( 4 )

1.1K 27 1
                                    




نزل "طارق" من العربيه ودخل العماره وهو فى منتهى السعاده وطلع السلم وبيتخيل مقابله "ماجد" الاحضان والضحك ورن جرس الباب وفتح الباب "ماجد " : ايوه ..
_ انا "طارق "
بملامح جد : طارق مين حضرتك ..انت عاوز مين ؟
_ ماجد ..
_ اه تقصد "ماجد عليم " ساكن فى العماره اللى جنبنا
_ مين ع الباب ..
_ واحد غلطان فى العنوان يا "فونا" .. ع اذنك ,,
وقفل "ماجد" الباب وملامح صدمة اترسمت ع وجه "طارق" اتجمد مكانه .. مر ربع ساعه و "طارق" واقف مكانه مش عارف يتصرف ازاى ويعمل ايه بعد مقابله "ماجد" اللى ملامحه كلها جد وانه فعلا معرفهوش ....قرر ينزل يرجع الفندق لف وكان نازل باب الشقه اتفتح وبصوت عالى وب ابتسامه عريضه :
_ طارق وفيق اهلا بك فى الكاميرا الخفيه تحب تذيع ولا نذيع احنا ..!
ابتسم "طارق": اه ياابن الايه " ماجد وليم "

حضنوا بعض حضن عميق وترحاب ودخل "طارق" قعد فى الصالون مع "ماجد":
_ يااااه يا "طارق" اخيرا شوفتك قبل ما اموت
ضحكك "طارق ": ماهو انا قولت الحقك
ضحكوا : بجد يا "طارق" دى احسن حاجه حصلت الفتره دى انك جيت
_ انا اللى مش قادر اوصفلك فرحتى بوجودى معاكم ..
دخلت "ايفون": ايه يا "طارق" الحاجات الكتير دى يا حبيبى انت جى بيت اغراب .؟
_ ولا كتير ولا حاجه بس يارب تعجبكم واعذرونى مكنتش عارف ايه اللى بتحبوه وكده
_ العيال فرحانين اوى بالهدايا وبعدين دخلتك علينا بعد سنين الغياب دى بالدنيا عندنا اشرب العصير دا ونص ساعه الاكل هيكون جاهز
"ماجد" بملامح استغراب : وانا فين يا "ايفون" ضناكي
_ انت مبتحبش الفراوله وبعدين استنى لما تتغدى وبعدين اطفح اللى انت عاوزه
ابتسم "ماجد": الله ع حبك يا ست الكل شايف رومانسيه اكتر من كده ..؟
ضحكك"ماجد" ودخلت "اميرة" زوجه "ماجد": حمد الله ع سلامتك يا "طارق" نورتنا
_ شكرا يا "اميرة"
_ ياترى مبسوط ب اجازتك هنا ؟
_ جدااا واكتر حاجه انى شوفتكم ..
تدخل "ماجد": ولسه لما تشوف العصابه كلها
بملامح فرحه : انتم لسه ع تواصل مع بعض ..؟
اتكلمت "اميره" : وهو وراه حاجه غير "ياسر" وقاعده "ياسر" والباقيين
_ مش احسن ما اضايقك بخلقتى يا حبيببتى بريحك منها
_ وانت الصادق بتهرب علشان متقعدش معانا ومعرفش بتعمل ايه بره ..!
_ هكون بعمل ايه بضرب مخدرات ولا شغال ديلر .. شغل الصبح فى الشركة وبليل فى المطعم بجري ع اكل عيشي وبعدين الواحد محتاج يروق كده بعيد عن النكد ..
_ يا سلام .. يعنى قعدتك معايا نكد وخنقه ..؟
_لا خالص دا انتى قعدتك بلسم لدرجه انا لما بقعد بتزحلق ع الشارع
بنبره حاده : ماجد ..
لاحظ "طارق" حده كلامهم وتدخل : ايه يا جماعه ايه روقوا كده ..!
نظرت "اميره" ل "ماجد" نظره حاده ": عن اذنك يا "طارق" هروح مع ماما اجهز الغدا
_ اتفضلى ..!
نظر "طارق" ل "ماجد": ايه ياابنى دا كان ناقص تحدفوا بعض بالكوبيات دى ..
_ لو اطول اعملها كنت هعملها بس عارف "ايفون" مش هتعديهالى الكوبيات اغلى عندها منى
ضحكك"طارق": لسه فقر ..بس ايه حكايه المطعم دا واصلا دراستك ايه ؟
_ بلا فخر شهاده المصريين البكالوريوس تجاره
_ انت مش كنت علمي ؟
_ ايون عادي يعني تجاره مش ل ادبي بس دى كلية الشعب فاتحة احضانها لكل الاقسام ..خلصت البكالوريوس وو"وليم" ظبطني فى الشركة اللى كان شغال فيها واشتغلت ..
_ والمطعم تحسين دخل وكده ..؟
ضحك"ماجد": انا ليه حاسس انك هتطلع 50 جنيه تكرمشهم فى ايدي لاني صعبت عليك
ضحك"طارق" واستكمل "ماجد": المطعم دا فتحته انا و"ياسر" واخوه "احمد" مشروع حلو ومضمون واهو دخله بيساعد فى مصاريف البيت وتعليم العيال (قرب منه ) ومكان افطش له من البيت ..
ضحك "طارق": "ياسر" اخباره ايه ؟
_ لالالا مش هقولك حاجه هو نفسه اللى هيقولك لما تشوفه ...!
_ والباقيين اخبارهم ايه ...؟
_ كويسيين جدااا وهتعرف كل اخبارهم لايف لما تشوفهم متقلقش لكن متتفاجئش اتفقنا ..؟
_ ليه ..؟
_ متستعجلش يا صديقي .. (بص ل كوبايه الفراولة ) عصير الفراولة دا معمول مخصوص علشانك
_ بجد ...
_ فاكر كنا كلنا هنا مره و "ايفون" عملت عصير جوافه و "غدير" مكنتش بتحبها وكانت بتشربها غصب عنها وانت نزلت محل العصير اشتريت عصير فروله لك وليها ولما "ايفون" سالتك ايه دا قولتلها لانك بتحب الفراوله مبتحبش الجوافه وحورت عليها وقولت سألتنا و"غدير" قالتلك ف اشتريت ليكم وانت اصلا ولا قولت حاجه واحنا قولنا امين علشان "فونا" متزعلش ...
ضحكك "طارق" :ايوه فاكر طبعا ..
_ انت كنت مترجم صمت "غدير" كانت مبتطلبش حاجه واى حاجه بتاخدها وهى ساكته لكن انت بتكون عارف هى بتحب ايه ومبتحبش ايه علشان كده كانت معاك ع طول عننا ..
_قولتلى العصابه كلها موجوده متواصليين مع بعض ؟
_ ايوه طبعا دا الحاجه اللى مهونه عليا العيشه او ممكن تقول احنا كلنا مهونين ع بعض .." ياسر و منه وجهاد وصبا" كل فتره والتانيه بنتقابل واغلب المناسبات مع بعض علشان ظروف كل واحد فينا لكن "ياسر" ع طول معايا اصله ساكن قريب من هنا والمطعم كل يوم بليل مع بعض وخصوصا بعد ما طلق بقى فاضى عن الاول ..
_ طلق ؟
_ ايوه ماهو انا نسيت اقولك زى ما انا لبست فى "اميره" هو كمان لبس فى "منه" واتجوزو لكن بعد 4 سنين اطلقوا بقالهم كده 3 سنين مطلقيين ..
_ والباقيين ..؟
_ " جهاد"جابت من الاخر دخلت كليه حقوق خرجت باليسانس مقبول وع الماذون وش اتجوزت وجوزها محاسب فى السعودية ومعاه بنوتين زي القمر "رنا و ريناد " لكن هى عايشه هنا مع بناتها و حماتها..ولان ظروف اصعب علشان بناتها وحماتها مبتنزلش كتير لكن بنتعزم عندها كتيرررر و "صبا" شغاله فى شركه فى فندق فى شرم الشيخ بتنزل القاهره اسبوع كل شهر ومتجوزتش مكبره دماغها والله اجدع واحده فينا ,,رغم مشغولياتنا فى يوم فى الشهر بنتجمع كلنا مع بعض وطبعا الواتس والفيس والانستا مخلينا مع بعض ال 24 ساعه ...
_ و غد...
دخلت "ايفون" : يلا الاكل ع السفره
_ يا ابن الايه دكتور دكتور قررتني بتفاصيل عن العيال ماشي .. هبقى احكيلك كل حاجه بعدين يلا ناكل الاول دى "فونا" عاملالك اكل السنين محشى ومكرونه بشاميل وبط ورقاق وطاجن الباميه باللحمه الضاني والرز المعمر وليمه وليمه ..
ضحكك "طارق" كل دا ..
خرج "طارق" وقعد معاهم ع السفره :
_ ايه يا "فونا" كل دا دى وليمه ..
_ وهو عندى اعز منك ولا موحشكش اكل "فونا"
_ دا اكتر حاجه وحشانى ..
_ يلا الف هنا ..
_ دى لو كانت تطول كانت دبحتنى انا يا "طارق"
ايفون : ماهو انت تستاهل الدبح ..
_ شوفت حنان ام اكتر من كده يا "طارق" الحنيه كلها "فونا"
وليم اتكلم": متجبش لنفسك الكلام وكل وانت ساكت امك مش هتسكت ..!
بنبرة حاده "ايفون": بتقوله ايه يا وليم ..
رد "وليم" بتهته : بقوله اكل امك مفيش زيه كل بسرعه ..
ضحكوا كلهم ولاحظ "طارق" اولاد "ماجد " ماسكين التاب وهما بياكلو ومش مركزيين ع الاكل و"ماجد" مبيتكلمش ولا بيتواصل مع "اميره" فكر انه عادي وانشغل فى الكلام مع "ماجد".. انهوا الاكل وقعد "طارق" مع اولاد "ماجد" يلعب معاهم وفى الصاله لاحظ "ماجد" و"اميره" شدوا فى الكلام مع بعض ودخل "ماجد":
_ يلا يا "طارق"
_ ع فين ..؟
_ ايه ياعم انت جى مصر علشان تقعد فى البيت تعالى ننزل ع القهوه نشم الهوا ..
نزل "طارق" مع "ماجد" وقعدوا ع القهوه وطلبوا القهوه :
_ مالك يا "ماجد"؟
_ لا مفيش انا زالفل ..
_ كان لازم تشد مع "اميره كده ..
_ لا متركزش دا روتين حياتي اليومية لو يوم عدى من غير نكد احس ان فيه حاجه غلط و"أميرة" بتروح لدكتور .. سيبك منى قولى اخبارك يا دكتور هو انت اتجوزت ؟
_ لا ..
_ احسن حاجه عملتها انت والبت "صبا" تكسبو والله ..
_ ليه كده ؟
_صدقني أنت فى نعمه اوعى ترفسها يا ابنى متغلطش زى انا و"ياسر " اوعى مش دايما بيقولوا اسأل مجرب ولا تسأل طبيب ,, اهو انا المجرب ..!
ضحكك"طارق": اغلط .. ومين اللى بيقول كده "ماجد " دنجوان المنطقة .. داانت مكنتش بتعدى اسبوع غير ما تكون بتحب فى واحده لغايه ما شوفت "اميره" وبقت ليلك نهارك ,, داانت كنت بتجبرنا نقعد قدام العماره لما تكون موجوده ...
_ كنت اهبل وعبيط ومتخلف .. فعلا صدق اللى قال حب المراهقه دا اسوء حب واكبر غلط الانسان بيقع فيه لما بيصدقه ويتمسك به ..
_ مين اللى قال كده ؟
_ انا و 60 مليون مصري اخرون
ضحكك"طارق": ليه بقى ؟
_ يعني انا كنت صغير ومش فاهم كان تركيزى كله حب ونحنحه وهدايا وخروجات وامسك ايديها مكنتش اعرف ان الجواز الوجه الاخر للحاجات دى .. نكد وقفش وصوت عالى وخنقه .. !
_ لدرجه دى ... بس الجواز مش كده ؟
_ وانت تعرف منين؟! ..جربت واتجوزت وعشت مع "اميره" .. اسمع منى هو كده و عندك "ياسر" اهو ارتبط ب "منة" سنتين حب وبعدها سنه قبل الجواز واتجوزوا وبعد 4 سنين اطلقوا وبيعانو بقالهم 3سنين اهو .. فين الحب والوعود والنحنه كله بلح لان الجواز ظهر الحقيقه اللى محدش فينا كان شايفها ... "ياسر" خلع يا حظكم لكن انا لبست صعب اخلع وكمان العيال ربطونى ..
_ انت متعقد اوى ...!
_ اصلك معشتش مع "حزينه " تكرهك فى البلد نفسها ...
_ مين "حزينه"؟
_ اه اعرفك .. "اميره" قبل الجواز بعد الجواز "حزينه"...
ضحك "طارق": ياراجل .. وياترى "جهاد" زيكم كده ..؟
_ لا "جهاد" الحظ مش مديها فرصه تتخانق لانها مبتشوفش جوزها اصلا علشان تتخانق معاه
_ نعم ..؟
_ اصله مسافر شغال فى السعوديه بينزل شهر فى السنه وبيرجع تانى فهى عايشه مع امه وبناتها يعنى مفيش وقت للخناق ... يا بختهم ..!
_ وانت ايه عرفك انه يا بخته ..مش يمكن يكون مش مرتاح لكن ظروف الحياه المفرقه بينهم ..
_ لا هو مسافر بمزاجه ورافض يرجع مصر علشان فلوس احسن علشان مصاريف مدارس البنات .. وكل دا "جهاد" مشجعاه ع السفر يعنى برضاها وعاجبها فهتتخانق ليه ..؟
_ دا انت عندك معلومات العصابه ..
_ مش انا كنت ال بس انت بتجرجرني وعرفت اخبار العصابه مني boss يبقى لازم اعرف كل حاجه
_ ياسلام يا بوس ..(بملامح لهفه ) : و"غدير" عامله ايه فى حياتها واخبارها ؟
_ ابقي سلملي عليها ...!
_ نعم ..؟
ضحك "ماجد": بهزر يا جدع ... اهى دى زيك بالظبط انقطعت عنا اخبارها بعد ما عزلوا بعد ما انت سافرت بسنتين وقطعت صلتها بينا ومعرفش عنها حاجه
ملامح حزن : خالص ..متعرفش عنها حاجه خالص ؟
_ لا خالص .. بس اكيد تلاقيها زى حالتنا اتجوزت وخلفت وانشغلت فى حياتها .. اللى زى "غدير" متقعدش لدلواقتى من غير جواز .. اكيد اهلها شافو حد كويس وقالولها اتجوزيه وهى اتجوزته من غير تفكير ..دى "غدير" زى ما الهوا يحدفها بتروح ..
_ ليه بتقول كده ..؟
_لان كلنا عارفين ان "غدير" مكنتش بتعرف لا تفكر ولا تقرر ولا تختار انت اللى كنت قايم بالدور دا فى حياتها ,,انت اللى كنت بتتمسك بك وهى كمان ولما انت سافرت مبقتش تنزل معانا كتير كانت بتقولنا هتنام ولو قعدت معانا شويا بتستاذن ومكنتش بتتكلم بولا كلمه ,,لوقت ما عزلوا واختفت ..
_ بس اكيد اتغيرت السنين بتغير الناس كانت فتره فى حياتها وعدت ..؟
_ فتره...! دا من واحنا صغيرين و"غدير" مبتعملش حاجه غير اللى مامتها بتقولها ,,الفترة اللى سافرت فيها وقبل ما تنقل مامتها كانت عامله كنترول عليها وانت عارف بقى طنطك "عزة" وانزحاتها وانها كانت بترفض وجود "غدير" معانا ع اننا شلة فاسدة هنبوظ بنتها ..
_ والبنات مفيش حد كان بيقعد معاها كانت قريبة منهم ..؟
_ كانو بيطلعو يقعدوا معاها وكانت طنطك "عزه" بترفض تنزلها الا اذا باباها موجود بيوافق غير كده لا ..
حس "طارق" بضيق فى صدره وان "غدير" اختفت وملهاش أثر خنقه :
_ لكن تصدق ممكن "منه" تعرف حاجه عنها لانها كانت استمرت ع اتصال بيها لفتره من بعد ما عزلت من هنا ..
استردت الروح ل "طارق": بجد.. هى ممكن تكون عارفه طريقها ..؟
اتفاجئ "ماجد": ايه يا "طارق" انت لسه زى ماانت ولا ايه ؟
_ مش فاهم ..؟
_ لا انت فاهمنى .. حب الطفوله دا متمسحش هما الاجانب ايه مش عارفين شغلهم ولا الدولار وارتفاعته لغبطتهم ..
ضحكك"طارق": انت فقر .. علاقتي مع "غدير" انت بالذات مش هتفهمها لانك مكنتش فاهمها وقتها و انا جيت مصر وهدفى الوحيد انى اشوفكم كلكم ..كلكم و"غدير" بسأل عليها علشان عاوز اطمن عليها زيكم وارجعلها سلسلتها اللى معايا دى (طلع السلسله)
_ ياااااه يا "طارق" ..هى لسه معاك ..
_ ايوه من يومها وقولت اول حاجه هعملها لما هنزل مصر ارجعهلها واطمن عليكم
_ خلاص انا هجمعك معاهم فى يوم هما هيفرحوا اوى وهتشوف التطورات واعرفها بنفسك منهم انا قولتلك العناوين بس متتفاجئش ...؟
ضحكك"طارق": انا جاهز للمفاجاءات ال17سنه اللى عدو ..
_ فاكر يا "طارق" محل الكشرى.. كنا بنطلع من الدرس لعنده
_ ايوه وانت كنت بتحط ل "ياسر " الشطه وهو مش شايف
_ كان بيحب يفرد نفسه قدام البنات وعامل فيها رامبو
_ واول ما بياخد معلقه كشرى
_ كان بيجرى ع الحمام
_ كانت" منة" بتحطلك دقه كتير وانت مبتنحبهاش
_ بنت اللذينه كان بيحصل انفجارات وفضحتنى ...
استكمل "طارق" و "ماجد" ذكرياتهم وسط ضحكات ,,, ورجع "طارق" ع الفندق وكانت "هدير" فى انتظاره مع دكتور "عثمان" :
_ هو انا اتاخرت اوى كده ولا ايه ؟
ضحك دكتور "عثمان": لا انت جيت بدرى كده تقاطعنا وانا كنت بحاول اعاكسها وفشلت ..
ضحكت"هديل": متقلقش يا دكتور المرات جايه اكتر والفرص كتير وانا مش هسيبك ترجع لندن غير واحنا كاتبين ..
ضحك "طارق": هى وصلت لكتاب متقفناش ع كده يا دكتور ..
ضحكوا ووقف دكتور "عثمان": بما انك جيت هستأذنكم انا انام لان عندى محاضره بدرى فى الجامعه ..
_ اتفضل ..
لسه هيقعد "طارق" مسكته "هدير" من ايده :
_ انت لسه هتقعد ولا ايه انا يعتبر متغدتش غير سندوتش علشان اتعشي معاك وتحكيلى ع كل تفصيلة انهارده يلا بينا ع المطعم ..
اتجهوا للمطعم وطلبو الاكل :
_ ها احكيلي بقى من اول ما سبتك لغايه ما شوفتك بالتفاصيل ..
ضحك "طارق": التفاصيل ..؟
_ طبعا ولا فتفوته تتضيعها يلا .. بس الاول قولى احساسك ايه لما شوفت "ماجد" ؟
ابتسم "طارق": رغم ان ملامحه اتغيرت لكن روحه لسه زى ماهى شخصيه فقر ..
وابتدا "طارق" بسعادة يحكيلها ع المقابلة والاكل والذكريات اللى استرجعها مع "ماجد" وبعد اخبار باقى المجموعة ..:
_ يعنى كلهم ع اتصال مع بعض يعنى قريب هتقابلهم وتقعد معاهم كلهم ..
اتنهد : مش كلهم ..
_ "غدير" ..؟
_ ايوه .. نقلت من بعد ما سافرت بستنين وميعرفوش عنها حاجه ..!
لاحظت "هدير" ملامح "طارق" المتغيره :
_ بس اكيد "منة" هتعرف حاجه عنها وهتوصلها متقلقش ..!
_ اتمنى كده بجد ... عاوز اطمن عليها زيهم وارجعلها الامانه اللى معايا ,,حتى لو مكنش ينفع اشوفها لانها اكيد ع كلام "ماجد" هتكون متجوزه ومعاها اطفال كمان .. كل اللى محتاج اعرفه انها بخير ..
_ انت لسه الاحلام بتجيلك بتسمع صوتها ..؟
_ ايوه ودا مخلينى مصر اطمن عليها بنفسي ..
ب ابتسامه حبت تطمن "طارق":
_ متقلقش اطمن هتوصلها وهتطمن عليهم كلهم ,, انت مر ع وجودك فى مصر شهرواسبوعين ولسه باقى ال 5 شهور يعنى مده كبيرة ,, وبص ع نص الكوبايه المليان انت كنت نازل ومش متوقع انهم ع تواصل مع بعض كنت هتاخد مده علشان توصل لكل حد فيهم مش كده احسن ودى حاجه كويسه ولا ايه ..
_ صح ..
_ مدام صح يلا حاسب وتعالى نتمشي شويا هأكلك ذره مشوى ع الكورنيش ونتفرج ع الحبيبه
ضحك "طارق: يلا بينا ....

اتجهوا لكورنيش النيل واشترو ذرة مشوي :
_ الله ع الجو الجميل ..
_ جدااا ..
_ عارف يا طارق كان نفسي اوي اتمشي ع الكورنيش كده مع اللى هحبه ..
_ خلاص اعتبريها تدريب ..
ضحكت"هدير": اه ونعم التدريب ...
_ بقولك انا عاوز حمص الشام هروح اجيب لينا ..؟
_ تمام وانا هستناك هنا ...
اتحرك "طارق" اتجاه عربية حمص الشام وقعدت "هدير" بجوار بنتين عمرهم 18 سنه ,,لفت انتباهها ليهم دون قصد ان بنت منهم كانت بتبكي وسمعت تخاطيف الحوار انها كانت مرتبطة بشخص ومبقاش يرد عليها ولما كلمته قالها كل شئ انتهي وبعد مده وحشها بعتتله رساله وشافها ومردش ودا وجعها ,,, اتأثرت اوى "هدير" للبنت وصعبت عليها وقاموا مشيوا ورجع "طارق" وحكت له اللى سمعته :
= صعبانه عليا أوي ندمانه انها بعتتله الماسج وشافها وتجاهلها ..
- عارفه اسوء قرار الإنسان بياخده بيكون امتي ؟
=وقت الغضب اكيد .. !
_ لا ..الاسوء من قرار فى لحظة غضب هو قرار فى لحظة ملل او ضعف اللى بتورطنا برسالة او اتصال بشخص بعد ب أرادته عنا مش عاوزنا فى حياته ولا حتى مفتقدنا ، قالها علنا مش عاوزنا وحياته مستمرة بيضحك وبيسافر وبيشتغل وبيتعرف ع ناس ويومه ماشى عادي وبيتجاهلنا لاننا عنده ااقل من العادى علشان يفتكرنا .. علشان كده بيحصل إحساس بالندم وتعذيب الروح ع القرار دا ..
= كتير لما يشتاقو لشخص سابهم بتكون مستحوذه عليهم لحظة ضعف فعلا وبيبقي فى أمل انه هيرجع ودا احساس بيضايق ويعيشوا مده طويله بتألمو ..!
_ لأن احنا اللى بنكبر كل حاجه جوانا ، الحب والكره والغيرة والحقد والوجع لاننا ببساطة بنعمل من بني ادميين زينا ميختلفوش حاجه عننا أساطيير مع انهم فى الاخر بشر عاديين هيموتوا فى الاخر وجودهم مؤقت فى حياتنا او فى الدنيا عموما يعني مش معمريين ف اى حاجه تخصهم بنديها أكبر من حجمها ولما تحصل حاجه احنا بنعاني نتيجة تقديرنا الأسطوري ..
= صح .. معاك حق بس ياتري هتعمل ايه ؟
- احنا فى حياتنا هنمر بتجارب كتير وفيها التجارب القاسية ودا اكيد مش احتمال ف المطلوب اننا لما نمر بتجربة ناخد وقت الاستيعاب و نشوف خدتت مننا ايه وادتتنا ايه نراجع نفسنا يعني ونبدء تاني لأن الفرص مبتخلصش مش نبكي ونتحايل ع ماضي مش هيرجع ولو رجع مش هيكون زى ما كان لان اللى فات مبيرجعش وخصوصا اللى اتقفل ملوش رجوع كانو اللى فى المقابر رجعوا لما قلوب اهاليهم اتقطعت ع فراقهم .. ف المشكله وحلها فى ايدينا نراجع قراراتنا واختيارتنا و نتعلم ونكمل حياتنا ولا نبكي ع الاطلال وكده او كده العمر بيمر مبيستناش حد .. فهى القرار راجع ليها ول اى حد زيها مر بتجربة حسسته انها نهايه الكون وهى ممكن تكون فرصة لبدايه حياه جديده افضل من اللى كانت عايشاها ..هي محتاجة تشيل النضاره السوده وتقدر الأمور ع حسب قدرها ...!
_ تمام .. يلا بينا بقي اتاخرنا ..
_ تمام يلا ...

تانى يوم فى جامعه القاهره دكتور"عثمان" انهى محاضرته الاسبوعية وفى طريق متجه لمكتبه كانت فى طالبه فى انتظاره امام المكتب استوقفته ..:
_ دكتور "عثمان" ممكن دقيقة من وقتك ...؟
لاحظ دكتور "عثمان" ملامحها المتوتره : اتفضلى ,,
دخلو المكتب وقدم ليها كوب من المياه :
_ انا بستنجد بحضرتك ..؟
_مالك ..فى ايه ؟
_ انا عرفت حضرتك ساعدت "ايمن" الطالب فى السنه التالته فى مشكلته والحمد الله استجاب فى مده قصير ..و بصراحه فى مشكله وحضرتك اللى تقدر تحلها .. !
_ ايه مشكلتك ؟
_ لا دى مشكلة صاحبتى ,,صاحبه عمرى ومامتها بتطلب منك تقابلها نص ساعه مش اكتر ..!
_ تتفضل اكيد لو تقدر تيجى دلواقتى انا موجود لغايه الساعه 5
مسكت موابيلها واتصلت بوالده صديقتها ودخلت المكتب وملامح حزن وخوف وقلق مسيطره عليها ,, قعدو وقدملها كوب من المياه :
_ اتفضلى انا سامعك ..
_ بنتى يا دكتور .. بنتى حراميه يا دكتور ...
ممكن توضحى اكتر انا سامعك .._
ابتدت تتكلم : انا مش مصدقه لغايه دلواقتى ان بنتى حراميه ..من اسبوع راحت "دلال"
_ "دلال " بنتك ؟
_ ايوه ..
_ أسف ع مقاطعتك كملي ..؟
_ راحت "دلال" تذاكر مع صاحبتها"مي" فى بيتها ,, اتصلت بيا والده "مي"وطلبت منى اروح البيت ضروري ,,نزلت وروحت واتفاجئت انها بتقول بنتى "دلال" سرقت 100 جنيه ودى مش المره الاولى يحصل كده .. المره الاولى شكوا فيها لكن مفيش دليل المره التانيه راقبوها ومسكوها وهى بتسرق ال 100 جنيه ,, صرخت فى وشها وقولتلها مستحيل وندهت ع "دلال" علشان نمشى وقفتى والده "مي" وقالتلى" انا مش بتهم بنتك لانها حراميه لانها مش محتاجه تعمل كده معاها موبيل غالى وفلوس فى شنطتها واللى هى عاوزاه بتجبوهولها انا حبيت اقولك علشان اساعدك وتساعدى "دلال" انا مبتكلمش ع 100 جنيه لانى واثقه ان فى شنطتها اضعاف المبلغ دا ,,بنتك مريضه ولازم تروح لدكتور .." اضايقت وانكرت اللى حصل واخدت "دلال" ونزلنا ولما وصلنا البيت ومن غير ما أسالها طلعت ال 100 جنيه ع الترابيزه وانهارت فى العياط مقدرتش اتكلم من المفاجاءه انا كنت واثقه انها مااخدتش حاجه .. هى بتمد ايدها ليه انا وابوها مش حرمينها من حاجه .. شنطتها يوميا فيها 2000 جنيه واكتر .. تسرق 100 جنيه ليه ؟
حاول "عثمان" تهدئه الام : ممكن اشوفها اقعد معاها تسمحيلى بفنجان قهوه عندكم ..؟
_اكيد يا دكتور يا اهلا بك ..
_ انهارده الساعه 8 هكون فى البيت بشرب فنجان القهوه معاكم ..
_ هتساعدها يا دكتور ..؟
_ انا سمعتك ف انا محتاج اشوفها واسمعها علشان احدد نوع المساعده ايه .. وخير اطمني ..!
مشيت الام وصديقه ابنتها وفى المساء توجه "عثمان" لمنزل الفتاه وجلس فى الصالون وعينه عدسه للمكان شقه فاخره واغلى الاساس والفرش وخدم حياه مرفه , دخلت "دلال" وجلسا بمفردهما ولان بينهما سبق معرفه فعلمت الفتاه ان "عثمان" موجود بسبب مشكلتها لكن التزمت الصمت ولاحظ "عثمان" سكوتها ..:
ابتسم "عثمان": انهاردة الجو جميل اوى ,,ايه رايك يا "دلال" نخرج نقعد فى البلكونه ؟
قامت وقفت ودخلوا قعدوا واستمر صمت "دلال":
_ انتي عارفانى يا "دلال" صح ؟
_ طبعا .. حضرتك يا دكتور اشهر حدث فى الجامعه الفتره دى عندنا
ابتسم "عثمان" : نجم سينما ولا ايه .. تحبي تاخدي توقيعي فرصة ..؟
ابتسمت "دلال" واستكمل كلامه : بصى يا "دلال" احنا قاعدين كده علشان ندردش مع بعض واسمعك اكتر ما هتسمعيني ,, عندك استعداد وقبول تتكلمي اتفقنا ,, مفيش رغبة نحدد وقت تاني الللى يريحك ..
واحنا هنتكلم ك اصدقاء انسي خالص اني دكتور "عثمان" واتكلمي ..
_ اتكلم اقول ايه ماما اكيد حكتلك اللى حصل ؟
_ انا مش عاوز اسمع اللى حصل .. احكيلي انتي عاوزة تحكي ايه ..!
_ احكي ايه ..؟
_ ارجعي بذاكرتك زمان خالص واحكيلى ع طفولتك كانت ازاى ؟
بهدوء ابتدت الفتاه تتكلم : انا مش فاكره حاجه عن طفولتى غير يوم ما بابا سابنا واتجوز واحده تانيه واختفى من حياتنا ومشى وماما حضنتني وعيطت ودا كان عمرى 6 سنين وقتها ..
_ مين الراجل اللى بره ؟
_ دا جوز ماما ..
_ كملى ..
__ وقت ما سبنا بابا عشت انا وماما مع جدتى فى شقتها وكانت كبيره علينا بارده مفيهاش اى دفئ على طول بحس بالبرد ... حياتى كانت فى اوضتى اللى كانت بعيده جدا عن اوضه ماما ,,ماما عاشت فى عزله فى اوضتها لفتره بسبب اللى عمله بابا سابها وهرب مع غيرها ..انا فى اوضتى وجدتى فى اوضتها وماما فى اوضتها مبنتقابلش غير وقت الاكل وبنكون ساكتين مفيش اى حوار ,,نخلص اكل والخدامه تشيله وكل واحده ترجع ل اوضتها ,, كتير كنت بحتاج ماما تاخدنى فى حضنها تدفينى من البرد اللى حواليا لكن هى كانت بتقفل ع نفسها الاوضه وبتطلب منى اروح اوضتى ..!
_ وقرايبكم فين ..؟
_ممكن تقول مفيش حد بيزورنا غير قليليين جداا ..شبه انقطعنا عن العالم والسبب ان اى حد كان بيحاول يقرب مننا كان من وجهه نظر ماما انه طمعان فينا وهيستغلنا ...كانت دايما تقولى الدنيا دى وحشه وكلهم اشرار واستغالييين ..كبرت لكن نظرت ماما متغيرتش مكنش بيعجبها اى حاجه منى شكلى ولا هدومى ولا تفكيرى .. كنت ارجع من المدرسه للمدرسه اللى فى البيت كنت انا الطالبه وماما المديره بتراجع وبتؤمر ومبتسمعش لانها شايفه انها صح وانا غلط ..كانت بتزعق كتير لدرجه كنت بحس انها بتعاملنى كده بسبب بابا انى بنته وانى شبه وعرفت كده فى مره عاملتني بقسوة وطلبت مني ابعد عنها سمعتها بتقول لجدتي طالعه ل ابوها مااخدتش منى حاجه كلها ابوها ..وهو انا لو شبه بابا دا ذنب ؟! اقولك ع سر ..؟
_ ها ..
_ انا فكرت اهرب من البيت زى ما بابا هرب ..!
_ وجربتى ..؟..
_ كان لما انهار واعترض ع معاملتها وتصرفتها معايا اقرر اني اهرب لكنها كانت بتعيط وتحضنى بتاكدلى حبها ليا وان انا الامل الوحيد الباقى فى حياتها وعاوزانى اكون احسن من كل الناس ودا سبب تصرفها معايا ...
_ كملى ..
_ قولت اصبر لوقت دخول الجامعه هكون ع حريتى هشوف الدنيا واتعامل ب ارادتى وحريتى ..
_ وحصل ايه لما دخلتي الجامعه ..؟
_ مقدرتش اتعامل مع الناس اتصدمت لما حسيت بعجز من التعامل مع الناس ..التعامل مع ناس يعنى خد وهات .. انا محستش ان عندى حاجه اديها لحد ومش عارفه اخد ايه منهم..لان الناس اللى اتعاملت معاهم فى حياتي ماما وجددتي والخدامه بس .. حسيت بغربه واختلاف ..مع الوقت حسيت انى لوحدى منبوذه عن طلاب الجامعه .. كنت برجع البيت ادخل اوضتى اعيط لوحدى وكبر جوايا احساس ان ماما السبب هى اللى وصلتلى لحاله العجز دى برفضها بدون اسباب مقنعه وحبستها ليا وخوفها الغير مبرر من الناس ولما قولتلها نتيجة تعاملها وتصرفاتها وصلنى ل ايه قالتلى هى عملت كده من خوفها عليا من الناس كانت عاوزه تحمينى من خبثهم وشرهم فعزلتني عنهم .. دخلت فى حاله من العزله,, من الجامعه لبيت فى اوضتي طول اليوم,,فى يوم اتفاجئت ان ماما اتجوزت قريبها رجع من السفر ولما سالتنى معرفتش اقولها ايوه ولا لا لان سؤال كان عبارة عن انها تعرفني ان فى شخص هيعيش معانا فى البيت مش بتاخد رأي هى قررت خلاص لانها هى الصح وانا الغلط واتجوزت,,.مع الوقت سيطر عليا الاكتئاب ومبقتش قادره اتكلم ولا اشتكى لان مفيش حد بيسالنى مالى كله عايش حياته وشايفنى عايشه حياتى فى اوضتى فى عزلتى انها طبيعيه .. فجاءه من غير ما احس لما بكون عند حد احساس بيشدنى امد ايدى ع حاجات مش بتاعتى .. برفان ..اكسسورات .. شوك وساككين.. مفاتيح .. ابتديت الاول مع حاجات ماما طبعا مكنتش تتصور ان انا السبب فكانت بتتهم الخدم وتطردهم ..
_ كنتى بتعملى ايه بالحاجات دى ؟
_ برميها فى الزباله ..
_ كملى ..
_ فى سنه تانيه فى الجامعه نجحت يكون ليا صديقتين وحسيت وقتها ان ابتدا الخوف يقل لكن فجاءه بعدو عنى وقربوا هما لبعض وابتدوا يتجنبونى ونبذوني حسيت بخنقه وتعب ورجعتلى رغبه السرقه لكن المرادى مش من البيت خرجت بره نطاق البيت بقى كل بيت ازوره ..قرايبى او زملائى بقيت اطلب اروح عندهم علشان اسرق منهم حاجاتهم وارميها فى الزباله ..
_ بتحسى ب ايه لما بتاخدى الحاجات ؟
_ بحس بهدوء بعد ما بااخد الحاجه زى انى انتصرت ونجحت فى حاجه كبيره وبحس بسعاده مضاعفه لما اسرق من زمايلى فى الجامعه ..مش عارفه بس ببقى حاسه بسعاده وانا شايفاها بتلف وتدور وبتدور ع الحاجه الضايعه حتى لو كان قلم كانت بتدور عليه وانا بكون رميته فى الزباله ... مر مده واتعرفت ع واحده حسيت اننا ممكن نكون اصحاب بجد واتقربنا لبعض وقتها حسيت ان مشاكلى انتهت فطلبت منى اروحلها البيت نذاكر مع بعض واول ما دخلت بيتها رجعلى الاحساس تانى عاوزه اخد حاجه رغبه شديده مقدرتش اقاومها واتملكني احساس انها زيها زى اللى قبلها هتبعد عنى زى اللى سبقوها وهرجع لوحدى واخدت ال 100 جنيه ...!
_ كنت هترميهم فى الزباله ؟؟
_ ايوه ..انا اى حاجه باخدها برميها فى الزباله .. تصدقنى لو قولتلك يا دكتور انا مش عارفه ليه بسرق حاجات غيرى رغم انى بحتقر اى حد بيسرق وبكره السرقة ..!
ب ابتسامة : مصدقك ..
_ بجد ..؟
_ ايوة ومصدقك جداااا ..
انهوا حديثهم ودخلت غرفتها ودخلت والدتها وطلب منها الدكتور "عثمان" ان تزوره فى مكتبه فى الجامعه تانى يوم ... تاني يوم توجهت الجامعه وقابلت "عثمان" فى مكتبه :
_ بنتى بتسرق ليه يا دكتور انت شوفت بيتنا وعيشتها مش حرماها من حاجه ؟
ابتسم " عثمان " : هحكيلك حكايتين صغيرين كده تسمحيلى ؟
_ اتفضل ..
_ فى مول كبير فى محل ملابس سيده شيك وهى خارجه من المحل الجهازكشف المسروقات عمل صوت فطلبوا يفتشوها وفى اوضه التفتيش طلعوا من شنطتها بلوزه تمنها رخيص جداا مقارنه بالملابس اللى اشترتها الغاليه ومش مقاسها وعرفوا انها مدفعتش ,,جوزها حب يؤكد ان فى غلطه او انها اتحطت فى الشنطه غلط لكن سكوتها وصمتها وملامحها اككدتله الحقيقه انها سرقتها .. وبعد تحقيقات وان دى مش المره الاولى ليها واتاكدو من مكانه جوزها المرموقه دفع غرامه ومشيوا وحد نصحه انه يزور طبيب نفسى ...
_ هى مش محتاجه ليه تسرق وتعرض جوزها للاحراج كده ..؟
_ الحكايه التايه .. فى طبقه الهاي كلاس عندهم عادة بيعملوها دايما وهى انهم متعوديين يزورو بعض يشربوا القهوه او الشاى مع بعض فى زيارات متبادله وبتكون اغلبها متباهيين بملابسهم ومجواهراتهم واملاكهم , فى يوم واحده منهم قررت تزور صديقه ليها كما العاده ..اول ما بتدخل بيت صديقتها بتحس بقلق وتوتر وصل لدرجه ان كان فى صعوبه فى انها تاخد ريقها وضربات قلبها بتعلى.. بصت حواليها فى المكان عينها جت ع ازازه برفان حست برغبه انها تاخدها ..حاولت تقاوم وفشلت زى ما كل مره بتفشل .. اتحركت بخوف ولهفه اتجاه الازازه لغايه ما لمستها وحست بشغف وفرحه وابتدت تشم رائحتها وحست بسعاده كبيره وفتحت شنطتها ولسه هتحطها صديقتها كانت واقفه قدامها وشافتها ..بصتلها نظره استغراب واحتقار ودهشه اتوترت ووقعت ازازه البرفان ع الارض واتكسرت ... صاحبتها قربت منها وبنبره حسره واحتقار قالتلها دلواقتى انا عرفت سر اختفاء الحاجات من البيت فى كل مره بتشرفينى بزيارتك .. بس ليه انت معاكى تجيبى اغلى منها واغلى من الحاجات دى وعندك احسن منهم ... محستش بنفسها وهى خارجه من البيت بنفسها ولا مطروده .....
_ لا حول الله يارب ..
ب ابتسامة هادية "عثمان": تشخيص الحالتين وحاله "دلال" فى الطب النفسى اسمها ( جنون السرقه) هى مش جنون بالمعنى المعروف وكمان مش سرقه بالمعنى المعروف ..يعني شافو انها حاله غير سوية فقالو عليها تجاوز مخل جنونا ولكنها فى نفس الوقت بتمثل اعتداء ع ممتلكات الاخريين فقالو عليها بتجاوز مخل للسرقه .. فهى مش جنون لان المريض معندوش اى اضطراب فى التفكير ولا هلاوس ومش سرقه لان السرقه بتحتاج تخطيط للسرقه ونيه بالسرقه واللى بيسرق بيكون عاوز الحاجه دى لنفسه يستعملها ويستفيد منها بعد السرقه .. الحاله هنا بتختلف لان المريض هنا بيعانى .. معاناته فى فشله المتكرر لمقاومه رغبه السرقه .. يعنى فى رغبه بتدفعه انه يمد ايده وهو بيقاوم ولكن فى الاخر بيفشل فى مقاومته ,, هو بيكون فى صراع بين اتنين واحد بيقوله اسرق والتانى بيقوله لا مينفعش لكن فى الاخر رغبه السرقه بتنجح ويفشل المريض فى مقاومتها فى كل مره .. ليه هى مش سرقه..؟! لان الحرامى معندوش قوه مقاومه السرقه هى بتجيله مفاجئه لان هو بيخطط ليها وبيشارك ناس معاه .. لكن المريض مبيكنش قاصد الحاجه اللى سرقها بعينها لانه مش عاوزها ولا محتاجها لانه بياخدها يخفيها او يرميها وكتير بينسي مكانها .. المريض بيكون معاه فلوس يشترى الحاجات دى واحسن منها يعنى معندوش حرمان مادى .. ودا يكشف لينا حاجه مهمه هى ان عمليه السرقه هى الهدف مش الحاجه المسروقه ... بتتم عمليه السرقه بدون اى تخطيط او فكره مسبقه هى فجاءه او ما عينه بتقع ع الحاجه دى بيحس بحاله من التوتر وبيصاحبها اعراض كضربات القلب السريعه والعرق ومبيقدرش ياخد ريقه مع عدم القدره ع التركيز وبتسيطر عليه رغبه قهريه فى سرقه الحاجه دى .. لكنه فى الاول بيقاوم وبيقاوم لكن فى النهايه بيفشل فيتحرك بحذر اتجاه الحاجه دى واول ما يمسكها ويحطها فى شنطته بتزول عنه الاعراض السابقه ويحس بنشوة سعاده وهدوء ومبيحسش بالذنب ,, فى حالات تانية بتحس بالتعاسه والاكتئاب وبالذنب وقلق وخوف لو اتكشف .,, بعد السرقه بيسالو نفسهم ليه انا عملت كده لكن مبتلاقيش اجابه ولا بتلاقى اجابه ل الظابط لو حقق معاها ولا بتقدر تقول لدكتور النفسى عن الدوافع ..لان الدوافع الحقيقيه للفعل دا موجود فى اللاشعور وهى متعرفش كده .. المريض بيكون عارف ان السرقه للى بيحتاج الحاجات دى لكن اللى مش محتاجها بيسرق ليه مبتعرفش الاجابه ...
_ وايه يا دكتور تفسير الحاله دى اسبابها ؟
_ فى تفسيرات نفسيه كتيره لكن التفسير الاكتر والغالب ان المريض بيعانى من الوحده والاحساس انه منبوذ وقلق مزمن مع مشاعر مسيطره بالتعاسه بتصل فى بعض الحالات الى الاكتئاب لان ابحاث كتيره اكدت ان نسبه كبيره الحالات دى يعانى من الاكتئاب وحالات كتيره من السرقه بتم من مرضى الاكتئاب والهوس الدورى .. والهوس الدورى يخص النساء هو حدوث السرقات قبل وبعد الدوره الشهرية لان من المعروف ان المراه بتعانى من اضطرابات انفعالية اهمها الاكتئاب بسببها .. لكن فى اجماع بين المحلليين النفسيين ان اصل المشكله يرجع الى مرحله الطفوله لما بيتعرض الطفل ل الاهمال ومشاعره بتنجرح وبيفتقد الحب والحنان ويعيش يعانى من الحرمان العاطفى من الام والاب .. علشان كده مرضى هوس السرقه اول ما بيبدؤ سرقاتهم بيكون الضحيه اعز صديقه او اخوات او الوالدين ..بيسرقوا حاجتهم كبديل لحبهم المفقود هما شايفين انهم بيحبوا الحاجات دى اكتر منهم ,,,
سكتت الام واستكمل "عثمان" :
هو بيكون عنده حاله فقدان فى المعنويات وسرقته الحاجات دى بيتخيل له انها قوه يحارب بيها حاله الفقدان ... المريض بيكون محتاج لنظره حنان او كلمه كويسه بيكون محتاج يحس بالطمانينه من خلال حب اللى حواليه واهتمامهم به بسرعه بترتفع معنوياته من ابتسامه او كلمه وبسرعه بتنخفض المعنويات لما بيفقد الحاجات دى ...
السرقه هنا بتمثل عدوان ع الاخريين رغبه سرقه حاجتهم لنفسه لانهم نبذوه وحرموه من حبهم .. يعنى دا تعبير عن عدوان لاشعورى سببه الالم والاحباط .. فمشكله الانسان المريض هى انسان تانى او مجموعه من الاشخاص كان لهم تاثير سلبى فى حياته وخاصه فى طفولته , سابو فى روحه اثار لجروح لما ادرو ظهورهم عنه حسسه بالضياع والغرابه والوحده وعايشوه بعزلة ,, حساسيه ورثها المريض فى طفولته نتيجه لاضطراب العلاقه بين الام والاب معاه فى طفولته وبترجع الحساسيه دى لما بيتعرض لمواقف مشابهه من النبذ والبعد لما بيكبرمع اصدقائه او زملائه فى الشغل وبيحس بالوحده والعزله فبيحس بالاكتئاب وسبيله لتخلص من حالته دى انه يمد ايده ع حاجه يمتلكها شخص تانى بيحبها ...
الحكايتين اللى حكتهم ليكى مش بعيدين عن حكايه بنتك .. اللى كانت فى المول مع زوجها ذو المكانه المرموقه كان السبب من طفولتها هى ولدت لاب سكير وام دايما تلعنه طول الوقت ..كرهت ابوها لحاله السكر الدائم بينهم .. تعب وقعد من الشغل واضطرت امها تشتغل ,,اختها الكبيره دورت ع مفر لهروبها واقامت علاقات غير شرعيه وهى مكنتش تقدر تعمل زى اختها ومقدرتش تنفصل عن امها وابوها واول عريس اتقدملها وهى لسه مخلصتش دراستها الثانويه وافقت رغم انه يكبرها ب 20 سنه لكن مكانته الاجتماعيه والماديه كانوا اهم .. اتجوزت وبعد اول طفل اهملها وهجرها نهائى بعد الطفل التانى وكان اعتقاده ان كل احتياجاتها سفر فى اوروبا واغلى الملابس وكان يغيب ويرجع ياخدها فى رحله سفر كتعويض عن افتقادها له كرجل ,,, مع الوقت حست ب الكابه وراحت لدكاتره نفسيين كتيره وحالتها زى ماهى وبتسوء اكتر وبدون مقدمات حست انها تحت ضغط قوه قهريه انها تسرق اى حاجه من اى شخص من اى مكان اللحظات دى الوحيده اللى كانت بتهدى فيها ,,قالت عمرها ما حست بتأنيب الضمير فولا مره واللى بتسرقه كان بتخبيه فى مكان مش بتفتكر مكانه وبتنسى وسرقت حوالى 20 او 30 مره لكن مش فاكره اللى سرقته ولا مكانها ,,هى حست بالنبذ من طفولتها من اهلها ولما كبرت من زوجها ... الحكايه التانيه صاحبه ازازه البرفان ,, انها مكنتش تعرف اى تفاصيل عن العلاقه الجنسيه بين الزوجين الا قبل زفافها بيوم ولان امها مش فاضية رفضت تتكلم معاها طلبت من قريبتها تتكلم معاها .. .. قالتلي "ماتت كل احاسيسي فى اليله الاولى ع مدر 10 سنين" ,,هى كانت من أسرة غنية والدها حياته شغل ووالدتها حياتها اصحابها والخروج ,,ف بدون سؤالها سلمها والدها ل ابن شريكه ,, فهي محستش ب اى تغيير من انتقالها من بيت والدها لبيت زوجها النبذ والحرمان العاطفي ,, وبرغم السنين اللى عاشها زوجها فى اوروبا للحصول ع الدكتوراه ان كتبه وابحاثه ومراجعه اخدته منها ..مش شايف غير دراسته وكل طلباتها الماديه مجابه ع اعتقادهم واعتقد زوجها هو دا اللى هى محتجاه .. مفكرش ولا اتكلم معاها يسالها هى محتاجه ايه .. محسش انها محتاجه وجوده معاها محتجاه هو حبه وحنانه يضمها بحب فى حضنه مش لرغبه ,, هى مااخدتش منه غير حساب فى البنك واسمه الامع ومن والدها مااخدتش منه الا فلوسه ورغم انها جميله جداا لكن كان دايما حاسه انها ااقل منهم مال وجمال ومكانه وانوثتها ماتت وزوجها ردم عليها التراب .. كانت بتحس بالغيره والحقد ع زوجه البواب لما كانت بتشوفههم بيتكلموا او بيهزرو مع بعض ..حست انها منبوذه ووحيدة حياتها فاضيه مفيش معنى ولا هدف ولوحدها لازمها الاكتئاب وفشلت فى علاجه ومن غير سبب مفهوم ابتدت تراودها رغبه السرقه من منزل اى صديقه اى شى يقابلها كانت اللحظات دى بتحس فيها بالاثاره وسعاده وهى راجعه بيتها ترميها فى الشارع من شباك العربيه وترجع تنام نوم هادى ... مفكرتش انها تمنع نفسها من السرقه علشان متحرمش نفسها من المتعه .. لغايه موقف صاحبتها وطلب المساعده ...
_ دكتور انا ..
_ انا عاوز اقولك القاسم المشترك بين الحالتين وحاله بنتك رغم اختلاف الظروف والبيئه هو الحرمان .. حرمان حصل فى مرحله طفولتهم وسبب لهم شرخ فى روحهم عانوا منه لوحدهم فى عزلة ,, حرمان من التواصل الانسانى باى شكل من اشكاله,, التواصل الفكرى بيتمثل فى الكلام وتبادل الحديث والاراء ب اريحيه ك اصدقاء بدون رعب وخوف اوالتواصل الوجدانى بيتمثل فى الاحساس والتقرب بكلمه تشجيع او مدح ولو غلط بيبقي رد الفعل مش عنيف او تصرف يعبر عن حب والاهتمام هدية منقللش من مشاكلهم رغم صغر عمرهم نسمع شكواهم بدون سخرية ,,او تواصل جسدى الحضن والملامسه والطبطه .. هما اتحرموا من كل دا واحساس انهم غير جدريين بالقرب من اقرب الناس اتملكهم وعاشوا فى عزله وعانوا من الاكتئاب اللى وجهم للسرقه ليحرقوا نفسهم واللى حواليهم كعقاب ...!
_ والحل ..؟
_ نتعمق من جذور الحاله نبدء من وقت ما سببنا الجرح ونعمل تواصل انساني بينك وبينها اتكلموا عبرى عن حبك بتصرف يخفى خوفها ويحسسها انها مهمة فى حياتك ,,مينفعش تخفي مشاعرك الصادقة والطبيعية وتحرمي طفلتك منها ..احضنيها وضميها لحضنك وطبطى عليها ..نفسية الاطفال بتكون ورقة بيضا الاهل هما اللى بيحددوا ايه اللى يتكتب فيها بالتعامل والاهتمام ,, غير الاكل والشرب واللبس والخروج والفلوس هما فى اشد حاجه اللى تواصل الانساني والفكري والوجداني والجسدي المشاعر اللى بتغذى روحهم وبتقويهم لما يكبرووتفهمهم يعيشوا الحياة ازاى ومفيش غير الاب والام هما اللى يقدرو يعملوا كده لانهم اول مصدر امان ليهم ,,بعدو عنهم هيبعدو اطفالهم عن الحياة .. مش شرط شكل العلاقه تكون بين ام وبنتها او ولد والده ,, العلاقة لازم تكون بين صديقين علشان القرب هيمنع وجود اي شرخ يحصل ,,, للاسف اغلب الامراض النفسية ومعاناه اغلب البشر بتكون بدايتها من صغرهم وقت طفولتهم والاهل هما السبب مش عارفين الكارثه القنبلة اللى بيصنعوها اللى بتنفجر فيهم بعدين نتيجة تصرفاتهم وتعاملهم الغلط المؤذى ل اطفالهم اللى هما شايفين انه صح وهو جريمة فى حقهم ومعاناه كتير بتؤدى ل حالات انتحار ,,,
سكتت الام واستكمل دكتور "عثمان":
_ انا هكتبلها ع علاج وجلسات لكن مش لوحدهم هيساعدوها ع العلاج والشفاء .. انتى والبيت نص العلاج البيئه اللى عايشه فيها عامل هيساعد فى العلاج والاصح بيكونو اهم عامل لكن لو اتنفذ صح بصدق وحب ورعايه وانسانيه ...
_ شكرا يا دكتور ..
_ اتمنى فعلا تساعديها لانها محتاجه مساعدتك هتساعديها وتساعدى نفسك معاها ..
استاذنت الام و"عثمان" يتمنى ل الفتاه بالشفا وان تعيش شبابها وحياتها بدون اى عواقب نفسيه ..!

يتبع ...

زهرة التوليبWhere stories live. Discover now