تشعر بالندم على اقتراحها.. لأنها تشعر الآن بالخوف.. والوقت تأخر كثيرا..

هاهي تجلس على سريرها متوترة.. وخائفة.. بعد أن أنهت صلاتها ووردها وهو مازال لم يحضر..

كانت تريد أن تتصل به ولكنها ترددت حتى لا تحرجه بين أصدقائه فيجد ذلك عذرا ليصب جام غضبه عليها...

أرسلت له رسالة:

" فهد انا أبي أنام.. بتتأخر أكثر؟؟"

جاءها رده سريعا:

" نامي.. أنا بتأخر شوي!!"

جميلة زفرت بغيظ وهي تتمدد على يمينها وتكثر من قراءة الأذكار حتى غفت من التعب دون أن تشعر..

لتصحو بجزع حقيقي على رفرفة قبلاته الملتهبة تغمر وجهها وعنقها وأذنها وهو يهمس بصوت كالأنين المحترق في عمق أذنها:

آسف وآسف وآسف..

قلبها قفز لحنجرتها رعبا..وهي تعتدل جالسة وتحاول إبعاده عنها وتهمس باختناق مرعوب:

فهد الله يهداك.. اصبر شوي.. خل نتكلم..

هتف بذات النبرة الموجوعة المثقلة بالأنين.. وهو يشد كفيها ليلصقها بصدره بعد أن غمرها بلهيب قبلاته :

ما أبي أتكلم.. اعتذار واعتذرت.. وش تبين أكثر؟؟

حرام عليش ذليتي طوايفي كلها..

وش تبين أقول بعد..؟؟

أقول إني غبي وما أفهم شيء؟؟.. هذا أنا قلتها..

أقول إن حكي الواحد على البر غير لما تحرقه النار؟؟.. هذا أنا قلته!!

خلاص ارحميني..

أنتي وش جنسش؟؟.. ما حسيتي حتى بربع اللي أنا حاس فيه؟؟

جميلة بدأت تبكي وترتعش بعنف: وأنت وش حاس فيه؟؟

مجرد رغبة في جسد.. عقب ما نحرت الروح..

فهد بأسى: جميلة ليش تقولين كذا؟؟

كني حيوان قدامش.. هذا الجسد له شهر قدامي ليش الحين بس بغيته؟؟

جميلة تنهمر بغضب وخوف وأسى أعمق وأعمق:

قبل كنت قرفان منه.. شايف نفسك عليه..

أجابها بتثاقل.. وهو يبتعد عنها ليقف : وليش الحين ماصرت قرفان..؟؟

وش اللي تغير؟؟

ما سألتي روحش؟؟

ليش الحين أبي الجسد اللي كنت مقروف منه على قولتش؟؟

صمت لثانية ثم أردف بتثاقل أشد: لأني خلاص ماعاد لي صبر على الروح...

روحش خلت كل شيء منش في عيني حلو وطاهر ونقي..

بين الامس واليومWhere stories live. Discover now