||الفصل الثاني عشر||

651 71 24
                                    


لا تنسوا التصويت للفصل و ترك تعليق برأيكم.

******************

المكان: كوكب كيبلر

أسدل الليل ستائره في كوكب كيبلر و قد ظهرت النجوم بأجمل حلاتها و تلألأت في السماء الصافية. تحت ضوء القمر الخافت تحديداً كانت إرورا تنزل السلالم الحجرية بهدوء و قد بدت كلص خائفٍ من أن يشعر أصحاب البيت بوجوده. ما إن وصلت إلى تلك الزلزالة المظلمة حتى وضعت المفتاح الذي حصلت عليه بصعوبة في قفل الباب. حاولت فتحه دون إصدار إي صوت و ما إن فٌتح حتى دلفت إلى الداخل.

كان ضوء القمر قد قلل من تلك الظلمة في هذا المكان الموحش، طالعت الجدران المهترئة و الحديد الصدئ في المكان و قد شعرت بالضيق و هي تسأل نفسها " ما هو الشيء الذي يستحق في هذا العالم أن يوضع إنسان في هذا المكان الذي يشبه إلى حد كبير حظيرة الحيوانات؟". استفاقت من شرودها على صوت تأوهاته التي توحي بألمه الشديد فشابٌ قوي البنية مثله لا يتألم هكذا بسهولة. اقتربت منه و هي تحمل حقيبة الإسعافات الأولية في يدها، لم تكن لديها خبرةٌ كبيرة و لكنها تعلمت ما يكفيها لإسعاف شخصٍ في أيام تدريبها. جلست على ركبتيها لتقترب من مكان استلقائه ثم أشعلت المصباح و فتحت حقيبتها الصغيرة، قربت المصباح من جسده الذي ملأ بالجروح و الخدوج و قد كانت ملابسه متسخة بالدماء. طالعت تلك الكدمات و الجروح التي تركت علاماتها على وجهه. كان يطوي إحدى قدميه، كان جرحٌ عميق في ركبته هو سبب تألمه و حال معرفتها لمصدر الألم الرئيسي أخرجت المعقم و الضمادات. لم يشعر هو بوجودها إلا عندما وضعت القطن المعقم قوق جرحه فاستفاق يتأوه بألم. توترت عندما شعرت باستيقاظه و لكن كان عليها الاستمرار في تعقيم جرح قدمه قبل أن يلتهب . عقمته جيداً ثم همت بوضع الضماد و لف قدمه بالشاش. كان هو لا يعي ما يحصل حوله فقد أفقده الألم وعيه جزئياً و لولا ضعف جسده كان في نيته إبعاد ذلك الشخص عنه فقد كان يعاني من الهلوسات . بعد أن انتهت من الجرح الأهم سارعت بتعقيم الخدوج الصغيرة ودقات قلبها تتسارع بسبب شعورها بالتوتر. همت بالمغادرة بعد أن انهت عملها و تأكدت من تعقيم جروحه، كانت تتمنى مساعدته أكثر و لكن هذا ما استطاعت فعله له حالياً.

همست قبل أن تخرج قاطعةً ذلك الصمت الطويل " لقد زال الخطر و لن يلتهب الجرح"

صدم عندما أدرك أنها فتاة، من هي تلك الفتاة التي تجرأت على مساعدته؟ كان صوتها هو الشيء الوحيد الذي عرفه عنها، اختار الصمت في تلك اللحظة دون غيره.

فتحت باب الزلزالة فأصدر صريراً مزعجاً للأذان، أغلقته خلفها ثم أقفلته. رحلت إرورا و قد تركت ورائها مئات الأسئلة في عقل ليوناردو.

بعيداً عن الأرض✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن