||الفصل الثالث و العشرون||

524 40 7
                                    

كان كل ما استطاع ليوناردو فعله هو مراقبة المركبة و هي تغادر كوكب الأرض بعيداً.  حاول أن يقترح على الحارسين اصطاحبه معهما و لكنهما نفيا إمكانية ذلك بسبب صغر المركبة و عدم اتساعها لأكثر من ثلاثة أشخاص. كان ما يشعر به في هذه اللحظة هو استحقار ذاته فقط لقد كره نفسه تماماً و لم يكن يصدق بأنه كان جباناً لأول مرة حتى تسلل لنفسه شعور بكره ضعفه الوحيد و هي والدته فلولا ذلك لأقدم على مساعدة فيوليت بكل تأكيد و لما بقي جباناً تلك الصفة التي يكرهها بشدة.

لم تفارق صورة عينا فيوليت و نظراتها مخيلته أبداً حتى كادت تصبح كلعنة لن تفارقه فوجد نفسه يخرج من وكره في ذلك المنزل و يتجه نحو المركبة التي جاء بها. كانت معطلة فغالباً ما تتعطل المراكب القادمة إلى كوكب الأرض هذا ما أخبره به البرت. حال ما قفز اسم البرت إلى رأسه تذكر وجوده و قد كاد أن ينساه، هو الوحيد القادر على مساعدته للحاق بهم قبل أن تؤذي فيكتوريا فيوليت و هذا هو الاحتمال الأرجح.

عاد ليتجه إلى الكوخ مجدداً و قبل أن يتجه نحو هاتفه ليتصل بالبرت استوقفه وجود حقيبة فيوليت على الأريكة و قد استغرب نسيانها لها هنا و لكن كيف لشخص أن يتذكر حقيبة بلا قيمة و هو في تلك الحالة التي كانت عليها من صدمة و ألم.  وجد فضوله يدفعه للإقتراب نحو الحقيبة و فتحها، شيءٌ ما جعله يرغب بشدة بالاطلاع على مقتنيات فيوليت رغم معرفته بوخذات الألم و الندم التي ستقابله، فتح الحقيبة الرمادية متوسطة الحجم بشيء من التردد.

كان أول ما وقعت عيناه عليه في الحقيبة هي صورة وضعت بإهمال فوق بعض الملابس و الأغراض. التقط الصورة ثم بدأت عيناه تجول تفاصيلها حتى اتسعت عيناه و أصابته الدهشة، لم يكن ليصدق صحة توقعاته و ما أبصرته عيناه أو لعله أعتقد بأنها أبصرته. كانت الصورة لثلاثة أشخاص و لكن لم يلفت انتباهه سوى شخصٌ واحدٌ بينهم، شخص يشبه والده الذي لم يره. تذكر عندما أعطته والدته صورة والده خلسة قبل أن تختفي معتقدةً بأنه سيملك فرصة إيجاده أو العثور عليه دون أن تعرف بأنه سيموت دون أن يعرفه في حياته.

كانت وحدها تلك الصورة التي جعلته يكون شيئاً في مخيلته عن والده و لكن رغم هذا لم يكن هذا يهمه كثيراً فلقد ظل يعتقد على مر سنوات و سنوات بأن والده كان جزءاً لا يتجزأ من المشكلة التي حلت على والدته. سارع بإخراج الصورة التي يملكها و بدأ يحاول أن يقارن ما بينهم محاولاً ايجاد أي اختلاف، اختلاف واحد فقط و لكن كان ذلك محال فلقد كان كلاهما شخص واحداً إنه والده و لكن ما جعله يصاب بالجنون هو سبب تواجد تلك الصورة مع فيوليت و ما علاقتها بوالده أو بهذين الشخصين حتى. قلب الصورة بطريقة عفوية فوقعت عيناه على ما كُتب على الجانب الخلفي للصورة لقد كان هناك خطان يفصلان بين الكلمة و الأخرى و كان المقصد من تقسيمها الفصل بين الأشخاص الموجودين بالصورة. كُتب على الطرف الأيمن حيث تواجد والده " صديق والدك" و في المنتصف " عمتك شقيقة والدك" و اخيراً على الطرف الأيسر " والدك".

بعيداً عن الأرض✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن