||الفصل العاشر||

733 57 15
                                    

المكان: كوكب كيبلر

ثبتت عيناها الخضراوان اللتان تناسقتا مع ألوان العشب و الأشجار حولها على الطائر الذي كان ينقر فتات الطعام بمنقاره. سحبت السهم إلى الوراء آخذةً وضعية الاستعداد للتصويب و ما إن تأكدت من توجه السهم حتى حررته لينطلق بسرعة البرق و يصيب الطائر حيث الهدف. رفعت إحدى حاجبيها بتحدي و هي تنظر إلى الشاب الواقف إلى جانبها و الذي امتاز ببشرة سمراء اكتسبها من الفترات الطويلة التي قضاها تحت أشعة الشمس و شعر كستنائي فاتح. ظهرت ابتسامة ساخرةٌ على ثغرها و قبل أن تبدأ بالتفاخر بقدراتها .الممتازة في التصويب و الانتقاص من مهارات الشاب قال هو مبتسماً بعد أن أعلن استسلامه لمهاراتها

_" لقد أصبحتي أفضل مني "

.في المرة القادمة لا تستخف بقدراتي و إلا أصبت رأسك بدل ذلك الطائر" قالت له  باستياء مهددة "

" سيكون من الصعب أن أجد من يزعجني إن تم اختياري للرحيل إلى كوكب جليزا" قال لها و ما زالت الابتسامة نفسها تعلو وجهه لكن نبرته الحزينة كذبت تلك الابتسامة.

لو لم تعلم حينها باستياءه و هو ينطق تلك الكلمات بوصفها بشخص مزعج لكانت وبخته حتماً و لكن لم يكن منها سوى أن أجابته بمرح محاولةً عدم منحه فرصةً بطرح أفكاره السلبية:

_" لا تخف ربما يتم اختياري أنا أيضاً و أستمر بإزعاجك إلى الأبد"

ابتسم بسخريةٍ هذه المرة ثم قال:

_" أنت تحلمين، هل تعتقدين بأن جوزيف سيقوم بإرسال فتاة إلى كوكب جليزا و هو يستبدلنا بالنساء"

"  لا تقل هذا تومس، أنا لست كبقية الفتيات انظر إلي " قالت مشيرةً إلى نفسها مستنكرةً ما قاله للتو.

" نعم تقصين شعرك كالفتيان و ترتدين ملابس كالفتيان و حتى أنك أقوى من الكثير منهم و لكن دعينا نكون واقعين إرورا  أنت فتاة في النهاية " قال بجدية فهو يعرف تماماً شخص جوزيف و ما لديه من نواية و مخططات خاصة أو ربما الجميع يعرف.

_" لا تقل هذا تومس هذا الكلام يزعجني" قالت عاقدةً حاجبيها بانزعاج مستنكرةً كل ما قاله.

_" صحيح أنك لم تتربي كبقية الفتيات و لكن صدقيني هذا لا يغيير الواقع أبداً"

" تتكلم و كأن جوزيف هو عدو لي، إنه كوالدي توماس" قالت منزعجة ثم جلست على جذر الشجرة المقطوع المقابل لها.

" انتبهي جيداً منه و لا تأخذك المظاهر بعيداً عن الحقيقة" قال بنبرة محذرة جعلت أفكارها تضطرب.

_" حسناً لا تقل كلاماً سخيفاً يا توماس " قالت مبتسمة محاولةً تحويل الموضوع إلى دعابة كعادتها و في نفس الوقت لم تكن تريد لتلك الأفكار التوغل في رأسها.

بعيداً عن الأرض✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن