جزء 47

9.1K 91 17
                                    


بين الأمس واليوم/ الجزء السابع والأربعون

مرهقة تماما من الوحم.. ومن تسلطه..

ثم إحساس الغيرة المرعب الذي قفز لها ليقضي على مابقي من الجَلد والاحتمال عندها..

لا تحتمل المزيد.. لا تحتمل المزيد أبدا!!

وهي غارقة في أفكارها سمعت همسا مهذبا: عفرا.. عفرا.. أم جميلة..

عفراء رفعت عينيها لتنظر لمن يخاطبها.. لتتفاجأ بالسيدة ذات البطن المنفوخ التي تبدو في شهورها الأخيرة من الحمل..

وبجوارها خادمة تحمل طفلا لا يتجاوز عمره العامين..

عفراء ابتسمت وهي تقف للسلام عليها وتهمس في داخلها (خلاص.. كملت!!) ومع ذلك هتفت بترحيب حقيقي:

هلا والله بشيخة.. ياحيا الله أم محمد..

شيخة همست بمودة بعد أن جلست بتثاقل بطنها الممتد بجوار عفراء: الله يحيش ويبيقيش

ها عفرا بشريني من بنتش؟؟.. سمعت إنها تعالج برا..

عفراء بمودة مشابهة: بنتي طيبة والحمدلله..

شيخة بذات المودة: كنت بأنسى.. ومبروك زواجش.. عين العقل.. أنتي عادش صغيرة وحرام تدفنين عمرش..

عفراء بلباقة: الله يبارك فيش.. ويهون عليش..

شيخة تبتسم: آمين.. تعبانة واجد في حملي هذا.. ما كأني جبت أربعة قدامه..

معي سكر ذا الحمل ولاعب في حسبتي..

ثم أردفت شيخة بتلقائية: وأشلون منصور معش؟؟.. عساه حاطش في عيونه بس..؟؟

عفراء شعرت فورا بضيق طبيعي قاهر تصاعد في روحها..

أن تسأل زوجته السابقة عنه بهذه التلقائية وهي تهمس اسمه مجردا هكذا!!

عفراء همست بابتسامة مصطنعة: أبو زايد مايقصر.. باقي يحطني فوق رأسه..

شيخة ابتسمت بدماثة أخلاق طبيعية: زين عسى زايد في السكة بس؟؟..

عفراء بهدوء: الحمدلله قربت أخلص الشهر الثاني ..

شيخة بعفوية: إن شاء الله ذا البزر يخلي أبو زايد يقر ويرتاح..

تصاعد ضيق أعمق في روح عفرا.. وغيرتها رغما عنها تزداد..

(وش دخلها يرتاح أو عنه ما أرتاح!!!)

بين الامس واليومحيث تعيش القصص. اكتشف الآن