غدير" وكانت بتبتسم لما تشوفها وكان ع مائده الطعام كان بيحط زهور التوليب وكانت دايما تبتسم لما بتشوفها كان بيتعمد انها تبتسم دايما لان دا دليل ع تواصلها بالحاجه اللى قدامها واحساسها به .. كان وقتها بيقبل الزيارات بس قليل ,, فى يوم كانو فى الحديقه بيتمشو وهما بيتمشو كان فى عربيه بجانب الفيلا فرقع كاوتش العربيه وعمل صوت عالى جدا ف اتخضت "غدير" واترمت فى حضن "طارق" من الخوف اتاخد "طارق" وحب يطمنها ضمها : متخافيش متخافيش ..
فى اللحظه دى دخل "رامي" وشاف "غدير" فى حضن "طارق" واتفاجئ ووملامحه اتغيرت للغضب من المشهد .. وقف للحظات وشاف "غدير" بعدت عن حضن "طارق" و"طارق" بيحاول يتكلم معاها ,, اتعدلت ملامحه واتجهه ليهم :
_ غدير ..
انتبهت "غدير" ع الصوت : رامي ..
قرب منهم "رامي": اعتقد انا متاخرتش ..عامله ايه انهارده ؟
_ الحمد الله ..
_ازيك يا دكتور "طارق"؟
_ الحمد الله .. انا كنت فاكر هتيجي بليل مش بدري كده ..
_ انت عارف يوم اللى بشوف فيه "غدير" مش اى يوم ومقدرتش استني لبليل ...
_ تفطر معانا ..انا هدخل اقولهم يحضرو الفطار لينا ..
دخل "طارق" وترك "غدير" مع "رامي" ,, اتوترت "غدير" شويا وقعدت ولاحظ "رامي" كل شويا تبص ع "طارق" :
_ عامله ايه دلواقتي يا "غدير" .. احسن ؟
_ الحمد الله ..
_ الجو هنا مش برد عليكي ..؟
_ لا ..
_ ايه رايك ترجعي معايا القاهرة فى بيتك ,, "نادين" و"بسام" و مامتك مستنينك هناك ..
سمع "طارق" الحوار وقرب : ترجع القاهرة ..؟
_ انا كنت هتكلم معاك فى الموضوع دا لكن بعد الفطار ..
_ تمام ..
حضرو الفطار وراقب "رامي" تصرفات "غدير" كان فى بطئ فى تصرفاتها لكن زى ما طلب "طارق" منه ما يلفتش النظر بمراقبته ليها ويتعامل عادي .. خلصوا الفطار ودخلت "غدير" غرفتها ترتاح وقعد "رامي" يتكلم مع "طارق":
_ انا شايف حاله "غدير" ووضعها بقي احسن بكتير حتى زياراتنا مبقتش مزعجة ليها وبتتكلم وسكوتها قل واعتقد انه جه الوقت انها ترجع لبيتها وسط اسرتها فى القاهرة
_ بس هنا هى مرتاحه و ..
قاطعه "رامي": ماهي مش هتعيش هنا لباقي عمرها وجودها فى مصر بس لفتره علاج وتحسين حالتها وبعد ما هتتحسن هنرجع فرنسا ,, انا اتكلمت مع دكتور "عثمان" وطمني وقالي ممكن ترجع القاهرة
سكت "طارق" للحظات واستكمل "رامي": واحنا فى ايام شتا والجو هنا مش لطيف فى القاهره هيكون ادفي ليها وهى معانا واكيد هتكمل علاجها هناك اللى بتعمله هنا تعمله هناك ,,
_ تمام .. كده كده انا كنت محتاج اخرجها بره نطاق البيت وتتعامل مع ناس تانين كنوع من الاندماج واعتقد فى القاهره هيكون افضل ..
_ وانا حجزت تذاكر الطيران انهارده المغرب ..
اتفاجئ "طارق": حجزت ؟
_ ايوه دكتور "عثمان" قالي ممكن وانا شوفتها كويسة جداا ف ليه التاخير .. خير البر عاجله ..
_يعني مش رتبنا امورنا و ..
_ كل حاجه مترتبه ,,التذاكر اتحجزت ومن دلواقتي للمغرب داده "عزيزة" هتكون جهزت شنط "غدير"
_ تمام ..
_وحقيقي مش عارف اشكر مجهودك الفظيع دا مع "غدير" بجد مشفتش دكتور بيجتهد كده مع مريضته ..
_ مفيش شكر ..انا اللى بشكرك ع ثقتك فيا ..
_ من شويا كان فى صوت كده ..
_ باين كوتش عربيه فرقع حتى "غدير" اتخضت منه ..
_ اهاا .. فى القاهره هتكون بعيده عن الحاجات دى وهحاول ابعدها عن اى حاجه هتسببلها قلق وخوف
قام "رامي" وللحظه حس "طارق" بنبره غريبه فى كلام "رامي" وف نفس اللحظه حس بضيقه انهم راجعين القاهره وردد لنفسه :
_ كده كده راجعين ما احنا مش هنعيش هنا طول العمر ..
اتنهد واتحرك اتجاه البحر ووقف ربع ايده وبص للسما وغمض عينيه ...!

لاحظ "طارق" مواعيد تذاكر الطيران مختلفه ,, تذكرتين بموعد و3 تذاكر بموعد تاني بعدها بنص ساعه ,, قرب "رامي" :
_ انا اسف يا دكتور ملقتش تذاكر مع بعض ,, ف هتحرك انا و"غدير" وانت وداده "عزيزه" والممرضة هتيجو بعدينا ..
_ لا عادي مفيش مشاكل ..
نظرت "غدير" ل "طارق" وملامحها مضطربه وابتسم ليها "طارق" وحرك راسه بسيط ك اطمئنان ف ابتسمت واتحركت مع "رامي" ... طول الطريق كانت ساكته ومغمضه عينيها نايمة وصلت للفيلا نزلت من العربيه ووقفت وكانت بتحاول تجمع اخر لحظاتها فى الفيلا وكان من 4 سنين دا اللى فاكراه اخر ذكري ليها كانت مع والدها قبل ما يسافرو فرنسا ويتوفي هناك بعد كده مش متذكره حاجه ,, اتذكرت كلام "طارق",,
_ حمد الله ع سلامتك يا "غدير" بيتك كان مفتقدك جداا
_ شكرا ..
مد ايده "رامي" يمسك ايديها رفضت واعتذر ليها ودخلت الفيلا بخطوات بطيئه ,, وكانت فى استقبالها "نادين" ووالدتها و"بسام" .. قربت منها "نادين" وحضنتها :
_ "غدير" حمد الله ع السلامه يا حبيببتي ..نورتي الدنيا كلها والبيت ..
كانت "غدير" مبتتكلمش وكانت متاخده منهم وكانت بتردد جواها اسم "طارق" ..!

فى الطياره و"طارق" راجع كان حاسس بخنقه وفى حاله توتر ان "غدير" لوحدها وهى اول مره ترجع البيت بعد مده الغياب وقلقان يحصل حاجه يأثر عليها ,,ونزل من الطياره وبسرعه طلب تاكسي واتجه للبيت ,, اول ما دخل كانت "غدير" قاعده وملامحها مضطربه ومتوتره ومبتتكلمش وشافته "نادين ":
_ دكتور "طارق" حمد الله ع السلامه ..
انتبهت "غدير" وشافت "طارق" وملامحها ارتاحت
اتكلم "رامي": ايه السرعه دى يا دكتور داانا قولت لسه قدامك ساعتين كمان
طلع من جيبه انسيال وقرب من "غدير":
_ وقعت من "غدير" ودى كانت هديه والدها واعتقد انها كانت هتزعل لو مش موجوده ..
مسكها "رامي" وحاول يلبسها ل "غدير" ورفضت ومسكتها "نادين" ولبستها وشافتها "غدير" ولمستها وابتسمت ..
_ اتفضل يا دكتور ..
_ شكرا ..ممكن "غدير" تروح ترتاح دلواقتي
ردت والدتها : احنا لسه مقعدناش معاها ..
_ هتقعدوا معاها كتير لكن "غدير" راجعه من سفر واعتقد انها عاوزه ترتاح ممكن تسمحولها ترتاح ..
_ايوه طبعا ..
دخل معاها "طارق" الغرفه وعرف "نادين" مواعيد الادوية مسكت ايده "غدير" وقرب منها :
_ انت هتسيبني هنا لوحدى ..؟
_ لا ..لان انتي مش لوحدك ومش هتكوني لوحدك بعد كده زى ما اتفقنا
_ هتيجي كل يوم ..؟
_ اكيد ..من الصبح هكون هنا احنا لسه فى مرحله العلاج ..
_ توعدني انك مش هتسيبني لوحدى ..
مسك "طارق" ايديها وطبطب عليها : "غدير" متخافيش ,, كل اللى هنا بيحبوكي وفرحانين انك رجعتي ليهم ,, دا بيتك ودى حياتك اللى هتعيشيها وانا مش هسيبك لغايه ماانتي اللى تقوليلي ابعد ودا وعد ,,
ملامحها المضطربه اتراخت : دلواقتي "نادين" هتديكي العلاج وهترتاحي وبكره الصبح هكون قدامك نفطر سوا ..اتفقنا ..
ابتسمت "غدير": اتفقنا ..
خرج " طارق" وجلس مع والده "غدير" و "رامي":
_ مبدائيا كده انا حابب اطمنكم ع حاله "غدير" انها بتستجيب للعلاج بطريقه اسرع مما اتوقع
ردت "والدتها": بس تصرفاتها هى هى ..
_دا طبيعي ,,هتاخد وقت تتأقلم مع حياتك و حطي فى الاعتبار انها 4 سنين يعتبر كانت غايبه عن الوعي بمعني انها مكنتش حاسة لا بنفسها ولا باى حاجه حواليها ,, فكانت غايبه عنكم 4 سنين ولسه راجعه وراجعه بتحاول تتعرف عليكم وع نفسها ومع الوقت هتبقي طبيعيه وكل حاجه تمام لكن هتاخد وقت ,, يمكن الفترة دى هتلاقوها قريبة لداده "عزيزة" وانا بما اننا كنا معاها الفتره اللى فاتت ومتعاملتش مع حد غيرنا غير اصحابها مرتين فهى هتاخد وقت لغايه ما تحسو ب اندماجها معاكم ,, لكن رجاء منكررش اللى كان بيحصل قبل كده ,, ساعدوها تتأقلم وتتعود علي كل حاجه حواليها بنفسها ,, سيبوها تتعرف ع كل حاجة وتحس بكل حاجه ,, وانا يوميا هكون معاها وفى اى وقت كلموني ,,
_ شكرا يادكتور ع تعبك ...
رد "رامي": بجد انت مثال لدكتور المحترم الممتاز فعلا اللى قالو عنك انك مبتسبش حاله غير لما تخف دا مكنش مجرد كلام .. بتهتم بالمرضي جداااا ..
_ دا حقهم عليا وانا فى ايدى اساعدهم بساعدهم .. و"غدير" مش اى حاله عندي ,, أستأذن انا دلواقتي والصبح هكون هنا ..
_ تمام ..
خرجت "نادين" من الغرفه وبلغته ان "غدير" نامت ,, خرج واتجه لمطعم ل "ماجد" و"ياسر" وكانت ملامحهم متغيره :
_ فى ايه منك له .. انا اغيب فتره ارجع القيكم كده ..
رد "ماجد": لا انا زالفل لكن اخوك ابو الجبل المتغير بعد ما قال هيخطب ..
_ مالك يا "ياسر" ؟
_ مفيش ياجماعه ..
_ انت حاسس انك اتسرعت ولا ايه ؟
رد "ماجد": اتسرع ايه دى بنت جامده اخر حاجه ,,امه دعياله وقت فجريه ,, مهندسة ديكور شياكه ولبقه ودمها خفيف ومتفهمه ..هيحتاج ايه تاني ..؟
رد "طارق": محتاج يحبها وتحبه ..
_ هيحبها هى تتحب اسمع مني ..
_لكن لو هو لسه بيحب حد تاني فهو كده بيظلم نفسه ويظلمها ..
_ لا خالص انا قفلت الصفحه دى وقررت ابدء من جديد
_ الكلام مش دايما بيبوح باللى فى القلوب يا "ياسر" ..
_ انا قبل مااخد الخطوة دى اتكلمت مع "منة" وكانت زى ماهى ويعتبر حاليا مخطوبه واخدت خطوه فى حياتها وقفلنا الصفحه دى ,, واعتقد انا كمان لازم اخد خطوه فى حياتي ,,و "داليا" انسانه كويسة ..
_ اختيار العقل مش دايما بيريح يا "ياسر" .. لازم القلب يستشير لان مهما سكت القلب هيجي وقت وهيتكلم وهتفقد السيطره والدنيا هتدخل فى بعضها معاك .. حاول قرارك يكون بموافقه عقلك وقلبك منعا للغبطة ..
_ المهم سيبك مننا .. "غدير" عامله ايه ..؟
_ لا بقت احسن بكتير هى استغربت البيت ووالدتها و رامي لكن هتتعود وانا معاها مش هسيبها ..
_ ططيب كويس هنقدر نشوفها ولا ..؟
_ دا انا كنت عاوزكم فى موضوع كده .. انا هجيبها تقضي يوم فى بيتنا القديم ونقعد مع "فونا" ونرجع ذكرايتنا ..
_ ياريت والله ..
_ ودا هيساعدها كتير وهيفرحها ..
رد "ماجد" :خلاص استني اجازه "صبا" علشان متحلاش الهلس غير بيها ..
_ اتفقنا ...

تاني يوم اتجهه "طارق" لبيت "غدير" وكان اتاخر شويا وكانت رافضه تفطر ومعاها فى الغرفه "نادين" :
_ صباح الخير .
لغايه دلواقتي فى الاوضه الجو بره تحفه ومش برد ..
_ صباح الخير ..كويس ان حضرتك جيت "غدير" رافضه تخرج ورافضه تفطر لوقت ماتيجي
_ ايه دا ..افهم من كده ااخدتش علاجها ..؟
_ لا
_ ودا ينفع يا "غدير" .؟
_ انت قولت هتيجي من بدري نفطر سوا ازاى افطر لوحدي ..
_ يبقي انا الغلطان .. اسف جدااا انا اتاخرت لانى قعدت مع دكتور "عثمان" اتكلمنا شويا وهو هيجي العصر يطمن عليكي ,, لكن دا ميمنعش اننا اتفقنا انك مش هتقعدي لوحدي كتير وانك هتخرجي من الاوضه وتفطري علشان العلاج ...
_ حاضر ..
ابتسمت "نادين": احضرلكم الفطار بقي ..
_ تمام .. قبل الفطار ناخد العلاج ..
_ ماشي ..
خرج من الغرفه مع "نادين ":
_ بجد يا دكتور "غدير" اتغيرت خالص انا من 6 سنين مكنتش بسمع جمله ع بعض منها ودايما ساكته شكرا بجد ..
_ مفيش شكر انا عملت اللى اقدر عليه وهى قوية اتغلبت ع مرضها ..
_ انا عارفه انا كنت مقصره معاها الفتره اللى فاتت
_ ما انا استغربت وكل مره "بسام" بيجي كنت فاكر هتكوني موجوده لكن مبيحصلش
_ يعني شويا ظروف كده مبتخرجنيش من البيت ..بس بجد فرحت انها رجعت ..
_ وهتتحسن وهتبقي احسن من كده ان شاء الله
_ هروح احضرلكم الفطار ..
_ تمام ..
خرج "طارق" و"غدير" يفطروا وقعدت "غدير" بتبص ع الفطار ووالدتها قاعده معاهم وابتدت تحطلها فطار فى طبقها زى ما كانت بتعمل و"غدير" متكلمتش و"طارق" لاحظ اهتمام والدتها بيها الذيادة وان "غدير" مفيش مهرب غير انها تشرب اللبن وتفطر الفطار وكانت والدتها بتضغط عليها تاكل دا فكانت ملامحها غير مرتاحه ومفطرتش كويس ودخلت ع الحمام رجعت الاكل ,, اخدت العلاج وارتاحت شويا فى غرفتها ,,وجلس "طارق" مع والدتها :
_ حضرتك اللى بتعمليه دا غلط ..
_ وهو انا عملت ايه ؟
_ ضغطك عليها ع الاكل دا غلط .. تجاهلي وجودها وسبيها تتصرف بحرية ,, خليها هى تختار تاكل ايه مش انتي اللى تختاري ,, "غدير" فى مرحله تكوين اراده وقرار مع نفسها بلاش تدخل اى حد ,,تاكل ايه تشرب ايه تلبس ايه هى اللى تقرر مش انتم ..
_ وهو انا لما اساعدها ابقي غلطت ..
_ انتي شوفتي النتيجة ضغطت ع نفسها علشان انتي ضغطتي عليها فى الاكل ف مستحملتش ورجعته ,, "غدير" من صغرها وهى مش عارفه تختار ولا تقرر لان حضرتك كنتي هى ودا غلط ,, من العلاج انها تعتمد ع نفسها وفى اختياراتها ولو اختارت غلط دا عادي لازم تغلط هى انسانه وتتعلم ,, "غدير" كانت مسلوبة الاراده علشان كده انفصلت عن نفسها لانها ضعفت من ضغط اللى حواليها ,, وانا بحاول ادمجها مع نفسها وتكون صاحبه اراده وقرار ,, ارجوكي متهديش اللى بعمله لاننا هنخسر كتير كده ,,, ع الاكل تجاهليها ومتحسسهاش انك مراقباها حسسيها انها طبيعيه ,,مره ع مره هتتأقلم ..ارجوكي سبيها تعيش حياتها الخاصه ,,
_ انا مكنتش اعرف ان الحكايه كده انا ..
_ لما تطلب هى مساعدتك ساعديها غير كده سبيها تعتمد ع نفسها ,,سبيها تحس باللى حواليا ب تفاعلها معاهم .. ممكن ..؟
_ حاضر ..

فى شرم الشيخ "صبا" كانت بتتكلم مع "منة" فيديو :
_ صوتك ماله يا "منه" فى حاجه ولا ايه ؟
_ لا خالص
_ انتي متغيره من وقت ما قال "ياسر" ع الخطوبه انا عارفه
_ لالالا خالص يابنتي
_ يعني مفيش اى حاجه هكا ولا هكا
_ بطلي بقي طريقتك دى قولتلك مفيش
_ اهو عصبيتك دى بتقول في ,, مسمعتيش كلامي لما قولتلك دوري كده يمكن يكون فى فرصه مستخبيه انتي مش شايفاها تلحقي الليله ..
_ خلاص خطب فرصه ايه بقي .. وكده احسن ليا وله ..
_ طيب وانتي هفرح بيكي واشيل عيالك امتي ؟
_ نعم ..؟
_ اقصد مستر "حاتم"... رسيتي ع قرار ولا لسه الخلاط شغال ,,؟
|_ لا لسه وهو حاليا مسافر
_ يكونش تغيرك دا علشان مسافر ,, هو دا الهوب يا وحيد
_ "صبا" انا هقفل غوري
_ استني اقولك استني ,, قفلت بنت الايه ماشي لما اروحلها القاهره تقفل فى وشي انا ..
سمعت صوت من وراها : لا ميصحش
بصت كان "حمزه": لا حول ولا قوه الا بالله ..
مشيت خطوتين : طيب قوليلي ازيك ,,حمد الله ع السلامه
_ واقولك ليه ماهو انا قولتلك من شهرين ومن وقتها وانت هنا .. لما تسافر وتغيب سنه او 5 سنين او 10 سنين كده وترجع عاقل ابقى اقولك ..
_ مجتيش امبارح ع العشا ليه الكل كان موجود ..؟
بصتله بنظره مفاجئة : هو كان فى دفتر حضور وغياب وهيتخصملي ,,اعمل ايه ياربي دلواقتي فى الخصم دا ..؟
_ انا بتكلم بجد مش بهزر ..
_ انا بقي بتريق مش بهزر .. عن اذنك انا عندي شغل يا مستر "حمزة"
_انهارده فى عيد ميلاد "نهله" هتيجي ,, هستناكي
مشيت "صبا" ومردتش ...!

فى بيت "ماجد" رجع من الشغل وكان البيت فاضي ومترتب وباين انه اتنضف ,, اتصل ب "فونا" وعرف ان الاولاد عندها فرح ,,دخل غرفه النوم كانت "اميره" نايمة .. واتفاجئ بصوت شخيرها العالي قرب منها :
_ ايه دا سيمفونيه بتهوفن لللحميه ,, وبتقسمي كمان الله اشجيني .. اشجيني كمان ..
وبتتقلب اميره خطبته فى وشه : اه
اتخضت "اميره" : "ماجد.. انت هنا من امتي ..؟
ماسك عينه : من المقطوعه التانيه وهو داخل يقتلها كده ..
_ مقطوعه ايه ؟
_ انت بتلحني وانتي نايمه يا حبيببتي ,, ايه دا ..؟
قامت قعدت ع السرير : انت تقصد ايه ؟
_ لا خالص ,, بس احنا واضح هنزور دكتور قريب اللحميه عندك بتستنجد بحد يشيلها
_ هو انا كنت بعمل صوت وانا نايمه..؟
_ بقولك بتلحني .. وانا كنت قاعده بستمتع باللحن ..
_ انت بتتريق .. ماهو انت كمان بتعمل اصوات وانت نايم ..
_ مين قال كده .. "فونا" نفسها عمرها ما قالت كده .. "ياسر" عمره ماقال كده ..
_ ماهو انتم بتكونو نايمين هيسمعوك ازاى .. انا اللى نايمه جنبك ..
_ لا يا حبيببتي ببقى اكيد مرهق غير كده نسمه نايمه ع السرير ولا الهوا ..
_ وانا كمان تنضيف البيت ارهقني فطبيعي يعني
_ انهارده ماشي لكن من يومين وقبله وقبله .. انتى بتدخلي قبلي تنامي ف انا بدخل دايما بعد المقطوعه الاولي ما تخلص واستلم السهره ..
_ ياسلام ..؟
مسك موبيله : اسمعي ..
وكان مسجل ليها .. مسكت "اميره" موابيلها وفتح قدامه فولدر فيه تسجيلات :
_ بص كل دول تسجيلاتك ودي اخر واحده يوم اجازتك لا كان فى ارهاق ولا بتاع كنت قاعد مع العيال بتلعب وبتتفرجو ع التليفزيون ,,اسمع ..
شغلت التسجيل واتفاجئ "ماجد": لا دا تزوير ..
_ لا انت ..
فك القميص : لا دا تزوير وانا دلواقتي بغياب الشهود هاخد حقي واتاكد دا تزوير ولا تزوير
_ بتعمل ايه ..
_ هتناقش معاكي دلواقتي فى الموضوع دا التزوير ميتسكتش عنه ابدا ..
حضنها : والغدا ..
_ بس ما نخلص المناقشه دى ونتأكد من النتائج ونثبت عدم صحه التسجيل نتغدي ونحلي ,, هما العيال بايتين عند "فونا " صح ..
ضحكت "اميره": لا هنجيبهم بليل علشان بكره عندهم مدرسه ..
_ طيب يادوب نلحق علشان المناقشه لازم تاخد حقها ..

خلصت "صبا" شغلها واتجهت لغرفتها غيرت ملابسها واتجهت لعيد الميلاد ووقفت مع اصحابها وتجاهلت وجود "حمزة" فى كل لحظة ,, انتهي العيد الميلاد واختفت "صبا" ,, قرب الفجر نزلت تقعد ع البحر قرب منها "مصطفي" :
_ صبا ..
_ لا حول ولا قوه الا بالله .. اتنحنح ياابني ,,فى ايه ؟
_ انتي منمتيش لدلواقتي ليه ؟
_ هو السهر ممنوع ولا بيدفع عليه فلوس وانا معرفش
_ لا يعني تكون حاجه مضايقاكي انا ممكن اونسك ..
_ لا شكرا يا مصطفي .. انا بحب اقعد لوحدي الله يباركلك ,, ممكن ..؟
_ ماشي ..
مشي خطوتين ورجع : صبا ..
_ نعم ..
_ متاكده انك مش محتاجه حاجه ؟
_ ارمي نفسي فى البحر علشان تصدق .. مش عاوزه ولو احتجت انا مش مشلوله هقوم ,,
_ طيب معاكي رقمي انا صاحي ..
_ حاضر .. يلا بقي ..
مشي "مصطفي" وبعد 5 دقائق سمعت صوت : صبا
بملامح غاضبه : يووووه ما قولتلك مش عاوزه حاجه يا ..
بصت ع الصوت مكنش "مصطفي" كان شاب طويل لابس نظاره شمس :
_ مين حضرتك ..؟
_ انتي "صبا" صح ..؟
_ ايوه انا ..فى اى خدمه اقدر اساعدك ..؟
ابتسم الشاب وشال النظاره : معقوله مش فاكراني ..؟
حاولت تتذكر "صبا" : اه ه ه ه .. "ياسين" .. المهندس "ياسين" اللى كنت من سنتين هنا بتشرف عن شاليهات الجديده اللى ع البحر ..افتكرت ..
ابتسم "ياسين": ماشاء الله وبالتفاصيل كمان ..
_ اهلا بحضرتك ..
_ اهلا بيكي ..
_ انا اسفه ع البدايه ..
_ لا ابدا ..انا اسف ع تطفلي بس كنت بتمشي وشوفتك قاعده لوحدك وشبهت واتاكدت انه انتي وحبيت اسلم عليكي واسف لو ازعجتك ..
_ لا خالص يا بشمهندس ..انت هنا فى شغل ولا اجازه ..
_لا اجازة بس مطوله شويا ..
_ يااهلا بك ..
_ اسيبك لو ازعجتك تكملي قاعدتك مع نفسك ..انا فاكر انك بتحبي تقعدي مع نفسك من غير ازعاج ..
ضحكت"صبا": لا ماخلاص بقي فصلت ..انا بفكر لما احب اقعد مع نفسي اقطع تذكره طيران جنوب افريقيا اقعد مع نفسي فى غابات الامازون وارجع تاني ..
ضحكك"ياسين": زى ماانتي ..
_ استأذن انا يا دوب انام ساعه قبل ما استلم شغلي واكيد هنتقابل كتير دى المجموعه هى هى متغيرتش هيفرحوا بوجودك اوى ..
_ وانا كمان ..اشوفك بليل ..
_ اشوفك بليل ..سلام ..
مشيت "صبا" وكمل "ياسين" مشي ع البحر ...!

فى الفيلا "غدير" كانت قاعده فى الحديقه وقرب منها "طارق":
_ صباح الخير جداا
_ صباح الخير
_عامله ايه انهارده ..؟
_ الحمد الله ..
_ شاطره انا مبسوط انك سمعتي الكلام وخرجتي من اوضتك وقاعدتي فى الهوا الجميل دا
_ فعلا الهوا حلو اوى مش برد
_ ياااه لو مطرت كمان هتحبي الجو اكتر
_ياريت ..
_فطرتي ؟
_ الحمد الله .. واخدت العلاج ..
_ انا قابلت "نادين" طلبت منها تعمل اتنين سحلب لزوم التدفيه
_ تمام ..
_عاوز اسالك سؤال يا "غدير"؟
_ اتفضل ..؟
_ اخر حاجه فاكراها كنت حاسه بيها تقدري توصفهالي ..؟
_ امممم .. اللى فاكراه ان روحي كانت بتنسحب مني لكن بتنفس ,, قلبي دقاته كانت بتضعف لكن بيدق ,, النور كان بيختفي رغم الشمس كان ظاهره ..
_ وايه تاني ..؟
_ بوجع ومش عارفه مصدره ايه ,, والوقت كان بطئ جدااا واوقات بحس ان الوقت مبيتحركش وقف
_ فى لحظات بتمر ع الانسان واوجعها لحظات الالم الحاده الوقت بيمر ببطء جداا وكأن الزمن وقف عند اللحظة دى رافض لحظة الالم تمر ,, الدقيقه بتكون فى حجم واثقل من اكبر جبل ضاغط ع صدره وبيعاني ,,ولما الانسان بيكون وحيد الزمن بيكون بطئ ولكن لما بيكون مع اشخاص بيحبهم الوقت بيمر بسرعه ,,
_ انت بتوصف اللى حسيته وحساه ..
_ لان انا مريت بكده .. وعلشان كده بقولك اننا بنحس بالزمن ب احساسنا ,,احساسنا هو اللى بيحرك عقارب الزمن .. الاحساس الحزين اللى بيتألم هو اللى بيوقف عقارب الزمن وبيجمدها مكانها ,,لكن الاحساس السعيد هو اللى بيحسسنا ببهجه وبيحركنا وبنرقص فى سعاده وبندفع عقارب الزمن تتحرك بسرعه ...
احنا حياتنا لحظات سعاده ولحظات الالم ,, نعيش الاتنين مينفعش نتجاهل واحد ونتعمق فى واحد ,, نخطف من الزمن لحظه سعيده ونعيشها تهون علينا لحظة الالم وتخفها علشان تمر ,.. اتفقنا ..!
_اتفقنا ..!

فى منزل "ماجد" رن جرس الباب وفتحت "اميره" وكان شاب توصيل بيوصل هديه ب اسم "ماجد" ,, استلمتها "اميره" وفضولها خلالها تفتحها ,, فتحت العلبه وكانت ساعه غاليه وكان معاه كارت ومكتوب فيه " انا واثقه انها هتعجبك هديتي يا "ميجو" لاننا اخترناها مع بعض يا حبيبي " اتصدمت "اميره" من الكارت وقعدت ع الكرسي وبصت للهدية :
_ هو دا اللى اتغيرت عمر ديل الكلب ما يتعدل ..
مسكت الهديه ومن عصبيتها رمتها من الشباك فى الشارع ,, رجع "ماجد" من الشغل وداخل البيت سعيد :
_ "ميرو" .. مرميرو.. انتي فين يا حبيببتي ..
خرجت "اميره" مبتتكلمش وبتحضر الغدا .. دخل "ماجد" يغير هدومه وقعد ع السفره :
_ انا شامم المكرونه بالبشاميل ومن وانا فى الشغل وجى ملهوف عليها ..
خرجت "اميره" من المطبخ وحطت اطباق سبانخ ورز وسلطه ولحمه وقعدت ولادها وغرفتلهم وابتدوا ياكلو وتجاهلت وجوده ...
_ طيب وانا فين ..؟
نظرت له بغضب : دا اللى موجود عاجبك كل مش عاجبك انزل كل بره ..
لاحظ "ماجد" تحول "اميره" :
_ مالك يا "اميره" فى حاجه ؟
_ هيكون فى ايه يعني .. انت عملت حاجه ؟
_ عملت ايه انا لسه راجع من الشغل ..
_ يبقي مفيش حاجه ( بعصبيه ) "جيسى" كلي عدل بلاش توقعي ع الارض انا لسه منيله منضفه
_ براحه يا "اميره" فى ايه ؟
_ "ماجد" ارجوك خليك فى حالك ,, هتاكل اتفضل مش هتاكل قوم,,
_ اميره ..
قامت "اميره" دخلت المطبخ .. دخل "ماجد" غرفته غير هدومه ونزل ل "فونا" :
فتح الباب ودخل :
_ يااهل البيت الكرام ابنكم جعان ..
_ ايه دا هما بيطلعوا امتي ..؟
_ ماقولتلك قبل كده من 5 ل 6 .. حطيلى اكل الله يباركلك ..
_ متغدتش فى بيتك ليه مع عيالك .. مش قولتلك تعالي اتغدي عامله محشي قولتلي لا هتغدي مع اميره والعيال عملاالك مكرونه بشاميل ..
_ سبانخ..
_ نعم..؟
_عملت سبانخ .. سبانخ وزر ابيض ولحمه مسلوقه
_ لا كده فى حاجه .. انت لا بتحب السبانخ ولا الرز الابيض ولا اللحمه المسلوقه ,,عملت ايه يا منيل ؟
_ هو انا لحقت كنا امبارح زى الفل مع بعض وجيت اخدت العيال ورجعنا البيت نمنا نزلت روحت الشغل رجعت لقيتها عامله سبانخ .. انا هقول ل "طارق" يكشف عليها هى سايكو ..
_ لا اكيد فى حاجه ..
_ حاولت اعرف معرفتش لانها كانت متحوله تقمصت شخصيه "حزينه" ,, محبتش اتكلم لانها هتشد فى الكلام والعيال موجودين .. قولت لما ارجع بليل يمكن تكون هديت افهم حكايه السبانخ دى .. المهم دلواقتي اكليني ابنك جعان ..صوباعين محشي يبرو ريقي ..
_ يعني لما يكون عندك مطعم ومتروحش تاكل فيه ..
_ اعمل ايه بحب الاكل البيتي اكتر .. وبعدين اسيب اكل "فونا" لمين .. ها ..ها ..
خبطته ع راسه :
_ ثبتني ياواد .. استني هغرفلك
_ الله يباركلك فى عيالك ..
_ عيالي مين ..
_ هو انا بس متكرر منى كتير ترترترا
|خبطته ع راسه :
_ استظرافك دا هو سبب مشاكلك ..
_ اتوصي ها وتعالي علشان عاوزك فى موضوع حيوي ..
رجعت "فونا" بالاكل :
_ يا صوابعك يا "فونا" .. صوابع زينب محشيه رز
خبطته ع راسه :
_ كل وانت ساكت مش عاوزه اسمع صوتك ..
_ حاضر ..
_ مقولتش موضوع ايه الحيوي اللى عاوزني فيه ..؟
سكت "ماجد": متنطق ايه الموضوع ؟
_ ايه دا مش انتي قولتيلي كل وانت ساكت مش عاوزه تسمعي صوتي ..
_ من امتي بتسمع الكلام كده ..
_ من 10 دقائق كده ..
خبطته ع راسه :
_ ع فكره كتر خبطك ع راسي هيجبلي تخلف ..
_ وهو انت ناقص ..
_ متشكر يا ست الحبايب يا حبيبه ..
_ ايه الموضوع .. خطوبه "ياسر" الموكوس مش قولت كمان اسبوعين
_ موكوس ايه بس .. دا خاطب موزه الموزز لو شوفتيها هتحبيها
_موزه فى عينك .. هتيجي ايه فى "منة" ..
_ لا تيجي كتير ع فكره .. وبعدين بلاش الدفاع الاعمي بتاعك دا ,, العالم فى ناس كويسه كتير .مش علشان ربيتي ياسر ومنه وصبا وجهاد وانا وطارق وغدير يبقي العالم اتجمع فينا والباقي هما الاشرار خليكي منصفه يا "فونا" ..
_ اى ام بتشوف ولادها احسن الناس ..
_ انت كده ام ولا ام المصريين هاهاهاها
خبطته ع راسه :
_ اسف ..
_ بس هو اختار يلا ربنا يوفقه ..
_ هو كده صح ومش بعيد قريب هتسمعي "منة" هتتخطب هى كمان ,,هى الحياه كده ..
_ كان نفسي يرجعوا لبعض ..
_ عادي هى الحياه كده ..انا كان نفسي فى مكرونه انهارده ورجعت لقيت سبانخ واكلت محشي ..مش كل حاجه بنتمناها نلاقيها يا "فونا" ..
خبطته ع كتفه :
_ خلص اكل وامشي ..
_ استني هقولك الموضوع .. "طارق" ع اخر الاسبوع لما البت "صبار" تيجي ..هيجيب "غدير" تقضي يوم بحاله معانا هنا .. نعيد ذكرياتنا الزباله وايامنا وكده .. دا بيساعدها فى العلاج يعني ..
_ مش انت قولت انها اتحسنت عن الاول بقت بتتكلم وعادي ..؟
_ ايوه لكن لسه بتتعالج فى مرحله الدمج بين هى ونفسها علشان يبقو حاجه واحده تستوعب الواقع وتندم انها حست باللى حواليها وتروح تنتحر
خبطته ع راسه :
_اسف ع اندماجي ,,المهم ف انا قولت اقولك علشان تفحمينا ب الاكلات الخزعبلايه بتاعتك ,,عاوزين نعيد زمان فى يوم واحد وانتي هتكوني قسم البوفية
_ وانا جاهزه من امبارح ..
_ مش بقولك ام المصريين ..
خبطته ع راسه :
_ اسف ..هاكل وانا ساكت ...!

فى شرم الشيخ بليل خلصت "صبا" شغلها واجتمعت مع اصحابها كالعاده وقرب منهم "ياسين" وندهت عليه "صبا" وقعد وسلم ع اصحابها وكان "حمزه" موجود معاهم :
اتكلمت واحده من القاعدين : اهلا يا بشمهندس .. مكناش نتوقع انك هترجع تاني بعد فتره الشغل اللى قعدتها هنا ..
_ قولت اغير جو وشرم الشيخ فى الشتا دافيه ..
_ بجد فرصه سعيده اننا شوفناك وانك منستش اصحابك ..
اتكلمت "صبا": احنا صعب نتنسي يا بنتي ولا ايه يا بشمهندس ..؟
_ بجد احلى فترة قضيتها كان وقت شغلي هنا ..اتعرفت ع احسن ناس واصحاب ..
_ انت كنت مسافر بره مصر ..؟
_ ايوه الشركه اللى انا فيها بتبعتني لكذا بلد ..
_ يابختك يا بشمهندس بتلف العالم ..ع كده ليك اصحاب كتير ؟
_ اكيد ..كل مكان بروحه يبقي ليا اصحاب ..زيكم كده ولا انتم مش معتبريني من اصحابكم ..
ضحكت "صبا": فشر هو حد يقدر يقولك غير كده يا هندسه انا اديتك كارنيه العضوية خلاص
_احنا كنا لسه بنرتب عاوزين نسافر اسبوع بره مصر انت بقي تقترحلنا مكان يكون حلو واسعاره فى الذاذه
_ مفيش مشكله ..
_ "صبا" بقي تقعد معاك وتجبلنا الخلاصه لاننا هنسافر على دفعتين ..
_ تمام ..
اتكلمت بنوته : قولنا بصراحه بقي ارتبطت ولا لسه ؟
ضحك "ياسين":لا لسه اعزب ولا اعول ..
_ ليه كده ..هى البنات اتعمو ولا الاجانب مش شايفين شغلهم ..
_ مش فاهم ..؟
_ يعني الجمال الاوروبي والعود الفرنساوي مشدكش ..؟
_ لا عادي ..
اتكلمت "صبا": انتوا مستغربين ليه ..
ممكن يكون بيحب الجمال الافريقي من بوركينا فاسو مبيحبش البيض دى اذواق ..
_مالهم البيض ياست "صبا" ..
_ لما بيضحكوا او بيتكسفوا بيحمرو اوى
_ دا قصر ديل يا حبيببتي ..
_ لا الحمد الله لوني قمحي لون بلدي ..
ضحكوا على كلامهم :
_ بجد يا بشمهندش .. تركيبه الراجل انه بينجذب ل اى حاجه بعنيه ودا طبيعي فسهل يأثر فيه اى مؤثر خارجي يعني هوت شورت ..ميني جيب .. فستان كت كده يعني .. ولا حاجه من دى جذبتك ؟
ضحك"ياسين": ممكن الحاجات دى تجذب رجاله لكن الاغلب مش كده وانا من الاغلب دا ,,
_ انزلنا بالتوضيح ؟
_ الازمنه اتغيرت واللى كان ممنوع زمان بقي مباح دلواقتي والصعب بقي سهل
_ اللى زى ايه مثلا ..؟
_ يعني زمان ايام جدي وجدك كانوا عايشين فى عالم رجاله فى رجاله لان المرأه كان محكوم عليها تقعد فى البيت ونادرا جدا لما تظهر فى الطريق او محل البقاله ولما بتظهر بتبقي مختفيه الملامح تحت العباية السمرا والبشمك ع وشها فكان فى صعوبه يشوفها فكان بيتخيلها ,, كان طريق الوحيد للوصول اليها كان الجواز والاعتماد كان ع اختيار الاهل الاغلب ,,المرأه فى الوقت دا مكنتش محتاج تروج لنفسها لانها كانت تعتبر عمله نادره والطلب عليها كتير .. وفى منهم بدلال ودلع توقع اجدع راجل فى شباكها ,, لكن الظروف دلواقتي اتغيرت خالص ,,
_ ازاى يعني ؟
_ دلواقتي المرأه خرجت للشارع ,, طلبت بحق مساوتها مع الرجل وخرجت زيها زيه فى الشارع شغل وحقوق وسفر وسهر ,, واللى كتر ظهورها فى الشارع وفى كل مكان هو اتكال بعض الرجاله ع زوجاتهم واعتمادهم عليها اعتماد كلي شغل وتربيه اطفال ومسؤليه بيت ,, لو اعترضت نقولها عيب فين الكفاح وزنك للمساواه ,,انتي عظيمة مكافحه ,, انسانه حره ومينفعش نكافح فى الشغل لوحدنا وجه الوقت لتشاركينا الشغل ,, ومسكت المرأه حريتها ,, فى استعملوا الحريه دى باللبس القصير والمكشوف فبقت سلعه سهله بعد ما كانت صعب تلمح طرفها كل حاجه باينه وظاهرة يعني نظرهواحده كفايه ..
وكترت الحريات وتواجد المرأه فى كل مكان بدا الرجل يشبع من رؤيه النساء بالميكب الكامل والشورت والمايوه والقصير ,, ومبقاش فى حافز يدفع الاغلب انه يتجهه لمأذون ,, ومع التطور موقفتش المتعه عند النظر بس لا بقت بالهزار والملامسة بحكم الزماله فى الشغل وتقولك صاحبي ,,
هى كده متعرفش انها بتفقد هيبتها وبقت سهلة وقريبة وابعدت فكرة الزواج من ذهن القريب دا اللى هى بتتقربله علشان يتجوزها ,,
المرأه بعد ما طلبت بحريتها فى العمل .. طبيعي انها تطلب حريتها فى الاستمتاع زى الرجل ,, بتدخل علاقه وعارفه انها مش هتنتهي بالزواج فبتتنازل عن تمنعها بملامسه وبتسمح ب بوسة او حضن ,, هى كده معتقده ان دا ذكاء منها لانها ماشيه بمبدا شوق ولا تدوق بتستفز الرجل انه يستعجل الزواج بيها لكن بالعكس فى رجاله بيستحلوا الحكاية وبيتمادوا معاها فى التشويق دا وبينسي فكرة الزواج خالص ,,
بوسة فى حضن وهكذا لغايه فى لحظه بتسلم نفسها له وبعدها بتبكي بحرقه وتبرر انها عملت كده علشان بتحبه وانها ضعفت بسبب حبها له ,, لكن الرجل بيسمع بكاءها من ودن وبيخرجه من التانية وبيوعدها انه مش هيسيبها وهكذا وبيستغل ضعفها ع امل انه هيتجوزها ويقربلها تاني وتالت ورابع وناسي الجواز خالص ,, وهى لما بتحس بكده بتهدد وبتبعد لكن بترجع تاني لان مفيش غيره قدامها ...
مش مستوعبه ان الظروف اختلفت دلواقتي وبقي الرجل هو اللى بيختار وبيتمتع لما بيشوف المرأه سهله قدامه وعارضه كل حاجه ومفيش شغف مجانا يعني ,, ودا التفكير الغربي وللاسف اللى اتقلد كتير فى المجتماعات العربية تطبيقا لمبدا التحضر والتمدن وهى اساسا كارثه ...
_ يعنى الحل ايه من وجهه نظرك ل قلب الحال دا ؟
_ الحل الوحيد من وجهه نظري ان المرأه تبطل تعتبر جسمها وجمالها وانوثتها وسيلة كافيه وحدها علشان تتزوج لان فى وسائل تانيه اغني من التعري ,, لازم تسيب الفكره الغلط دى اللى اقصي مجهود بتتعبه هو خلع ملابسها ,,
الرجل الحقيقي طماع بيطلب اكثر من جسد جميل يعيش معاه ,, بيدور ع انسانة ذات قيمة فى ذاتها وتكون ع قدر عال من الذكاء فى التعامل والتعليم وغنيه الفكر يتكلم معاها ويكون ليها اسم وشخصيه لذاتها ,, تكون محدده عارفه ايه من حياتها وعاوزه ايه من شريكها غير الاكل والاطفال ,, تكون فاهمه يعني ايه زواج وعلاقه بين اتنين ,, دا ميمنعش انها تهتم بنفسها وبجمالها لكن متاجرش بيهم ويكونو سلعه ,, لان اللى زيها كتير لكن لما تكون مختلفه الفكر والشخصية دا اللى بيميزها عن غيرها ودا اللى بيجذب الرجل الحقيقي ليها وبيفضلها تكون شريكه العمر اكتر من شريكه لحظه رومانسيه وبعدها هيبص ع غيرها ,,
_وتنصح ايه كل واحده هنا ..؟
_نصيحتي لكل واحده انها تسعي فى حياتها تحقق نفسها وتحدد هى عاوزة ايه قبل ما تفكر فى الزواج وكل تفكيرها ينحصر ازاى اوقع فلان ,, تجمع مؤهلات وكفاءات علشان تغري الرجل ويختارها لزواج ويحارب علشانها لانها هتكون مكسب .. لكن جمالها وجسمها والعري دا كده هيكون قدامها مشوار طويل هتعيشه وغالبا بينتهي بمأسأه هى هتعيشها لوحدها لانه هيكون مشغول بغيرها ...!
_علشان كده انت مرتبطتش لوقتنا هذا ..؟
_ممكن تقولو انا محدد عاوز ايه ومش مستعجل ..
ردت "صبا": والله انا بحترم جدا الانسان اللى محدد عاوز ايه من حياته مش اى هوت شورت يغريه ولا كتف واقع ينسيه نفسه .. دا لو رجل فرخه معديه هيبص عليها ويجري وراها ,,
ضحكوا ع كلام "صبا" وكملوا كلامهم ورن موبيل "صبا" وكان "ماجد:
_ خلاص اتفقنا هنزل الاجازه عند "فونا" متزنش بقي ..
_ يعنى خلاص اكيد اخر الاسبوع اصل عارفك ..
_ ايوه هكون موجوده الخميس ..اتفق مع "طارق" ع الجمعه و"ياسر" و"منة" مورهمش حاجه ..
_ نسيتي ان كل واحد فيهم "خاطب "
_ اه صح .. بس قولهم يجو بطولهم مش طالبه اغراب ..
_ متقلقيش يا بوس ,,"ميجو" كل حاجه تحت السيطره ..
_صح يا "ميجو" عرفت مراتك اتحولت ليه يا مسيطر ..
_ لا مش عارف هعرف لما ارجع البيت ..
_ تمام ..
قفلت "صبا" وبتلف شافت "حمزه" فى وشها :
_ مش هتبطل تظهر قدامي كده ..؟
_ ايه ظهر "ياسين" تاني .؟
_ نعم ..؟
_ ايه ظهر "ياسين" تاني ..؟
_ وانا ايه عرفني وبعدين ايه دخلك انت ظهر ولا مظهرش ..خليك فى حالك ..
_ وانتي اكيد مبسوطة بوجوده صح بتضحكي و ..؟
بنبره حاده : "حمزه" انت عمال تعدي حدودك وانا عامله حساب العشره اكتر من كده مش هعمل لحساب اى حاجه ... التزم بحدودك وابعد عني تمام ..
_صبا..صبا ..
مشيت "صبا" ورجعت ل اصحابها ضحكت وهزرت واضايق "حمزه" ومشي ..!

رجع "ماجد" البيت يتكلم مع "اميره" لاقاها نايمه حاول يصحيها اتكلمت بعنف ونام ...!

تاني يوم فى المطعم دخل "ماجد" وكان "ياسر" قاعد مع "داليا ":
_ يامسا الدلال ..
_ ازيك يا "ماجد"؟
_ ازيك انتي يا داليا ..منوره والله المطعم ..
_ ميرسي ..
كان ع الترابيزه علبه هديه :
_ ايوه ياعم هدايا وخطوبه وحاجات كده
اتكلم "ياسر": دى ليك مش تخصنا ..
مسكهاش "ماجد" ومتفاجئ: ليا .. تكون "اميره" بتصالحني
فتح العلبه وكان ت نظاره واتفاجئ :
_ فى ايه ؟
_ النظاره دى كانت انا شوفتها من اسبوع فى المول مع العيال وقولت هرجع اشتريها
_ تكون فعلا "اميره" شافتها وحبت تفاجئك ..
_مش عارف ..
ردت "داليا": شوف كده لو فى كارت ..
مسك العلبه وكان فى كارت مكتوب " انا مقدرتش اسيبها لحد تاني غيرك ..بحبك "
_ اميرة ..ممكن تكون اميره ..؟
_ ممكن تكون عاوزه تفاجئك ..
_ لا كده "اميره" اتغيرت خالص كانت بتنكد عليا علشان تفرحني لا لا
ضحكت"داليا": ماهو انتم الرجاله مبتحسوش بقيمه اللى معاكم دايما ..
_عن اذنكم انا ..
_ رايح فين ؟
_ ع عش السعادة
مسك الهديه ورجع ع البيت وكانت "اميره" بتتفرج ع التليفزيون وبتشرب شاي ,,دخل "ماجد" فرحان بالهديه وقرب منها ..
_ مسا الجمال ..
_ مساء الخير ..
_ هما الاولاد فين ؟
_ فى اوضتهم
_ انتي مش بصالي ليه ..اميره "..
_ ايوه يا "ماجد فى ايه ؟
لاحظ نبرتها الحاده : حبيت بس اقولك شكرا ..
ولسه هيكمل كلامه قامت من مكانها ودخلت الغرفه وخرجت بشنطه فيها قميص وحدفتها ع الارض وحدفت فى وشه صوره
_ ياريت يعني الزباله دى متجيش ع البيت والعك اللى بتعكه يكون بره انا مش عاوزه ولادي يشوفو حاجه من دول ..
اتفاجي "ماجد": عك ايه وزباله ايه ؟
مسك الشنطه وكان فيها قميص واتفاجئ انه شافه امبارح وهو خارج من الشغل ومعاه كارت " ذوقك جميل اوى يا بيبي وهيبقي اجمل عليك " ,, ومسك الصوره وكانت هو ومعاه واحده ,, مين اللى بعت دا ..
بعصبيه رمت مج الشاي اتكسر : وانا اعرف منين ,, الزباله دى متجيش تاني ع البيت وان اتكررت هاخد ولادي ومتعرفش عننا حاجه يا "ماجد" بقولك اهو انا زهقت ,,
_ اميره اسمعيني ..
_ اسمع ايه هتكدب عينك بالصوره دى والهدايا اللى بتجيلك البيت دى ودى مش اول مره ,, بجد حاجه تقرف ,,
دخلت "اميره" غرفه ولادها وقفلت بص للقميص والنظاره ومتفاجئ : مطلعتش "اميره" ,, مين دى اللى فى الصوره معايا واتصورتها امتي اصلا ,,

تاني يوم فى المطعم قاعد مع "ياسر" وحكاله :
_ مش ممكن تكون حاله من حالاتك الانسانيه
_ يابني انا صايم بقالي كام شهر والدنيا اتظبطت مع "اميره" ,,
_ يعني هيكون مين اللى معاك فى الصوره دى و مراقبك كده ,,دا طريقه الكلام حميميه اوى ..
_ مش عارف بجد .. الصبح روحت محل القمصان قالولى انها بنت مواصفاتها زى اللى فى الصوره ,,بجد معرفش مين .. علشان كده "اميره" اتحولت ..
_ ماهو بصراحه لو انا مكانها كنت غزيتك بسكينه .. يعني بره البيت وكانت عامله نفسها مش شايفه ,, تقوم تجبلها اثباتات فى البيت ..
_ يابني مش انا صدقني .. انا معرفش مين البنت دى مشوفتهاش ..
_ عموما هتعرف اللى بتبعت كده هتظهر مش هتفضل مستخبيه ,,المهم دلواقتي "اميره"
_ بجد مش عارف اتصرف ..
_ بجد انت فى مشكله ومشكله منيله ..

فى الفيلا عند "غدير" كان "طارق" مستنيها علشان يتحركو للبيت القديم ويقابلو اصحابهم ,, خرجت "غدير" وابتسمت لما شافت "طارق" وخرجوا ركبوا العربيه ونزلوا عند اول الشارع ولاحظ ملامح توتر ع وجهه "غدير":
_ عارفه يا "غدير" انا اول ما جيت هنا بعد السنين دى كنت متوتر وخايف وقلقان كنت مرعوب
_ بجد ..؟
_ بس كنت مرعوب من الفرحه ,, لما تقابلي حاجه كانت سبب سعادتك فى فتره من عمرك وكنتي معتقده انك مش هتشوفيها تاني احساسها يرعب ,,فرحانه لكن خايفه ,,مش مصدقه انتي حقيقي ولا حلم ,, بس هو اصلا فى الحقيقه احساس جميل اوى مش انتي مبسوطة انك هتقابلي اصحابك و"فونا" و هنقعد مع بعض زى زمان ..
_ بجد مش عارفه ,, حاسه كل حاجه اكنها اول مره وخايفه ,,
مسك ايديها وطبطب عليها : متخافيش ,, انا معاكي واصحابنا معاكي واللى هتقابليهم دول احلى حاجه فى حياتنا وبيحبوكي وفرحانين بوجودك ,,ف انتي كمان افرحي بوجودهم وبوجودك معاهم ,,
_ هحاول ..

نزلوا من العربيه واخدت "غدير" نفس وبتبص ع العمارات والمحلات ولاحظت الاختلاف فحاول "طارق" يزيل عنها التوتر :
_ فاكره مكتبه "سندريلا" كانت اصغر من كده .لما كنا بنشتري طلبات المدرسه منها
_ ايوه ..
_ وفاكره القلم الازرق ..
_ اللى دايما كان "ماجد" بياخدو من ورانا ويشخبط به ع ايدينا
مد ايده ومدت ايديها ومسكها وقربوا لمحل العصير :
_ فاكره لما كنا كل يوم ننزل نشرب عصير البرتقال هنا
_ وكنا بناخده ونشرب فى مدخل العماره ونعمل اجتماع و"صبا" كانت بتدلقه ع "ماجد" ويجري وراها
ابتسم "طارق" ل انسجام "غدير" وطلب عصير برتقال وشربته وهى سعيده وابتدا يشاورها طول الطريق ع محلات ويتذكروا ذكرياتهم ووصلوا للعماره ... :
_ مستعده ..
سكتت :
وقف امامها وماسك ايديها وبيبص فى عينيها :
_ "غدير " انسي اى حاجه وعيشي اللحظه دى بكل مافيها ,, انسي خوفك من حاجه مش موجوده من الاساس ...

اتشجعت "غدير" وطلعوا السلالم وبيتذكروا ذكرياتهم ووصلوا لباب شقه "فونا" وطلب منها ترن الجرس ورنت وفتحت الباب "فونا" :
_ "غدير" حبيببتي نورتي الدنيا
حضنتها "فونا" وكانت قلقانه لكن اطمنت "غدير" ومسكتها "فونا" ودخلت وبصت "غدير" ل "طارق" وشاورلها تدخل وطمنها ودخلت وابتدت "فونا" تتكلم وتضحك و"غدير" بتحاول تندمج معاها وتتكلم قليل ,, سأل "طارق" عن الباقيين وعرف انهم فوق فى السطح وطلعوا السلم ووصلوا للسطح كان مترتب ومتنضف ومتزين ووقف "ماجد":
_ تذاكر لو سمحتو ..
وقفت "صبا": انا معايا تخفيض قبضوني وهتدخلو انا قريبه المدير وسطه يعني
ضحك"طارق" وقربت "منة":
_ بطلوا رخامه يا رخمين منك ليها .. تعالي يا "غدير"
قعدت "غدير" وبتبص حواليها :
اتكلمت "صبا": اعتقد حصل تغير وجدا كمان لكن متقلقيش دلواقتي هنحضر ذكرياتنا وهنعيشها مع بعض ,, فاكره لما كنا بنطلع ع السطح هنا كل خميس نسهر للفجر ناكل ونرغي ونغني ..
_ ايوه ..
_ وغلاوتك عندي لنعيد كل دا اعتبري نفسك دخلتي اله الزمن لورا
ضحك "طارق": "صبا" اينشاتين
_ قرب "ماجد": متعرفيش لفيت ع الحرانكش دا قد ايه حسيت انو مخدرات
بصت "غدير" ل "طارق" وشاورلها تمد ايديها :
_دوقيه ولو معجبكيش احدفيه ع "ماجد" ولا تيجي نحدفه ع الناس فى الشارع زى زمان
_ لالالا
_متخافيش كده تعالي ..
مسكتها "صبا" ووقفوا ع السور السطح ..
_ فاكره لما كنت بقف هنا وبحدف الفول بتاع البط ع بلكونه ابن الجيران وبستخبي وانتي اللى كنتي بتلبسي الحوار
ابتسمت "غدير": ايوه وانا مكنتش بعرف ارد
_ وابن المفكوكه ولا حس بيا لغايه ما مشيت
_ هو انتي مشيتي من هنا زينا
_ لا قصه معاناه امراه دى مش وقتها وقت تاني هنحكي ونرغي دلواقتي احنا جايين نهلس ,, فكي وعيشي اللحظه لانها مش بترجع احنا بنحاول نرجعها ,, ,,متكتميش الضحكه متمنعهاش ,,متخافيش ,,اتكلمي بتلقائية ,,لو عاوزه تغني غني بصوت عالي ,,هزري طول الوقت لو حد انتقدك وقالك دى هيافه خليكي انسانة تافهه ,,عبري عن اللى جواكي وقولي اللى نفسك فيه .. احنا بنعيش مرة واحدة بس ..
_ حاضر ..
"طارق" بيتكلم" ماجد":
_ هو فين "ياسر" ؟
_ جى بس اهل خطيبته وصلوا من الامارات فراح يستقبلهم وهيوصلهم وهيجي ع الغدا
سمعت "منة" وبصلها "طارق" وتعاملت عادي : وانت "اميره" فين ؟
_ اتحولت ..
_ فى حاجه ولا ايه ؟
_ بعدين هحكيلك .. بس ايه الجمال دا "غدير" بقت زالفل اهو ..
_ ايوه الحمد الله .. وواثق ان الزياره دى هتفرق معاها كتير ..

و"غدير" قاعده كانت نظراتها لمكان زرع كان والدها دايما بيطلع يسقي ويهتم بالزرع ودموع نزلت من عينيها قرب منها "طارق" :
_ فى ايه ..فى حاجه ضايقتك..؟
_ افتكرت بابا ,, وحشني اوى ..
_الله يرحمه ..
قامت "غدير" قرب الزرع ولمسته ودموعها نازله ..بيقرب منها "طارق" مسكت ايده "صبا" :
_ سيبلى انا الطلعه دى محدش حاسس بيها فى اللحظة دى زى ..
اتجهت "صبا" ل "غدير" ووقفت جنبها ...:
_ الله يرحمه باباكي كان بيحب الزرع اوي كان دايما بيقولنا اوعو تقربو منه ,, وبابا كان دايما وهو راجع من الشغل يطلع هنا يشرب الشاي معاه واحنا قاعدين تحت بنزهق "فونا"
بصتلها "غدير" وشافتها بتبص ع الزرع وبتبتسم :
_ وحشني اوى
بصتله"صبا": وانا وحشني بابا وماما واخويا اووى وبيوحشوني اوى ولا لحظه نسيتهم ..
قعدت "غدير" ودموعها نازله قعدت امامها "صبا" ومسكت ايديها :
_ "غدير" انا عارفه صدمة ووجع فراق اقرب شخص ليا فى الدنيا عامله ازاى ,, بتحسي ان الحياة وقفت وان طعم الحاجات اتغيرت واختفت ,, احساسك بالامان اختفي والمجهول بقي مرعب ,, فقدتي متعتك فى الحياه ,, ضحكتك مش من قلبك ,, حتى الدموع رافضه تنزل ولما بتنزل بتكون سيول ,,وبتحسي بنغز فى صدرك ,, فى لحظتها بتتعبي وبتتمني امنيه واحدة انك تنامي لفترة طويلة اكوني استوعبتي فراقهم ,, او ع الاقل نسيتي ,, لكن للاسف مش هتنسي لكن هنتانسي ,, علشان لازم نعيش حياتنا ,, ايوه حياتنا اتغيرت بعدهم لكن لو عايشين مكنوش هيعجبهم استسلامنا وضعفنا ,,مش هو دا اللى عاوزينه مننا ,, احنا نعيش حياتنا وهما موجودين فى قلوبنا وتفكيرنا كل لحظة .. نتقوي بذكرياتنا معاهم ,,بلحظاتنا معاهم ,,منضعفش دى مش الهدية اللى هما مستنيينها منا ,, حياتنا هنعيشها وهنثبت ليهم لما نقابلهم اننا عيشناها ومضعفناش ورغم غيابهم استقوينا ووقفنا ع رجلنا وكملنا .. !
مسحت "صبا" دموع "غدير":
_ يلا ابتسمي واقري الفاتحة وواعدي باباكي انك هتكوني احسن واحنا مش هنسيبك وهنكون معاكي وهنزهقك انتي مش فاكره زمان ولا ايه ..
ابتسمت "غدير" وحضنتها "صبا" وحضنتها "غدير" ..قرب منهم "ماجد "
_ يالهويززز ع سحط بيتنا العفيف يحصل احضان وبتنجان ..
ضحكوا كلهم ..: يلا "فونا" بتندهلنا يلا ننزل نهجم ع الاكل ونطلع نكمل سهرتنا خلصت فقره الدراما هتنبهرو بفقره الساحر والارنب ...
ضحكوا كلهم ونزلوا لشقه "فونا" ...!


 يتبع ..

زهرة التوليبWhere stories live. Discover now