رأيتُ هيڤن

جِسر

ما أصعبُ ما يلي الوقوع في الحب؟ سؤال غير بديهي الاجابة؛ لأنه لا يصلح أن يكون سؤالًا من المقامِ الأول -ربما-

لكنكَ حين تعلم أن لكل قصة نهاية، وأنّ المشاعرَ لا تدوم للأبد، فستعلم أنه لن يشقّ على قلبك الذي تقيّد بالحب شيءٌ أكثر من أن ينهض ويلتئم بعده.. وذلك عندما تدركُ أنك ساقطٌ لا محالة.

لطالما بدا الحب لآنثيا سرياليًا، كأسطورة أو قصة خيالية اعتادَت اعتبار نهايتها مكشوفةً عندما يقصّها لها أحدُ والديها قبل النوم. وظنّت أنها بعد سنوات ستكون ممّن يصدقونه، لكنهم سيسخرون عند تخيّل أنفسهم يضيعون في متاهاته.. ذلك لأنها لم تتخيل أنها ستكون مستعدةً له يومًا. بقيَ الأمر هكذا، حتى إلتقَت يومًا بمن جعلها تعلم كيف يبدو الشعور بأن يصبح لديها من يقف جوارها، يمسكُ بيدها ويناديها 'حُلوتي' قبل أن يبدأ حديثه، ويُسابِقها حتى محطة الحافلة في نهاية كل نهار.. وعلمَت عندها أنها لم يكن شيئًا أقل من الحبّ، بل ربّما أكثر.

ذلك الشخص سرد حبّه بمئة أغنية، لم تدرِك أنها قد أخطأت الاصغاء إليها إلّا بعد فواتِ الأوان.

حتى انتهى صوتُه على الجسر..

حيثُ انقضَت أشياء أخرى إلى الأبد.

Theme Song: Bridge - High Highs