( 14 )

657 23 1
                                    




.. ومر يومين ع نفس الحكايه طول اليوم معاهم وهما بيحكوا وبيتكلموا وفى ليله سهرانين ع البحر وبيتكلموا لاحظ "طارق" ابتسامه "غدير" لضحكهم وفرح جدا لرد الفعل دا فى نفس الوقت سمع صوت من وراها وكان "رامي" و"بسام" :
_ مساء الخير ..
بصوا كلهم واتفاجئ "طارق" بوجودهم بدون اتصال ..
_اهلا اتفضلوا ..
رد "بسام": زى ما قولتلك هى بقت احسن يا "رامي" يعني خلاص نقدر ترجع البيت معانا
رد "طارق": ترجع البيت ..امتي ؟
_ الصبح ..,,
_ الصبح ..!
استاذن اصدقائه واتكلم بعيد مع "رامي" وموجه كلامه ل "بسام" :
_ انا مش فاهم قراراتك دى بتكون بناء ع ايه .. انت فاكر انها لما صحيت من حاله النوم سنه ونص كده بقت كويسه وكل حاجه تمام ,, انت مش مستوعب انها محتاجه علاج لسه ؟
_ انت اللى مش عاوز تفهم ان "غدير" طول عمرها كده هى دى طبيعتها متكبرش الحكاية وتقول مرض ,,اه كانت مريضة لما كانت رافضه تصحي وصحيت وقاعدة معاكم اهي .. ترجع البيت معانا ووسطنا بدل ماهي فى مكان واحنا فى مكان ولو ع العلاج تكمله معانا ,,,
بيحاول "طارق" يتمالك : اختك ..اختك يا "بسام" مريضة وفى مرحلة بداية العلاج ,, الطبيعي اللى بتحكي عليه دا مش طبيعي خالص ,, اختك فاقدة الاحساس بكل حاجه حواليها وانا بحاول بكل الطرق اعمل ربط علشان تندمج مع الواقع وتتعرف ع اللى حواليها وع نفسها ودا مش سهل ومحتاج وقت ,, انا قولتلك انك مينفعش تتدخل فى طريقه علاجي ليها زى ماانا مقدرش ادخل فى شغلك ..
_ 4 شهور ومحتاج وقت تاني ..
_ ارجوك استوعب ان "غدير" محتاجه علاج ومينفعش يحصل اى خطوة مش محسوبة ممكن نرجع كتير ورا ,, ارجوك ,, مستر "رامي" انا فهمتك ,,
تدخل "رامي": انت مانع عنها الزياره وباعدها عننا ,,شهر مشفتهاش ونفذت كل كلمة مش كفايه كده ..
اتنهد "طارق": واضح انكم مش قادرين تفهموني ,, انا هتصل بدكتور عثمان وهو متابع معايا الحاله خطوه بخطوه واسمعو رأيه واللى هيقوله هنفذه مهما كان تمام ..
_ تمام ..
اتصل "طارق" بدكتور "عثمان" واتكلم مع "بسام" وقفل ورجع ليهم :
_ ايه الاخبار ..
نظر نظرة غضب اتجاه "طارق":
_ دكتور "عثمان" قالي انه نازل كمان اسبوع مصر وهيشوف "غدير" ووقتها هيقرر هينفع ننقلها للبيت معانا ولا لسه ولوقت دا هى تحت رعايه واشراف واوامر دكتور "طارق" واللى هيقول عليه يتنفذ وحذرني لو حصل اى حاجه هيكون مسؤليتنا احنا مش هما ,,
_يعني مش هقدر اشوفها ..؟
لاحظ "طارق" لهفه "رامي": معتقدش المرادي ,,ارجوكم انا متبع طريقه علاج مش عاوز اى لغبطة وهى بتتحسن وقريب هتكون وسطيكم انا اضمنلكم كده ,,
نظر "رامي" الى "غدير" من بعيد واتنهد ورجع للعربية وبعده بثواني اتحرك "بسام" ومشي ورجع "طارق" ل اصحابه وكمل القاعدة معاهم وكانت "غدير" شويا تكون معاهم وشويا تسرح ..!

رجعوا ع غرفهم وقرب الفجر خرج "طارق" ع الشاطئ وكان "ياسر" قاعد قرب منه :
_ صاحي لدلواقتي "ميجو" فين ؟
_ نام ,,وانا مش جايلي نوم التفكير مفرتك دماغي ..
_ ليه بتفكر مسأله فيزياء ولا ايه ؟
_ "منة" ..
_ لا كده اقدر اقولك مبروك عليك الصداع ...
_شكرا ..
اتنهد "ياسر" واتكلم "طارق" : مالك بجد .. فى جديد ولا ايه ؟
_ انا مبقتش فاهم "منة" مش فاهم عاوزة ايه .. عاوزاني ولا لا ..؟
_قلبك بيقولك ايه ؟
_ بيقولي انها بتحبني لكن تصرفاتها بتقول عكس ,, انت عارف انها بتقابل عريس متقدملها ..؟
_ دا معناه انها قفلت الصفحه القديمة ..
_ مش عارف ,,
_ انت عارف اساس المشكله بين الرجل والمرأه ايه فى اى علاقه ؟
_ مممم هيكون ايه يعني غير جبروتها وتكبير دماغه ..
_ هحكيلك حكاية بسيطة جدا .. كان فى صديقه ل والدتي فى "لندن" قابلتها صدفة وقعدنا نتكلم واخبارها وكده وحكتلي قصتها وكانت صريحه جدا لما سالتها ايه الفرق بين زوجك الاول وزوجك التاني فكان ردها ( انا انسانة جبانه جداا ,, عشت 35 سنه ع تقليد الناس وحياتهم ,,لما كنت فى مدرسة البنات الداخلية كنت بعيش ع خيالات زميلاتي واحلامهم لاني مكنتش بعرف احلم ,, كل يوم بليل نتجمع وكل واحده تحكي مغامراتها العاطفية وتوصف لينا الشاب اللى بتحبه وانا قاعدة بسمع ليهم واتخيل كل الولاد وبفرح بخيالات اللى عايشاها فكنت بستعير منهم احلامهم علشان املا وحدتي ,, كنت بسمع لان مفيش مغامرة عشتها احكيها زيهم ,, كانت الناظرة بتقول عني انا بنت محترمة ومتربية ومستقيمة ,,لكن انا داخليا كنت عارفه انا مش بالطهر دا زى ماهي متصوره كل انسان جواها ملاك وشيطان الناس بتشوف اللى بيظهر بس ,, افكاري ملوثة واحلامي كمان وجسمي ملوث بالرغبات ... فى البيت امي ووالدي دايما يقولولي انتي زى الولد مش ناقصك غير قميص وبنطلون وتكوني ولد كان عاجبهم شخصيتي الرجوليه ,,كنت لما بمشي بخطوات سريعه توحي اني انسانه جادة ومستقيمة ,,كنت بسمع كلام الجيران وهما بيقولوا عليا انا بنت مؤدبة وبمشي زى الرجل ومفيش حد بيجرؤ ع انه يعاكسني وفى الحقيقة كنت بتمني بشدة انى اتعاكس ,, فى المدرسة اختاروني رئيسة فريق الرياضة البدنية رغم انا كنت بتمني بشدة ادخل فريق الموسيقي والرقص ..لكن مفيش جراءه اقول كده ,, الكل كانو بينظرو ليا نظره الاستقامة والجاد لكن انا كنت بتمني حد يغازلني يحسسني بأنوثتي ,, كنت كتير بقف قدام المرايا واتحرك زى ممثليين الاغراء واتأمل جسمي هو فعلا ذكوري مش باين انا أنثي ,, لما خطبني زوجي الاول فرحت قال لى يوم الخطوبة اخترتك لانك مؤدبة ومحترمة ووقوره ,, سالته بس .. قالى ايوة ,, حسيت بقلم ع وشي ليه مقالش انه اختارني لاني جميلة وجذابة محستش ب أنوثتي حسسني بمقابله شغل ,, وقتها عرفت ان هخرج من بيت والدي لنفس البيت مع زوجي ,, دخلت بيت زوجي اعيش زى ما عايشه فى بيت والدي مؤدبة ومحترمة ,,, لما بنكون مع بعض كان بياخدني بين دراعه ب احترام ويبوسني بهيبة ,,حسيت انه بيعاملني رسمي جداا فكنت بحس بضيق تنفس وخنقه ,, ومرت فتره واستمرت علاقتنا باردة ملهاش طعم ,, واتملكني احساس ان انا متجوزتش وبعد فترة انتهي زواجي بالفشل واطلقت ,, بعدها مدخلش حياتي رجل تاني لمده 16 سنه ,,حتى قابلت شخص صدفه قرب مني ونظراته حسستني ب أنوثتي اللى ماتت زمان لدرجة اعتقدت انها مش موجوده حسيت بخجل وغطيت كتفي بالشال وكانت دى المرة الاولي اللى اغطي فيها جسمي من نظرة رجل لاني اتعودت ان جسمي جسم ذكوري عادي يعني ,, كلامه المعسول ونظراته دخلت الفرحه والسعاده فى حياتي لان دى انا .. دى حقيقتي انا .. انثي بحب الكلام المعسول والرومانسي والاهتمام الخاص يحسسني اني ملكة .. وحبيته وبقي هو رجلي,, واتجوزنا لانه حسسني بنفسي الحقيقيه مش الناس شايفاها وعشت فى سعادة وتفاهم ,,)
انا بحكيلك الحكاية دى علشان اقولك ان العلاقه بين الرجل والمرأه علشان تستمر محتاجه كل واحد يعرف التاني ع حقيقته مش الظاهر منه ,, لما نرتبط بشخص لازم نكون عارفينه كويس منعتمدش ع الظاهر واللى الناس بتقول عليه لان المستخبي الغير معلن بيكون مختلف وهو بيكون محتاج شخص يتعمق ويوصل لحقيقته دى ,, كل انسان فينا عنده شخصيتين واحده ظاهره فى العلن وواحده فى الخفا ,, ولما ارتبط بشخص دا معناه انه عرف الشخصيه اللى فى الخفا واكتشفها وموافق يعيش معاها ..افضل بكتير من الحياه الرسميه اللى كلها مظاهر بس .. ان اعز ما تملك المرأه مش جسمها لكن اعز ما تملك المرأه هو نفسها وروحها لان دى حقيقتها واى جرح فيهم بيأثر فيها جدااا عن جرح جسمها ,,اللى ميعرفش ميتعمقش فى روح زوجته ولا شريكته ويفهمها ويعرف شخصيتها الحقيقيه اكيد هينصدم بعدين والعلاقه تفشل لانه اهتم بالسطحيات الظواهر بس ودا غلط لان اى اتنين بيبقى اندماج وانصهار روحين فى بعض قبل ما يكون تلامس جسدي ,, ياريت كل الازواج يعرفو ان اقتحام جسم أمرأه فى ليله الزفاف مش حاجه ,,مش حاجة خالص لكن المهم هو انهم يدخلوا الى روحها ونفسها الاول علشان يقدرو الاتنين يعيشوا فى سعادة ...
انت يا "ياسر" اكتفيت بالظاهر من "منه" وبنيت عليه حاجات كتير ومعرفتش ان روحها رقيقه جداا واللى كانت عاوزاه حاجات بسيطة انت تجاهلتها والنتيجة اهملت وقصرت لانك جهلت تفهمها علشان كده قررت الانفصال ...ودلواقتي مش فاهمها لانك فى الاساس مكنتش فاهمها صح ف انت تايهه دلواقتي لا عارف تفهمها ولا تفهم تصرفاتها هى حقيقيه ولا لا ..
_ يعني الحل ايه ..ابعد زى ماهى عاوزة كل واحد يرتبط بشخص تاني ؟
_ ممكن .. ممكن لما تقرب لشخص تاني تكتشف اهميه ووجود الشخص اللى سبته فى حياتك ياتري يستحق المكانه دى ولا فعلا وهم ...
سكت "ياسر" واستكمل " طارق" : ادى نفسك فرصه مع حد غير "منة" وهى كمان علشان طول ماانتم مع بعض كده مش هتوصلوا لحل ... فكر كويس ومتتسرعش ...!

مر الاسبوع وكان "طارق" مستمر بنفس طريقه العلاج مع "غدير" وكانت مبتتكلمش وكان دايما اصحابها حواليها يتكلموا وبيوجهولها كلام ويفكروها بمواقف جمعتهم ومواقف حصلتلهم فى حياتهم وكانت اوقات تكون معاهم واوقات لا ولاحظ "طارق" تحسن واضح وانها ابتدت تستوعب اللى حواليها ببطئ وكانت نتيجه مفرحه انها بتستجيب معاه ,,, رجعوا اصدقائه لحياتهم ورجع دكتور "عثمان" واتجه مع "هدير" لفيلا الجونه ووصل وشاف "غدير" قاعده ع كرسي فى الحديقه وبتبص للبحر واتجهت "هدير" تراجع امور الفيلا مع داده "عزيزة" واتجه "طارق" ليرحب بوصوله :
_ حمد الله ع السلامه يا دكتور ..
_ الله يسلمك يا "طارق" ..
_ اسف مقدرتش اكون فى انتظارك فى المطار ..
_ لا ولا يهمك "هدير" قامت بالواجب ... ايه الاخبار ..؟
_ اتفضل معايا وشوف بنفسك ..
دخل دكتور "عثمان" وقعد مع "غدير" وراقب تصرفاتها وسكونها وشاف التسجيلات اللى سجلها "طارق" ليها ول اصدقائه ,,وقعد مع "طارق":
_ واضح انها اتحسنت عن الاول جدااا وفى استجابه
_ ايوه فعلا ..لكن كلمها قليله جدااا مجرد كلمات مفيش جمله كامله واغلب الوقت ساكته ..
_ هى هتحتاج وقت لانها لسه مطمنتش هى حاليا فى مرحله وسطيه مرجعتش رجوع كامل ممكن فى اى لحظه ترجع لحاله الثبات اللى كانت فيها ودى هتكون اليه دفاع لو حصل حاجه هزتها ..
_ انا بعمل كل حاجه اقدر عليها انها مترجعش وعندي امل انها هتستجيب بسرعه ..
_ انا بكره نازل القاهرة وهقابل "بسام" ووالدتها وهوضحلهم كل حاجه ..
_ ارجوك يا دكتور تفهمهم الوضع بالظبط لاني مش مستعد اخسر اللى وصلناه
_ اكيد .. المهم انت استمر ع طريقه العلاج
_ اكيد ..

تاني يوم سافر دكتور "عثمان" القاهره واتجهه لفيلا "بسام" وقابل "نادين" زوجه "بسام" وكان فى انتظاره "بسام" ووالدته و"رامي" خطيب "غدير " وابتدا يتكلم معاهم عن حاله "غدير" :
_ "غدير" اول ما شوفناها كانت فى حاله ثبات سنه ونص ومفيش ولا طريقه علاج عملت نتيجه ,, ومع محاولات دكتور "طارق" الحمد الله خرجت من ثباتها لكن دا مش معناه انها خفت بالعكس دا معناه انها محتاجه علاج ومتابعه اكتر من قبل كده ,,
اتكلم "بسام": ماهي دايما كده يا دكتور كانت بتتعب وبترجع البيت عادي ..
_ استاذ "بسام" ,, "غدير" بتعاني من "اختلال الانية" ودا معناه انها مش قادره تتعرف عن نفسها وبالتالي ولا تتعرف ع اللى حواليها ,, هى بتشوف كل حاجه لون واحد وبتسمع صوت واحد بس ,, لما دخلت فى حاله الثبات اللى هى النوم كانت مقرره تهرب وتنتحر بالبطئ لكن حصلت معجزه وتراجعت لكن فى احتماليه انها ترجع تاني لو حصل حاجه غير متوقعه ,, ودا سبب الاحترازات اللى عاملها دكتور "طارق" ..
اتكلم "رامي": هو سبب اللى حصلها دا ايه يا دكتور ؟
_ الانسان الطبيعي روحه بتتكون من حاجتين قرار واراده ,, اتاخدت منه حاجه منهم بيحس بشلل وعجز لكن لما بيتاخد منه الاتنين يبقي اتاخدت منه روحه ومات بيكون جسد بلا روح لانه فقد الاراده والقرار ,,, ودا اللى حصل ل "غدير" .. واضح انها عاشت فتره من حياتها مسلوبة الاراده والقرار واتحولت لجسد خاوي من اى نبض فبالتالي كانت مهيئ جدا ل اختلال الانيه وانعزلت عن الدنيا والحياه ودخلت فى حاله ثبات ,, اسباب حدوث دا ايه انتم ادري بيها .. لكن دلواقتي هى فى مرحله علاج الربط وتوصيل احساسها بالواقع الخارجي وندمجها فيه زى اى انسان طبيعي ..و احب اطمنكم انها قريب هتكون وسيطم ومعاكم واحسن من الاول لكن ادوها وقت ولدكتور "طارق" وقت علشان يساعدها ..
اتكلم "بسام": يعني لسه كتير 4 شهور ,,ترجع البيت هنا وتكون معانا .
_ دكتور "طارق" هو اللى هيحدد كده وانا متابع كل خطوة فلا داعي لقلق ,, وانا موجود فى مصر لفتره وهكون متابع لحالتها ..

فى البيت عند "منة" كانت معاها "صبا" ,, اتكلمت فى الموبيل مع "حاتم" وقفلت وقعدت ساكته ولاحظتها " صبا ":
_ ايه روحتي فين يا حتشبسوت ..؟
_ ايه حتشبسوت دى ..؟
_ انتي مش عارفاها دى اللى فى صعيد مصر ..
_ يا عسل ..
_ مالك بجد ..هو مستر "حاتم" قالك حاجه ولا ايه ؟
اتنهدت "منه": بجد انا مش عارفه اوصل لقرار
_ كل دا موصلتيش لقرار ..هو صعب اوى كده ؟
_ لا مش صعب .. انتي عارفة ؟
_ ها ..!
_ شخصيتة مبهرة كده ..
_ ازاى يعني ..؟
_ الشخصية الجنتل اللى لما تقعدي معاه يحسسك انك اهم حد فى اللحظه دى ,, أدب ولباقة حاجة كده ملهاش وصف ..
لاحظت سرحان "صبا":
_ روحتي فين سرحانه فى ايه ؟
_ فى ايه ..؟
_محتارة جدااا ..
_ فعلا الموضوع يحير ..
_ محتارة هنتعشي ايه لاني جعانة جداا ومحتارة حواوشي ولا نضرب كبدة وسجق ولا الاتنين ..!
_ اكل .. اكل يا "صبا" ,, بكلمك فى موضوع مهم وأنتي بتفكري فى الاكل ,, اقول ايه يارب ..؟
_ جعانه حضرتك وسيرة الاستاذ جنتل مش هتشبعني وهتسكت الوحوش اللى فى بطني ,, المهم قوليلي لاني محتارة حواوشي ولا كبدة ..؟
_ خليها حواوشي ..
_ لا هنجيب الاتنين ,,اصل ممكن وانا بأكل الحواوشي نفسي تروح ل الكبدة والسجق وانا مبحبش ازعل نفسي بصراحة ..!
_انتي هتقوليلي دا كله الا نفسك لازم ترضي ..
|_ وبعدين يا نونو واحنا بناكل هنتناقش وهنوصل لحل ..مش فى دايما غدا عمل وعشا عمل وبيتناقشوا فى امور بملايين الاكل دا مفعوله سحري اساليني انا ..
_ ماشي يا اينشاتين يلا بينا ...

حاول "طارق" انه يساعد "غدير" ع التفاعل مع الحاجات اللى حواليها فى يوم وقاعد بيفطر مع "غدير" ابتدا يفطر من غير ما يحط ليها فى الطبق اى حاجه زى العاده و"غدير" بتبص عليه وهو مستمتع بالاكل وحاول "طارق" يبعد نظره عنها علشان متتحرجش وتحس انها تحت مراقبه ,, رن موبيله وقام ومن بعيد راقب "غدير" كانت بتبص ع الاكل من غير اى حركة ومر 10 دقائق ابتدت تاكل وكانت بتختار نفس فطار "طارق" ودا لان "طارق" اختار فطار هى بتحبه ,, ابتسم "طارق" وفرح لنتيجة اللى وصلها مع "غدير" ,, سابها تفطر واتكلم مع دكتور "عثمان":
_ ايه الاخبار ..؟
_ الحمد الله فى تحسن ملحوظ فى حالتها ,,بحاول ع قد ما اقدر اخليها هى تتعامل مع كل حاجه حواليها ب ارادتها من غير ضغط ولا فرض راي عليها بوصلها انها تحس بالحاجات ,, برغم استجابتها ضعيفه مره ايوه ومرتين لا مفيش استجابه بس ك نتيجة عامه لحالتها فى تحسن ,,
_ لسه مستمره متتكلمش غير قليل ..
_ ايوة .. وانا مستمر فى الكلام والتواجد معاها دايما ..بحاول اعمل اتصال بينها وبين العالم الخارجي
_ كويس جدااا بس من غير ضغط
_ اكيد ,, انا حاسس ان هيتحسن حالتها ل الاحسن قريب ...
_تمام...

قفل "طارق" ورجع بص ع "غدير" وكانت بتاكل ف رجع وقعد وهى سابت الاكل لكن هو ملفتش انتباهها انه لاحظ انها حطت اكل فى طبقها وتعامل عادي وبتجاهل وهى حست بكده واتشجعت ترجع تاكل .. خلصو الاكل وكان موعد التمشيه واتمشوا وكان بيتكلم معاها عنه لما سافر وامور تانيه بعيد عنها فى الحياه بيحاول بكلامه يوصلها ان الحياه مليانه حاجات كتير نعيشها وتستحق نعيشها منهربش منها ,, مر كام يوم و"غدير" اطمنت ل "طارق" وابتدت تعمل زى ماهو بيعمل ,, وفى يوم بدايه فصل الشتا حصل مطر وكان واقف "طارق" فى الحديقه وبص للمطر وردد :
_ "غدير" بتحب المطر وكانت بتحب تقف تحته ..
اتنهد وبيبص اتجاه غرفه "غدير" بعد لحظات لاحظ خروج "غدير" من غرفتها للبلكونه وراقبها وشافها وهى بتتجهه بخطوات للحديقه ووقفت تحت المطر وغمضت عينيها وابتسمت مسك موبيله يسجل تصرفها وصورها فى مشهد مكنش متوقعه وللحظات قفل الموبيل واتجهه اتجاهها وهى واقفه ووقف باصص عليها وهى باصه للسما ومغمضه عينيها بعد ثواني فتحت عينيها وشافته وابتسمت وابتسم ليها ومد ايده تحت المطر وهى كمان فتحت ايديها للمطر وكان سعيد جدا "طارق" لدرجه انه تخيل انه حلم ...!

كان "ماجد" و"ياسر" بيحتفلو بذكري افتتاح المطعم وكانت "منة" عزمت "حاتم" يحضر الافتتاح يتعرف ع اصدقائها ,, دخلت " صبا" وبعدها بوقت قصير دخلت "منة" ومعاها "حاتم" ,,واتجهوا اتجاه "ماجد" :
_ ميجو .. اعرفك مستر "حاتم"..
_ اها اهلا وسهلا ..فرصه سعيدة
ابتسم "حاتم": انا الاسعد ..
_ كتير اتكلمت عنك "منة" وحبيت نتعرف عليك ..
_ دا شرف ليا اكيد ..
_ طبعا المكان مكانك و"منة" صاحبه مكان ..
_ شكرا ..
فى الوقت دا كان واقف "ياسر" وشايف "منة" واقفه مع "حاتم" وقرب منه "ماجد":
_ انا قولتلك اقولها متجبهوش لكن انت قولتلي عادي ..
_ ايوه عادى ..مدام هى عاوزة كده ودا حاجه هتسعدها تعملها ...
_ ايه العقل دا يا واد .. داانا كنت متخيل انك مش بتطيق د يعدي من جنبها ,,دلواقتي بقيت اكس اكس لارج عادي تدخل ومعاها واحد .. لا ونعم الرجوله ..
_ انت بتسخني ولا ايه ؟
_ لا خالص انت اساسا سخنان خلقه .. انا هروح اشوف الناس ..
مشي "ماجد" ووقف "ياسر" وعينه ع "منة" و"حاتم" وهما بيتكلموا .. قربت منه "صبا":
_ بدل ماانت مش شايف غيرهم روح هناك اقف معاهم واسمعهم بيرغوا فى ايه ..
_ ايه اللى بتقوليه دا ؟
_ تحب اروح وانقلك كلامهم عادي انا بحب كده اوى
بملامح غضب : "صبا" ..شوفي حد تاني اتسلي عليه انهاردة ..
بملامح حزن : ميجو مشغول مع ضيوفه واميره و"طارق" مجاش و"جهاد" مسافره .. و"منة" مشغوله بعريسها ,,وانت ..
اتفاجي : عريسها .. هى خلاص وافقت ...؟
_ لا ع احتمال ما سيكون قريب يعني ..
مشي "ياسر" وهو خارج خبط فى بنوته داخله :
_ انا اسف ..
_ انا اللى اسفه مااخدتش بالي ..
_ لا عادي انتي كويسة ..
_ جدااا ..شكرا ..
_ اتفضلي ..
_ انت "ياسر" صح ..؟
_ ايوه .. حضرتك تعرفيني ..؟
_ طنط "عفاف" مكلمتكش ولا ايه ..؟
_ طنط "عفاف" .. عمتي تقصدي ... انتي تعرفيها ؟
_ انا بنت جارتها واسمي "داليا"
_ اها اهلا وسهلا ,,.. اتفضلي طبعا ...
دخل "ياسر" ومعاها "داليا" ووقف يتكلموا ولاحظته "منة" واستغربت لانها متعرفهاش ..
خلصت الحفله وروحت "منة" و"صبا" مع "حاتم" وجلس "ياسر" مع "ماجد" :
_ الحفله كانت جميله يا "ياسر"
_ اها الحمد الله ..
بيغمزله "ماجد": بس مين الحاله الانسانيه الجامده اللى كانت معاك دى طول الحفله وعمال ترغي ..ترغي ..ترغي ..
_ انت مش بطلت ولا بتشتغلنا ..
_ متغيرش الكلام .. مين دى ..؟
_ دى عروسه ..عمتي بعتتهالي اشوفها وتشوفني ..
_ لا بجد .. هو دلواقتي وصل الحال ان البنات بتروح تشوف العريسان .. هيحصل تاني فيكي ايه يا مصر .. وبعدين ..؟
|_ ولا قابلين اتكلمنا ومشيت ..
_ بس دى صاروخ ..
_ انت شايف كده ..
_ وانت لو مش شايف كده تبقى اتحولت يا ضنايا ومحتاج تتعالج ,,
_ "ماجد" انت مش عاوز تروح .. "اميره" سبتك كده عادي ؟
_ اها .. ماانا قايلها هقعد شويا معاك نراجع حسابات وهرجع البيت
_ مفيش مراجعه قوم يلا بكره ..
وقف "ياسر" ووجهله "ماجد" الكلام :
_ ياسر ..
_ ايوه ..
_ قبل ما تمشى عاوز اقولك حاجه ,,
|_ اتفضل ..
_ اتقبل الحقيقه اللى شوفتها انهارده يا "ياسر" اخرج بره حاله النكران اللى عايشها دى سنين ,,دلواقتي جتلك فرصه استغلها ممكن تكون طوق نجاتك من الدوامه اللى عايش فيها سنين .. "منة" مش قادرة تسامحك ومش عاوزه ترجع وزى ماانت شوفت الانسان اللى معاه مفيهوش غلطة وانت مينفعش تعيش ع وهم .. الحق نفسك ..
تجاهل "ياسر" كلام "ماجد" وركب عربيته ومشي وقف ع النيل وحاسس انه مشتت ..!

فى البيت عند "منة" كانت قاعدة ملامحها متغيره ولاحظتها "صبا" :
_ مالك يا نونو ايه مضايقك ؟
_ لا مفيش ..
_ ع "صبا" دا انتي اتحولتي .. ليكون ضايقك ان "ياسر" وقف مع البنت اللى منعرفش جت من انهى كوكب دى طول الوقت ..
_ وهضايق ليه عادي
_ "منة" ..لو لسه فى فرصه ليكي مع "ياسر" الحقيى نفسك قبل ما تضيع خالص ..
- انتي بتقولي ايه يابنتي مفيش فرص ولا بتاع الموضوع دا اتقفل ..
_ متاكده ..
_ طبعا ..
_ ليه مش حاسه بكده ..؟
_ "صبا" انتي لو كنتي مريتي بالتجربة اللى مريت بيها كنتي هتعرفي احساسي ايه لما الشخص الوحيد اللى حبيته فى حياتي سببلي أذى مش قادرة انساه ..؟
ابتسمت "صبا": الحب والموت.. اصعب تجربتين بيمرو ع الانسان لانهم بيحصلوا من غير تخطيط ولا مواعيد ... وانا مريت بالاتنين وعشتهم بكل وجعهم لكن عارفه انهي الاوجع ؟
_ ايه ..؟
_ الموت ,, فكرة انك تشوفي حاجة او تمر ذكري ل حاجه كنتي بتعمليها مع شخص مبقاش موجود فى الدنيا توجع مليون مره من ذكري مع شخص بعد عنك فى الدنيا ,, لان الاولااني مفيش طريقة تشوفيه غير الاحلام والاخرة فى الجنة ان شاء الله ,,لكن التاني ممكن .. ممكن تحصل معجزة وتقابليه صدفه مهما مرت السنين او هتطمني عليه بخبر او عن طريق شخص ما لما تفتقدية وهتعيشي ع الامل تلمحيه حتي لو تعايشتي مع بعده وظاهر انه مش فارق معاكي وجوده ,, جواكي هيكون الحقيقه لانها رغبة وامل خفي غير معلن ,, مفيش حد هيحس بالكلام دا غير اللى خسر اقرب الناس له بالموت وبتمر عليه ذكريات جمعتهم سوا .. ربنا ما يكتبها ع حد وان كتبها ب ارادته يهونها ع روحه ويملي قلبه وروحه قوة يستحمل لانها بتوجع .. بتوجع اووى اوووى ومبتقدريش تقولي اه ,,,انا بقولك كده ليه علشان الموت مفيهوش رجوع لكن الاحياء بيقي قدامهم فرص طول ماهما عايشين ل اخر نفس ولو فى فرصه استغليها بلاش عند ,,
_ لا صعب .مستحيل اسامحه ..
_متاكدة ..
سكتت "منة" لحظات وقامت خرجت من الغرفه :
_ ربنا يهديكي يا اختاااه ...


زهرة التوليبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن