غاضب أو يدعي الغضب !! لا يعلم هو أيهما!!

فهو منذ علم أنها دخلت شهرها التاسع وهو مصاب بحالة جنون..

اسمها "لابد أن تعود لي قبل ولادتها!!"

فربما ما لا تعلمه هي.. أنه كان يحسب شهور حملها بدقة..

وكان كل يوم تدخل فيه شهر جديد.. هو بمثابة فتح لجروحه التي لا تغلق أصلاً..

مطلقا لم يعد لفتح باب عودتها إليه.. كان يقول "سأنتظر حتى تلد كما تريد!! وبعدها نتفاهم!!"

فهو كان مجروح منها لأبعد حد..

مجروح لأنها كانت تعلم اهتمامه البالغ فيها.. اهتمامه بكل موعد لها..

اهتمامه بصحتها.. ولعه بهذا الطفل وهو مازال عمره أسابيع فقط في بطن أمه!!

فكيف هان عليها كل هذا؟؟ وهان هو عليها قبل كل ذلك؟؟

كان يعلم أنها للتو دخلت شهرها التاسع ..

ماعاد حتى يستطيع النوم.. وهو يخشى أن يأتيها الطلق وهو نائم..

ورغم أنه أمنَّ عليا أن يخبره إن حدث ذلك..

ولكن الأمر مختلف لو كانت تنام إلى جواره هو..

ألا يكفي أن أشهر الحمل كلها مرت.. وهو لم يرها حتى..

لم ير حتى شكلها ببطنها المتضخم...

أ يراها بعد ذلك وابنها جوارها؟!!

يستحيل.. يستحيل..

حينها بدأ عقله يعمل.. كيف يعيدها..

والليلة جاءه السبب على طبق من ذهب!!

ولو لم يجد سببا لاخترع..

وربما من أجل ذلك سأل كساب مع أنه تحاشى سؤاله طوال الأشهر الماضية!!

ثم فــجــأة يجد له حجة ليسأله الليلة.. وهو أنه لم يجد سواه..

يعلم أن الحوار سيكون غير تقليدي مع كساب.. أما أن يحتد.. أو يتخابث..

وحينها ربما يكون هذا سببا لتحريك الركود!!

يكره هذا الأسلوب الملتوي الذي لا يشبهه.. ولكنه مضطر له..

تعب من الطرق المستقيمة التي جعلته يبعثر كرامته من أجلها ودون فائدة أيضا..

وهاهو ينتظر قدومها..

يا الله ما أقساها.. !! ستة أشهر لم يرها حتى..

مازال لا يعلم حتى كيف استطاع الصبر!!

شهران فقط هي الأيام التي عاشتها معه..

ويبدو كما أنه لم يعش في حياته كلها سوى هذين الشهرين..!!

بين الامس واليومWhere stories live. Discover now