|الفصل السادس..|

343 39 4
                                    

"لا تدعـينيٰ ارحل، لقد سَـئمت الشُـعور بأنني وحيـد"
.
.
.
أبـريل.
ا

لتفتُ لأجدهُ ورائـيٰ ، لِمَا صوته يتردد في أُذنـيٰ منذ سنواتٍ؟ .

"ألـيس صوتـيٰ مألوفـاً، آب" قال واغمضتُ عينـايٰ، لم يُنـاديني أحد بهذا الاسم قـبلاً ولكن لطالما استمعتُ لصوت شخصاً ما يـُناديني به.

"حسنـاً ما رأيك بأن نذهب في جولة الي المدينة ، خلسـة" قال لـي واومئـتُ بموافـقة رُبمـا أريٰ أُمـي.

أنتظـرتَه في الحـديقة حيثُ قال لي بأنه سيرتـدي ملابـس أخري ، بالتأكيد لن يذهب الي المدينة بزي الأمراء.

جذب إنتبـاهيٰ قدومه وهو يمـسك بعباءة بيديه ويرتديٰ واحدة ، علمتُ علي الفور بأنها لي ، اخذتها من يديه ولازلتُ لا أُريـد الحديث ، ليس لدي ما أقوله ليتأكد بأنني لستُ هي، يُـمكن أن يكون مُـجرد تشابهُ اسمـاءٍ.

تسللـنا من الباب الخلفـيٰ للحديقـة الخلفيـة حتي اصبحنا خارج القـصر، لو عـلمت إيميـليا سأخسرُ عمـليٰ ، ليس وكأنـني احبُ العمل هُـنا ، ولكن بالتأكيد سيتم نفيٰ ويكـفيٰ إبتعاد عن امي.

لم يتحدث ولا أنا فعلتُ ، فقط كُنـا نسيرُ بين طُـرقات أحبتتهـا ونشأتُ بينـها ، شعرتُ بأنني أريد البكاء ، لم أتخيل أنني قد اسيرُ هـنا مُـجددا.

كانت وجهـتنا الي التـلُ ، اعلـم الطريق بالتأكيـد ، ولكن الغريب هـُنا بأن هاري يعـلم.

صعدنا التل وهو يُـعتبر اعلـيٰ نُقطة في المديـنة ، نظـراً لان جمـيع بيوتنا علي شكـلِ اكـواخٍ.

فور ما جلـسنا ، أمسك بيديٰ ونظر لي.

"كُـل يوم ثُـلاثاء تُنار مصابيح في السماء ، من اهـل المدينة و قصرنا وقصرُ عائلة هوران، يوم الثُـلاثاء من عُشرون سنة اختفت الأميرة" قال هـاري ولازلتُ لا أعيرُ كلامه اهتـمامٍ.

"سُمـيت الأميرة بأسـم الشهر الربيـعيٰ الذي ولدت فـيه ، أبـريـل ، وقتـها كانت زهـرة وسط زهـورِ الربيع ، لم يُـسميٰ أحداً اخر في المملكه بهذا الاسم" قال وبدأ في جذب إنتبـاهيٰ.

"الأميرة تؤام للأميـر نايل ، باخـتلافِ لون الشعر ، فكانت الأميرة ذات شعر كستنائي والأمير ذو شعر اشقر" قـال وبدأ قـلبي ينبضُ بسرعة كبيـرة ، فتـي صغير ذو شعر اشقر لطالما شعرتُ به.

"كم عُمرك أبريل" سألني هاري

"ست وعشرون" قلتُ له وابتـسم بأسيٰ.

"الأميرة فُـقدت منذُ عشرون سنة ، وكانت في السادسه حينـها" فور ما قال هذا ، لم تتوقف نبضات قلبي عن الركض وانما زادت.

لا يُمكـننيٰ التغاضيٰ عن كل ما قـيل ، لا يُمكننيٰ فقط.

"لِمَا انت متأكد سمو الأمير" قلتُ له

"لأنني لم أقع في الحب غير معها، ولعشـرون سنة لم أقع في حب اي فتاة خُلقـت غيرها ، ولقد وقعتُ في حُبك ، انا اعلـم بأنكيٰ هي ، أري آب الصغيرة في عينيكيٰ" قال لي وتساقطت دموعي.

"أُنظري" قال لي ونظرتُ في اتجاه يديه ، وجدتُ المصابيح بدأت تعلو الواحد تلو الأخر، ابتسمتُ لا شُـعورياً فور رؤيتـها ، ماذا لو كنتُ هي حقاً.

قصر عائلة هوران.
نـايل.

امسكتُ بمصـباحً اخر واشعلتهُ من الداخل واطلقتُ العنان له في الهواء ، ككل اسـبوعً.

انتظرُ عودتـها بفارغ الصبر ، لم يقل شغفي في أي يوم بأنها ستعود ، لأن طـالما يشعرُ قـلبي بأنها علي قيد الحياة، ستعود الي منزلها يوماً ما.

أري جميع المصابيح التي تخطيٰ عددها المئة في السماء الأن، جميعـها من أجل شقيـقتيٰ ، هل من الممكن انها تُـنير واحداً حُـزناً علي فـقدانها.

"لن تمـل ابدا نايـل" سمعتُ صوت والديٰ خلفيٰ ومسحتُ عيناي حتي لا يعـلم بأمر بكائي.

"وكيـف لي أن انسي وردتـي الصغيرة، أو أملُ من عدم عودتها ابي" قلتُ له.

"اتمنى بُني ، واتمني أن تُصلح علاقتك بهـاري، انتم اصدقاء منـذ نعومة اظـفاركم" قال لي و وددتُ سؤاله لما لا يَملُ هو من طلب العفو عن هاري.

"هو السبب فيما حدث لها" قلتُ له

"كان القدر بُـني ، كان القدر وليـس هاري، انظر لحاله أيضاً أصبح في السابعه وعشرون ولم ينظرُ لوجه فتاة أخري ، مُنتظراً عودتها نايل" قال ابي وكان مُحقاً.

"حين تعود سأريٰ ذلك الأمر" قلتُ له وابتـسم لي.

عودتـها قريبة ، اشعرُ بها.

ابـريل.
"صوتـك يتردد في أُذنـيٰ يومياً في احلامي و يقَـظتيٰ ، ألـمِ قـرصةِ ثُعبان ، بُكاء فتاة صغيرة ، فتي ذو شعر اشقر ، واخيراً آب" قلتُ له .

"أنتِ هي آبريـل ، أنتِ هي" قال وسحب شعره بيديه إلي الوراء.

"ماذا اخبرك زاك" قلتُ له.

"أخبرني بأن هُناك فتاة تدُعي آبـريل وصلت القصر كوصـيفة جاءت عن طريق شخص يُدعي ويليام آدمـز وهو معـروف بسلوكه السئ في المملكة مما أكد لي بأنه خاطـفك" قال لي وابتسمتُ بأسي.

"لا أُصدق بأن كل ما عياشتـَه لعشـرون سنة كان كذبة" قلتُ له.

"أخبرني عنا هـاري" قلتُ له

"نـايل كان يـخافُ عليكيٰ من اي شئ كان حتي انا ، كان دائما كثير القلق ، كنا انا وانتِ نحـبُ أن نفعل اشياء جديدة ونـايل كان دائما يخاف أن تتأذيٰ ، أطلقنا عليـكيٰ الوردة الصغيره لأن كلا منا يحميكي ، كنتِ تُناديه بـ" قال .

"نيـل" قلتُ مُقاطعة له.

"لقد تذكرتيٰ" قال لي.

"احداث كانت تدور في احلامـيٰ وكنتُ أظنها مجرد احلام" قلتُ له واقتـربَ مني بـسرعة لم أتوقعها ، وقبـلنيٰ ليست كأي مرة ، بل وكأنه يُعبـر عن إشتياقهُ لي لعشـرون سنة.

لقد علمتُ لما شعرتُ بأن قُبلتـه اول مرة كانت مألوفة ، علمتُ بأنني رزُقت بقصة لم أقرأها ابدا في أي رواية.

..


لعــنة//هـاري ستـايلـزWhere stories live. Discover now