دَع البكاء للبحر

1.3K 215 16
                                    

تنهدَت بقلق وهي تخرج من الغرفة، حيث تركته يعود ليتصفح أحد الكُتب على الأرفف، وسارت على أطراف أصابِعها كي لا تُحدِث حركتها جلبةً قد توقظ إيڤا.

أخذت الملابس المعلّقة خلف الباب والتي استبدلها هيڤ بملابس والدها، ثم سارت نحو غرفة غسل الملابسِ حين تأكدت أن الطريق سالكة. وتزامنًا مع انهماكها بتهيئة المكان، شعرت بوقوف أحدهم خلفها ولفح أنفاسٍ باغتها بسؤال صاحِبها "ماذا تفعلين هنا؟".

فلعت مسرعةً بإلقاء الملابس على المسحوق، ثم استدارت لتجد شقيقتها تنظر لي بأعين ضيقة محاطة بآثار النوم.

تلعثمت آنثيا قبل أن تُجيب متكئة على الآلة خلفها حين بدأت بالعمل مهتزّة "لا شيء يذكر، فقط أغسلِ بعض الملابس".

وبالطبع لن تخبرها أنها تنتمي لشبح ميت عاد للحياة!

"منذ متى تفعلين ذلك في وقت كهذا؟" سألَتها وهي تميل متكئةً بكلتا يديها على اطار الباب الخشبي.

"منذ اليوم" أجابت بملل، وجرّت خطواتها لتدفعها للخارج بالردهة المظلمة. كانت تعلم أن شقيقتها التي تستيقظ من النوم بمنتصف الليل تتصرف كمن شرب زجاجتي كحول، لذا عاملتها وفق ذلك وأحاطت ظهرها هامسةً "هيا لنعد النوم".

"لكن-" وقبل أن تكمل الكبرى اعتراضها بحمق كان رأسها قد صُفع من قِبَل من منحتها تعبيرًا جامدًا، لتنفث في النهاية، ثم تبدأ بالسير مبتعدةً عنها لتصعد الدرج عائدةً لغرفتها، فيما تبِعتها آنثيا وهي تصلّي من داخلها ألا تلاحِظ أيّ تغير أو تعلم عمّن يختبئ بغرفتها.. هذا إن كانَت ستراهُ.

دثرتها بالغطاء بعد أن أنهت كوب الماء الذي تحججت بأنها كانت بالطابق السفلي لتجلبه، وحدّقت بساعة الحائط لتجد أن الساعة قد تأخرت لما بعد الواحدة صباحًا، وتساءلت في قرارة نفسها عما سيحدث في هذا اليوم الجديد.

لكن تركيزها قوطِع بصوت شقيقتها وقد جاء خافتًا وهي تمرر أصابعها على الغطاء ناطقةً باسمها، فهمهمت المعنيّة وانحنت وهي تتكئ على ركبتيها جوار فراشها على المساحة الخالية بمقربة منها.

"هل تذكرين ما قلته عن الحب؟" استفتحَت إيڤا بخمول، فنظفت آنثيا حلقها بملل دون اجابة. مما جعل الأولى تقهقه وهي تنظر لها بأعين نصف مغمضة، قبل أن تردف بطريقة متقطعة وكأنها تعلم أن الصُغرى لن تصدقها على أية حال "إنه رائع، يجب أن تبحثي لنفسك عن خليل قبل أن-"

"أهرَم وحيدة ولا أملك شيئًا لفعله سوى الندم كجارتنا السيدة كارديل" قاطعتها مكملةً حديثها الذي حفظته عن ظهر قلب، لكن إيڤا تنهدت وهزّت رأسها بِلا، ثم استطردت

رأيتُ هيڤنWhere stories live. Discover now