( 19 )

618 21 0
                                    


فلاش باك
رجعت "غدير" من شرم وبعد رجوعها بيومين كانت قاعده فى بلكونه غرفتها والوقت كان متاخر الساعه 2 بعد منتصف الليل ,, لمحتها "نادين" ودخلت الغرفه واتجهت للبلكونه :
_ صاحيه لدلواقتي ..؟
_ مش جايلي نوم ..
_ ملامحك بتقول ان سبب قله النوم فى سبب ,, مالك ؟
_ مش عارفه ؟
_ مش عارفه ايه بالظبط ,, مش عارفه مالك ..؟
_ "نادين" .. هو خطوبتي من "رامي" صح ..؟
_ لو بتتكلمي ع المستوي العام "رامي" انسان مفيش زيه كفايه وقوفه معانا ومعاكي السنين اللى مرت دى ,, لكن لو بتتكلمي ع المستوي الشخصي ف دا يرجعلك انتي ,, انتي اللى تقرري صح ولا لا .لانها حياتك ..!
اتنهدت "غدير ": حاسه بحاجه غريبه ؟
_ ايه اللى حساه ؟
_ حاسه ان انا مش هقدر اكمل مع "رامي" وعاوزه افسخ الارتباط دا ..!
اتفاجئت "نادين" : متأكده ؟
سكتت لحظات : ايوة.. وكنت بفكر المره الجايه لما اشوفه ونخرج هتكلم معاه تتوقعي هيكون رد فعله ايه ؟
_ لا معرفش .. عموما اللى يريحك ويسعدك اعمليه دى حياتك ,,!
فى الوقت دا كانت والدة "غدير" واقفه قريب منهم وسمعت الحوار وان "غدير"هتلغي الخطوبه ,, تاني يوم "طارق" اتصل ب "غدير" وعرفها انه هيجيلها متاخر ع المغرب لانه هيكون مشغول مع دكتور "عثمان" محتاجه واكد عليها مواعيد الاكل والعلاج ,, قعدت فى غرفتها مع "نادين" ,, الباب خبط وكان والدتها وطلبت من "نادين" تخرج ,, خرجت "نادين وقعدت والده "غدير":
_ عامله ايه يا دودو ..؟
_ الحمد الله ..
_ اخدتي علاجك ..
_ ايوه "نادين" ادتهولي ..
- طيب تمام .. طمنيني عليكي كده كله تمام ,, لسه حاسه بتعب ولا الحمد الله ..
_ لا الحمد الله ..
_ كنتي راجعه مبسوطه من رحله شرم ..واضح ان السفريه فرقت معاكي ..
_ الحمد الله ,,انبسطت معاهم والجو كان جميل ..
_ الحمد الله ..
سكتت لحظات وملامح وجهه والدتها كانت مضطريه :
_ فى حاجه يا ماما ولا ايه ؟
_ كنت عاوزه اتكلم معاكي فى موضوع بس مش عارفه وقته ولا لا ,, لكن انتي الوحيده اللى فى ايديكي الحل وهتساعدينا كلنا ..!
قلقت "غدير": فى ايه يا ماما اتكلمي ..؟
_ انتي سنين لما كنتي مريضه مكنتيش حاسه بالحاله اللى وصلنالها بعد وفاه باباكي ,, انتي فاكره باباكي اتوفي ازاى ؟
_ قولتولي حادثه ..!
_ فعلا حادثه نتيجه ازمه ازمه قلبيه متلحقش حصلتله وهو سايق ع الطريق عارفه كان راجع منين ..؟
_ منين ؟
_ من الشركه ..وقتها عرف انه خسر كل فلوسنا فى البورصه والشركة هتفلس ,,
اتفاجئت "غدير": بابا ..
_ بعد ما اتوفي الظروف كانت سيئه جداا مش عارفه هتفتكري ولا لا اننا روحنا قعدنا عند خالك فتره ,,لان اتحجز ع بيتنا وكل املاكنا ,, لكن ,,
_ لكن ايه ..؟
_ تدخل "توفيق " والد "رامي" واشتري شركتنا والبيت ولما "رامي"اتقدم واتخطبتو ولما اتخطبتوا رجعنا بيتنا ك هدية خطوبتك ,, لكن الشركه فضلت ب اسمه ,,و "بسام" شغال فيها بنسبه صغيره ,, ودلواقتي "بسام" و"رامي" داخلين هما الاتنين مشروع ب اسمهم هيفرق كتير مع "بسام" وهيستقر حياته وهيساعده يقف ع رجله ودا هيحصل بمسانده والد " توفيق " ,,
_ ماما انتي عاوزه تقولي ايه ..؟
_ عاوزة اقولك ان مستقبل اخوكي ومستقبلنا كلنا بين ايديكي ,, "توفيق" لو طايل يحط الدنيا كلها بين ايد "رامي" هيعمل كده دا ابنه الوحيد ,, ولو حصل واتأذي ولا حتي اتجرح جرح صغير هيهد الدنيا ,, دا مره واحد خبط عربيه "رامي" وزعل ,, "توفيق" سجن اللى خبطه هو بيحب ابنه لدرجه كبيره ,, وغير كده "رامي" مشفناش منه اى حاجه وحشه بالعكس كان دايما معاكي وع طول بيزورك ولا اتأخر عليكي ,, ويرجعله الفضل الاول انك قاعده كده ل اصراره ع علاجك وانك تكملي ,,كان بيتمسك ب اى أمل .. لانه بيحبك والراجل اللى يستني واحده كانت تعتبر مش موجوده فى الدنيا دا كنز منفرطش فيه ,, ولا ايه ..؟
سكتت "غدير" وكلام والدتها لغبط كل حاجه عندها وبعد ما رتبت افكارها ,,افكارها اتلغبطو ,, حست بمسؤؤلية قرارها انه هيأذي ناس كتير وهما اهلها ودا مش هيخليها سعيده ,,
استغلت والدتها توه "غدير": "توفيق" كلمني وقالي انه نازل مصر قريب علشان يشوفك ونحدد ميعاد الفرح وانا قولتله انك هتخلصي علاجك كمان شهر وهو موافق يستني ودا اصرار من "رامي" انك تكملي علاجك كله ...
_ فرح ..؟
_ ايوه يا حبيببتي فرح ,, انتى مخطوبة انتي ناسيه الدبله اللى فى ايدك ولا ايه ؟
بصت "غدير" ع الدبله كأنها اتفاجئت بوجودها حاجه غريبه فى صباعها ,,مسكت والدتها ايديها وطبطبت عليها : انا شايفه وملاحظه انك ماشاء الله بقيتي احسن من الاول ,, وحقك تعرفي اللى احنا عايشينه والضغط اللى احنا فيه ,, واى تصرف مش فى وقته هيضيعنا كلنا وهيسبب أذى لناس ملهمش ذنب ,, اسيبك انا ترتاحي ,,
قامت والدتها وحست "غدير" انها بتلمح ع "طارق" ودكتور "عثمان" لان والد "رامي" يقدر يأذى اى حد فى اى مكان ,, دمعه نزلت من عين "غدير" ,, ودخلت "نادين" ولاحظت تغيير حال "غدير" وسكوتها ومعرفتش تقولها ايه وسكتت وقعدت بجوارها و"غدير" سرحانه ..!

مر اسبوع وكان "غدير" بتحاول متبينش التغيير اللى حساه وكانت بتنسي اى حاجه مع "طارق" وبتتعامل معاه زى الطبيعي ودا سبب ان "طارق" ملاحظش اى تغيير ,,, فى يوم اشتري توليب واتجه لبيت "غدير" واتفاجئ بالفرح وان "غدير موافقه والاكتر انها قالتله يا "دكتور طارق ":
_ دكتور طارق ..؟
ردت والدتها : طبعا دكتور واشطر دكتور يا "توفيق" هو بعد ربنا اللى وصل "غدير" تكون زى الفل كده وواقفه معانا ..
رد "توفيق" : بجد يا دكتور مش عارفين نشكرك ازاى ,, كلام "رامي" عنك وعن دكتور "عثمان" شجعني جدا اني اتعرف عليكم وعرفت انكم مبتقبلوش هدايا ف انا اتبرعت بمبلغ كبير ب اسمكم فى قسم النفسي فى مستشفي لندن اعتبرها هديه شكر ع مجهودكم وانك سيبت شغلك وحياتك وركزت مع "غدير " ,, بجد شكرا يا دكتور
مد "توفيق" ايده و"طارق" نظر ل "غدير" ومد ايده تصافح مع "توفيق:
استكمل "توفيق" حديثه: دلواقتي "دكتور عثمان " طمنا ع وضع "غدير" الصحي والنفسي وانها ممكن تسافر لكن "رامي" مصمم انها تسافر لما تخلص علاجها ,, رغم ان احسن مستشفي فى فرنسا واشهر دكاتره هيكون ب أشاره منها عندها ,, لكن مقدرش اقول لا ل "رامي" ..
ابتسم "رامي": شهر مش كتير يعني رغم انا مستني اللحظه دى من 6 سنين لكن "غدير" اهم عندي ,,
اتكلمت والده "غدير": يبقي بعد شهر ان شاء الله الفرح فى فرنسا وهنكتب هنا قبل ما نسافر ..
الكل كان بيتكلم الا "طارق" مركز ع عيون "غدير" وهى كانت بتتجنب النظر له ,, رن موبيله وانتبهه :
_ عن اذنكم ..
خرج بسرعه وهو خارج حس بنغزه وخنقه فتح اول زرارين من القميص ووقف ياخد نفس ,, ومن غير ما يحس اتجه لعربيه وشغلها ومشي وسمعت "غدير" صوت العربيه لما اتحركت واستأذنت تروح غرفتها ودخلت وقفت فى البلكونه ودمعه نزلت من عينيها ..!

اتعرف خبر تحديد موعد زفاف "غدير" و"رامي" واتاثرت اكتر كانت "صبا" ,, لدرجه انها مقدرتش تقعد مع اصحابها واستأذنت تقعد لوحدها ع الشاطي وشافها "ياسين" وقرب منها :
_ قاعده لوحدك ليه غير العاده ..؟
_ لا ابدا بس حسيت اني مش فى المود وهكون غلسه ومش عاوز حد يضايق مني ,,
_ ليه كده وبعدين مش دول اصحابك يستحملوكي فى كل حالاتك المفروض ,,.
_ هما بيستحملو بس مش مجبرين يعني يتكدرو علشاني ,, هما مبسوطين فخليهم مبسوطين مش لازم يعني العالم كله يتكدر علشان انا متكدره ,,
_ حتى فى عز ضيقتك بتفكري فى غيرك ,,؟
_ ملهمش ذنب ,, لما اكون فرحانه بحب اكون معاهم لكن الحزن والزعل له طقوسه الخاصه واهمهم العزلة لان انا معرفش اللى قدامي دا جواه ايه ..مش يمكن عنده حاجه مضايقاه وبيهزر وبيضحك علشان ينسي ليه بقي اكدره وازود عليه ,, البشر قدرات وحق كل واحد فينا يعذر التاني ويشيل عنه مش يكتم فيه لغايه ما يموت ...!
_ طيب انا مفيش حاجه مضايقاني ومخبيها ,,ممكن اعرف ايه اللى مضايقك وصدقيني هكون مسمتع كويس جداا ومش هضايق ..
_ بس متجيش تشتكي انا بعدت عن الناس وانت جيت بنفسك
ابتسم "ياسين": لا متقلقيش ..
اتنهدت : "غدير" صاحبتي هتتجوز ..
_ ودا خبر يضايق ..؟
_ ايوه يضايق لانها اللى هتتجوزو مش بتحبه ..
_ هى بتحب حد تاني ..؟
نظرت ل "ياسين" ب استغراب : انا مكنتش اتخيل انك كده فين السنس ,,دا اكتر ناس بيحسوا بالحاجات دى السينجلز ولا انت بتضحك عليا ومش سينجلز ,, اصل المرتبطين بيحصل عندهم عمي فى احساسهم ..
ضحكك"ياسين": انا اسف ,,
_ يعني ملاحظتش حاجه كده بينها وبين "طارق" ..؟
_ اها .. بس مش انتي قولتيلى انه بيعالجها و..
_ وهو فى دكتور بيعالج كده ياريت الدكاتره كلهم كده ..
_ وبعدين ..؟
_ اتحدد الفرح كمان شهر ,, وياسر وماجد بيقولولي ان "طارق" واضح انه انضم لنادي البؤساء ,,هو متكلمش ولا قال لكن احنا عارفين ,,اصل الحاجات دى بتبان يعني ,, بس بجد مش عارفه ليه عملت كده ..هو انا ليه اصحابي بيحصلهم كده دا سوء اختيار ولا اختبار ..؟
_معتقدش انه سوء اختيار ممكن يكون اختبار ل مشاعرهم الحقيقيه يعرفوها و انها تظهر للعلن ,,
اتنهدت "صبا": دا لو اختبار يبقي الله يعينهم ع نتايجه ...!

نزلت "صبا" اجازتها ومستحملتش تقعد مع "منه" لكأبتها ف نزلت اتجهت ل "فونا" قعدت شويا معاها لاحظت حزنها ع حال "ماجد" ف اتجهت ل المطعم ودخلت وشافت "ياسر" و"ماجد" و"ياسر" قاعدين مبيتكلموش وساكتين .. قربت منهم :
_ ايه دا .. محدش قالي ليه ؟
بصلها "ماجد": نقولك ايه ؟
_ انه مات علشان احضر العزا والدفنه دا واجب ..
_هو مين ؟
_ انتم اللى هتقولولي ,,
رد "ياسر": "صبا" مفيش حد رايقلك ..
قعدت : البؤساء الثلاثه ,, اهو انتم اللى يتغنلكم احنا ال3 اسمنا حماده اسمنا واحد لكن فى بؤسنا مختلفيين ,,
ابتسم " ماجد": يخربيت فقرك ..
_ بؤس عند "منه" وعند "فونا" وعندكم ,, اروح فين يارب اسافر السعوديه ل "جهاد" ,,انا المفروض مكنتش انزل الاجازة دى وافضل مع البؤساء اللى هناك ,,
_وانتي ايه اللى نزلك اجازتك ؟
_ علشان عيد ميلاد البائس رقم 2 "ميجو" ,, مش بكره برضه ولا انت غيرته ؟
_ عيد ميلاد ايه بقي فكك ..
_ لا افكني ايه داانتم بتمرمطوني فى عيد ميلادي رغم انكم عارفين موقفي منه ,, هتبقي كام يا "ميجو" ؟
_ اكبر منك بسنه ؟
_ كبرت يا ميجو وعجزت مكنش يومك يا ميجو ...
_ يا ظريفه ..
_ احنا لازم نعمل حفله اعتزال ل "ميجو" بما انه كبر سنه وعقل او يمكن يكون عقل ,, ولا ايه يا دكتور ..؟
_ اللى انتم عاوزينه ..
_ ايه دا ,, لا مش كده خالص فين الحماسه ..فين الصوت الاجش .. فين الويتر انا جعانه ..!
ضحكوا على كلام "صبا" وطريقتها : ايوه كده اضحكوا وفكوا ,, زرعتوها المرادي و طلعت جرجير المره الجايه هتطلع فل وياسمين مش اخر الكوكو دا يعني ,, ..
ابتسموا : يبقي هناكل كلنا وانا عازماكو ع حساب اصحاب المخل ,,

رجع "ماجد " ع البيت وقبل ما يفتح الباب اتصلت "صبا":
_ ايوه يا زنانه انا قدام باب الشقه اهو معرفش انا كاب ايه اللى عاوزاه مني انهارده وضروري هو انتي ناقصه كابات يا قرعه ,,
قفل معاها وفتح باب الشقه : كاب كحلي هى داخله مدرسه ..
بيشغل النور شاف زينه فى الشقه وتورته ع السفره قرب منها مكتوب عليها هابي بيرث داي ماجد ,, بص حواليه وشاف "اميره" وولاده خارجين من غرفه النوم ومكنش مصدق ,, جريو الولاد اتجاهه :
_ بابا .. كل سنه وحضرتك طيب
_ وانتم طيبين يا حبايبي ..
قربت "اميره " ب ابتسامه : كل سنه وانت طيب
_ وانتي طيبه ..انتي ..
_ محبتش يمر عيد ميلادك لوحدك وانت كل سنه بنحتفل مع بعض حتي لو فى ايه انت كنت بتصمم تحتفل معانا فى البيت ,,
_ اميره ..
_ انا عارفه ان انا زودتها وانت كمان زودتها ,, انت غلطت وانا كمان غلطت ولما قعدت مع نفسي اكتشفت ان انا بحبك لسه ومش هعرف اكون فى مكان وانت فى مكان ,, والولاد حقهم يعيشوا معانا احنا الاتنين ,, لكن يا "ماجد"..
قاطعها : صدقيني مفيش لكن ولا لو ولا حتي ,, خلاص انا اتعلمت الدرس كويس جداا ,, البيت نور بيكو .. بيتك نورك بوجودك ,,,
رن جرس الباب وفتحت "جاسمين": ودخلت "صبا" :
_ ايه يا "ميجو" كل دا بتدور ع الكاب الكحلي ..
ضحكك"ماجد" يابنت الايه ,, طلع تخطيطك وانا مكنتش عارف ولا فاهم واقول كاب ايه الكحلي ..؟
ردت "اميره": انت اصلا معندكش كاب كحلي ..!
بص "ماجد" ل "صبا": لا واقنعتيني ان عندى كاب كحلي لا جباره جباره ..!
ضحكت "صبا" : ماهو انت كنت بائس اعمل ايه ,, وانا مش متعوده عليك تاكل نص رغيف الحواوشي ومتتخنقش معايا ع التاتس ووارش عليك البيبسي تقعد ساكت ,, افتقدت ميجو المجنون يا جدع ,, رفيقي فى الاكل والاستهبال وقولت لازم ترجع وهترجع ,, و"اميره" كلمتني وما صدقت بصراحه ..
بص "ماجد" ل "اميره": انتي اللى كلمتيها ؟
_ ايوه .. هى اللى كلمتني انا بس عملت التاتش الاخير دا علشان تيجى الشقه لكن كل حاجه هنا هى اللى عاملااه .. هاف فن يا ميجو ..
ابتسم "ماجد" ومسك ايد "اميره" واتحرجت ,, مسكت "صبا" جاسمين و"يوسف" وغطت عيونهم ب ايديها :
_ لا استني عندك ,, انا هروح عند "فونا" بالولاد نقضي اليوم معاها وبكره ابقي مر عليهم ,, يلا احتفل يا ميجو بسن اليأس يلا ..
_ يأس فى عينك ..
ضحكت "صبا" : اقولك بقلب جامد هابي بيرث داي يا ابو المجاميج يا غالي اموووواه
_ وانت طيبه يا اجدع اخت ربنا بعتهالي ,, يلا طيري بقي علشان الحفله ومحتاجين نجهز يعني ..
ضحكت"صبا" : علم وينفذ .. باي ..
خرجت "صبا" وقفل "ماجد" باب الشقه ورجع ل "اميره" :
_ يلا ..
_ يلا فين ..؟
_ يلا نبدء الحفله تحبي الاضاءه تركواز ولا بمبي مشجر

تاني يوم قررت "صبا" تزور "غدير" فى البيت وفرحت جدا "غدير" بزيارتها :
_ مفاجئه جميله يا "صبا"..!
_ بصراحه انا اول ما كلمت "طارق" وعرفت انه هيجى بليل فقولت فرصه نقعد مع بعضينا قاعده بنات مع بعض ونرغي وننم ع الرجاله ..
ابتسمت "غدير":ماشي ..
_ قوليلى انتى بخير ..؟
_ الحمد الله ..
_ لكن شكلك بيقول غير كده ليه ..؟
_ لا انا الحمد الله ..
_ وقلبك الحمد الله كمان ..
_ يعني ايه ..؟
_يعني الحمد الله .. قوليلى يا عروسه جهزتي حاجتك مش ناقصك اى مساعده ,,انا بحب اساعد اوى رغم انا مبحبش الحاجات دى
_ لا مفيش حاجه تتعمل "نادين" وماما بيعملو كل حاجه ..
_ "رامي" عامل ايه ؟
_ كويس ..
سكتو لحظات :
_ عارفه يا "غدير" كل واحد فينا عاوز ايه فى الدنيا دى ؟
_ ايه ..؟
_ كل واحد محتاج انه يلاقي شخص بيتهم بتفاصيله الصغيرة اللى مش باينه ومستخبيه كده اكتر من الكبيره الواضحه ,, محتاج شخص يبص عليه وهو بيعمل اى حاجه اى حاجه لو تافهه بنظره حب ,, يسمع معاه الاغاني اللى بيحبها ويتفرج ع الافلام اللى بيحبها ويقرا الكتب اللى بيحبها ويهتم بالمشاكل التافهه .. انه يلاقي شخص يتحمل عيوبه الفظيعه ويتقبل اخطاؤه الساذجه ,, كل واحد فى الدنيا محتاج ضمان ان فى حد هيفضل فاكرك للابد ,, شخص واحد بس .!
استكملت "غدير": الحاجات الكويسه مش سهل نلاقيها كده قدامنا لكن لو محظوظين القدر هيحدفه قدامنا وقتها بيبقي صعب خسارتها ,, والفرص بتتوجد علشان لو غلطنا فى قرار نقدر نغيره ,,احنا بشر والبشر متقلبين بيتحولو الصبح حاجه والليل حاجه ,,عمرك شوفتي انسان طول اليوم شخصيته واحده ,,!
سكتت "غدير" وخلصت "صبا" كلامها واتمنت تكون "غدير" فهمت الرساله ..!

كان "طارق" بيزور "غدير" كالعاده وكان بيحاول يعرف سبب قرارها لكن كانت بتتهرب وكلامها انه قرارها الشخصي عن اقتناع ,,, فى يوم "غدير" كانت نايمه وقبل ما يمشي "طارق" طلبت "نادين" تتكلم مع "طارق":
_ دكتور "طارق" حضرتك فاضي مش هاخد من وقتك اكتر من نص ساعه
_ اتفضلي ,,
_ ممكن نتكلم بره فى الحديقه ,,
_ تمام ..
_ انا عاوزه اقابل دكتور "عثمان" ,,ممكن ؟
_ كمان يومين هيجي ..
_ لا عاوزه اقابله بره البيت ضروري ممكن ..؟
لاحظ اصرارها ونبره اليأس فى صوتها :
_ تمام بكره رايح مع "غدير" المستشفي علشان تعمل فحوصات تعالي معانا
|_ ارجوك متقولش لحد اني طلبت منك كده ..
_ حاضر
استغرب "طارق" اصرارها وتوترها ,, تاني يوم طلب "طارق" من "نادين" انها تروح معاهم المستشفي ,, واتجهوا للمستشفي وكان دكتور "عثمان" فى انتظارها و"طارق" و"غدير" بتعمل الفحوصات :
قعدت "نادين" ولاحظ دكتور "عثمان" ملامحها المضطربه ونبرة صوتها المليئه باليأس وعيونها المتوتره ونظره فقدان الامل ,,
_ سمعك .. اتكلمي ..؟
_ انا محتاجه مساعدتك ,,
_ تمام ..احكيلي ..
_ اعتقد مفيش افظع انك تعيش مع انسان يشك فى أخلاصك ,, فى الاول مكنتش فاهمه معني نظراته ليا وتصرفاته الغريبه ,,
_ بسام ..؟
_ ايوه ,, نظراته ليا كانت بتخوفني رغم عدم فهمي المقصود ايه ,, نظراته كانت بارده وجامدة مجرده من الحب ,, نظراته كانت بتدور ع حاجه وبيتفحصني من اولي ل اخري بتركيز كل مره يشوفني ,, حسسني ان فى حاجه مستخبيه وبيدور عليها .. كان دايما بيتعمد يبص فى عيني لو بعدت عيني يغضب كان محسسني انه هيعرف حاجه من خلالها ,, نظراته ليا دايما كانت مرقباني ..مراقبه كل تصرفاتي وتحركاتي ,, اعتقد انك لاحظت الكاميرات فى الفيلا حتى اللى عند الباب ,,
_ ايوه.. قولت عادى دا للامان ..
_ دا "بسام" اللى عمالها علشان مهما كان فين يقدر يشوفني بعمل ايه ,, علشان كده ممنوع اخرج ,,ممنوع اتحرك بره البيت ,, فىلا فرنسا البيت كده كمان ونفس القيود ممنوع اتحرك بره البيت غير معاه ,,
_ وبعدين ..
_ بعد فتره القيه بيعاملني بحب واهتمام ونظره مليانه حب وهديه كطريقه اعتذار ع اللى فات .. لكن بعد مده سلوكه بقي غريب لما بيسافر بيرجع فجاءه من غير ما يعرفني بتفاجئ به قدامي ,, يخرج مشوار ويرجع فجاءه مره يقولى تعبان ومره يقولى وحشته ومره يقولي حب يشرب شاى معايا او يتغدا ,,لو خرجت وقابلت اصحابي فجاءه القيه قدامي متحجج انه كان قريب من المكان ,,وقت كنت بصدق اعذاره ,, لما نكون قاعدين مع بعض موبيلي يرن يمسكه يشوف مين واوقات يرد ولما يتاكد ان حد من اصحابي ولا قرايبي كان بيديني اكلمهم وبيشرط عليا مقمش من مكاني ,,اتكلم وهو قاعد ويراقب كلامي ,, بعد كده اتطور بتعليقات ع ملابسي ضايقتني لما بكون خارجه وبيبقي عارف خارجه فين ,,ولما يبان اوى انى اضايقت كان بيعتذر وبيقولي كنت بهزر ,,ولما ارجع من خروجه كان نظراته بتتفحصني ويقرب يشم هدومي ,,
فى يوم فى فرنسا جارتي كانت قاعده معايا و تعبت فجاءه وهو موبيله كان مقفول نزلت روحت معاها المستشفي ورجعت متاخره ,, لاقيته واقف عند الباب خضني ,,كانت الصدمه فى اللى قاله :
_ كنتي مع مين ..؟
_ مكنتش قادره ارد خوفت من نظرته وبرتعش ,, مسك دراعي ولواه وقالى : شعرك هايش ليه ومكياجك ممسوح كده ليه وهدومك مش متظبطه كده ليه ,, اعترفي كنتى مع مين ؟ مين دا .. مين ردى ؟|
بعدت نفسي عنه ب اعجوبه وجريت ع اوضتي وقفلت الباب ,, صدمتي كانت اكتر من خوفي ,, مكنتش قادره انطق بولا حرف ,, فجاءه لاقيته بيخبط الباب عاوز يفتحه ,,فتحته ووقفت بهدوء اكلمه وافهمه ,,فجاءه لقيت قلم ع وشي وقعت ع الارض ,, مكنتش قادره اتحرك من صدمتي ,, وفجاءه اتغير حالته وساعه بيعتذرلي وانا فضلت ساكته,, مش قصدي اسكت لكن مكنتش قادره اتكلم ,, لكن دموعي مقدرتش امنعها ,,,,
_ وبعدين ..؟
_بعد مده اتحسن الاحوال ونزلنا مصر علشان "غدير" وبقي تصرفاته طبيعيه رغم مراقبته المستمره وانا بدأت انسي لغايه ما فى يوم اتعطلت الكاميرات فى البيت وهو كان فى فرنسا ومظهرش عنده انا بعمل ايه ,,جه فجاءه وكنت فى اوضه نومي واقفه بحط هدومي فى الدولاب ,,فجاءه زقني ومسك قمصان النوم يشم فيها ويدور ع حاجه فيها ومسك قميص وقالى ريحته غريبه ايه الريحه دى ,, حاولت اقنعه انه مفيش ريحه لكن هو مقتنعش وبضهر ايده ضربني وقعت اتخبطت فى حرف السرير, وقتها خلاص قررت اطلق واكلم بابا يجي ياخدني من هنا وننهي الموضوع ,, تاني يوم اعتذرلي واتحايل عليا واقسملي بكل حاجه ان مش هيعمل كده تاني ,, سامحته ,,
_سامحتيه..؟
_ لاني بحبه ,, "بسام" حب طفولتي وعمري كله ,, والحب فيه مسامحه ومغفره للى بتحبه مهما عمل ,, انا تخيلت ان انا ممكن السبب فى تصرفاته دى ,, قطعت علاقاتي بكل الناس ومبخرجش من البيت ,, بطلت استعمل ميكب ,, وحياتنا هديت ,, اعتقدت ان انا نجحت فى علاجه من التحول دا وحافظت ع حياتنا ..لغايه من فتره وقت سفر "غدير" شرم فاجأني بصدمه عمري ,, عرف ان انا تعبانه وبقوله شاكه انه حمل ,, طلب مني تاني يوم انزل معاه بسأله فين قالي :
_ للمكان اللى هيثبتلي خيانتك ..
_وبعدين ؟
_ رجعت تاني مش فاهمه حاجه ومش قادره اتكلم ولا حرف وهو كمل كلامه
_ هنروح معمل سيثبت كل حاجه
_ معمل ايه ؟
_من مده انتي خرجتي وقولتي رايحه مول تشتري هديه ومروحتيش واتاخرتي ,, الخيانه حصلت ودى فرصتي علشان اخد عينه منك ومن اللى فى بطنك علشان يثبت خيانتك
_من غير ما احس خرجت للشارع وضربني وعمتو "عزه" والخدم خلصوني منه بالعافيه ,,
انا حاسه ان الحاله مستحيله ,,حاسه انى فى خطر ,, انا كل حمل يحصل يشك فيا وويحصل اجهاض ,, الغريب انه من يومين رجع يتأسفلي وبيطلب منى اسامحه ,, انت طبعا بتسأل نفسك تساعدني ازاى ,, عاوزاك تساعدني اشفي الجروج اللى سببهالي ..عاوزه منك تساعده لو اللى فيه دا مش طبيعي ,, اانا بحبه لكن لو استمر كده معتقدش هقدر اكمل معاه ,,,
_ مبدائيا كده اللى سمعته انك الزيجه التانيه ل "بسام" ؟
_ ايوه ..
_ سبب انفصاله عن زوجته الاولي تعرفي السبب ..؟
- خانته مع صديقه ومستحملتش طباعه ..
_ امممم انا من الاول وسلوك وتعامل "بسام" مكنش طبيعي قولت يمكن تركيبه الشخصيه كده لكن اللى بتحكيه دا بيثبت انه مريض ..؟
_ مريض ..؟
_ ايوه ,, مريض بالغيرة المرضيه والشعور بالغيره حاله داخليه مرتبطه بعواطف الانسان والعالم كله بيحصله كبار واطفال ورجال ونساء وايضا الحيوانات ,, مش هعرف اعرفك بالغيره لكن هوصفهالك ,,الغيره هى اقرب ما تكون الى الخوف ,, الخوف المرتبط بالرغبه فى الحفاظ ع شئ يمتلكه الانسان ,, الخوف من الفقدان ,, زى الاحساس بالحزن لما الانسان بيفقد شئ عزيز عليه ..
الانسان هنا بيشعر انه مهدد بانه هيفقد الشئ اللى يمتلكه ,, وان هناك انسان تاني عاوز يستحوذ ع اللى معاه ,, فالتهديد جي من انسان تاني ,,هو معتقد ان الانسان دا متميز عنه الا مكنش نجح انه يغري زوجته ,, والتهديد بيحسه من زوجته ,, هى اختارت تسيبه ,,اختارت تسيبه واختارت شخص تاني ,,فهو بيحبها لكن بيكرهها لانها اكدت احساسه بالعجز او ع الاقل ب انه ااقل من الشخص التاني ,,فبيتولد خليط من الحب والكراهيه والكراهيه بتولد غضب ,,علشان كده الغيرة ماهى الا خليط من العواطف ,,,
فى اشخاص مبيحسوش بالغيره دا مش طبيعي دا معناه انه انسان متبلد عاطفيا ,,بتكون علاقته بالناس والاشياء ميتة ,, هو مبيسعاش علشان حاجه ولو امتلك حاجه مبيحافظش عليه وبالتالي مبيحسش بالخوف من احتمال خسارته الحاجه دى ,,ولو خسرها مبيزعلش ,, الانسان المتبلد المشاعر معندوش طموح ولا بيسعى من اجل التفوق والنجاح , ,,
اغلب حالات الغيره المرضيه بتكون بين المتزوجين بالاخص لانهم بيكونو خلاص عايشين فى بيت واحد والمجاملات اختفت وبيظهر الحقائق ,,
الحب هو انتصار الانسان ع الخوف اى هو الطمانينة والزواج تاكيد لمعنى دا,,فكل طرف بيحس انه امتلك الطرف التاني ملكيه مطلقه محدش يشاركهم ,, ولانها اختارته فهو الاكفأوالاحسن ولانه اختارها فهى الاجمل والافضل فكل طرف بيحس ب احقيته فى امتلاك الاخر وضروري يحافظ عليه ..
الحب تملك ,, والزواج بيوثق حق الملكيه ,,يعنى بيكون وسيله لتاكيد وبيكون فى نفس الوقت عقد تحذر ل اى حد بعد الاقتراب ,,علشان كده زوجات كتير بتغضب لما زوجها بيشيل الدبله ,,اول حاجه بتفكر فيها انه كده بيعتبر دعوه لواحده تانيه تقربله لانه مش باين انه متزوج ,, لان الدبله رمز لامتلاكها له ..انا صاحب الحق الوحيد فى امتلاك الرجل دا ,,
فى" غيره طبيعيه" عند كل انسان وموجوده عند الطفل ف الاطفال دايما بيحبو ياخدو اللى مع اطفال تانيه وبيبقى صعب انه يتنازل عن اللى معاه ودايما خناقات الاطفال ان كل واحد بيتباهي باللى معاه انه الاحسن والافضل ,, والطفل بيغير من والده اذا اقترب من والدته ,,لانه بيعتبر والدته ملكيه خاصه له ,,
بعض الاشخاص بتكون "الغيره متطرفه" وزائده عندهم ,, ودا بيحصل فى بعض الشخصيات اللى من سماتها الحساسية الزائده والشك ومشاعر اضطهاديه اللى بتظهر فى مواجهه اى ضغط ,, والحساسيه الزائده ممكن يكون مصدرها بؤره مدفونه اساسها الاحساس بالعجز او بالحقاره ,, فكلما زاد احساس الانسان بالعجز الغيره عنده تاخد بعد متطرف الى حد الاساءه لمشاعر الطرف التاني ,, البعد بين الطرفين بيقوي احاسيس العجز سواء اجتماعي او تعليمي وخصوصا لو الرجل فى وضع ااقل من زوجته ,,
الغيره"المتطرفه" مش مرض فهى غيره ليها اسباب مفهومه واعراضها تتضيق الخناق ع الزوجه متخرجش او متتكلمش مع حد ولو ابتسمت يضايق ,, رغم انها غيره غير مرضيه الا انها بتسبب مشاكل فى الحياه الزوجيه ومعاناه للطرفين وممكن تنتهي الحياه الزوجيه بالفشل او ع الاقل فقدان الحب بينهم ودا افظع فشل ممكن يحصل فى العلاقه ,,
اما "بسام" بيعاني من الغير المرضيه لان اساس الغيره المرضيه هو الاتهام بالخيانه الكامله او حصلت او هتحصل ,, الشئ المؤكد عند المريض ان فى طرف تالت وهو شايف المثلث دا زوج وزوجه وعشيق ,,الاعتقاد الراسخ دا بيدخل فى نطاق اضطرابات التفكير المرضيه زى هذيان او الضلالات ومعناها ان فى فكره غلط مسيطره ع ذهن المريض وهو مقتنع انها صح ,, ومش هتقدري تقنعيه بالعكس ,, محاولته انه عاوز دليل يثيت به الخيانه دا علشان يثبت لنفسه وليكي انه صح وانتي غلط وان يقينه صح ومهما حاولتي مفيش تأثير ,,بالعكس هيأكد اكتر احساسه انه صح وهيعتبرك انك بتحاولي تغطى عن خيانتك ,,ممكن الادله اللى بيتكلم عنها غير منطقيه وضعيفه لكن بالنسباله بتكون ادله قاطعه ,, زى مثلا شعره ع المخده اوع ملابسك او يلاحظ نظره عينيها بتتغير لما تقابل انسان معين او يشم ريحه غريبه او انها غيرت برفان لنوع تاني او لهفتها ل انتظار مكالمه ..او اتصال غلط ولو مدحت قدامه شخص تاني او خروجاتها زادت عن معدلاتها ,, كل الادله دى تؤكدله انها خاينه ,,
هيحاول ياخد اعتراف منها وممكن يستعمل القوه معاها ,,رغبته ل الحصول ع دليل يؤكد اعتقاده بيكون اهم من اى حاجه تانيه ,,
"بسام" بيعاني من حاله مرضية عقليه ..
_ وله علاج ..؟
_ اكيد المرض له علاج والعلاج عن طريق حقن وبعض الاستشارات النفسيه ,,
_ طيب العلاج دا هيغير من شخصيته ..؟
_ فى فرق بين المرض والشخصيه ,, "الغيره المرضيه " هى اضطراب فى محتوى التفكير حيث تسيطر عليه فكره الخيانه زى بالظبط مريض الفصام اللى بيعتقد انه مضطهد او مراقب والحالات دى تتعالج بالادويه لان سببها كيمياء المخ ,,اما الشخصية اللى بتكون سمتها الغيره وبتكون غير طبيعيه العلاج بالادويه ممبيعملش نتيجه لان الانسان دا مش مريض لكن شخصيته سماتها غير طبيعيه ودى من مشاكل الطب النفسي ؤ,, ف اضطراب الشخصيه غير مصنف من الامراض وبالتالي ملوش علاج وبالرغم ان الغيره فى الشخصيه غير السويه قريبه جدا للغيره المرضيه زى الشك فى السلوك ومحاوله حصول ع دليل واللجوء الى العنف ,,لكن "بسام" حالته اسهل لانها مرض لانه بيتراجع من وقت لتاني ودا معناه خلل فى كيميا المخ عنده ,,,
_ اسبابها ايه يا دكتور ..؟
_ الضغوط النفسيه ,,احساسه الدائم بالخساره وانه هيخسر اللى معاه ,, اهتزاز ثقته بنفسه والانانيه الشديده ,, تأثير المقربيين له ,,الانسان بيتولد ومعاه احساس الخوف والضعف ودا بيكون شقائه فى الحياه لانه طول حياته معرض لمواجهه الضعف والخوف فالمقابل انه يدور ع بدائل توحيله بالقوه زى المال والسلطه ,, واذا تغير الظروف تغير الانسان .. ,, والعلاقه بالجنس الاخر احد محاور الاساسيه اللى بتشكل تهديد للانسان وبتغذى خوفه ,, ففشل العلاقه او حدوث خيانه بيزعزع احساس الانسان بقيمته وحقه فى الحياه والبقاء ,, بتكون طعنه لكيانه ,,كل دا بيفسر اهميه وكمان خطوره الغيره فى علاقه الرجل والمراه وامكانيه تحويل الغيره الطبيعيه الى غيره مرضيه او غيره متطرفه غير سويه لو معرفناش الاسباب وحاولنا نساعد الانسان دا علشان لا يأذى نفسه ولا غيره وبالاخص اللى بيحبهم ,,,!
_ يعني العلاج ضروري .؟
_ طبعا .. وصل لحد العنف وممكن اكبر من كده فى حالات قتل ,,
_ انا مقدرش اقوله كده ..مقدرش اقوله ان جيت اصلا ..!
_ انا هتكلم معاه ..
_ لا اتكلم مع عمتو "عزه".. هو بيسمع كلام والدته دايما ..!
_ تمام ... ومساعدتك ومساندته له ان شاء الله هيمر من ازمته ..
_ انا معاه ومش هسيبه ...

