( 16 )

710 26 1
                                    



(16)
قعدوا كلهم ع السفره وكانت "فونا" عامله اكل كتير :
_ مش هعزم ع حد كله يمد ايده وياكل ..
قعدت "غدير" مبتتكلمش وبصتلها "فونا":
_ "غدير" انتي نسيتي اكل "فونا" ولا ايه ؟! المكرونة الفرن اللى بالبسطرمه والزيتون اللى كنت بعملها علشانك اهي .. دوقيها وقوليلي نفس الطعم ولا اتغير ..
مسكت "شوكة" وداقت منها وابتسمت : جميله تسلم ايدك ..
اتكلم" ماجد": ولا اقولك ع المحشي وصوابع المحشي تقوليش سكر حاجه مسكره
ردت "صبا": سيبى ابو كرش دا وركزي فى الرقاق يا سلام ع الرقاق باللحمه يالهويييز
ضحكوا واتكلمت "منه": "غدير" متركزيش معاهم هما بيحبوا يمثلوا وهما بياكلو ..بس لو مدوقتيش من كل الاكل دا هيفوتك كتير .. كل معلقه هترجعك لسنين ورا ..
وهما قاعدين و"صبا" و"ماجد" بينتشوا الاكل من بعض وبتضحك "غدير" دخل "ياسر :
_ اسف يا جماعه ع التاخير الزحمه حاجه لا تطاق .. ازيك يا "غدير"
_ الحمد الله ..
_ انا قولت هتتغدي معاهم ..
_ مسكوا فيا لكن قولتلهم مقدرش اسيب الاوغاد ياكلوا اكل "فونا" لوحدهم ,,
اتكلمت "صبا": وهما ما صدقوا ومشوك ..
_ يا غلسه انا معزوم بكره عندهم ..
اتكلم "ماجد": ايوه بقي حماه وحماته المستقبليين ..
_ خبطته"فونا" ع دماغه : كل وانت ساكت ..
لاحظ "منه" باصه للطبق واتكلمت "صبا" :
_ واضح ان الافراح هتهل كتير "ياسر" وبعدها "منة" وبارك الله فيما رزق
كانت "فونا" ماسكه فوطه وحدفتها ع "صبا":
_ كلي وانتي ساكته انتي وهو ...
حب "طارق" يغير الكلام : فاكرين "فونا" كانت بتعاقب "ماجد" ازاى زمان ..؟
ردت "غدير ": كانت بتقعده فى المطبخ وكانت بتقوله انها لاقياه وتحطله اكل قليل
ضحكت"فونا": وكان بيصدق ويعيط يعيط .. يروح ل "وليم" ويقوله انا كنت مسافر لما جيت رجعت من السفر لقيتك فى البيت معاها ..
ضحكت "صبا": لا والانيل انه كان بيفهمني ان انا اخته من كتر ما كنت بقعد معاه هنا لما ماما وبابا كانوا يسافرو ويرجعوا ..
اتكلم "ماجد": ماهي "فونا" قالتلي ع مامتك انها معندهاش بنات فسلفتك ليها تقعدي معاها وانا صدقت وعرفت انك لقيطه وصعبتي عليا ..
_علشان كده كان بيسرقلي البسكويت من عندكم ..
ضحكت "فونا": الله ع ذكرياتكم الهباب ..
رد "ماجد" و"صبا": وايام العذاب ..
كملوا ضحك وكلام وخلصوا وطلعوا ع السطح وكان منظره فى الليل جميل مع الاضاءه ولعوا نار وقعدوا :
اتكلم "ماجد": مفكركوش بالمخيم اللى طلعناه ..
ضحكت "صبا": وقتها "ميجو" حب يغري البنات وبيولع خشب وكان بيستعرض وولع فى الخيمه وطلعت خيمه المشرفيين ..
اتكلمت "منة": ودبسوه يغسل الاطباق والمواعين يومين
ضحكك"ياسر" وولا بنت من اللى كان بيسبلهم عبرته وكان شكله ولا بلاش
بصلهم "ماجد": تصدقوا انكم عيال رمم .. يعني اقصد نفتكر ذكري حلوة رايحيين تفتكرو ذكري منيله كده ..
بص ع "غدير" وكانت بتضحك: حتى انتى يا "غدير" ,,طيب ماهو انتي فى مره كنتى ماشيه واتكعبلتي ووقعتي كوبايه العصير ع بنطلون مستر "يحيي" فاكره ..
رد "طارق": وانت بعدها كنت بتعاكس فى بنت من معسكر جنبها واخدت موعد معاها وروحت لاقيت مستر "يحيي " نفسه هناك
_ متفكرنيش وسالني جى تعمل ايه قولتله بشوف عندهم مواعين اغسلها ..ودبسني فى مواعينهم
ضحكوا كلهم .. بصت عليهم "فونا" بجد مافي احلى كده فى الدنيا .. انا سنين اتمنيت وكنت بدعي فى صلاتي ما يفرقكم عن بعض ابدا والغايب يرجع ,, فاضل "جهاد" ربنا يسعدها مع جوزها وبناتها ..
_بجد يا "فونا" انا معرفش من غير الاوغاد دول كانت حياتي هتكون ازاى ,,وبرجوع "طارق" و"غدير" صعب عليا اشوف عمري كله "ماجد" و" صبا" ..
_ انت تطول يا جدع ..الحق يا "ميجو" الواد "ياسر" بيغلط فى اختك "صبار"
مسك موزه وعملها مسدس : مين دا اللى يقدر يزعل "صبارتي" بيو ..بيو ..بيو ..
ضحكت "غدير" ع كلامهم وبصلها "طارق": مبسوطة ..؟
_جداا ..
اتحرك "ياسر" ورجع : كنت فين ..؟
_ اكيد كان بيدخن سيجاره ..
_ ايوه فعلا ..
اتكلمت "فونا": بجد مش عارفه حبك فى السجاير انت والموكوس ابني ايه ؟
_ تعود ..
رد "ماجد" : مزاج .. تحسي كده بعد الاكل المزاج يطلب سيجاره كده يعني
_ مزاج ..جتك مزاج فى دماغك ..
_ اللى هو ازاى دا ..؟
_ اللى هو كده ( حدفته ب الفوطه واتجنبها )
_ مجتش مجتش .. اوف سايت ل "فونا" حاولي مره اخري ..
ضحكوا كلهم واتكلم "طارق":
_ المزاج دا رغم انها كلمه بسيطة لكن تأثير عميق اوى فى نفوسنا ..لان المزاج هو المكان الوحيد المحرم اللى مبيطبقش عليه لا المعقوليه ولا منطق ..!
_ ازاى يا دكتور ..؟
_ يعني مثلا بعد الاكل بتبقي عاوز تشرب شاي ,, مبتعقدش اجتماع مع عيلتك علشان تقررو هتشربوا شاي ولا لا ..مجرد ما تسأل اى حد انت ليه بتشرب شاي بعد الاكل يقولك "انا عاوز كده " ولو قالوله ان الشاي الكتير بيسبب امساك والقهوه تسهرك واللون الكحلي غامق عليك فى الصيف الرد بيكون تلقائي " يا اخوانا انا بحب كده .. كيفي كده .. مزاجي كده " ,, وبيشرب شاي وقهوه وبيلبس غامق فى الصيف ولا بيفكر فى كلام حد ليه ؟! مزاجه كده .. الناس بتاكل شطة وبيتألموا منها ومع ذلك بياكلوها وممكن مياكلوش اكل معين علشان مفيهوش شطه ليه ؟! مزاج ,,
والمزاج هنا حرية ..المزاج هو حريتنا الوحيدة وسط الاسلاك المكهربة المنصوبه حولينا طول الوقت من ,, الواجبات والالتزامات ,, التزامات العائلية ,, التزامات التعليم ,, التزامات الوظيفه ,, التزامات الاجتماعيه ,, التزامات الدين والصداقه والمجامله ,, وسط المطاردات اللى دايما بنطارد فيها من الاخريين بندور احنا ع لحظه تكون ملكنا .. نتصرف ع راحتنا وع هوانا .. نبعد فيها عن الضغط النفسي زى ما بيقولوا نفرج عن نفسنا .. واللحظة دى هى مزاجنا ..
فنجان الشاي والسيجارة وقرن الشطة والمخلل اللى لازم يكون ع الاكل مهما كان والدردشه والتجمعات مع اشخاص نحبهم فى ساعه رواقه .. هو دا كل اللى اتبقي لينا من الدنيا .. واللحظه دى لحظه مزاجنا بنتمسك بيها ولا بنقبل المساواه ولا منطق ولا نصيحة ولا مشورة حتي ,,لان اللحظات دى لحظتنا احنا ومزاجنا احنا وحريتنا احنا ,, بالظبط زى الشخص اللى عنده شنب عاجبه ومزاجه يربيه وبمزاجه يحلقه ..
_ وينطبق المزاج دا ع الحب ولا دا ملوش علاقه ..؟
_ ايوه الحب فى تعريفه عموما مش بين شخصين لا بين الاشخاص مع بعض مزاج .. الحب لو كان موضوع للنصح والمشورة والمنطق هيكون موضوع عادي زى المواضيع الاقتصاديه والتجارية ,,الحب حاله يعني مثلا حبيتي تكلمي فلان هتكلميه فى لحظتها مينفعش تقولى بكره هكلمه لان ممكن بكره ميبقاش ليكي مزاج تكلميه ,,زى بالظبط البوسه مينفعش تحصل وانت فى نفس الوقت بتقرا الجرنال وماسك فى ايدك فنجان القهوه ,,
اتكلم "ماجد": لا دى تبقي بوسه مستعجله مستعجله خالص
ضحكوا واستكمل "طارق" كلامه :
هحكيلكم ع صديق ليا فى لندن .. كنت سهران معاه وحكالى قصه حبه وابتدا يشرح ليا مشاعره وعواطفه اللى استمرت 8 سنين حول امرأه واحده بس ..قالى " هى حبيببتي وحياتي ,,انا وهى شخص واحد ,,عيوبها اصبحت عيوبي لما بحضنها بدور ليها ع عذر ,,دايما هى تحس برغباتي قبل ما اتكلم ,, مفيش حاجه بينا اسمه خجل ولا كرامه ولا اهانه ولا كبرياء ,, انا بغير هدومي وهى موجوده وكانها غرفتي الخاصه وهى كمان بتتعامل فى منتهي التلقائيه فى حضوري ,, مبقناش نعرف العيب ,,فقدنا الاتصال بالناس واكتفينا بأنفسنا ,,هى ليا وانا ليها ,, اكتب ليها واسهر معاها واشرب معاها ..انا اللى انت شايفه دا كده لان فى واحده فى الدنيا خلتني الرجل اللى انت شايفه دا ,,"
قعد يتكلم كتير بحده وانفعال وهو بيشرب ويسكر ,, وسالت نفسي سؤال ,, هل فى سبب من الاسباب اللى قالها هو سبب اللى خلاه يحبها كل الحب دا ؟!
_ ولقيت رد ..؟
_ ايوه .. فكرت قولت معتقدش ان فى سبب ,, هو بيحبها علشان بيحبها بس كده ,,لان كل سبب قاله من الاسباب دى ممكن يكون سبب نفور وممكن يكون سبب للحب ,, ومزاجه هو اللى خلاه منه سبب للحب ,, لانه لو حب واحده خجولة ,,اصبح خجلها سبب حبه ليها ,,ولو حبها متكبره ,, هيكون سبب حبه ليها تكبرها .. الحب ملوش صوره واضحه يتعرف بها ,,الحسنه اللى ع الخد اللى كانت سبب حب شخص ما ..ممكن غيره يبص عليها ب نفور واشمئزاز ويعتبرها عيب خلقي ,, لكن هو مزاجه بيحب اللى ع خدهم حسنه ..!
خلاصه الكلام ان مفيش حاجه فى الدنيا بتساوى المزاج زى بالظبط مفيش حاجه بتساوي الحرية ,, بنعمل كل حاجه فى سبيل مزاجنا ونحس بالراحه والمتعه والسعاده ناكل او نشرب او ننام او نصحي اى حاجع فى الدنيا احنا عندنا الحريه فى القرار فيها بمزاجنا احنا (بص ل "غدير") ..!
_ عظمه ع عظمه يا دكتور ..عرفتي يا "فونا" ان شرب السيجاره مع فنجان القهوه الصبح مزاج ..
_ عقلكم فى راسكم تعرفوا خلصكم ..
_ يا خلاصي يا ناس ..
_خلصت روحك ,,
بتبص "صبا" ع السما وكان القمر مكتمل :
_ بصوا فى السما يا عيال القمر مكتمل ,, مفتكرتوش حاجه كنا بنعملها فى الوقت دا
ضحك "ماجد": اكيد مكناش بنتحول ل ذئاب
خبطته ع كتفه : غلس .. كنا بنطلع بليل نذاكر هنا ونسمع الست وكنا بنغني معاها فاكرين اغنيه ايه
ردت "منة" ايوه صح .. اغنيه الف ليله وليله ..
مسكت "صبا" الموبيل وشغلت الاغنيه : يلا نسمع ونعيش الذكري
اتكلم "ماجد": طيب جري اول الموسيقي ل احسن الست عقبال ما تتكلم هنكون نمنا وصحينا
ضحكوا ع كلام "ماجد" واشتغلت الاغنيه وابتدوا يغنوا معاها " يا حبيبي ,, الليل وسماه ونجومه وقمره ,قمره وسهره وانت وانا ,, يا حبيبي انا .. يا حياتي انا .. كلنا ..كلنا,, فى الحب سوا " وامايلوا واندمجت "غدير" معاهم وكان "طارق" مراقبها وكان سعيد جدا ب ابتسامتها واندماجها وترديدها كلمات الاغنيه بهمس ,,
انهوا اليوم :
اتكلم "طارق" : بجد مش عارف اشكركم ازاى ع اليوم الجميل دا
_ احنا اللى بنشكرك انك رجعت لينا ومعاك "غدير" واكتملت لمتنا
اتكلمت "غدير": شكرا ع اليوم الجميل دا
قربت منها "صبا": لا شكر ايه ايدك ع 200 جنيه تكاليف الفرد فى الليله دى
اتفاجئت "غدير" وبصت ل "طارق" وضحكوا وحضنتها "صبا":
_ انتي صدقتي دا هزار اتعودي بقي ..
اتكلم "ماجد": كنتي استني كنا هنكتبها شيك ع بياض
ضحكت "غدير" ونزلو "غدير" و"طارق" ووقفو فى المدخل وشايف ابتسامه "غدير":
_ انبسطتي باليوم دا يا "غدير"
_ جدااا ,, مكنتش اعرف انا هكون كده وفكروني ب ايام جميله كنا مع بعض فيها ,,
_ اتعودي بقي ع كده ..
_ تمام ..
وخارجين من باب العماره كان "بسام" واقف وقربوا منه :
_انت هنا من امتي يا" رامي "؟
_ من شويا ..قولت امر اخد "غدير" نتعشي سوا دا لو مفيهاش ازعاج او حاجه
_ لا طبعا "غدير" اهي وانا كنت هوصلها البيت و ..
ردت "غدير": لكن انا مش جعانه اكلت كتير معاهم
_ خلاص نشرب حاجه مع بعض ممكن ..؟
بصت ل "طارق" : بس ياريت متاخرهاش علشان علاجها
_ متقلقش يا دكتور مين هيخاف عليها قدي ..عن اذنك ..؟
ااتغيرت ملامح "غدير" وهى بتبص ل "طارق" وركبت العربيه بجوار "رامي" واتحركت وملامح "طارق" اتغيرت ومشيت العربيه وحس "طارق" بخنقه من الموقف خبط ع صدره ونفخ وبص حواليه وكان "ماجد" نازل هو و"ياسر" :
_ انت لسه ممشتش ,,فين "غدير"؟
_ خطيبها جه اخدها ومشي ,, انتم رايحين فين ؟
_ هو فى غيره المطعم ..؟
_ هترجع المطعم يا "ماجد" وهتسيب "اميره" لوحدها ؟
_ ماهي سابتلي البيت وراحت عند اهلها ..
_ ليه كده ؟
_ تعالي معانا لو مفيش حاجه وتعرف الموضوع ..
اتحرك معاهم واتجهوا للمطعم وحكوا ل "طارق" ع حوار الهدايا ومسك الصوره :
_ انت متاكد متعرفهاش ؟
_ ولا فاكرها خالص اصلا ..
_ بس الصوره دى متركبه اصلا ؟
_ ايه ؟
_ انتوا مااخدتوش بالكم ولا ايه واضح اوى انها متركبه ..واللى عاملاها قاصد يعمل مشاكل بينك وبين "اميره" بعد ما اتصلحتوا ,, بس السؤال مين دا ومين البنت دى ؟
_ معرفش .. وبيراقبني دايما ,,
_ دا لو هزار ..
_ هقسمه نصين اللى عمل كده ..
_ فى حاجه جتلك تاني ..؟
_ لا ..
رد "ياسر" : لا جتلك كارت دا امبارح وانت مجتش ونسيت اديهولك ..
عموما انا هاخد الصوره دى وهحاول اعرف مين دا اللى عامل كده ؟
_ تمام ..؟

اتحرك "طارق" واتجهه للفندق وكان قاعد قلقان ع "غدير" بص ع الساعه وكانت 11 بليل ,, اتصل ع البيت وردت "نادين" وعرف ان "غدير" رجعت من ساعه ونايمه فى غرفتها ,, اطمن انها رجعت ودخل نام ,,!

تاني يوم الصبح فى الفندق كان "طارق" بيجهز علشان ينزل فطلب منه دكتور "عثمان" يتكلم معاه :
_ مستعجل ع طول كده ؟
_ مش عاوز اتاخر عن "غدير"
_ لسه بدري .. طمني ايه اخر الاخبار ..؟
_ الحمد الله فى تحسن ملحوظ ..
