( 11 )

738 23 1
                                    




_ ايوه ..
قرب منها "طارق" وملامح توتر وغضب وحزن ع وضعها .. رجعت والدتها ودخلت الغرفه بعد السلام .. عرف نفسه "طارق" عليها وافتكرته ورحبت به وخرجوا يقعدوا :
بنبرة حادة : هى "غدير" ايه اللى حصلها وصلها لكدة ..؟
_ مش عارفه اقولك ايه يا "طارق" .. كانت كويسه لكن لما باباها اتوفى تعبت شويا وبعدها اتحسنت شويا وشويا تعبت ودخلت مستشفي فى فرنسا 8 شهور وخرجت كانت كويسة فى مرحلة علاج ونقاهه والدكاترة قالولنا انها بخير لكن فجاءه واحنا بنرتب لفرحها لقيناها متغيره مبتتعرفش ع حد فينا وكانت بتجرح نفسها ومبتاكلش لدرجه انها ضعفت وكان بيحصلها حالات اغماء كتير قولنا من قله الاكل وبعدين دخلت فى حاله نوم مبتصحاش دخلت المستشفي تاني وعرضناها ع كذا دكتور لكن مفيش فايده لغايه ما دكتور "عزت" كلمته وقالى ع دكتور "عثمان" واتمنى يكون علاجها عندك ...
بنبره غضب : لكن اكيد فى سبب اللى وصلها لكده ..
مسك دكتور "عثمان" ايد "طارق" ونظر له نظره يطلب فيها يهدي :
_ مبدائيا كده من التقارير اللى شوفتها سواء من دكاترة هنا او المستشفي اللى كانت فيها بره مصر من بداية مرضها من 6 سنين هى جسمانيا هى عندها ضعف عام من قله التغذية جهاز المناعه عندها ضعيف وسهل تتظبط بمقويات وفيتامينات لكن المشكلة نفسيا التشخيص المكتوب فى التقارير ان عندها مرض معروف ب اسم "اختلال الانيه " يعني حصل خلل فى "الانا" دخلت فى حاله انفصال عن نفسها مبقتش تتعرف ع نفسها وبالتالي هتفقد القدرة انها تتعرف ع اللى حواليها ,, "انا" عندها هى بقت فى اتجاه وجسمها فى اتجاه تانى اغراب عن بعض ,, مثلا تكلموها وتعرفوها ع حاجات عن نفسها بيان عليها الاندهاش والاستغراب والصدمه اكنكم بتتكلموا عن شخص تاني متعرفوش ,,مثلا تشاورلها ع ايديها فمتتعرفش عليها ,,تبص فى المرايا مش قادره تتعرف ع جسمها لانها مش حاسه بوجوده .. لما تكون لوحدها وتبص ع اى جظء من جسمها بتستغربه وبتبدء تجرح نفسها وهى فاقدة الاحساس بالالم لان اعتقادها ان اللى بيتجرح دا مش هي حد تاني اللى شايفاه فى المرايا دايما ..المريض بينفصل عن كل حاجه ذكرياته واحاسيسه ..
_ فعلا دا اللى حصلها وزاد اكتر علشان كده كانت بتاخد مهدئات تنام ...
_ من افظع الاحاسيس اللى بتمر ع الانسان لما بينفصل عن نفسه بيفقد احساسه وذاته,, فاقد الشعور بكل حاجه ورافض الاستمرار فى الحياة ,, وانعزالة عن الحياة بيحصل فى ااقل من ثانيه زى مفتاح النور اول ما بينطفي فى ااقل من ثانية المكان بيضلم ,,فهو بيهرب ..!
_ ودا من ايه ؟
_ هو بيكون عرض من مرض الاكتئاب الحاد من الوحدة والعزلة و القلق الشديد مع الضغوط النفسية الشديدة اللى ملهاش حل عندة او فاقد القدرة ع مواجهتها ومفيش حل غير الهروب .. المريض بيحس ان روحه بتنسحب منه وبيعيش فى عزلة ووحدة .. بيكون تواصله بالواقع الخارجي انقطع فبيقد الاحساس به زى مريض (اختلال الواقع) بيشوف الاشخاص والاماكن غريبة عنه وانه ميعرفهمش لان حصل فصل بين احساسه وادراكه ,,فى (اختلال الانية) المريض بيفقد القدرة ع التعرف ع نفسه بينفصل عن نفسه وعن اللى حواليه ,, الانفصال بيكون منفذ للهروب من الضغوط النفسيه المحاصره للمريض بيحس انه انفصاله ل اتنين جسد وروح ان واحد منهم يتحمل الضغوطات والتاني بيهرب يستخبي بيكون غير ملحوظ ودا الروح .. فى مشاكل ملهاش حل بيعيش الانسان محاصر بيها وكل الطرق مسدوده قدامه .. زى السفينه اللى حصلها حريق وهى وسط المحيط وهو لا بيعرف يعوم ومش قادر يطفي النار بيدخل حاله من الشلل ... ا ..فبيحصل الاختلال وبينفصل نفسه عن جسمه وبيكون غريب مع نفسه ومع اللى حواليه ...( اختلال الانية ) هى غالبا بتيجي لوحدها وبتختفي لوحدها لما الضغط والمشكله ينتهو..لكن انتوا والتقارير بتقول انها بتتعالج من 6 سنين بتتحسن وترجع تاني لحالتها وسأءت ووصلت ل حاله النوم دى من سنه ونص ودا معناه ان الضغوط زادت والمشكلة متحلتش ..!
_ مشكلة ايه ...وضغوط ايه ..؟
_ لا احنا منعرفش المريض والمقربين منه هما اللى يعرفو ومن التقارير ان الدكاتره محدش فيهم وصل ل المشكلة لكن بداؤ بالعلاج وسبب فشل العلاج ان هى نفسها رافضه فى الاوعي انها تستجيب ..
_ والحل يا دكتور .. ؟
_ مفيش حل غير انها تصحي لان استمرارها ورافضها انها تقوم وحبسها فى الاوعي له نتائج اتمني منوصلهاش لازم نحل المشكلة وتتعالج ..,, الظروف الحاليه احنا مسافرين بكره الفجر ,, فممكن اقترحلك دكتور ممتاز من مستشفى دكتور "عزت" يكون مسؤؤل عن "غدير" تحت اشرافى الشخصى و ...
قبل ما يتكلم "عثمان" اتكلم "طارق": بعد اذن الدكتور "عثمان" ودكتور "عزت" انا هكون مسؤؤل عن حاله "غدير" تحت اشراف "دكتور "عثمان" ..
اتفاجئ "عثمان" من الكلام: "طارق"...
_ بعد اذنك يا دكتور ..
_ انت طيارتك بكره ..؟
_ مش هسافر هأجل السفر ..
محاولش دكتور "عثمان" مجادلة "طارق" وهو شايف ملامح وجهه المتوتره ونبره صوته الغاضبه الحادة ,, استكمل حديثه مع والده "غدير" وانتهوا ع انتظار اتصال من دكتور "عزت" هييبلغهم ايه اللى هيحصل فى الايام القادمة ...
خرجوا من الفيلا فى حاله صمت ودكتور "عثمان" بيراقب انفعالات "طارق" المفاجئة ,, وصلوا المستشفي وابتدوا يتكلموا عن حاله "غدير" وسط سكوت "طارق":
_ شوفت يا "عثمان" بنت زى القمر يحصلها كده فى عمرها تكون فى الحالة دى ,,مش قادر اقولك اهلها حاولو كتير ومقصروش لكن النتيجة زى ما انت شايف كده يا "عثمان " ..
_ ماهو العلاج من غير معرفة المشكلة اللى سببت الحاله دى وانها تكون كده هيكون مجرد مسكنات ,,لازم نعرف السبب علشان نصلحه ونعيد اندماجها مع نفسها بدل الانفصال اللى حصل ..
_ يعني معقوله ولا دكتور عرف ..؟!
_ المريض لازم يساعد الطبيب يا "عزت" ..الطبيب لوحده مش هيقدر واضح انها مقرره وحبست نفسها فى الاوعي روحها ضعفت وهربت وخايفه تواجهه .. تواجهه ايه مش عارفين .. عموما انا هكون متابع معاكم ودكتور "عز" ...
قاطعه "طارق": انا اللى هكون مسؤؤل عنها يا دكتور "عثمان" ..
_طارق ..
_ دكتور "عزت" انا محتاج كل تقارير الطبيه ل حالة "غدير" اللى هنا او اللى بره وتشخيص وراي كل دكتور وطريقه علاج اللى اتبعها معاها ونتيجتها وارقام الدكاتره دى لو ينفع ..
_ " طارق" انت فاهم معني كلامك ايه ؟
فى داخله "هدير" :
_ ايوه ..انا مش هسافر وهقعد هنا وهتابع حالتها دا بعد اذنك ..
_ لكن ..
_ أطمن يا دكتور ,, دا لا قرار لحظه غضب ولا متسرع انا طول الطريق بفكر ومفيش غير الحل دا ,, انا مش هقدر بعد ما شوفت "غدير" بالحالة دى ومساعدهاش ,,مش هقدر اسافر واكمل حياتي عادي .. !
لاحظ اصرار "طارق" دكتور "عثمان ":
_ وشغلك والمرضى اللى مستنينك فى لندن ؟
_ انا هأجل كل حاجه ..انا هتكلم مع المستشفى وهرتب كل حاجة متقلقش ..
_ المهم يكون دا قرارك ..
_ اكيد ..,,
_ تمام .. تقدر يا "عزت" تبلغ اهل "غدير" ان الدكتور المسؤؤل عن حاله "غدير" هو "دكتور طارق" ودا هيكون تحت أشرافي الشخصي ..
_ واتمني تجهزلي التقارير يا دكتور "عزت"
_ تمام ..
ابتسم "طارق": عن اذنكم هعمل مكالمه للمستشفى فى لندن
خرج "طارق" ولاحظت"هدير" تغيرره واتفاجئت من قرار عدم سفره وعرفت حكايه "غدير" واتفاجئت:
_ ايه دا .. قبل ما يسافر بيوم يشوفها ..
_ وشافها فى اسوء وضع ليها للاسف ..
_ وفعلا مش هيسافر ..؟!
_ مدام قال كده يبقى مش هيسافر فعلا ..
_ وحضرتك يا دكتور "عثمان" ؟!
_ للاسف مش هينفع لكن هتابع معاه و"طارق" دكتور شاطر متقلقيش ..
خرجت "هدير" تبحث عن "طارق" وكان بيتكلم فى الموبيل وانهى مكالمته وقربت منه "هدير":
_ مش عارفه اقولك ايه يا "طارق" .. فرحانه لك علشان شوفت "غدير" ولا زعلانه علشانك علشان شوفتها فى الوضع دا ...؟!
اتنهد "طارق": المهم انى شوفتها قبل ما ارجع .. كنت هندم لو رجعت ومشفتهاش وهى كده ..
لاحظت ملامحه المتوتره : "طارق" متقلقش ,,""غدير" هتكون كويسه دا انت بنفسك اللى هتابعها مع الدكتور "عثمان" افضل دكاتره فى الطب النفسى .. مفيش حاله وقفت قدامكم ..
_ ان شاء الله هتكون كويسة ان شاء الله
_ هتكون كويسه واحسن بوجودك معاها انا حاسه بكده لان"طارق" مستحيل يسيب حد غير لما يكون كويس .. وبالاخص لو محتاجله ...
_ ان شاء الله .. عن اذنك هعمل مكالمه تانيه ..
_ اتفضل ..واعمل حسابك هنتغدى سوا ..
_ تمام ..
اتنهدت "هدير" وازعجها انزعاج "طارق" ل اول مره من بعد وفاه والدته تلاحظ ملامح الخوف والقلق مسيطره عليه بالطريقه دى ..:
_ ياتري كان الحلم انها بتندهلك تستنجد بك فعلا يا "طارق" ...

خلص "طارق" مكالماته وكانت فى انتظاره "هدير" خرجوا يتغدو محاوله منها تهدي من توتره وفزعه واتكلموا وهما بيتكلموا اتصل "ماجد" ب "طارق" واتجمعوا مع "ياسر" و"منة"" فى المطعم وحكى "طارق" ع الموقف كله وبقراره :
_ يعنى انت عدم سفرك مش هياثر عليك يا "طارق"؟
_ انا اتكلمت مع مدير المستشفى وطلبت اجازه مفتوحه مؤقتا وهووافق واتكلمت مع صديق ليا يكون مسؤؤل عن حالاتى وهعمل استشارات اونلاين معاهم وقت ما يحتاجونى شخصيا الفتره اللى هقعدها فى مصر .. يعني هكون متابع معاهم مش بعيد الفتره دى ...
_ وانت محدد الفتره ؟
_ لا بس ان شاء الله مش هطول وهتكون "غدير" احسن ..
_ والله انا ما صدقت لما "منة" قالتلنا ع حاله "غدير" وانها فى الحاله دى سنين .. ياترى ايه اللى وصلها لكده اكيد فى سبب ..؟
_ واضح انها حاجه فاقت قدرتها ع التحمل مقدرتش تستوعبها فهربت وانا موجود علشان اعرف السبب وهعالجها ...
اتكلم "ماجد": مش عارفه هتصدقوني ولا لا ,, بس "غدير" كشخصية هى من زمان شخصيتها ضعيفه يا جماعه ..انا مشفتهاش بتقرر حاجه لوحدها ..
بنبره غضب : لا يا "ماجد" ,,"غدير" شخصيتها مش ضعيفه هى كانت محتاجه اللى يفهمها بس فى شخصيات بسيطة بتتعامل طبيعي وتلقائي محتاجة اللى يقربلها ويفهمها ويساعدها ..
_انا مقصدتش حاجه بس انت لما سافرت "غدير" كانت زى التايهه يا "طارق"
لاحظ هيحصل شد فغير "ياسر" الموضوع :
اتكلم "ياسر ": كنت محتار"ياطارق" من الحلم وتكراره وانك مش فاهمه اتفسر الحلم لما جيت مصر
_ فعلا مكنتش فاهم الحلم ,,صوتها ونبرته وانى مش شايفاها قدامى كانت بتعانى وبتستنجد بيا
_ الحمد الله انك شوفتها قبل سفرك ...
_ الحمد الله ... "منة" ممكن تحكيلى "غدير" كانت عامله ازاى لما كنتى بتشوفيها فى الكليه .؟
_ امممم ... والله يا "طارق" اللى فاكراه انها كانت لوحدها يعنى لما كنت بشوفها كانت لوحدها سماعات الهاند فرى فى ودنها وماشيه لوحدها ولما كنت بوقفها كانت بتلجلج فى الكلام يعنى عارف لما تكون مش عارف تقول ايه او مش فاكر الشخص دا ,,فكانت بتختصر الكلام و بتمشى ع طول .. عرفت من اللى معاها انها مكنتش بتتكلم مع حد وحضورها كان قليل ودايما تخرج العربيه بتكون مستنياها تركبها وتمشى ..
_ يعنى لما كنتى بتتكلمى معاها كانت بترد عليكى وتتفاعل يعنى زى زمان ..؟
_ لا خالص كانت ردودها قليله يعنى زى اه .. ايوه .. لا .. يعنى .. تحس ان مش عارفه ترد عليا تقولى ايه ..
_ اممم ..
_ اه افتكرت فى مره شوفتها واخدت معايا حاجه ساقعه برتقال وبيبسى وقولتلها عازماكى واختارى انتى عاوزه ايه بصت ل ايدى وملامحها اتغيرت حسيت انها قدام مساله فيزيا ..
_ هى بتحب البرتقال ..!
_ ايوه ما دا اللى استغربتله ,, انا كنت بهزر معاها لكن حيرتها وانها مقدرتش تختار واستاذنت ومشيت بسرعه ..
_ كان ليها اصحاب يعني حد بيكون معاها دايما ..؟
_ لا بصراحه مشفتش انا كام مره اللى شوفتها فيهم كانت لوحدها ..
_ تمام ...
_ هتتحسن يا "طارق" مش كده دى لسه صغيره ع اللى بيحصلها دا ..؟
_ انا معاها ومش هسيبها ان شاء الله هتتحسن .. هستأذنكم انا دلواقتى علشان محتاج اراجع تقاريرها قبل ما اروح ليها بكرة ومحتاج اقعد مع دكتور "عثمان" قبل ما يسافر نتكلم فى كام حاجه ...
_ تمام .. وابقى طمنا ..
_ اكيد ..
مشي"طارق" ونظر "ماجد" اتجاهه: صدقوني سبب اللى "طارق" بيدور عليه موجود من زمان وهو مش شايفه ,,"غدير" مكنتش طبيعيه يا جماعه وانتم كنتم ملاحظيين كده ..
ردت "منة": ايه يا دكتور .. انت ناسي انها اختفت عننا 15 سنه منعرفش عنها حاجة ,,اكيد حصل حاجات كتير منعرفهاش وكمان هى كانت متعلقه ب والدها وفراقه اكيد اثر فيها .. مش هنجم
_ الايام هتقولكم ان "ميجو" كان عنده حق ..
اتنهد "ياسر": "طارق" مضايق اوى وباين ع ملامحه كان مبسوط من يومين وبيضحك
رد "ماجد": اى واحد فينا لو مكانه وشوفنا حد فينا فى حاله "غدير" هنتضايق ونزعل اكيد ..
ردت "منة" : ربنا يقدره وشفاها تكون ع ايده ....

رجع "طارق" الفندق ومقدرش ينام ومسك التقارير وابتدا يدقق فيها ويراجعها لوقت ما صحى "دكتور عثمان" وشايف "طارق" الورق حواليه واللاب مفتوح :
_ معقوله منمتش ؟
_ لا مقدرتش حبيت اكون راجعت التقارير الطبيه والتشخيص وكل حاجه اتكتب عن "غدير" علشان اعرف ابدء ازاى ؟
_ محتاجنى فى حاجه ؟
_ اكيد لما هحتاجك هكلمك يا دكتور ..
_ يادوب اغير هدومى وافطر علشان الطياره ..
_ وانا هوصلك ..
جهز "دكتور عثمان" واتجهوا للمطار :
_ تسافر بالسلامه يا دكتور ..
_ الله يسلمك .. زى ما اتفقنا هرتب امورى هناك وراجعلك ,,
_ متتعبش ولا تضغط نفسك يا بابا ..
_ متقولش كده ..مش يمكن "غدير" ظهرت علشان ترجعنا تاني مصر
_وانا مستنيك ..
_ ومش هاكد عليك هتعمل ايه مع "غدير" ..؟
_ متقلقش يا دكتور انا تلميذك وان شاء الله لما ترجع هتكون اتحسنت
_ انا واثق فى ابنى وقدراته ..

مشى "دكتور عثمان" واتحرك "طارق" لعنوان "غدير" واول من قابله كانت "نادين" زوجه "بسام" :
_ اهلا يا دكتور ..
_ اهلا بحضرتك ..
_ تشرب ايه ؟ قهوه ولا شاى ولا ..
_ ممكن قهوه من غير سكر مغليه ..
_ 5 دقائق وهتكون جاهزه ..
تمعن "طارق" النظر فى الفيلا بتركيز وبشخصيه "نادين" الودوده .. احضرت القهوه :
_ شكرا ع القهوه ..
_ العفو ..
_ ماما خرجت عندها ميعاد عند الدكتور
_ لا مفيش مشاكل ..ممكن اشوف "غدير " ؟
_ اتفضل ..
دخل "طارق" غرفه "غدير" وكانت مغلقه وانوار مطفيه وضوء بسيط :
_ ع طول الاوضه كده ..؟
_ من وقته ما دخلت فى حاله النوم وهو دا وضع الاوضه بما انها نايمة ..
_ بس هى مش نايمة نوم طبيعى علشان تحتاج هدوء قاتل وضلمه طول اليوم كده ..
_ مش فاهمه ؟
_ يعنى نومها دا مرضى مش طبيعى ,, هى مش نايمه كام ساعه وهتصحى,, الجو المحيط بيها دا السكون والهدوء دا بيساعدها تستمر فى نومها لان كده مفيش اى تغيير بيحصل لا فى فرق بين ليل ولا نهار كله واحد عندها ..
_ بس هى حاسه علشان تحس بالتغيير ..؟!
_ ايوه فى الاوعى هى حاسه بكل حاجه لكن جسمها متخدر بطلب من الاوعى ..
_ اهاا ..
اتحرك "طارق" اتجاه الستائر وفتحها ودخل نور الشمس الغرفه وابتدا يبص ع تقارير الطبيه اليومية ويبص ع المؤشرات ع الاجهزة ,, كانت "نادين" استاذنت وخرجت وشويا وددخلت ومعاها كوب عصير ..:
_ اتفضل يا دكتور ..
_ شكرا ..
_حضرتك محتاج حاجه ..؟
_ كنت عاوز اسألك ع كام حاجه ممكن ؟
_ ايوه طبعا ..
خرجوا من الغرفه وجلسوا فى الصالون :
_ انتي تعرفي "غدير" من امتي ؟
_ اعرف "غدير" من زمان .. اعتقد انك مش فاكرني ,,انا بنت خاله "غدير" اللى عايش فى فرنسا وكنا بننزل اجازات ,,انا فاكرة ع طول "غدير "كانت معاك ومع مجموعه تانية ..
_ اهاا افتكرتك ..
_ لكن فترة تعب بابا منزلناش مصر لسنين لوقت ما اتجوزت "بسام" ونزلت معاه ..
_طيب كنت عاوز اعرف اول انطباعك عن "غدير" لما شوفتيها لما نزلتي مصر ..لان انا محتاج اجمع معلومات علشان اوصل لسبب لحالتها علشان علاجها ..
_ انا اتجوزت "بسام" من 6 سنين ..انا كنت عايشه انا واهلى بره مصرفى فرنسا واتخطبت انا و"بسام" فتره قصيره واتجوزنا ...لما رجعت مصر كانت "غدير" دايما قاعده ساكته ومبتتكلمش كتير والرد ع قد السؤال وعرفت انها بقت كده من بعد وفاه باباها ومامتها كانت المسؤؤله عن كل حاجه تخصها.. مكنتش بتختلط بحد ,,قليله الكلام ,, ومكنتش بتطلب حاجه ,, وكان بيحصل اغماء كتير لغايه ما دخلت مستشفى فى فرنسا 5 شهور تتعالج وخرجت وبعدين رجعت دخلت 8 شهور وخرجت وبقت كويسه وقولنا نجهز للفرح وكنا بنجهز لفرحها ووقت التجهيزات اتغيرت وانعزلت اكتر وتصرفات غريبه بقت تظهر عليها ..
_ زى ايه ؟
_ يعنى بتسرح كتير وممكن لو فضلت قاعده فى مكان متتحركش منه ...كانت بتبصلنا بنظرات استغراب واندهاش اغراب بالنسبالها .. نظراتها لنفسها فى المرايا غريبة زى ما بتشوف حد اول مرة كانت كتير بتبص ع ايديها وع جسمها زى اول مره تتعرف على جسمها ... رفضت الاكل .. حوادث كتير حصلتلها مره لقيناها ماسكه سكينه وبتقطع ايديها وبتنزف ومره كان فى ازاز مكسور مشيت عليه ونزفت واللى استغربناه انها مبينتش اى ملامح وجع .. لغايه ما اغمى عليها من وقتها سنه ونص وهى فى وضعيه النوم دى .. دكاتره شافوها ودخلت مستشفي فى فرنسا كلهم يقولو عضويا مفيش مشاكل لكن المشكله نفسيه ومش عارفين ايه السبب وكتبوا تقاريرهم ...
_ متفاجئ "طارق" من كلام "نادين": مين اقرب حد ليها ؟
_ الناس اللى حوالين "غدير" كان باباها ودلواقتي مامتها وبسام وانا و"رامي"
_ مين "رامي " ؟
_ خطيبها ..!
_ وخطيبها موجود ولا ..
_ ايوه موجود ودايما بيطمن عليها رغم ان شغله دايما سفر وشغله فى الشركة فى فرنسا هو و"بسام" لكن بينزل زيارات يشوفها ويرجع ..حد غيره كان سابها 6 سنين من اول ما ظهرت عليها الاعراض وهو متمسك بها ولغايه دلواقتى لابس دبلته ومستنيها ..
_ خطوبتهم كانت عن حب ولا تعارف ؟
_ دا ع دا .. هما اتقابلوا فى حفله واتقدملها ووافقو واتخطبت وبعدها تعبت ..
_ هو موجود خطيبها فى مصر ..؟
_ حاليا مسافر بس راجع كمان اسبوعين ؟
_ ممكن تبلغيه محتاج اتكلم معاه ..
_ اكيد ..
_اسف ع الازعاج ..
_ لا ابدا .. واى حاجه محتاجها انا موجوده مبخرجش من البيت ..

فى خلال اسبوع غير "طارق" العلاج وكان فى انتظار رد فعل من "غدير" وفى الوقت دا اتكلم "طارق" مع كل المحيطين ب "غدير" من الخدم و داده "عزيزة" اقدم واحده من طقم المساعدين فى المنزل دايما بترافقهم فى كل مكان ول ارتباطها بهم ووالدتها و"بسام" اخوها ماعادا خطيبها لانه مسافر ,, والكلام كله متشابه نفس كلام "نادين" عن وصفهم ل "غدير" وحالتها ..بعد مرور اسبوعين فى يوم زار "غدير" وقرب منها :
_ ايه يا "غدير" السبب ؟!.. ايه السبب اللى فضلتي تهربي عن انك تواجهيه؟! .. انا مش عارف اوصل للسبب .. ايه السبب اللى مخليكى رافضه تصحى وتفضلى نايمه..خايفه من ايه ؟! اوعدك مش هسيبك ..انا متعودتش ان مرض اى مرض يهزمنى وهعرف ,,,

خرج "طارق" واتجه للمستشفى ودخل فى غرفه "هدير" وملامح الاحباط مسيطره عليه :
_ ايه يا "طارق" مفيش جديد ..؟
_ خالص .. مش عارف ابدء منين ,, مر اسبوعيين ومفيش اى رد فعل غيرت الادوية ومنعت المهدئات لكن هى رافضه تقوم ,,, ومش عارف السبب ولا عارف اوصله من اللى حواليها .. كلهم اجمعوا انها تعبت فجاءه ,, طيب ازاى وايه السبب محدش عارف ..
_ متضايقش نفسك كده وهتوصل اكيد لطرف الخيط اللى هيساعدك متوترش نفسك ..
_ ان شاء الله .. انا كنت محتاج طلب منك ؟
_ خير ..
_ محتاج ممرضه تكون معاها 24 ساعه تكون كفاءه وجديره بالمهمه
_ انا اعرف واحده ممتازه هتلاقيها بكره هناك ..
_ انا هقوم اروح الفندق علشان هتكلم مع دكتور "عثمان" ..
_ تمام ..

تاني يوم "طارق" فى الفيلا عند "غدير" وصل "رامى" خطيب "غدير " .. كان "طارق" بيتكلم فى الموبيل بره الغرفه ولاحظ وصول "رامي" وقفل المكالمة وراقب تصرفاته ,, دخل "رامي" غرفه "غدير" وقرب منها وباسها فى قورتها ولمس خصلات من شعرها ووقف لحظات وابتسامة ع وجهه ,, دخل "طارق" الغرفة ولاحظ دمعه نزلت من عين "رامي" ومسحها .. اتفاجئ "طارق" من تصرفات "رامي " لكن قرب منه وبعد السلامات خرجوا فى الحديقه يتكلموا :
_ هى وضعها ايه يا دكتور زى ماهي ..؟
_ حاليا زى ماهي لكن ان شاء الله هتتحسن ..
_ انا متاكد انها هتصحي فى يوم
لاحظ "طارق" ملامسه "رامي" لدبله الخطوبة وابتسامته :
_ انا اتكلمت مع الكل ومحتاج اتكلم معاك واسئلك كام سؤال عنها ممكن تساعدني ...؟
_ اتفضل طبعا ..
_ انا محتاج تحكيلى اول انطباع اخدته عن "غدير" ..؟
ابتسم "رامي": اممم اول مره شوفت "غدير" كان فى حفله عشاء عندهم فى فرنسا ,, بحكم الشراكة اللى بينا والشركة الجديده اللى بيني وبين "بسام" ,, اول ما شوفتها كانت قاعده فى حديقة لابسة فستان لونه ازرق طويل واسع مربعه ايديها و مغمضه عينيها ورافعه راسها للسما والهوا كان بيحرك شعرها ,,مش عارف انا حسيت ب ايه خطفتني من غير ما تعمل حاجه معرفش ازاى يمكن دا الحب من النظرة الاولي ..؟! وبعد ما اتعمقت العلاقه بين الاسرتين عرفت شخصيتها هى اساسا كانت هادية وقليلة الكلام واعجبت بيها اكتر لتربيتها وانها مطيعه ل اهلها ,,مبتهتمش بالخروج ولا السهر اغلب وقتها مع والدتها و"نادين واكيد هى كانت مناسبه ليا خصوصا بعد قرب العيليتين وانا كنت بدور ع انسانه فيها صفات "غدير" .. مكدبش عليك يا دكتور فيها سحر لغايه دلواقتي بحسه كل ما اشوفها..!
_ اسف ع سؤالى .. هى كانت موافقة عليك ع الخطوبة يعنى ..؟
_ اكيد طبعا .. معتقدش انى هتجوز انسانه غصب عنها ولو مكنتش موافقة كانت رفضت او قالتلى ..
_ طيب بما انك كنتم مخطوبين قبل 6 سنين والخطوبة تمت بموافقتها وسط العيلتين .. انتم ك اى اتنين مخطوبين بيتتكلموا مع بعض فى اى حاجه .. ياترى هى اتكلمت معاك فى حاجه .. اشتكت من حاجه .. انا عارف ان دا تطفل بس انا محتاج اى حاجه تساعدنى ولو بسيطه اساعدها تخف واكيد انت كمان عاوز كده ..
_ اكيد طبعا انا كل مره بنزل مصر بتمني تكون صحيت ..
_ تمام ..
_ من وقت خطوبتنا لقبل ما يحصلها الحاله دي معتقدش انها اتكلمت فى حاجه معينه .. احنا اغلب تجمعاتنا عائلية وانت عارف التجمعات العائليه صعب المخطوبين يقدروا يقعدوا لوحدهم .. لكن لما بنقعد هى كلامها قليل كسوف وخجل بنات الناس وانا احترمت قله كلامها دا ع اعتبار اننا مخطوبين ولما نتجوز الحاجز هيتشال اكيد ..
_ وانت ملحظتش عليها حاجه معينه ..؟
_ نسيان .. سرحان.. اوقات نظرتها ليا تجهلنى مش عارفانى .. بس الدكاتره قالو اعراض طبيعيه من الادوية ..
_ فى اعتقادك سبب مرضها 6 سنين واستمراره ايه ؟
_ انا عن نفسى فكرت ملقتش سبب ..هي عايشه فى مستوى اى واحد تتمناه .. اسرتها بتحبها جداا ومهتميين بيها جداا جدااا .. اى حاجه بتكون عندها من غير ما تطلب .. يمكن فراق والدها اثر فيها لكن مكنتش اتوقع بالشكل دا ...
_ ممكن اسالك سؤال شخصي اكتر ..؟
_اتفضل
_انتم مخطوبين من 6 سنين ,,وشوفتها وهى بالوضع دا ودخولها المستشفي كتير ,,سبب تمسكك بيها ايه واستمرارك فى الخطوبة ..يعني اعتقد انك ممكن تشوف واحده تانيه فى وضع احسن ..؟
ابتسم "رامي": كلامك صح ,,ممكن اشوف واحده تانيه فى وضع احسن لكن مش هقابل واحده احبها زى ما حبيت "غدير" .. سبب استمراري فى الارتباط دا انا بحبها من اول ما شوفتها من غير ما اتكلم معاها من غير ما اسمع صوتها وجودي فى المكان اللى هى فيه سعادة ..انا لما بسافر بكون ملهوف ارجع اشوفها حتى وهى كده ,, وهستناها مهما طالت المدة وانا ع يقين انها هترجع تاني ...!
ابتسم "طارق": اسف انى طولت عليك ..
_ لا ولا يهمك .. انا عرفت انك كنت جارها زمان وكنتم اصدقاء مقربين ف انا حاسس انها هتخف ع ايدك
_ هعمل كل اللى اقدر عليه ..
_ وانا واثق ..
خلص "طارق" كلام مع "رامى" وموبيل "رامي" رن وبعد وتعمق "طارق" فى "رامي" وبعدها دخل غرفه "غدير" يتاكد انها اخدت علاجها ووقف وبصلها :
_عايشه حياه كويسة جداا واهلك حواليكي ومرتبطة بشخص بيحبك ومستنيكي .. ايه سبب هروبك ..ايه ..؟

فى نفس اليوم اتصل "ماجد" واتجه للمطعم وقابل"ماجد" و"ياسر":
_ ايه مفيش اخبار ..
_ ولا اى جديد ..
_ لو محتاج اى حد فينا احنا موجودين ..
بملامح احباط : انا بس عاوز اعرف السبب حد بس يقولي من ايه دا ..
_ يعنى يا "طارق" انت مش عارف اسباب الحاله دى ..؟
_ "اختلال الانيه" بيكون بسبب ضغوطات نفسية قاسية بتضغط ع الانسان بتضعفه وبتفصله عن نفسه فبيفقد شعوره بكل حاجه منها نفسه وحاجه من الاتنين بيحصل يا انتحار يا هروب وهو حاله النوم زى "غدير" ويعتبر موت بالبطئ ..
_ طيب شوف ضغوطات ايه اللى وصلها لكده ؟
_ اللى سمعته انه محصلش حاجه ..كل كلامهم انه فجاءه ..
اتكلم "ياسر : اتكلمت مع خطيبها ..؟
رد "ماجد": اه صح .. ما ممكن يكون خطيبها السبب يعنى مبتحبوش او هو انسان مش كويس ومغصوبة عليه يعني ممكن يكون هو سبب الضغط ..
_ لا خالص .. اتكلمت معاه وهو انسان فى قمه الذوق والاحترام وبكلام الكل الخطوبه تمت برضا الطرفين وغير كل دا بيحبها لوقتنا هذا ومستنيها ..
سكتوا "ماجد" و"ياسر" :
ابتسم "طارق":انا هستأذن علشان كمان ساعه هتكلم مع دكتور "عثمان "

رجع "طارق" الفندق اتكلم مع دكتور "عثمان" وقفل ووقف فى البلكونه ومسك السلسله واتنهد وبص للسما وملامحه كلها قلق وافتكر حاجة ..!
تاني يوم فى فيلا "غدير" دخلت "نادين" ومعاها القهوة ل "طارق" :
_ اتفضل القهوة ..
_ شكرا ..
_ الاوضه اتغيرت خالص انا مش فاكره امتى الستاير اتفتحت ومكان السرير اتغير
_ اهو محاولة تحس بالاختلاف ,, لانها محتاجه تحس بالواقع الخارجى اكتر من السكون اللى عايشاه جواها ..
_ كويس ...
_ انا كنت عاوز اسئلك ع حاجه لو تعرفى ؟
_ اتفضل ..
_ "غدير" زمان كانت متعوده تكتب فى نوتس خواطر ليها يوميات كده ..هى كانت مستمره فى الكتابه ولا ..؟
_ اه فعلا كنت بشوف معاها نوت فى ايديها دايما ..
_ ممكن اعرف هى فين اخر نوت كانت معاها او كلهم لو ينفع ..
_ بصراحه مش عارفه,, كلهم دى صعبه لان اغلبهم اعتقد انهم فى فرنسا لكن افتكر انى شوفت نوتس هنا ثوانى ...
اتجهت لدولاب "غدير" وفتحت درج ومسكت نوتس :
_ اعتقد دى كانت اخر واحده معاها التاريخ مكتوب اهو لكن مش مكتوب فيها كتير صفحتين بس .. كانت معاها قبل ما يحصلها اللى حصل ولاقيتها واقعه وشيلتها فى دولابها ..
_ ممكن اشوفها ..؟
_ ايوه اتفضل ..وانا هبعت للبيت فى فرنسا يبعتولنا النوتس بتاعتها فى اقرب فرصه ..
_ ياريت وبشكرك جداا ..
قعد "طارق" ومسك النوتس واتفاجئ "طارق" بالكلام" اللى "غدير" كاتباه من 3 سنين .."
_save me .. انا مين ..؟! انهاردة وقفت قدام المرايا سالت مين اللى قدامى دى؟! .. انا مين ؟!.. نفسى بعدت عنى ولا انا اللى بعدت عنها .. كرهتنى ولا انا اللى كرهتها ..معقول ان الانسان تضيع منه نفسه .. فى الحاله دى اكون انا مين من غير نفسي .. نفسي هربت مني وسابتني لوحدي بعاني ,,انا مش عارفه انا عايشة ولا ميتة ..ممكن حد يقولي الميت بيحس ب ايه ؟! ..انا مت فعلا لكن بتنفس والموت يعني افقد القدرة ع التنفس ,,مش حاسه بحاجه حواليا يعنى ميته لكن بتنفس وقلبى بيدق يعنى عايشة .. اللى حواليا كلهم بياكدوا انا عايشة لكن انا مش حاسة بكده ..بكون معاهم وعيونهم عليا مترصداني ,,لو اتحركت بتتحرك معايا ودا معناه انا عايشة ,, لكن انا غريبة عن نفسى احنا اتنين منفصليين لما وقفت قدام المرايا كنت لوحدى وقدامى انسانه تانيه تشبهنى ولابسه نفس هدومى ..ارفع ايدى بترفع ايديها ..احرك وشى بتحرك وشها زى.. المنطق بيقول انا اللى فى المرايا وعقلي بيؤكدلي ,,ولكن الحقيقة انا حاسه بغير كده ,,اللى قدامي دى مش انا ومش قادرة اتكلم لان مفيش حد هيسمعني ,,.. فى يوم "نادين" دخلت الاوضه سالتها مين اللى فى المرايا دى قالتلى وهى بتضحك انتى يا "غدير" قالتها بثقه واريحية لكن انا مش حاسة بكلامها اللى فى المرايا دى واحده تانية .. انا مش مصدقاها .. لوقتلت نفسي هتختفي اللى ظاهرة قدامي ,, حسيت انه لا مش هتختفي لانها حاجه وانا حاجه مسكت ازازه وجرحت ايدي علشان اوجعها لقتها ساكته بتنزق ,,.. انا فقدت الشعور والاحساس وكل حاجه مشابهه ..فى لحظات الليل الكل نايمين لكن انا بحس بضلمة بتمني الموت ..الموت خلاص من اللى حساه دا ,,انا مين ؟! انا الغريبة عن نفسي .. انا باكل وبشرب وبتنفس يعنى عايشه لكن انا مين ؟ ) .. نظر "طارق" ل "غدير" وهى نايمة وملامح حزن اترسمت ع وجهه ولاحظت "نادين" :
_ فى حاجه يا دكتور ..؟
_ انتى قولتى هى كتبت دى من3سنين ..؟
_ ايوه كنا هنا فى مصر .. وبعدها معتقدش انها كتبت لانها تعبت ..
_ ازاى محدش حس بيها لدرجه دى .. ؟!
_ ازاى وكلنا كنا معاها .. وهى مشتكتش ولا قالت حاجه ؟
_ كانت بتعانى لوحدها ,,كانت روحها بتنسحب منها بالتدريج وهى مقدرتش تمنعها ..

خرجت "نادين " خلص "طارق" النوتس كانت كاتبه بس اللى قراه وبعدها صفحات فاضية فعاد قراءه الكلام تاني وكرر قراءته كذا مرة مردد سؤال "ايه سبب الانفصال دا" ومقدرش يوصل ل الاجابة ..

مر شهر وحاله "غدير" زى ماهي ,,ففي يوم و"طارق" فى غرفه "غدير" خبط ع الباب "بسام" وودخل بص ع "غدير" وطلب يتكلم مع "طارق" :
_ حاله "غدير" ايه دلواقتى فى تحسن ؟
_ انا بحاول وان شاء الله هيكون فى ..
قاطعه "بسام": دكتور "طارق" انا بجد بشكرك ع اهتمامك وانك مسافرتش علشان "غدير" لكن اعتقد كده كفاية ..
اتفاجئ : مش فاهم ..؟!
_ مر شهر ع وجودك وعلاجك لغدير لكن مفيش نتيجه ولا اى رد فعل منها ..وطولنا فى مصر ولازم نرجع فرنسا ف انا حجزت ليها وهنسافر فرنسا فى دكتور كلمته وقالى ادخلها المستشفي هناك عنده ويتابعها وبجد شكرا ع مساعدتك ..
بغضب : لكن شهر دى مده قصيره اوى علشان تحكم ع علاجي فى حالات بتاخد شهور
_ انت نفسك قولتلى اسبوعين والعلاج هيعمل رد فعل وهيبان لكن مر شهر و"غدير" زى ماهى .. وبصفتى اخوها وموافقه من خطيبها ووالدتها قررت هنرجع فرنسا ممكن علاجها يكون هناك ,, المحاولة هنا فشلت زى اللى قبلها وانا مش هحط اختي تحت التجربة لشهور ل احتمالية هتصحي ولا لا ..انا عارفه اننا تعبناك واجلت حياتك وشغلك .. دلواقتي هترجع لحياتك ووهنشوف الدكتور فى فرنسا هيقول ايه ..؟
_ افهم من كده انك حجزت خلاص ..
_ كمان اسبوع هنسافر ..
بنبره اصرار : يبقى لسه قدامى اسبوع علشان اقول انى فشلت ..
_ اللى انت شايفه وبكرر شكرى لك ..عن اذنك ..
مشى "بسام" وملامح الاحباط والصدمة واليأس سيطرت ع "طارق".. اتصل "ماجد" وطلب يقابله وكان محتاج يرجع الفندق ويتكلم مع دكتور "عثمان " ف اتفق هيكلمه تاني يوم ..

فى بيت "ماجد" قاعد مع "فونا" و"صبا" و"منة",, اتصل "ماجد" ب "طارق" يطمن عليه وع "غدير" وعرف كلام اخو "غدير" وقفل قربت "جاسمين" بنت "ماجد" :
_بابا هو انكل "طارق" مش هيجي ؟
_ لا يا حبيببتي اليومن دول انكل "طارق" مش فاضى خالص لما هيخلص اللى وراه هيجي ,, وباعتلك معايا بووووسه كبيره استلمي يلا ..
ضحكت "جاسمين" ودخلت غرفتها :
فونا: اخبار "غدير" ايه يا اولاد فى تقدم ؟
_ زى ماهي يا "فونا"..."طارق" شبه مبينمش بسببها وبعد اللى اخوها قاله هيخليه مينمش فعلا
اتكلمت "منه": شهر وحالتها زى ماهي .. فى حاجه غلط ..!
اتكلمت "صبا": مش عارفه ازاى "طارق" كل دا ومش عارف يلاقي السبب ..
رد "ماجد": روحي انتي واعرفيهولنا يا شارموك هولمز شرم الشيخ
_ غلس
ردت "منة": مش وقته منك له ..
ردت "صبا" والله بتكلم بجد .. يعني اكيد فى سبب بس ازاى مش عارف يوصله اصلا شخصيبة "غدير" زى الورقه البيضا سهله جدااا ومعرفش انا اخوها ايه المستعجل دا حالتها محتاجه وقت ويقوله شكرا سلام ويروح لحد تاني ..هو ايه فاكره مطعم دخل معجبهوش الاكل فهيروح مطعم تاني ..؟!
اتكلم "ماجد": امثلتك شبهكك ..تفكيرك فى الاكل حتي فى الظروف دى ..
_مش احسن مااقول بيروح لحاله انسانيه وزهق ويروح لحاله تانيه وهكذا يا ..
بسرعه سكتها "ماجد": ايه دا بكابورت فتح ,,انتي ناسيه انك فى البيت و"حزينه" جوه وتسمع ..
_ ال يعني متعرفش ..
ادخلت "منة": متتلمو بقي وانت اسكت متستفزهاش انت عارف انها دبش مبيهمهاش حد ,,
_متاسفين ياست مرجانه ..
_ ايوة كده اتلم ..
اتكلمت "فونا": بس "طارق" صعبان عليا و"بسام" عندق حق برده اخ قلقان ع اخته يا ولاد .. بيقولك سنه ونص مفيش جديد وحبيببتي تعبت قبل فرحها ..
رد "ماجد": ماهو" طارق" اللى غلطان اتكلم بقلب جامد وقاله اسبوعين وهتصحي او هيبان اى تغيير واهو ,,كان طول المده لشهر او شهريين ,,
ردت "منة" :مهما كان مينفعش يقوله كده دا ساب كل حاجه علشان اخته ..
_ فعلا مستفز .. "بسام" طول عمره واحنا صغيرين كان مستفز فاكره يا فونا ..
ضحكت "فونا": ايوه فاكره ..لما كنت بقدمله حاجه مكنش بيحب ياخدها علشان بيقرف
اتكلم "ماجد": اقوم ايه اطلع عند "طارق" واحطها فى كوبايه تانيه واخلى "طارق" يديهاله وبياخدها زى الاهبل وبعد ما يشرب اطلعله لساني واجري ...
ضحكوا واتكلمت "منة": والله كانت اياام فقر ولا لما كان بيلبس اللى ع الحبل ويقابلنا فى بير السلم ويبصلنا بقرف ,, رغم ان اخته معانا
ردت "صبا": ماهو كان بيقولها معرفتك مقرفه استنضفي ويا حبيبتي مكنتش بتعرف ترد ف كنت بطلع شقتنا واستني لما يقف تحت البلكونه ودلقه عليه مايه ابهدله واستخبي ميعرفش مين ودايما البت سماح كانت بتلبسها ...
ضحكت"فونا": كنتم شياطين ..
_ بس غلابة وبوساء يا فونا
_ كلكم الا الموكوس ابني
_ الله ع حنان الام ..
ردت "منة" : ياتري طارق هيتصرف ازاى ..
ردت "صبا": دلواقتي "طارق" هيدخل معركه وتحدي مع نفسه اكون او لا اكون ..ادعوله ..

رجع "طارق" الفندق واتكلم مع دكتور "عثمان" مكالمه فيديو ولاحظ ملامح اليأس والحزن المسيطرة ع "طارق" :
_ مالك يا "طارق" زرعتها جرجير طلعلك برسيم ولا ايه ؟
ابتسم "طارق" نص ابتسامه : لا دا كده الحكاية بجد .. مالك ؟
_ حاسس انى عاجز يا بابا .. مش عارف ولا قادر اساعد "غدير" حاسس انى فاشل .. محاولاتى معاها فشلت ولا اشارة تحسن ظهرت .. العجز سيطر عليا وحاسس انى معنديش حاجه اقدر اساعدها بها ..
_ ايه نبرة اليأس والاحباط دى ؟! وانت اكتر شخص عارف لما اليأس والاحباط بيسيطروا ع الانسان اثرهم بيكون سئ جداا عليه ..!
اتنهد "طارق" وبنبره غضب : احساس العجز مدمرنى ...
_ "طارق" انت عارف مشكلتك ايه ؟
_ ايه .؟
_ انك بتتعامل مع "غدير" معامله شخصية ودى مخلياك مشتت ومتسرع وانفعالي وبيمتلكك الغضب ,,عاملها انها مريضه عادية علشان تقدر تفكر تساعدها ازاى ..
اتنهد "طارق" واستكمل دكتور "عثمان" كلامه :
_ انت انسان وطبيعى يمر عليك حالات صعبه تحس باليأس فيها لكن لو انت هتيأس هتعالج وتساعد المحتاجين لك ازاى؟! طبيعى تمر عليك فترات يأس لكن هتحاربها بالامل هتوجد الامل بنفسك حتى لو كدب لكن مش هتستسلم لليأس ابدا .. اليأس بيبقى اشاره تجدد الامل جواك وتكمل مش توقف وتنهار ..!
_ بابا .. هو انا استعجلت لما قولت هتابع حاله "غدير" ؟
_ ليه بتقول كده ..؟
_انا حاسس انى اتحملت مسؤؤليه "غدير" بثقة ذياده حاسس انى مش قدها وان فى احسن مني ؟!
_ وليه متقولش انك انت مستعجل ..!
_ مستعجل ؟
_ ايوه مستعجل النتيجة ..لان "غدير" تعرفها شخصيا عاوزها تشفى بسرعه وتكون طبيعيه فى اقصر وقت ممكن ..استعجالك ولد جواك يقين ان حاله مريضه سنين هتخف فى شهر.. غرور الدكتور اللى جواك صورلك انك ممكن تنجح فى اللى فشل فيه دكاتره اللى قبلك فى مده قصيره جداا غير المتوقع ...
اتنهد "طارق": ممكن ..
ب ابتسامه: "طارق" انا فى مسيرتى المهنيه خلال45 سنه مرت عليا حالات من وجه نظر الطبيه والعلاجية مستحيله نسبه الشفاء ليها زيزو .. لكن فجاءه بتحصل للحالات دى حاجات الطب والعلم عجزوا عن تفسيرها وكانت بداية شفائهم وعلاجهم لدرجه كنت بسئل نفسى ازاى الحالات دى خفت بالطريقه دى ايه السبب ..المريض اللى قدامي دا جسد ضعيف هزيل ع حافه الموت فجاءه تترد فيه الروح ويكون فى منتهى النشاط والحيوية ومقبل ع الحياة ..!
_ وعرفت السبب ؟
_ السبب فى الحياة نفسها .. سر الروح ومصيرها ,, الحياة مليانه بالمعجزات فى لحظه بتبدل حال لحال ودا سر الكون لرب الكون اضعف الاسباب اللى بنجهلها بتكون اقوى طرق العلاج .. "غدير" مريضه ب "اختلال الانية " انفصلت عن نفسها فقدت الاحساس بالواقع وانعزلت فى الاوعى ..هى مستسلمة لمصيرها بدون اى مقاومة .. دخلت حرب رفعت الراية البيضا بدون ما تحارب او تجرب ..ايه اللى هيحصلها فى الاوعي وبعد كده الله اعلم دا لغز روح الانسان يعلمها خالقها بس ..انت دورك انك تخليها تنزل الرايه البيضا وتجمع ارادتها وتحارب وترجع...انت هتكون المرايا ليها هتساعدها تجتمع مع نفسها ,, دا دور الطبيب النفسى يساعد الاشخاص لتحديد مصائرهم ووجهاتهم .....
_ حاولت كتير لكن مش قادر اوصل للسبب او طرف الخيط اللى ابدء منه .. و"بسام" حدد السفر خلاص وقالى اسبوع واحد مش عارف هعمل ايه فى الاسبوع دا وانا جربت كل حاجه ..
_ لسه قدامك فرصة ,, الاسبوع دا فرصه ل اخر يوم فى الاسبوع يعتبر فرصه ,,قبل ما تتحرك من البيت يعتبر فرصه انتهزها ومتضيعاش دور تانى شوف ايه ممكن يتعمل .. لان مفيش مشكله غير بسبب وليها حل .. معاك المشكله دور ع السبب علشان توصل للحل ..!
_ هحاول ...
_ هتوصل لنتيجه انا متاكد ...
_ بابا .. مش عارف اشكرك ازاى .. فى لحظات يأسي انت بتقويني ..
_ مش مستنى منك شكر .. مستنى منك تبلغنى بتغيير فى حاله "غدير" ونتائج جديده انا واثق ان ابنى الدكتور "طارق" عمره ما فشل ولو فشل بيحاول ويستمر بمحاولاته وبينجح ..
ابتسم "طارق" وقفل مع "دكتور عثمان" وحس بشحنه تشجيعيه واتنهد ومسك السلسله وحطها امامه ورجع فتح تقارير "غدير" يتفحصها تاني بكل حماس واراده بيدور ع السبب والعلاج ...!

كلام "عثمان" حفز "طارق" انه يكمل ل اخر لحظه قبل سفر "غدير" اتحمس وابتدا مع "غدير" ,, مر الاسبوع كانت النتيجه نفسها لا يوجد تقدم ... ف اخر يوم قبل سفر "غدير" ب كام ساعه قعد "طارق" فى غرفه "غدير" ينظر ليها بحزن .. قرب منها وطلع السلسه :
_ خلاص كام ساعه وهتسافري ..مش عارف اقولك ايه ,, اني خذلتك ,, انا مقدرتش الحقك ,, استنجادك بيا مكنتش قده ,, انا حاولت وفشلت يا "غدير" فشلت اساعدك ,,انا اسف ع فشلي,, ( مسك السلسله) عارفه انا كنت عاوز اشوفك علشان ارجعلك السلسه ,, فاكره سلسله التوليب ( فتح ايديها وحط السلسله وحط ايده عليها وضمها ) مش ناسى انا لما روحنا المشتل والمدرسة قالت نختار زهرة ونعمل عليها بحث وانتى وقفتى عند التوليب وابتسمتى وقتها ابتسامتك كانت اجمل ابتسامة شوفتها اجمل من التوليب انا مشوفتكيش مبسوطه كده وانتي بتبصلها ..وكان عيد ميلادك قرب حوشت و فعيد ميلادك عملتلك السلسله دى هدية نفس الزهرة اللى كنتي واقفه قدامها واول ما شوفتيها ابتسمتى نفس الابتسامة للزهرة .. ابتسامتك جميلة اوى .. لبستك السلسله وكنتى فرحانه بيها وفرحتك كانت اسعد لحظه وقتها عندي .. انتي عارفه انا كنت بحب ابتسامتك جدااا كنت بحاول اعمل اى حاجة علشان تفضلى تضحكي ومبتسمة ولما "ماجد" شدها واتقطعت زعلتى وكنتى بتعيطى ومكنتيش راضية تقوليلى مالك وعرفت .. عارفه عرفت ازاى ... شوفتك وانتى ماسكها وبتعيطى وقتها مستحملتش اشوف دموعك واخدتها اصلحهالك ووعدتك هرجعها كمان اسبوع لكن انتى سافرتى وقتها لجدك ووقتها ماما حجزت تذاكر الطيران ,, ومعرفتش ارجعهالك مكنش ينفع اسيبهالك كنت عاوز اديهالك واشوف ابتسامتك ,, ومن وقتها وهى معايا واول حاجه كنت عاوز اعملها ارجعهالك اول ما رجعت مصر .. لكن مش هديهالك وانتى كده ...هديهالك زى مااخدتيها اول مره فاكرة والبسهالك واشوف ابتسامتك اللى هى احلى ابتسامة فى الدنيا ,, اسفه اني مقدرتش اساعدك اسف .
ضم "طارق" ايده ع ايد "غدير" اللى فيها السلسله و بدموع نازله من عين "طارق "حس بضمه ايد "غدير" ل ايده اللى فيها السلسله واتفاجئ وتخيل انه وهم وبص عليها شاف دموع من عنيها وحس بحركه صوابع ايديها تاني ومسك ايديها :
_ غدير .. انتى سامعانى يا غدير .. غدير ..
من فرحه رد الفعل فرح جداا "طارق" وحس ان حصل رد فعل اللى كان منتظرة ودخلت "نادين" :
_ دكتور .. عربيه الاسعاف بره جايه تاخد "غدير" علشان السفر و ..
_ سفر ... مفيش سفر ..
_ فى حاجه يا دكتور ..؟
_ غدير .. حركت ايديها .. غدير عملت رد فعل ..
_ بجد .. ودا معناه ان فى تحسن ..
_ ايوه ..
فرحت "نادين" ومسكت الموبيل هتتصل ب والده "غدير" و"بسام" و"رامي " وقفلت ورجعت بملامح حزينه :
_ فى حاجه ؟
بملامح"حزن": يا خساره اللى انت عملته هيروح بسهوله لدكتور فرنسا بكره لما نسافر ..
_ "بسام" مصمم انها تسافر ..
_ لا مفيش سفر .. "بسام " فين ..؟
دخل "بسام" : اتفضلوا يا جماعه علشان نلحق موعد الطياره ..
قرب "طارق" وبلهجه اعتراضيه :
_ لا مفيش سفر .. "غدير" عملت رد فعل بسيط ودا بداية كويسة يعني فى امل وهعرف ابدء و ..
_ كويس انا مش معترض ع اللى حصل وحاجه كويسه ,, فى فرنسا يكملوا الدكاترة اللى انت بدئتو ودى حاجه كويسة ,,
_ ازاى غيري يكمل اللى بدءتو انا المسؤؤل عن حالتها والدكتور "عثمان"
_ وانا قولت لحضرتك شكرا لغايه كده وان امبارح اخر يوم من مهلة الشهر والمستشفي فى انتظارها وموعد الطيارة ..
بعصبية اتكلم "طارق" لانه عارف انها لو سافرت مش هيقدر يشوفها فى "فرنسا " : "غدير" مش هتسافر وهتكمل علاجها هنا ..انا بحاول افهمك ان فى حالات بتقعد سنين وانتم جربتوا كل حاجه فى ال 3 سنين الاخيره ارجوك اسمعني ومتسافرش ..
بنبره عصبيه : دكتور "طارق" انا عيله "غدير" وخطيبها ووالدتها فى انتظارها هناك من امبارح وهما موافقين ..و"غدير" هتسافر ,,يلا بسرعه بعد اذنكم لازم نكون فى المطار خلال ساعتين ..!

يتبع ...

زهرة التوليبWhere stories live. Discover now