فى الوقت الدكتور "عثمان" بيتكلم مع "نادين" ,, كان "طارق" قاعد فى كافتيريا مع "غدير" وكانوا ساكتين وكانت "غدير" بتتجنب النظر فى عيون "طارق":
_ يومين بالكتير ونتائج الفحوصات هتظهر بس انا مطمن خير ..؟
_ ان شاء الله ..
_ اتفقتوا ع كل حاجه خلاص حددتو المكان فين ..؟
_ مكان ايه ؟
_ الفرح .. فى عروسه تنسي فرحها ..
_ لا طبعا ..
_ بس ليه حاسس ان العروسة مش سعيده ..
_ ليه بتقول كده ؟
_ يعني اعرف ان العرايس بيكون فرحانين ومبتسمين كل ما قرب الوقت .. ولا انتي اضطريتي انك تاخدي القرار دا ؟
بتوتر : لا طبعا .. انا مقتنعه بقراري ..
_ سؤال وتجاوبيني بصراحه ؟
_ اتفضل ..؟
_ بتحبيه .. بتحبي "رامي " ..؟
سكتت "غدير" للحظات : "رامي" انسان كويس و ..
نبره حاده : انا بسألك بتحبيه ,, هو دا اللى عاوزه تكملي عمرك معاه ..؟
استجمعت "غدير" اعصابها : ايوه ..
_ ايوه ايه .. ؟
_ ايوه ..
_ ليه مش عاوزه تقولي الجمله ع بعض ,, فى حاجه اللى خلتك تاخدي القرار دا صح ؟
بعدت عيونها ومسك مج النسكافيه : لا مفيش انا قولتلك دا قراري ..
_ بتحبيه ؟
نظرت نظره حاده : ايوه بحبه ,,
اتفاجئ "طارق" من طريقتها وكلامها واتاكد ان فى حاجه هى مخبياها .. خرجت "نادين" ورجعوا ع البيت ورجع "طارق" ع الفندق وقعد فى البلكونه ماسك سلسله التوليب وسرحان ,, قرب منه دكتور "عثمان" :
_ مش جيلك نوم ولا ايه ؟
اتنهد : شويا وهنام ...
_ ايه اللى شاغل تفكيرك ..
_ مش فاهم .. موافقه "غدير" ع الجواز بسرعه كده فى سبب لكن هى مبتتكلمش ..حاسس انى مبقتش افهمها رغم انا كنت فاهم انى عارف كل حاجه عنها ...
مسك "دكتور عثمان" السلسله وبص ع زهرة التوليب :
_ قولي يا "طارق" تعرف ايه عن التوليب ؟
_ انها زهور ملكيه ,, زمان ولوقتنا هذا الامراء والملوك بيتهادو بيها لانه هديه قيمه وغاليه
_ وياتري ليها لون واحد ولا ؟
_ لا الوانها كتيره ,,
_ اهو روح الانسان زى زهرة التوليب كده ,, قيمة وغالية وغامضه لان شكلها مبهر من بره لكن متعرفش ايه اللى جواها مش ظاهر لان اوراقها قريبه لبعضها علشان كده شكلها مميز زهرة التوليب ...
_ حضرتك عاوز تقولي ايه ..؟
_ عاوز اقولك ان روح الانسان غاليه وذو قيمه وغامضه ممكن تشوف اى شخص من بره انه بخير وتمام وكل اموره بخير وبيضحك وبيتكلم لان دا الظاهر زى اوراق التوليب الخارجيه المبهجه للعيون ,,لكن المميز فى التوليب عطرها حقيقتها ودا بيكون متركز داخل التوليب مستخبيه تحت الاوراق المقاربه اللى ضماها ومحافظه عليها وحقيقيه الانسان دا جواه مستخبيه تحت طبقات وعلشان توصل ل داخل التوليب لازم تقرب منها وتتعامل مع اوراقها المتماسكه المتقاربه لبعض بحذر شديد علشان توصل لحقيقتها ,, والتوليب متنوعه والوانها كتيره ف روح الانسان تختلف من شخص لتاني وعلشان نعرف حقيقه الروح دى محتاجه تعامل خاص ودقيق لاننا منعرفش ايه هيكون مستخبي جوه.. ومهما الانسان بيحاول ينكر الحقيقه هتظهر فى يوم لان الطبقات كلها اتشالت,, كتير شايفنها ضعف لكن حقيقه الانسان قوة هو مش حاسس بيها ,, سلاح بيواجه به اى حاجه ,, اراده حره وقرار بيميزه عن غيره ..!
اتنهد "طارق" واستكمل دكتور "عثمان"وهو بيرجعله السلسله :
اللى بيكون داخل التوليب بيكون مختلف عن اللى فاكرينه عنها عاوز تعرف حقيقتها اتعمق اكتر بين اوراقها بحذر ومعامله خاصه ,,و يلا ننام بقي الفجر هيأذن وانا عندي مستشفي الصبح ..!

مر يومين و"طارق" بيحاول يعرف السبب و"غدير" كانت بتتهرب .. ولاحظت "نادين" واتكلمت مع "طارق" ولمحتله ان موافقه "غدير" كانت بضغط من والدتها لكن معرفش ليه وان "غدير" اخر كلامها انها كانت عاوزه تلغي الارتباط .. فقرر انه يتكلم مع والدتها لكن صادف انه اليوم اللى هيزور دكتور "عثمان" والده "غدير" علشان يتكلم فى موضوع "بسام" ,, وصل دكتور "عثمان" وحاول "طارق" يتمالك اعصابه وابتدا يتكلم دكتور "عثمان" عن "بسام" وحالته ولاحظوا حاله من الانكار ان ابنها يكون مريض :
_ لالالا يا دكتور اكيد المعلومه وصلتلك غلط ,, انا ابني سليم ومفيش اى مشاكل ,, عصبي طبيعي يكون اى انسان عصبي ضغوط الشغل والمسؤؤلية كبيره عليه ,,
_ انا بقول لحضرتك ابنك محتاج علاج لفتره علشان يتحسن مقولتش عليه مجنون ..
_ لالالا "بسام" داخل ع مشروع مهم واى خبر لو اتعرف هيأثر عليه وع حياتنا ,, لا هو كويس ..
رد "طارق": و"غدير" كويسه ..؟
_ ايوه ,, دكتور "عثمان" قال انها كويسه ..
_ انتي شايفه انها كويسه ...
_ عاوز تقول ايه يا دكتور ..؟
_عارفه ايه اكتر وطه ممكن الانسان يوقع فيها ؟
اسوء ورطه بيقع فيها الانسان لما بيستحوذ عليه اى مشاعر جدا جدا .. الكره او الغضب او الفرح لما بيستحوذ علينا بيهزنا جدا علشان خايفين جداا بعده علشان كده بنفرح بحزن ونفرح بخوف ,,او الحب والانسان لما بيحب جداا جداا بيعذب اللى بيحبهم معاه وهو مش حاسس لانه بيضغط عليهم ,, بيحولهم ل العاب بحبال لو انقطع حبل بيترعب وبيرعبهم معاه جدا جداا ,, وهو مش عارف ان اللى بيعمله دا انه بيدمرهم جدا جدا جدا .. هو فى اعتقاده ان حبه جدا جدا بيحميهم ويحافظ عليهم من الحياه فبيتولي عنهم القرارات والاختيارات وحتى مصيرهم هو اللى بيتحكم فيه ,, ع العلم ان دى حياتهم هما مش حياته لكن استحوذت عليه حب التملك ..حب الماده .. وحب الاستغلال واستنزاف روحهم معتقد ان دا فى الصالح ,,
نسأل اللى بيحبهم ايه دوافعكم فى الحياه .. يسكتوا مستنين من اللى يحبهم هو اللى يتكلم عن دوافعه ,, هما جاهلين ان لما عندهم دوافع يعني عندهم روح وامل وطموح وحب وشغف ورغبه ,,
عارف انتي عملتي ايه مع ولادك من تحكمك وحبك اللى جدا جداا .. انتي سرقتي منهم حياتهم وخلتيهم يعيشوا حياه انتي رسماها ليهم ,, اخدتي منهم ارادتهم وقرارهم ووصلتيهم انهم جسد بلا روح بيتحرك بريموت بس ,, "بسام" ايه اللى وصله لحالته دى ضغطك عليه وانك عاوزه حياه افضل وفلوس ودا هيحصل بقربه من "توفيق" بيه و"رامي" وطبعا علشان تتطمني اكتر ان مش هيسيبوه ضغطتي ع "غدير" توافق ع الارتباط ب "رامي" ,, انتي كده شايفه انك ضمنتي حياه سعيده جدا جدا ,, والعكس اللى حصل ولادك مش عارفين يعيشوا حياتهم ولا يختارو لانك دايما حاجز قدامهم بدل ما تساعديهم عاميتيهم ,,
لاحظ "دكتور " عثمان" حده "طارق" وحاول يهديه لكن فشل :
_ فكرتي كام مره ولادك فرحوا بحاجه ,,سألتي نفسك ولادك محتاجين ايه غير الاكل والشرب والهدوم الغاليه وحياه الترف ,, انتي شوفتي مدام كل دا توفر يبقي كده كل حاجه عاوزينها فى حياتهم اتحققت وحصلت ,,ولانك عودتيهم انهم يقبلوا وهما ساكتين اعتقدتي انك صح لان مفيش حد وقف قدامك وقالت مش عاوز كده ,,, الامومه انك تحسي بمشاعر ولادك ايه بوجعهم رغم انهم مبيتكلموش ,,تقربي ليهم وتتفهمي مشاكلهم ومش لازم كل اختياراتهم تكون متطابقه مع اختياراتك ,, دى حياتهم ودى حريتهم هما ,,
فى الوقت دا سمعت "غدير" صوت "طارق" العالى ونزلت بسرعه وشافت "طارق" بيتكلم بغضب موجهه كلامه ل والدتها وهى واقفه ساكته مصدومه ,, قربت منها ووقفت قدامها :
_ ماما ..فى ايه ؟
والدتها متكلمتش وبصت ل "طارق":
_ فى ايه يا "طارق" ,,انت بتتكلم كده ازاى مع ماما ؟
_ "غدير" انتي والدتك ضغطت عليكي انك تتجوزى "رامي " صح .. متنكريش لان انا عرفت ؟
سكتت "غدير" وبملامح حاده : لا ,,مفيش حد ضغط عليا وهتجوز ب ارادتي لانى بحب "رامي" وهو بيحبني ,, مش انت قولتلي اى اتنين بيرتبطوا ببعض يكونوا بيحبوا بعض .. ف انا و"رامي" بنحب بعض ,, ومش هسمح ل اى حد مهما كان مين يدخل فى حياتي ولا يتكلم مع ماما بالطريقه دى ..!
اتفاجي "طارق" من طريقه وكلام "غدير" ونبره الحاده اللى اتكلمت بيها مقدرش يتكلم وخرج وخرج معاه دكتور "عثمان" بعد ما اعتذر ع تصرف "طارق" ...!

كان "طارق" فى حاله من الغضب واتجه لمطعم ومتكلمش و"ياسر" فضل ساكت ,, كانت "صبا" فى شرم وعرفت اللى حصل واضايقت وقعدت تتكلم مع "ياسين":
_ اللى مضايقني انا لما اتكلمت معاها حسيت انها فهمت
_ "صبا" فى حكمه يابانية بتقولك ان الانسان بيملك 3 وجوه ,, الوجه الاول اللى بيقابل به العالم والوجه التاني اللى بيقابل به اهله واصحابه والوجه التالت مبيظهرش ل اى شخص وهو دا الانعكاس الحقيقي لشخصية الانسان هو ايه ,,
_ يعني كانت بتمثل .؟
_ انتي متعرفيش جواها ايه هى بس اللى تعرفه ومدام م اعلنتش عنه ل اى حد يبقي هى مش عاوزه ,, متتفاجئيش من تصرفات بعض البشر لان كتير اللى جواهم مختلف جداااا عن الظاهر او اللى شوفتيه ,, توقعي اى حاجه فى اى وقت ..
_ بس هى غلط ..او يعني ..
_ انتي عملتي اللى عليكي وقولتليها خلاص دورك انتهي ,,هى اللى تقرر الباقي ..!
بصت للبحر واتنهدت "صبا": ربنا يستر ..

مر يومين وكان "طارق" مبيروحش ل "غدير" ولاحظ دكتور "عثمان" ودايما شايفه ماسك السلسله وسرحان ,,:
_ مش هان الوقت السلسله ترجع لصاحبتها ؟
_ ها ..
_ السلسله .. هترجع امتي لصاحبتها .؟
_ ايوه هترجع ..
_ عارف يا "طارق" انا ووالدتك نعرف بعض واحنا فى الجامعه لكن انا كنت جبان مقدرتش اعترفلها بمشاعري والنتيجة انها اتجوزت والدك وكان انسان محترم وحبها وعاشت سعيده معاه هى نفسها قالتلي كده ودى حاجه فرحتني ,, بعدت لانى مقدرتش اشوفها لكن دايما كنت بتمنالها السعاده وبرغم بعدها عن عيني لكن دايما طول ماهى كانت غايبه عني كانت امنيتي الوحيده انها تكون سعيده فى حياتها ,, لان اللى بيحب حد بيحب الخير والسعاده تكون من نصيبه مهما كانوا بعاد ,, لان دا الحب الحقيقي اللى لا فيه كره ولا غضب ولا حقد ولا لوم ,, لان انا مقولتش وضيعت فرصتي والقدر اختار ليها حياه تانيه مع انسان يستحقها ,, لما بنحب مبنستحملش اى اذي يحصل للى بنحبه حتى لو كلمه ,, علشان كده احنا منعرفش المستقبل لكن بنأمل انه يكون جميل لينا وللى بنحبهم لان سعادتهم مهما كانت فين ومع مين هتكون من سعادتنا ,,,!
سكت "طارق": "غدير" مسافره كمان اسبوع وقبل ما تسافر هتكون السلسله معاها ..
_ تمام ...

تاني يوم اتجهه "طارق" لبيت "غدير" وكانت ملامحه مبتسمه وكانت والده "غدير" بره وقابلته "نادين" ونزلت "غدير" وقابلها ب ابتسامه :
_ عامله ايه يا "غدير" اتمني تكوني كنتي منتظمه ع العلاج ؟
_ الحمدالله ..انت عامل ايه ؟
_ انا زالفل الحمد الله .. كان دور انفلونزا ومر ع خير ومرضتش انقلك العدوي فقولت ابعد يومين بس كنت متابع مع "نادين" ودايما بتطمني عليكى ..
_ وانت كويس ..؟
ابتسم: زى الفل اهو ..
سكتوا لحظات : "غدير" انا اسف ع اخر مره واللى عملته ,, انا حقيقي مكنتش حاسس بنفسي واتهورت ,, اتمني تسامحيني ووالدتك كمان ..؟
سكتت لحظات "غدير": موافقه اسامحك لكن بشرط ..
_ ايه ..؟
_ عاوزه اخرج معاك اقضي يوم كامل بره البيت .. مش عارفه عاوزه ايه لكن عاوزه اخرج ,, دا لو عاوزني اقبل اعتذارك ,,
_ وانا موافق .. بكره طول اليوم بره ,, اكتبي فى ورقه فيها اللى انتي عاوزاه وهنعمله
_ تمام ..

بليل قعدت "غدير" ع المكتب ومسكت ورقه وقلم وابتدت تكتب حاجات كتير عاوزه تعملها مع "طارق" وبعد ما خلصت لحظت انها كتب فى كذا ورقه ودا محتاج شهور مش يوم .. فرجعت واختزلتهم فى 5 حاجات ,,, الساعه 8 الصبح كانت جاهزه و"طارق" مر عليها واتحركوا كانت "غدير" و""طارق" عاهدوا نفسهم ان اليوم دا هينسوا اى حاجه وهينبسطو فيه بوجودهم مع بعض :
_ ها اول حاجه ايه ؟
_ اول حاجه الناس بيعملو ايه اول ما يصحوا ..؟
_ الفطار ؟
_ عربيه فول وطعميه
_ ايه ؟
_ عاوزه اكل ع عربيه فول وطعميه ..
_ وبصل كتير ..
_ والمخلل ..
اتحرك "طارق" ووقفوا عند عربيه فول وطعميه واكلوا وكانو مبسوطين وبعدها قاعدوا ع قهوه وطلبوا سحلب وشاي وبعدين اتمشوا ودخلوا سينما وطلعوا ع الكورنيش اكلو ترمس وجريت فى الشارع ع الكورنيش وبعدها اتغدوا كشري وكانت من الامنيات تطلع جبل فطلعوا المقطعم اكلوا كبده وسجق وقعدوا يشربو شاى :
_ كده القايمه خلصت ..
لاحظ انهار بردت فقام وحط الجاكت بتاعه عليها :
_ قولتلك الجو بليل هيكون برد
_ لا خالص ..
_ المهم كده نروح بقي
_ ناقص حاجتين ..؟
_ ايه هما ؟
_ عاوزه انام ع الارض وابص ع السما والشروق قرب ..
ضحك"طارق": هنا ..؟
_ ايوه
ولسه بيتكملوا حصل رعد وبرق ومطر وفرحت "غدير" وشالت الجاكت ورقصت ولفت حوالين نفسها فى سعاده وفجاءه نامت ع الارض تحت المطر ونام بجوارها ع الارض "طارق" وكانوا بالنسبه للناس مجانين مشهد ميتشفش غير فى السينما والروايات .. خلص المطر وطلب منها يمشوا رفضت وكانت عاوزه تحضر الشروق ,, اتجه "طارق" لعربيه وجاب بطانيه وحطها عليه واتجه لكافتيريا واشتري اتنين شاي لتدفئه ورجع وشاف "غدير" قاعده ع صخره وطاله ع فضي وسرحانه :
_ ايه سرحانه فى ايه اوعي تقولي انك عاوزه تنطي ..
سكتت ومضحكتش :
_ مالك ؟
_ عارف اكتر حاجه محتاجاها ايه دلواقتى ؟
_ ايه ؟
_ محتاجه اروح لبعيد واكون لوحدي لمده قصيره مش طويله اسيب كل حاجه ورايا واحاول انسي ,,متكلمش مع حد ولا اتعامل مع حد ,, اقعد هناك لوحدى افكر واتأمل نفسي ,, وبعدها ارجع لحياتي اللى سبتها واكمل ..؟
سكتت "غدير" وكملت: انا جربت اعمل كده معاك انهارده لكن مكنتش اتوقع انها هتمر كده ..
سكت "طارق" وبص ع الساعه : يلا بينا الساعه 8 الصبح
_ يلا بينا ..

اتحدد كتب كتاب "غدير" قبل السفر بيوم لفرنسا .. وقبل كتب كتابها بيوم اتجهه "طارق" لبيتها وطلب يقابلها قبل ما يسافر ,,:
_ هتسافر انهارده .؟
_ طيارتي بعد 4 ساعات هطلع من هنا ع المطار
_ مش هتكون معايا بكره ..
ب ابتسامه وملامح وجع : لا مش هقدر ,, اتصلوا بيا وطلبوني ضروري اكون هناك اجازتي طولت
سكتوا الاتنين :
_ ليكي امانه معايا واعتقد ان الوقت دا وقتها ترجعلك
(طلع السلسله) : فاكراها ..؟
ابتسمت :ايوه .
ابتسم : صلحتها واحتفظت بيها معايا ورجعت علشان اديهالك ..لكن عاوز اقولك حاجه قبل ما اديهالك ,, انا اسف ع تصرفي اخر مره وعصبيتي ,,,
ابتسمت "غدير": وانا سامحتك ..
_ عاوز اقولك ان انا مش سبب انك ترجعي للحياه ,, انتى كنتي مفتقده لنفسك اللى تاهت منك و انتي قوية وحاربتي علشان ترجعي لنفسك وتعيشي , انا عارف انك هتكوني كويسه من غيري مهما كنتي فى حياتك وهتكملي لانك محدده عاوزه ايه وعارفه خطواتك ايه ,, كل اللى عاوزه دلواقتي وبعدين ليكي انك تعيشي بسعادة (اتنهد وبص الاتجاه التاني ورجع بص لسلسله وبص ل "غدير") اخر حاجه عاوز اقولك ان كل لحظه قضيتها معاكي كانت معجزه بالنسبه ليا .. شكرا انك حققتيلي معجزه كنت فاكرها مستحيله,, واسف ..!
_ "طارق" انا كنت محبوسه وكنت انت الباب اللى اتفتح ليا للحياه ,, انت خلتني احس انى شخص ذو قيمه كنت صديقي وعاملتني ك حاجه غاليه جداا اهتميت بااقل التفاصيل ,, طمنتي وحسستني بالامان و حسستني باني مميزة ,,انت خليت حياتي مميزه ,, كل اللى عملته علشانى واللى حسيت به معاك مش هنساه عمري ,, شكرا ,, و انا اسفه ...
كلاممهم لبعض هزهم من جوه ومقدروش يستجمعوا انفسهم ودموعهم خانتهم ونزلت ,, "طارق" بسرعه داري دموعه ومسك السلسه وحطها فى علبه وادهالها وسلم عليها ومشي .. مشى وقرب موعد طيارته كانت قاعده "غدير" و"طارق" كان فى المطار ,, مسكت "غدير" علبه السلسله وفتحتها وكان فى ورقه فيها ,, فى نفس اللحظه "طارق" كان فى الطياره ,, كان مكتوب :
"انتزعت اخر اوراق زهره التوليب وحان وقت الذهاب ولا اعلم متي العوده ,,ربما ذات مساء نلتقي ,,ربما غدا او بعد غد ,,ربما بعد سنين لاتعد ,, ربما ذات مساء نلتقي فى طريق عابر من دون قصد ,, ربما ..!
قريتها "غدير" ودموع فى عينيها بتنهمر ومسكت الورقه ع صدرها ,,, وعرفت ان دكتور "عثمان" سافر ويوم كتب الكتاب اتصلت بالمستشفي ب "طارق" عرفت انه قدم استقالته وسافر ومقالش ع عنوانه وسألت اصدقاءهم وعرفت انه من وقت ما سافر بعتلهم رساله طمنهم وقالهم انه مسافر فر رحله لفتره ولما هيرجع هيكلمهم ,, ف تيقنت "غدير" ان "طارق" قطع كل طرق التواصل ,,
بعد كتب الكتاب جلست "غدير" مع "رامي" :
_ "غدير" انا عارف ان اللى هداخلين عليه مرحله جديده فى حياتنا مختلفه عن اللى فاتت ,, طالب منك حاجه واحده بس تسمحليلى بفرصه ولحياتها فرصه واوعدك هتكوني اسعد انسانه فى الدنيا لان انا بحبك ( مسك ايديها ووضع قبله وابتسمت "غدير" وقررت تسمح ل "رامي" ول حياتها الجديده بفرصه وسافرت "فرنسا"..!

مر مده و"طارق" فى مكتبه الباب خبط :
_ اتفضل ..
_ فاضي يا دكتور لكشف مستعجل ..؟
_ هدير

يتبع ...

زهرة التوليبOpowieści tętniące życiem. Odkryj je teraz