_ طيب كويس
_ بحاول اوجهها بطريقه غير مباشرة بوصلها المعلومه وهى تجتهد فيها ,,لان التوجيهات المباشره مش هتفرق كتير معاها عن حالتها قبل كده ,, انا عاوزها هى اللى تقتنع وتنفذ لوحدها
_ المهم فى استجابه..؟
_ ايوه الحمد الله ..قطعنا شوط طويل يا دكتور علشان تقعد كده زينا وتتكلم
_ انت دكتور شاطر يا "طارق"
_ ما شبه اباها يا دكتور
ابتسم "عثمان" : يلا علشان متتاخرش
_ سلام
نزل من غرفته فى الفندق كانت "هدير" فى انتظاره :
_ هدير .. جيتي امتي من السفر ؟
_ من يومين يا دكتور ولا فكرت تسال حتي .
_ ياااااه ..نسيت خالص بجد ..
_ اللى واخد عقلك ..وشاغلك عنا ..
_ مفيش "غدير" بس مركز معاها الايام دى ..
_ مش انت قولت انها اتحسنت جدا وبقت احسن من الاول و..
_ ولسه محتاجه علاج انا مش هسيبها غير ما اتاكد 100% انها بقت كويسه
_يعني افهم من كده مش هتغديي انهارده ..
سكت "طارق": نتغدي مع بعض انهارده ع حسابك ..
_ وانا موافقه ..
بيبص ع ساعته : اخرتك انا اسفه توصلني فى طريقك ..؟
_ تمام يلا ..
_ انت مسالتنيش فطرت ولا شربت قهوتي
_ صحيح فطرتي ,,
_ لا
_ كان نفسي اقولك نفطر سوا لكن انا وعدت "غدير" هنفطر سوا ,, مره تانيه نفطر
|_ ماشي ..هستناك تمر عليا فى المستشفي ؟
_ تمام الساعه 4 هكون عندك ..
مشي خطوتين ووقف :
_ "هدير" انتى مش ليكي قريب فى المباحث ؟
_ ايوه ليه ؟
طلع الصوره من جيب الجاكت :
_ عاوز اعرف مين البنت دى اللى فى الصوره
_ دا "ماجد" اللى معاها ؟
_ ايوه .. محتاج اعرف هى مين ممكن تساعديني ؟
_ اكيد يا دكتور متقلقش ..
اتحركوا ووصلها للمستشفي واتجه "لبيت "غدير" وكانت قاعده فى الحديقه :
_ صباح الخير ..
_ صباح الخير ..
_ قاعده فى البرد كده ليه .؟
_ لا مفيش برد ولا حاجه مش حاسه ببرد خالص
قام "طارق" مخضوض وشاف حرارتها ومسك ايديها ..ابتسمت "غدير":
_ انا كويسه .. مش تعبانه يا دكتور ..
_ لما قولتي مش حاسه ببرد والجو برد كده افتكرت ..
_ لا متقلقش انا الحمد الله كويسه واخدت علاجي الصبح ومستنيه افطر ولا مفيش فطار ..
_ لا نفطر ..
دخل "طارق" الفيلا ولاحظ مشده كلام بين "نادين" و"بسام" ومكنش باين فى ايه ومكنتش المره الاولي اللى يشوفهم بيشدوا فى الكلام ,, اتجه للمطبخ وطلب يحضروا فطار وسمع صوت من وراه :
_ خليهم 3 فطار
_ "رامي" صباح الخير ..
_ صباح الخير يا دكتور .. مواعيدك مظبوطه
_ عمري ما بحب اتاخر عن مواعيدي ..
_ شوفت "غدير" ؟
_ اها ..
_ حكتلك عن امبارح ؟
_ لا ..حصل ايه امبارح ..؟
حط ايده فى جيوب البنطلون وبنص ابتسامه:
_ "غدير" متكلمتش معايا ولا كلمه ,, وبعد نص ساعه سكون واتكلمت قالتلي عاوزه اروح البيت تعبانه
_ طيب دا عادي ..
_ عادي انها متتكلمش .. مش انت قولت قله كلامها دا معناه ان فى مشكله وانها رجعت تتكلم عادي ..
_ اللى واثق منه ومتاكد انها اتحسنت عن الاول فعلا ودا رأي دكتور "عثمان" كمان ,, يمكن سكوتها لان مفيش موضوع تتكلموا فيه ,, افتح انت موضوع وخليها تشاركك ,,متستناش منها هى اللى تفتح كلام ,,
_ جربت وسألتها عن اليوم اللى قضته مع اصحابها كان ازاى قالتلى "جميل" وسكتت ,,
_ للعلم هى اغلب اليوم كانت ساكته معانا ..
_ يعنى مش متعمده السكوت معايا ..؟
_ هتتعمد السكوت ليه ,, لو كانت مش عاوزه تروح وانا حسيت بكده كنت همنعها تروح معاك ,,ارجوك تفهم وضعها وحالتها ,, "غدير" حاليا فى وضع الاندماج مع كل حاجه حواليها بتتعرف عليهم وع نفسها ,, وزى ماقولتلك فى فتره قصيره هتبقي احسن ..
اتنهد "رامي": انا اسف ع عصبيتي بس بجد مش قادر اقولك فكره انها قاعده قدامي دا كان حلم بالنسبالي واتحقق ,,
_ وهتتكلم وهتصدع من رغيها بس الصبر ..
_ تمام ..
_ يلا نروح نقعد معاها ونفطر مع بعض ..
_ تمام .. يلا ..
اتجهوا للحديقه وفطروا واتكلم "طارق" شويا مع "رامي" وخرج "بسام" ونده ع رامي" واتحركوا وقعدت "غدير" ساكته :
_ بتفكري فى ايه ؟
_ لا مفيش ,,
قربت "نادين" ومعاها اتنين عصير وقعدت معاهم :
_ احلى عصير برتقال ل "غدير" ودكتور " طارق"
_ شكرا يا "نادين" ..
لاحظ "طارق" ملامح "نادين" المتغيره :
_ وانتى عامله ايه يا "نادين"؟
_ الحمد الله ..
_ تيجو نلعب لعبه بدل قاعدتنا كده ..
_ لعبه ايه ؟
_ فى كوتشينه هنا ؟
_ ايوه ثواني ..
دخلت "نادين" وخرجت ومعاها كوتشينه :
_ هحط صوره البنت هنا وورقتين تانين ب ارقام ..عاوزاكم تختارو الورقه الصح تمام ..
_ تمام ..
حط الكروت ولاحظ ترددهم الاتنين واخدو وقت ل اختيارهم بتردد ملامح قلق خوف انهم يغلطو واختارت "نادين" مرتين وغلطت و"غدير" اختارت مره وغلطت ,,واختارت "نادين" مره وكان صح وفرحت وبعدها غلط وزعلت ,, ضحك "طارق" :
_ عارفين انا فى فترة من حياتي كده شغل تفكيري موضوع واحد وهو الايام الاولي ل "أدم " ع الارض كانت عامله ازاى ,, اول خطوة مشيها ,, وفى اى اتجاه اتحرك ,, وازاي حدد الاتجاه ,, هل كان مطمنولا قلقان ..هل كان مطمن انه بيمشي فى الطريق الصحيح ولا كان قلقان انه مش عارف نتيجه تحركاته ايه ..مكنش فى حد يستشيره ولا يرشده ولا حتي ينصحه ,, فاقد خبرات سابقه تقدر تساعده لحركته ,,
معني كده ان كل تحركاته كانت عشوائيه ,,بعضها كانت صح وبعضها كانت غلط ,,
"ادم" مكنش يعرف علم الحساب فمكنش يعرف يعمل العمليات الحسابيه علشان يوصل الى نتائج مضمومنه ولا كان يعرف علم المنطق فكان مش قادر ع دراسه المقدمات من اجل تحقيق نتائج محدده ,,
كانت حالته زى الشخص اللى اتربط ع عينيه شريط اسود ودخل غرفة مظلمه واطلب منه يدور ع القطة السوده اللى فيها ,, والقطة مكنتش فى الغرفة اصلا لكن كان لازم يدور عليها ,, السؤال هنا هل كان سعيد بحالته دي ولا كان بائس حزين ؟
_ ياتري كان ايه ؟
_ النتيجة واضحه قدامنا ,, لان الحياة استمرت ع الارض حتي اللحظة دى فدا معناه ان "ادم" متهزمش وبالاخص فى الايام الاولى اللى كان لوحده فيها ,, ودا معناه ان اتشجع حتى حقق فى واحده من خطواته العشوائية فى البداية نجاح وتوفيق ,, ودا مناه ان لما اليأس اتسرب الى نفسه حاربه ونجح فى الخطوه اللى بعدها وكان دافع ل الاستمرار فى المحاوله للوصول ,, وكانت حياته كده ,,نجاح ثم فشل ,, مكسب ثم خسارة ,, امل ثم يأس ,,حتي اتعود "ادم" ع اللعبه ,,ولو اتصورنا ان كل خطواته نجحت فى الاول مكنش هيبقي فى فرق بين الجنه والارض ,, لان الجنه فيها كل شئ مضمون ومفيش مجال للتخمين ولا المحاوله والتوقع ,, ولو تصورنا كل خطواته فشلت فى الاول كان "ادم" قرر انه ينهي حياته لانها هتكون مستحيله ع الارض ,, ودا ياكدلنا انه فى البدايه كان بيتحرك لكن ببطئ وحذر شديد خايف يتعرض لمفاجاءه صعبه تقضي ع حياته ,,
لاحظ سكوت "نادين" و"غدير" واستكمل كلامه :
_ ودا ياكدلنا ان فى خطوات اتحركها وقرارات كانت جريئة ,, احتاجت منه قدر من الشجاعه لانه كان مجبر انه ياخد الخطوة دى لان التحدي كان كبير قدامه ,, تحدي لوجوده واستمراره وبقائه ع الارض ,, كان عليه ان يخاطر ..يخاطر بحياته من اجل استمرار حياته ,,مقالش اهرب واستسلم لكن حارب ,,
واستمرت الحياه واستفاد الابناء من خبرات الاب وبدلا من ان يبحث الانسان فى حجزة مظلمة وهو مغمض العينين عن قطة سوداء غير موجوده ,, اصبح لا يتحرك الا اذا كان مفتح العينين فى ضوء ساطع ليبحث عن هدف محدد علشان يحدد موقعه بدقه ,,
طبعا مع تطور العلم الانسان بقي يقدر يمسك بدقه كل شئ فى حياته وساعده ع تنظيمها الا حاجه واحده مقدرش العلم انه يسيطر عليها ..
_ ايه هى ..؟
_ عواطفه .. لاسباب خارجه عن ارادته ,,فرح او حزن ,, قلق او اطمئنان ,,اكتئاب او بهجه ,, غضب او هدوء ,, حب او كره ,, كل دول استجابات لمشاعره للدنيا من حوله الناس او الاشياء ,, والعواطف لها هيمنه شبه مطلقه ع السلوك ,, يقدر يقاومها احيانا ولكنها بتقهره فى احيان تانيه ,,والانسان ضعيف قدام عواطفه ,,ضعيف امام الضغوط والهموم ,, احيانا بيواجهه واحيانا بيهرب ,, بينتصر احيانا وبينهزم احيانا ,,واصبح الصراع يشكل محورا تتوزع حوله رغباته المتنازعه المتعارضه ,, ف الاستسلام مش حل والحروب مش حل ..المواجهه هى الحل مهما كانت النتيجه..المهم القرار والاراده ...!
سكتوا "غدير" و"نادين" واستاذنت "نادين" ودخلت وقعد "طارق" يتكلم مع "غدير" :
_ غدير ممكن اسألك سؤال ؟
_ اتفضل ؟
_ عاوز اتكلم معاكي عن "رامي" ..؟
_ ازاى ..؟
_ يعني احكيلي عنه كده ,,انتي شايفاه ازاى ؟
_ "راي" انسان كويس جداا ,,مشفتش منه اى تصرف وحش ,, عرفت انه من وقت الخطوبة لوقتنا دا وهو اتمسك بيا ولا فكر يسيبني وانا حالتي كانت ميؤس منها ,,
_انتي وافقتي ع الخطوبة ؟
_ ايوة ..
