||الفصل الثامن||

849 73 43
                                    

المكان: كوكب كيبلر

فتح جون عينيه وقد بدت الرؤية مشوشة أمامه، أغلق عينيه مجددًا ثم فتحهما فظهرت الرؤية أكثر وضوحًا «سقفٌ رمادي مهترئ». عقد حاجبيه باستغراب، كان يجهل أين هو بالضبط. حاول النهوض لتفحص المكان حوله ولكنه لم ينجح في المرة الأولى فقد أحس بثقل جسمه وصعوبة شديدة بالنهوض. كان جسده متآكلًا من التعب حتى شعر بأنه عاجزٌ عن النهوض ولكن مرةً تلو الأخرى من محاولات مستمرة حتى استطاع استجماع قوته ومن ثم النهوض. كان مستلقيًا على الأرضية وعلى شماله حائط مهترئ. 

حرك وجهه إلى جهة اليمن فشاهد قضبانًا حديدية صدئة أمامه. أحس بالدوار بمجرد محاولته لتذكر ما حصل معه، كان يجهل تمامًا سبب وجوده هنا في سجن مظلم. كان يرى انعكاس الشمس على القضبان أمامه، فأدار وجهه باحثًا عن مصدر الضوء حتى رفع رأسه فلمح طاقةً صغيرة عبر الضوء من خلالها. بعد فترة من محاولته جمع ذكرياته المشتتة محاولًا الوصول إلى طرف الخيط فقط وفجأة لمع في ذهنه سؤال واحد أيقظه من ضياعه وبفزع تذكر

 «أين الطفلة؟».

وضع كفه على جبينه محاولًا تخفيف الصداع القوي الذي داهمه بينما كان يحاول استخدام كل قدرات عقله لتذكر ما حصل. تذكر آخر ما حصل معه عندما اصطدمت مركبته فكان يعرف أن هذه المركبة تفقد سيطرتها عند الهبوط لأنها لم تكن مهيئة كما يجب ولكن هل يا ترى مركبة مادلين تعرضت لحادث أيضًا؟ بدأ القلق يتسلل إلى عقله من كل النواحي، على ماذا يقلق؟ أيقلق على مادلين أم على الطفلة أم على مصيره المجهول وراء قضبان هذا السجن المظلم؟ لم يفكر جديًا بالخطوة القادمة بعد وصوله إلى كوكب كيبلر ولكن هل يضع الفشل والموت على رأس قائمة توقعاته؟

**************************************

«مولاي، هناك قضيةٌ مستعجلة». قال أحد الخدم حانيًا رقبته إلى الأسفل احترامًا للرجل الجالس على عرشه الضخم أمامه. رجلٌ في العقد الرابع من عمره ذو بشرةٍ بيضاء وشعرٍ بني داكن ولحيةٍ تتخللها بعض الشعيرات البيضاء.

حدق بالخادم الواقف بنظرات سخط ثم قال:

- «ماذا؟ ألم ينتهِ هذا اليوم ومشاكله بعد؟».

- «آسف مولاي ولكن الموضوع مهم وإن أجلته فستعنفني في ما بعد». قال الخادم محاولًا تخليص نفسه من هذه المسؤولية.

«حسنًا، ماذا حدث؟». أجابه متأففًا وهو يسند رأسه إلى يده.

«مولاي الحراس يقفون خارجًا ينتظرون إذنك بالدخول».

«دعهم يدخلون». قال بعد أن تنهد بانزعاج.

دخل اثنان من الحرس برفقة امرأة في منتصف العشرينات. لم تكن ملامح وجهها واضحة فقد تعرضت للضرب وكانت بالكاد تستقيم على قدميها من شدة ما تعرضت له من ضرب مبرح.

بعيداً عن الأرض✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن