||الفصل السابع و العشرون||

692 49 23
                                    

حطت إحدى مراكب كوكب جليزا على أراضي كوكب الأرض، تحديدًا في مكان ألبرت السري. لم يكن من الصعب على ألبرت كثيرًا إقناع الجميع بالرحيل عن كوكب جليزا وخارج جدران قصر فيكتوريا الذي تملكته الأحزان والذكريات الأليمة تحديدًا. كانت عملية إقناع توماس ووليم هي الأسهل؛ فلم يكن أحد منهما يحب البقاء على هذا الحال، ورغم أن وليم كان يسعى للابتعاد عن مشاكل جدته واشتباكها مع والدته، إلا أن رضوخ جنيفر لما قاله ألبرت كان دافعًا كبيرًا لجعله يوافق فلقد كانت والدته هي العائق. كان ألبرت يعلم منذ البداية أن داخل إرورا شيء دفين غير الذي كانت تحاول إظهاره من عدم مبالاة لما يحدث، فلقد علم أنها من النوع العنيد جدًّا والمتمرد أيضًا.

استطاع توماس إقناعها أيضًا رغم أنها تشجارت معه بسبب أفكاره السابقة ومنعه إياها من التدخل في مثل هذه الأمور من قبل. كانت إرورا واقعيًّا بحاجة إلى تحفيز فقط، فهي تتمنى منذ زمن أن تحدث تغييرًا وبدا ذلك هدفًا أكبر بعد وفاة شقيقتها. أن تصبح فيكتوريا الحاكمة والمتحكمة بكل شيء هو أمر لن تتقبله أبدًا؛ فلن تتحمل فكرة الاستعباد مجددًا. دافع جنيفر كان رغبة منها بحماية إرورا ووليم من شرور والدتها وإيقافها عند حدها والبحث عن حياة يعمها السلام. احتاج ألبرت إلى جهد مضاعف حتى أقنع ليوناردو بفكرة الرحيل، فقد كان متشبثًا بيأسه إلا أن قصة والده حركت داخله شيئًا كما آلمته، أقنعه ألبرت أنه من الواجب عليه إتمام ما بدأ به والده، فلقد كان هدفه الأساسي هو حماية العالم من شرور فيكتوريا، ذكره أن عليه إيقاف فيكتوريا من أجل فيوليت ومن أجل والدته فوجده يوافق على مضض بعد تدخل كل من توماس ووليم.

كان هناك هدف واحد يوحدهم وهو إيقاف فيكتوريا، إلا أن ألبرت ما زال يطمح وبشدة للانتقام من الحكومة.

جلس الجميع في كوخ ألبرت الصغير ليبدؤوا بمناقشة ما يجب عليهم فعله بالضبط، قال ألبرت بعد أن رفع ناظريه عن شاشة الحاسب:

«الأخبار تقول أن هناك عدة مناطق قد استحوذ عليها جنود فيكتوريا». صمت قليلًا ثم أتبع: «أخاف أن تتصرف الحكومة بجنون».

«ماذا تعني؟». سأل توماس وهو يراقب ملامح ألبرت المرتبكة.

«أعرفهم تمامًا، لن ينتظروا طويلًا حتى تستحوذ فيكتوريا على كل شيء». زفر ألبرت بحيرة ثم تابع: «سيقدمون على شيء مجنون ولن يهتموا حتى بعدد الضحايا، إن فعلوا فلن تنتهي هذه الحرب أبدًا».

«وما الذي علينا فعله الآن؟». قالت إرورا بضجر فلقد أغاظها حديثه بطريقة الألغاز وهي لا تفهم أي شيء مما يقوله.

«علينا أن نوقفهم بكل تأكيد.»

نظرت إرورا نحوه باستنكار ثم سألت:

«نحن الستة سنوقفهم؟»

تجاهل ألبرت نبرة إرورا المتهكمة وأجاب بجدية:

بعيداً عن الأرض✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن