ومع أنه ليس بأيسر بل أيمن.. ويده اليسار مازالت غير قوية بل وتؤلمه أحيانا من أثر الشعر السابق..

إلا أن حدة الغضب والقهر جعلتا صفعته غاية في القوة لتلقيها بكل قوة بقرب قدمي السرير..

تميم وقف ينظر لها بذهول.. ولشدة ذهوله لم يشعر بالألم المنتشر على طول يده اليسرى!!

وهي كانت ملقاة على الأرض.. وتنظر له بجزع مرتعب.. وعيناها متسعتان من الصدمة وممتلئتان بالدمع لأقصى حد..

كما لو أنهما توشكان على التفجر بفيض دموع لا حد له..

هو لم يتخيل أنه قد يفعلها يوما..

أنه قد يضرب امرأة..

" إلى أي مخلوق بشع تحولت؟؟

ماذا فعلت؟؟ ماذا فعلت؟؟

.

يا الله ماكل هذا القهر والألم والوجع"

تميم لم يعد يستطيع النظر إليها حتى..

يشعر بالذنب والقهر والخديعة.. يشعر أن كل المشاعر المتضادة اخترقت روحه كمدافع مزقته بقوتها..

ارتدى ملابسه ونزل ركضا..

حينها كانت وضحى تجلس في الصالة العلوية قريبا من الدرج.. تنتظر عودة والدتها..

حين رأت تميم ينزل ركضا.. فُجعت وهي تحاول اللحاق به دون أن تفلح..

حينها عادت لغرفته وهي تفتح الباب بحرج مختلط بالجزع..

لتشعر بالفجيعة وهي ترى سميرة تسند رأسها بين ركبتيها ووهي تجلس على الأرض وظهرها ملتصق بقدمي السرير

وصوت نحيبها يتعالى بوضوح مكسور..

حينها قفزت برعب وهي تجلس جوارها وترفع وجهها.. لتشعر وضحى أن كل غصات العالم اخترقت حنجرتها

وهي ترى أثر كف تميم الواضح على خد سميرة الثلجي!!

ولتبدأ سميرة بالصراخ الهستيري كطفلة مرعوبة: تكفين وضحى أبي أروح لبيتنا.. تكفين..

خلاص ما أبيه ما أبيه.. بأروح لبيتنا تكفين..

وضحى تقفز لتغلق الباب قبل وصول والدتها.. وتعود لسميرة... وهي تهمس بحزم ممزوج باختناقها: وش اللي صار؟؟

بين الامس واليومWhere stories live. Discover now