|الفصل الثالث..|

389 41 5
                                    

"عينـاكِ قمـرٌ يُنيـر ظُلمة اياميٰ"
.
.
.
هـاري.

لازال نايـل هـُنا ، لا يـعلمُ أن الأمر بدأ يُرهـقنيٰ ، لا يعـلمُ انني نسيتُ كيـف يشعُر المرء بدَقاتِ قلبه حين اختفت هي، لا يـَعلمُ بأنني لم استطع أن أُحب غيرها ، فهي صديقتيٰ ، وحبيـبتيٰ ، وامانيٰ منذُ أن فتحتُ عينايٰ ، لازلتُ انظرُ له بـبرودٍ تام ، لم يؤثر ما قاله بـي ، فهي بالطبع ليست هـُنا.

"حسـناً نايـل دع الأمر لي و سأبحثُ عنها هـُنا" قال زاك ليُخفف من حدة الموقف.

"انا لستُ طفلاً زاك ، شقيقتيٰ مفقودة مُنذ سنوات ، هي ليست شقيقتي فقط ، بل هي تؤاميٰ زاك ، اشعرُ بها قريبة للغاية" قال نايـل وكلامُـه فطر قلبيٰ أكثر ، ليتنـيٰ استطيعُ الشعـورِ بها هكذا.

عودة إلي الماضي.

"لا تَـركُضيـن بعيداً آب" قال نايـل.

"لا تخـف فأنا معـيٰ أقوي رجلاً في الوجودِ أخي" قالت وانا ابتسمتُ لها.

"أنتِ وردتـيٰ الصغيرة" قلتُ لها وابتسمَـت.

"أنت لسـتَ كبيراً هـاري انت فقط اكبرُ مني بسنة واحدة" قالت و امسكتُ بيديها.

"حتي لو كنا ذَاوتِ عشرون سنة ، ستكونين وردتـيٰ الصغيرة" قلتُ لها.

"هيا بنا إذًا" قالت لي وركضنـا داخل الغابة ، كان نايـل يخافُ الاماكن الممُتلئة بالأشجارِ
لذا فنذهبُ نحن يومياً بمفردنا ، أُغني لها تحت الأشجار و نقرأُ كتاباً ونعود.

حينما كنا جالسين ، وجدتُ آب تصرخُ عالياً ، نظرتُ بجانبها ووجدتُ ثُعباناً كبيـراً ، حاولتُ قتله بكل الطرق الي أن مات إثر ضربة بحجارة من الأرض ، نظرتُ إليها وكانت تبكي كثيراً.

لم اعلم ماذا عليّ أن أفعل.

"انتظرينيٰ هنا سأعود ومعي المُساعدة حسناً ، سأتيٰ سريعاً ارجوكي لا تبكيٰ" قلتُ لها ودموعيٰ كانت تنسابُ دون أوامر مني.

ركضتُ لخارج الغابة ، وصلتُ للقصـرِ ، وجدتُ نايل جالساً امام القصر ينتظر عودتنا ، فور ما رآني نهض وقدم مُسرعاً.

"ماذا حدث لما عُدت وحيداً اين أُختـي" قال و لا استطيعُ الكلام وسط دموعي المُنهمرة.
قصصتُ له باخـتصارٍ ما حدث.

"حسنا سأذهبُ معـك نحمـلهـَا و نأتي بها الي هنـا" قال واومئتُ له ، ركضـنا للداخل مرة اخريٰ ، لاحظتُ ترددُ نايل بسبب كثرة الأشجار ولكن ما كان يشـغلُ بالي حقا ، آب.

حينما وصلنا ، لم تـكن هناك ، اقسمتُ لنايـل بأنني تركتها هنا ، كما أنها لا تستطيعُ المشيٰ علي أقدامها.

سِـرنا في الغابة لساعاتٍ ، كنتُ أُنادي أسمها في كـلِ مكان ، حتيٰ قلبي كان يفعل، الي أن أتوا حراس ابي بحثاً عنا ، قصصنا لهم كل شئ ولم نجِدها.

عودة إلي الحاضر.

منذُ ذلك الوقت ولـعشرون سنة الآن لم نجدها ، رُبما هي الآن اكبر. بالتأكيد هي الآن اكبر.

فقد تمت السادسة وعشرون قبل شهراً من الآن ، السابع عشر من أبريل.

لازلتُ صامت أمامهم جميعاً ، ولازال نايل يُخبرنا بشعورهُ بها.

لـيـلاً.

كنتُ اقف في الشُرفة المُطلة علي الحديقة الخلفية للقصـرِ ، ما يحدثُ كثـيراً عليٰ ، لذلك اتجهُ للخمـرِ فهو يُنسيني ما انا به.

رأيتُها خطفت جميع الاضواء بما فيهم ضوء القمر .

اأمل الأ تكون ملاك وسيختفيٰ من اماميٰ ، من الممكن ان تكون كذلك ، هطل المطر بغزارة وبدأ يتحسس تلك البشرة البيضاء .

لم تتذمر منه بل رقصت معه ، شعرها الكستنائي الطويل تأرجح معها ، نَظرت الي السماء و اغمضت عيناها .

خرجتُ من غرفتيٰ ومن ثم القصر اجمع الي الحديقة الخلفية كان القمرُ في السماء يشبه وجهها نسماتِ الهواء الباردة مع المطر تُعزَف موسيقيٰ جميلة عند تلامس قطرات المطر علي وجهها وكأنها حبات لؤلؤ .

الأضواءِ هادئة ، اشعر بأن صوت قـَلبها يناديني ، كنتُ قد وصلتُ وراءها .

"اتمني ان تكون قُبلتي الاولي تحت المطر" قالتها ولم اتردد .

بعـَدما فَصلت قُبلتنا نظرتُ في عينيها ،اضافة قُبلتها علي فميٰ السُكر ، علمتُ بأنها هي ، الوصيفة الجميـلة ، نَـظرت داخل عينايٰ وتراجعت خَـطواتً للـوراءِ ، وبعدها رحلت ركـضاً ، لقد كان سحراً ، وليست قُبـلة.

.

لعــنة//هـاري ستـايلـزحيث تعيش القصص. اكتشف الآن