_ يعني مكنش ضغط من والدتك ..؟
_ مش فاكره بس هما قالولي انها تمت بموافقتي ,,
_ تمام ..

"صبا" كانت نزلت وسط البلد علشان تشتري فستان ل خطوبة " ياسر " ووقفت توقف تاكسي ولا تاكسي راضي يقف وهى بتعدي الطريق وقف امام عربيه كانت هتخبطها ,, رغم انها غلطانه غلطت فى الشخص اللى سايق :
_ مش تفتح ولا احنا حيوانات قدامكم
خرج من العربيه : انا اسف ..انتي كويسة ..؟
بتعدل هدومها : كويسه .. ياريت بس تفتح الله يباركلك ,,
شال النظاره : "صبا" .. انتي "صبا مسعود"
بصتله بتركيز : ايوه انا .. بشمهندس "ياسين" ايه الصدفه دى ..
_ بجد صدفه ولا الحكايات .. المهم انتى كويسه ؟
_ ايوه كويسة .. اسفه ع الطلعه اللى طلعتها فيك ..
_ ولا يهمك .. انتي رايحه فين كده ؟
_ رايحه فى كافيه ع اخر الشارع هستني فيه "منة" صاحبتي ورايحين مشوار
_ وانا كنت فى مشوار هنا
_ اهاا ..
_ تسمحيلي اعزمك ع اى حاجه اعتذار ع اللى حصل مني ..؟
_ مفيش داعي بسيطة محصليش حاجه
_ شكلك فى القاهره بتكون بخيله ولا ايه ؟
ضحكت "صبا" : لا ابدا ..
حط ايده ع معدته : من الصبح فى ميتنج وجعان جداا ,, فرصه ايه رايك هعزمك ع اتنين شاورما وصايه وعربون اعتذار ع الوقعه
_ لا متكبرش الحكايه بسيطه
_ لا هتكبر ولا انتي مش عاوزة
_ امممم ماشي بس انا اللى هعزمك ع الكوفي
_ وانا عليا السندوتشات
_ تمام ..
ركبت "صبا" العربيه واتجهت للكافيه وطلبو اتنين كوفي والسندوتشات :
_ الواحد كان جعان بشكل
ضحكت "صبا": وقت الجوع بتحس بوحوش فى معدتك بتستنجد
_ فعلا .. طول اليوم ميتنج ونسيت نفسي خالص
_ ليه كده دا الاكل بالذات لما ينده لازم نلبي الندا
ضحكك:ياسين": علشان لوحدي فقولت لما اخلص الميتنج هبقي اكل اى حاجه وكويس انك قابلتك فعلا الاكل مع حد بيبقي مختلف عن ما يكون لوحدك
_ يلا عد جمايل
_ بجد فرصه سعيده ..صح انتى اختفيتي فجاءه واسالهم عنك يقولولي نزلت اجازتها ..
_ ايوه ..اصل اجازتي مقدرش اسيبها ما بصدق انزل القاهره واشوف اصحابي ,, انت مش المفروض تسافر ؟
_ ايوه لكن السفر اتأجل شويا وشغال فى الشركه فى مصر ..
_ طيب كويس .. فى حد قصر معاك هناك بلغني ارجع انفخهملك
ضحك "ياسين": لا ابدا كلهم كانو ذوق اوى معايا ..
_ فندقنا تحت الخدمه فى اى وقت يا فندم
ضحك"ياسين" ودخلت "منة" وشافتهم وقربت منهم :
_ مسا الخير
_ اهلا يا "منه" .. اعرفك المهندس "ياسين" ..اعرفك "منة" صديقه طفولتي المشرده
_ اهلا بيكي
_ اهلا بيك ..
_ استأذن انا وفرصه سعيده
_ انا الاسعد
_ صدفه سعيد يا "صبا"
_ انا الاسعد بجد يا بشمهندس ..
مشي "ياسين" وقعدت "صبا" وطلبت منه حاجه تشربها :
_ بس دا طلع احلى ما حكيتي
_ ماهو انتي عارفه اوصف بنادمين فاشله ..اوصفلك سندوتشات او وجبات مفيش اسرع مني
_ بس ذوق اوى
_ جدااا .. فعلا رب صدفه خير من الف ميعاد .. ياعيني اخد كلمتين فى جنابه مني
_ لسانك دا عاوز برمه ..
_ قووليلي معرفتيش تنزلي "اميره" برده ؟
_ لا خالص ..قالتللي سيبوني ع راحتي
_ طيب يلا علشان نلحق المحلات ..علشان لسه الاستاذ ميجو طالب مني اشتريله قميص وكرافته ع ذوقي ,, تحسيه العريس وهو صاحبه اصلا ..
_ يلا ..
بتلم حاجتها : يا جبروتك نازله تشتري فستان هتحضري به خطوبه طليقك اللى كنتي بتحبيه يا قادره
_ لمي نفسك ويلا روحى حاسبي
_ طلبت "صبا" الشيك وعرفت انه دفع طلباتهم وطلباتها هى و"منة" ولما سالت مين عرفت انه "ياسين" ..!

قعد "طارق" طول اليوم مع "غدير" لدرجه انه نسي ان موبيل فصل شحن و"هدير" كانت مستنياه فى المستشفي من الساعه 4 لغايه 10 بليل وموبيله مقفول ,,قلقت عليه واتصلت بالبيت عند "غدير" وطلبت تكلمه ورد عليها :
_ انت كويس اهو ..ايه يا "طارق" تقلقني عليك كده
_ موبيلي فصل ومااخدتش بالي
_ قاعده كل دا من غير اكل ومستنياك وانت ,, ماشى المهم انك بخير .. سلام
قفلت متعصبه "هدير" من تصرف "طارق" اول مره يعمل معاها كده ويتجاهلها ,, اتجهه "|طارق" ع المستشفي ومعاه ورد وشنطه فيها سندوتشات فاهيتا فراخ اللى بتحبها "هدير " وخبط ع الباب :
_ الاوردر وصل يا فندم ..
كانت ملامح "هدير" زعلانه قرب "طارق" وقرب منها الورد :
_ اسف .. اسف جداا بجد
_ المطلوب مني اسامحك عادي ..
_ هتسامحيني لانك عارفه انا مش قاصد صح ..؟
_ بس ..
_ مفيش بس (مسك ايديها وقعدها ) هتاكلي دلواقتي دا المهم يلا ..
_ هتكرر الى عملته دا تاني
_ اطلاقا يا فندم ,, انا مقدرش ع زعل حضرتك
_ ولا انا بحب ازعل منك
_ يبقي ناكل ..
_ ناكل ..
_صحيح انت رجعت ل "غدير" السلسله ؟
_ لا لسه معايا
_ مش اتحسنت وبقت كويسه ؟
_ ايوه بس شويا لما تخف خالص .
|_ تمام .. ع فكره انا بعت الصوره ل قريبي اللى فى المباحث قالى يومين وهيرد عليا
_ تمام .. متنسيش خطوبه "ياسر" يوم الخميس
_ لا مش ناسيه اكيد ..
انشغال "طارق" مع "غدير" اخده من الدنيا ,,فى يوم كان اتفق يقابل "هدير" ويروحوا البيت مع بعض يتغدوا كلهم مع بعض وكالعاده اتاخر ولاحظ "دكتور "عثمان" ملامحها المتغيره :
_ مالك يا "هدير"
_ "طارق" اتاخر اوى كان الاتفاق ع غدا واعتذر وقالى عشا والساعه 10 ولسه والجو بره وحش وبتمطر ..
_تلاقي فى حاجه شغلته انتي عارفه "طارق" ميتاخرش عنك ابدا
_ ايوه عارفه ..عارفه
_تعالي اقعدي معانا شويا
_ حاضر هعمل مكالمه وهرجع ..
دخل دكتور "عثمان" ومسكت الموبيل واتصلت ب "طارق" ومردش وقفت اتنهدت ..!

"طارق" فى الفيلا عند "غدير" بعد العشا حس ملامح "غدير" متغيره :
_ مالك ..
_ مش عارفه حاسه ان معدتي وجعتني باين اكلت كتير من البيتزا ..
_ اممم استني اجبلك حاجه للهضم ..
ردت "نادين": التمشيه احلى طريقه للهضم
_اه فعلا .. تحبي نتمشي بره شويا .
_ اوكيه ..
قام "طارق" يتمشي هو و"غدير":
_ حاسه ب ايه دلواقتي ؟
_ الحمد الله احسن ..
_ "نادين" انسان طيبه اوى وحنينه
_ جدااا ..
_ مختلفه اختلاف شاسع عن "بسام" ومستمره معاه
_ اصلها كانت بتحبه ومن واحنا صغيرين ,,حتى لما "بسام" اتجوز فضلت تحبه ولما انفصل واتقدملها وافقت ع طول ..
_ انا لاحظت ان مفيش اطفال هو فى مشكله ؟
_ مفيش حمل بيكمل معاها ,, اللى سمعته انها راحت وكشفت والدكاتره قالولها عنصر نفسي اللى بيأثر عليها ومش عارفين ايه هو ..
_ انتوا عيله غريبه بصراحه ,,
_ ليه ؟
_ دايما بيبقي فى مشكله فى حاجه وانتم بتتجاهلوها بدل ما بتدورو عليها وتحلوها ,, كده المشكله بتكبر وحلها بيكون صعب ,,زيك كده سنين مدوروش ع حل والحل كان فى ايديهم
_ مش عارفه ..
حصل برق ورعد : باين هتمطر تعالي ادخلي
_ لا انا عاوزه اقف تحت المطر ممكن ..
_ اكيد ..
وفعلا لحظات ومطرت وخرجوا بنات حارس الفيلا صغيرين بيرقصوا تحت المطر شافتهم "غدير" وتلقائي شالت الشال واتجهت اتجاههم ومسكت ايديهم ورقصت معاهم و"طارق" واقف مكانه سعيد برؤيه "غدير" سعيده بالمطر ,,شاورتله "غدير" واتحرك من تحت الضله ومدت ايديها ومسكت ايده ومع البنات ورقصوا واتنططوا تحت المطر و"طارق" بيضحك و"غدير" بتضحك ,, وقف "طارق" بص ع "غدير" وهى بتتحرك تحت المطر وفى اللحظه دى مكنش شايف غيرها واتمني المطر ميبطلش علشان تفضل سعيده بالشكل دا ,,
المطر خلص وبسرعه مسك الشال وحطه على كتافها ودخلوا الفيلا وكانوا غرقانين :
_ ايه دا انتوا استحميتوا ولا ايه ؟
ابتسمت "غدير": كانت عاوزاكي يا "نادين"
_ لا انا مبحبش كده ,, (ندهت ع داده عزيزه) خدى "غدير" تغير قبل ما تبرد
بصتله "غدير": شكرا يا "طارق"
_ تصبحي ع خير ..
ابتسمت "غدير" و"طارق" نظراته عليها لغايه ما اختفت من نظره واتكلمت "نادين":
_ تعالى اتفضل اجبلك حاجه تنشف بيها المايه دى وتشرب حاجه دافيه
_ لا لا عادي .. المهم قبل ما تنام "غدير" تاخد العلاج
_ اكيد انا هطلع ليها دلواقتي
مدت ايديها بالموبيل : موبيلك مبطلش رن ع فكره
للحظه افتكر موعده مع "هدير": اوووبس "هدير"
_ فى حاجه ولا ايه ؟
_ نسيت ميعادي مع "هدير" ع العشا .. انا لازم امشي دلواقتي اتاكدي انها اخدت العلاج وانا الصبح هكون هنا ولو فى اعراض نزله برد علاج البرد فوق فى الدرج انا جبتهولها من يومين ومعاه مواعيده
_ تمام .. دكتور "طارق"
_ ايوه .
_ انا محتاجه اتكلم معاك فى حاجه ممكن
|_ دلواقتي
_ لا وقت ما تكون فاضي
_ لو مهمه دلواقتي انا سامعك
_ لالا وقت ما تكون فاضي
_تمام

بسرعه خرج من الفيلا ودخل العربيه واتصل بدكتور "عثمان" وعرف انه لسه فى بيت "هدير" و"هدير" مااكلتش حاجه ومضايقه ,, بسرعه اتجهه للبيت وهدومه مبلوله ورن جرس الباب وفتحت "هدير" وشافت "طارق" وهدومه مبلوله وعطس :
_ طارق .. ايه دا
_ العربيه عطلت فى الطريق ومطرت وكنت لوحدي وروحت جبت ميكانيكي ولما عرفت ان انا اتاخرت مقدرتش ارجع الفندق اغير هدومي واجي علشان متزعليش
كدبه "طارق" ومنظره استغلها علشان يلهي "هدير" من زعلها منه وفعلا انشغلت ب ومثل انه تعبان :
عطس "طارق": تعالي ادخل انت بتستهبل والله دلواقتي جالك دور برد
دخل "طارق" وسلم ع الكل ولاحظ ابتسامه خفيفه من دكتور "عثمان" ,, دخل ودخلت "هدير" غرفتها كانت اشترت قميص وبنطلون وجاكت هديه ل "طارق" اخدتهم وادتهمله يغير هدومه وفعلا غير واهتمت ب انه يشرب حاجه دافيه :
_ شكرا ع الطقم الجميل دا
_ كنت هدهولك يوم ما رجعت من السفر وانت مجتش نتغدي مع بعض فرجعت فى كلامي
_ شوفتي بقي علشان مكتوب ب اسمي جالي فى الوقت المناسب ..
_ حاسس انك كويس دلواقتي .. تعبان
_ لا الحمد الله تمام جدااا ..
_انا كنت حالفه ما هكلمك ..
_ ليه بس ؟
بعصبيه: الموبيل معاك بيعمل ايه مش فاهمه انا ؟
_ كان بعيد عني صدقيني ,,خرجت من عند "غدير" وفى طريقي ل هنا حطيته فى التبلوه العربيه كان بيشحن وحصل اللى حكتلك عليه ..
_ ماشي يا "طارق" .. ع فكره انت اتغيرت خالص ودا غير مسموح به
_ انا اسف جدا جدا واللى انتي عاوزاه
_ اللى انا عاوزاه ؟
_ ايوه
_ يوم اجازتي تقضيه معايا كله كله لا فى اصحابك ولا "غدير" .. اعتقد انها بقت كويسه جداا اهو
سكت لحظات: ماشي
_ وعد ..قدامهم كلهم انك هتنفذه ولو متنفذش مش هكلمك تاني ودا بجد
_ وعد يوم اجازتك هقضيه كله معاكي ,, بس هو امتي اجازتك ؟
_ انت نسيت ؟
_ لا فكريني مش يمكن لما رجعتي من السفر اتغيرت الاجازه ..
_ ماشي .. يوم السبت ..
_ بعد خطوبه "ياسر " اكيد هتيجي
_ اكيد ..
بص ع الساعه وكانت 12:30: يلا يا دكتور "عثمان" ولا ناوي تقعد للفطار
ضحكك دكتور "عزت": ياريت انا مش عارف اصلا نزولكم فى فندق ليه والبيت هنا كبير
ضحك "عثمان": انت عارف انا بحب اكون ع حريتي وانتم ع حريتكم وبعدين انا ع طول هنا ومعاك فى المستشفي يعني مع بعض ع طول ..
_ اللى يريحك يا صديقي ..
_ شكرا ع اليوم الجميل دا وسلمولي ع "هاله" لما ترجع من رحلتها
_ اكيد ..
اتحرك "طارق" ودخل العربيه وقعد جنبه دكتور "عثمان" وضحك بصوت عالي :
_ ضحكني معاك يا دكتور
_ انت فظيع .. تمثيلك ردئ جدااا يا "طارق"
ضحك "طارق": كان واضح اوى ..
_ واضح جدااا .. حتى "عزت" و"ساميه" لاحظوا
_ و"هدير" ؟؟
_ الوحيد اللى ملحظتش اول ما عطست انشغلت ومفكرتش فى اى حاجه
_ وهو دا المقصود يبقى نجحت الخطه ,, دا انا كنت شايل هم هيدخل عليها ولا لا
_ انت ايه اخرك كده ,,اتصلت ع الغدا واتعذرت .. والعشا كمان ؟
_ "غدير" طلبت مني اتغدي معاها لان فى البيت والدتها مسافره و"بسام" و"رامي" مسافريين فى فرنسا وهتكون لوحدها هى و"نادين" قالتلى مش حابه تحس انها لوحدها وانا مقدرتش اوصل ليها الاحساس دا والعشا كانت عاوزه بيتزا وبصراحه كانت مغريه البيتزا ف اكلت ونسيت العشا ...
_ وبعد العشا ايه اللى اخرك وخلاك مبلول كده ؟
تذكر "طارق" مشهد المطر ورقص "غدير" مع البنات وتنطيطها ومشاركته ليها ابتسم ولاحظ دكتور "عثمان" : روحت فين ..
_ مفيش ..
_ مفيش ... طيب ..!
لاحظ دكتور "عثمان" ابتسامه "طارق" طول الطريق ولانه متعود ان "طارق" بيحيله لكن لاحظ ان "طارق" مش عاوز يحكي فسابه ع راحته ... وصلوا الفندق ودخل نام دكتور عثمان وكان فى مطر بره طلع البلكونه "طارق" وغمض عينيه ورفع راسه ومد ايده يلمس المطر وفى نفس اللحظه كانت "غدير" واقفه فى البلكونه فى غرفتها زى "طارق" بالظبط ..!

زهرة التوليبWhere stories live. Discover now