| الفصل الثامن..|

318 40 13
                                    

"أُحـاول أن أتذكـر كيـف كان شعـورِ بأن لديٰ قـلب"
.
.
.
.
الحـفل الملـكيٰ.
هــاري.

كُـنتُ خائـفاً ، لم أُخبـر آب عن أميرة إيطاليـا القادمة ، وكأنـنيٰ أفقد كل شئ مُجرد شعـوري بالسعادة نحوهُ.

كان الجـميع يتوافـدون عليٰ القصر ، أكبـر عائـلات المملكة المُتحدة ،آب في الأعـليٰ مع جيـما ، لقد أخبرتـها حتيٰ تُساعـد آب في الملابس واشيـاء ليـس لي صلة بهـا.

كانت جدتـيٰ جـالسة عـليٰ عرشـها تُـحيٰ الجمـيع بإبتسـامة مُتكـلفة ، أرجـو ألا تـحدث مُصـيبة في قصرنـا بسبب عودة آب.

مزيـج غريـب من المشاعر بداخـليٰ ، لا أجد ما يـصف ما اشعر به ، وكَـأن حروف اللغة نفدت و كلماتـها تجـمدت بداخـليٰ.

تقـدم نايـل إلـي ، مهـرولاً شعرتُ للحظـة بأنه سيـلكُـمنيٰ ، ولكنـه توقف.

"لقد سئمـت من إخماد اللعنـة بداخـليٰ ، سئمت من الصبرُ حتي تـلك الساعة ، لن انتظر العرض الذي تود فعلـهُ أخبـرنيٰ ما الأمر الآن وإلا أُقسـم بأن رأسك ستكون بجانبك الآن" قال كلماتـه دُفعة واحدة وامسكتُ بيـديه وسيـرتُ متجهاً إلي الأعليٰ.

ليـس وكأننـيٰ خِفتُ منـهُ ، ولكـن لينتهيٰ الأمر فحسب.

وصلتُ الي غُـرفة جيـما ولازال يُـتمتم وراء ظـهريٰ بألفـاظً غريـبة ، أُقسم بأنه قد تـغير بعدما أصبح رجَـل ذو ست وعشرون عاما.

فتحـت لي جيـما و نظرت لـنايل بدهشـة.

"أُريـدهُ أن يـعلم" قلتُ لها وازاحـت لنا الطريق لندخـل.

كانت آب جالسـة عليٰ الأريكة ترتديٰ فُستانً أسـود اللون ، لامع ذو أكمام طويـلة ، يُزيـدها فوق الجـمال جمـالٍ.

"مـن هـذه؟" قال نـايل.

"آبـريـل جيـمس هـوران" قلتُ له و نـظر لي بتعجـب، تقـدمت آب له و نظرت له بنظـره أعلمهـا جيداً ، فأنا أَنظرُ لـها بنـفس النـظرة.

احتضنـها نـايل ، وهي بـكَت ، أَشعرُ بأنني سأبكي، يا اللهيٰ لا أُحب تلك اللحظات.

"كنتُ أَشعرُ بأنـكِ قريـبة منـيٰ ، كـنتُ أشعرُ بك يا اللهيٰ آب لقد طال أشتياقـيٰ ، لقد طـال"قـال نايـل وتعالـت شهقـات آب.

"حسناً يكـفيٰ لن أبـكيٰ" قلتُ لهـم وقهقهُ جميعاً.

تقدمتُ لاحتضـنُهم كانـت اللحظـة سعيـدة ، تذكرتُ حيـن كُـنا صغاراً ويبكـيٰ أحدنا ، كنا نحتضـن بعضنا البعض لنطمئـن.

"لازلتُ اكرهـك هـاري" قال نايل ليقطع تلك اللحظة ، كـم أُريـد ضربه.

"يـجب عليهم أن يطلقوا عليك 'هادم اللحظات السعيدة هوران' لأنك بارع بهذا" قلتُ له وما تعجبتُ منه هو صمت آب.

"أنا أشـعرُ بأن جزءًا بداخلـيٰ كان مفقوداً وعثرتُ علـيه، شيئاً ما في اعمـاقيٰ أكتـمل" قالت اخيـراً و أبتسم كلانا لهـا.

أثناءُ الحـفل.

امسك نـايل بيـد آب ونحـن نهبطُ للاسفل حيثُ الحفـل ، وقف ثلاثَتُنـا علي السُـلم حين وقتـها صمـت الحُـضور ، لأتحَـدثُ أنا.

"اليـوم تم لم شـمل عائلاُتـنا الكبـيرة ، اليـوم أُقدم لكم بعد عشـرون عاماً الأميرة آبـريل جيـمس هـوران شقيقة الأمير نايل وأبنـه صديـ والديٰ وثاني أكبـر رجـل في المملكه جيـمس هُـوران" قلتُ لينصـَدم الحُضور ، بالطبع متوقع.

تقدم والدها إليـها و هي لم تفعـل أي شئ سويٰ بأنها تركت يد نايـل و ركضت إليه.

"أنتِ هي" قال لها وهو يبكي واومئت له لترتـميٰ في عناقـهِ ويبكـون سوياً.

أرجو أن تـَمر تلك اللحظة سريعاً ، لا أُريـد ان يضيع الحفل في بكاء نايل و والدهُ.

نظرتُ خلسـة للملكة ، وجدتها تنَـظرُ لي في المُقابل و أكاد أُجزم بأنها تتوعد لي ، أو تتحدانـيٰ ، كما بأن لـوي سعيـد ، لا أظنُ بأنه لوي الحقيقي.

صفق الحضـور و تابعو احتفالـهم ، بقيت آب مع أبيها ونايـل ، ولازلت جدتيٰ تُفزع اللعنة بداخلـيٰ ، عندما أتذكر أمر الأميرة شـفق.

دقائـق وكانت وصلت، بالطبع دُخولها كان غير عادياً ، مع الموسيـقيٰ والابـواق ، واحمـق يتكـلم.

"سيداتـيٰ وسادتـيٰ ، دعونـيٰ أُقدم لكم الأميرة التي علي شرفـها ذلك الحـفل ، أميـرة إيطاليـا و خطـيبة ولـيٰ عـهد بريطانيا العُظمي" قالـت جدتـيٰ ، ولـيتها ما قالت، نظرت لي آب بنظرة خالية من المشاعر ولكنها مليئة بالتسـاؤل.

وكـأن الأُكسـجين يـرفض أن يدخل الي رئتايٰ ، وكـأن الكون أجمع علي ان أختنق الآن ، يا ليته أختـناق يؤدي إلي وفاتـيٰ ، ولكـنه يقتـُلنـيٰ بالبطـئ ،  حيثُ لا موت وإنـما الألم.

تقدم نايـل لي ، ونظر لي بتلك النظرة التي لن تتغير في عينيه ، ورحل.

تقدمت شفق ، كانت رائعة الجـمال، ذات شعر أشقر واعين خضراء ، ولكـنها لم تتفوق علي آب في الـجمالِ.

الغريب بأن لـويٰ تقدم ليقف بجانـبيٰ ، امسكتُ بيديهـا وقبـلتها ، وفعـل لوي المثـل ، ولكن نظرتـه لها لم تكن المثـل.

"شُكراً ولي العـهد ، علـينا الرحيل" قالت آب وهي تمسك بيد أبيها وترحل.

أخذت قـلبي معها لتتركنـيٰ معهم دون قلب.

لقد رحلت.

اليوم كارثيـاً.

لعــنة//هـاري ستـايلـزWhere stories live. Discover now