||الفصل السابع عشر||

560 51 6
                                    

توقفت سيارة ألبرت في موقف سيارات صغير في مكانٍ شبه مهجور. تقدم ألبرت وتبعه ليوناردو نحو سورٍ حديدي ممتد على مد النظر. أخرج من جيب بنطاله الأسود بطاقةً خضراء ثم وضعها أمام كاشفٍ بجانب بابٍ حديدي. راحت أشعة الضوء تتحرك إلى الأعلى والأسفل متفحصةً البطاقة، وما هي إلا دقائق حتى سُمع صوت فتح الباب ولكن لم يظهر أمامهم سوى باب بارز. خطا ألبرت عتبة الباب، فأضاء إشعاع راح يتفحص ألبرت كما حصل مع البطاقة، ثم فتح الباب الآخر وظهرت أمامهم ساحة خضراء واسعة. تجاوز ألبرت الباب ثم التفت نحو ليوناردو وقال:

«افعل كما فعلت».

تقدم ليوناردو بتردد ووقف عند عتبة الباب حتى خرج الإشعاع نفسه، وراح يتحرك بسرعة إلى الأعلى والأسفل حتى ظهر ضوء أخضر يؤكد سلامة الأمور.

تخطى ليوناردو الباب وتبع ألبرت الذي سار في ممر حجري في الساحة التي فرشت بالعشب الأخضر على الطرفين والأشجار الخضراء التي صممت كسورٍ يحجب ما وراءها وامتدت على طرفي المكان. تابعَا المشي مسافة لا بأس بها، لقد كان المكان كأنه قطعة من عالمٍ مهجور، لا توجد أصوات أو أي حركة، لا وجود للحياة. أحب ليوناردو فكرة التزام الصمت وهو يراقب ملامح ألبرت الجامدة تارةً والأزهار والنباتات التي فرشت على بساط العشب على الجانبين تارةً أخرى. مع تقدم خطواتهما واقترابهما لاحت أمام ليوناردو نهاية هذا الممر الطويل وما يخفيه. وصلا إلى مكانٍ واسع بأرضية حجرية، وأول ما كان أمامهما على بعد خطوات قطار لم يكن طويلًا جدًا كالذي رآه منذ بضع ساعات. قال ألبرت وهو يتقدم نحو القطار:

«هذا قطار كالذي رأيته وسألتني عنه ونحن في طريقنا إلى هنا.»

لم يكن لديهم على كوكب كيبلر وسائل تنقل حديثة، ولم يكن التنقل شيئًا منتشرًا كثيرًا كما هو هنا؛ فأعدادهم لا تقارن بأعداد سكان الأرض. وسيلةُ التنقل لديهم كانت عبر العربات أو بعض الآلات الحديثة التي ترسلها فيكتوريا أحيانًا، ولكن جوزيف لم يكن يهتم كثيرًا لتطوير أي شيء فباتوا يعيشون في تأخرٍ كبير مقارنةً بكوكب جليزا.

وضع ألبرت البطاقة مجددًا أمام الكاشف ولكن هذه المرة عبر وضعها على شاشة إلكترونية مقابل باب القطار. ظهر ضوء أخضر ثم فتح الباب تلقائيًا. كانت المقاعد مصفوفةً على طول الجانبين وبجانبها تقبع عدة نوافذ زجاجية.

اتخذ ألبرت من أحد المقاعد مجلسًا له ثم سحب الحزام الذي يقبع بجانب المقعد ووضعه فوق سترته الرمادية وصولًا إلى الجانب الآخر من المقعد. جلس ليوناردو على المقعد المجاور له ثم وضع الحزام كما فعل ألبرت، وصدع صوت في أرجاء القطار بعد دقائق قليلة:

«الرجاء الجلوس وربط الأحزمة، سينطلق القطار بعد خمس دقائق.»

«من المتكلم؟». سأل ليوناردو وهو ينظر إلى ألبرت.

بعيداً عن الأرض✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن