الفصلُ 18 • عودة "لنشاهد الشروق معا" •

842 79 16
                                    


أخذت نفسا عميفا تستنشق به هواء العالم العلوي، ليس هنالك اجمل من العودة الى المنزل، الى الوطن، ان النوم على سريرها افضل مئة مرة من النوم في تلك الغرفة الموحشة.

بعد ان أنهت تسوقها مع شيرا جلست على السرير تنظر في الارجاء، لا اراديا هي وضعت يدها على فمها، مازالت تستشعر قبلة ابلن، ذلك النذل، لكن ان كانت تشعر بالقبلة الا يعني هذا ان الامر كله حقيقي! ليس هنالك دليل على الامر، يبدوا كحلم ربما هذا ما يريده عقلها الباطني ، إنكار الحقيقة.

~~~

أمضى الاصحاب يومين كاملين يتابعون رويتنهم العادي منذ قدومهم الى العالم العلوي متناسين تماما ماذا سيحدث.
اقترح يوري على الرفاق الذهاب و مشاهدة الشروق ، هم لم يشاهدوا الشمس الحقيقة منذ وقت، جسمهم بحاجة للفيتامين دي.
اما عقلهم فهو يحتاج للنقاء و التصفية.

وقف الجميع بجانب بعضهم مرتمين بأحضان الليل ينتظرون شمسهم لتشرق و تمد الارض بدفء.

جيوني : " اشعر ان دهرا قد مضى"

شيرا : " بداخلي هناك شعور بالراحة، لكن المخيف ان هناك شعور يصرخ بداخلي ان ابكي، لا اعلم لما لكنه ذلك الشعور الذي تحن به لوقت مضى شعرت وقتها انه الافضل، وانك تود إعادته الف مرة "

يوري :" انت الفتيات... "

قال يوري ثم نظر لساعته، فقد حان موعد شروق الشمس لذا صمت قبل ان يكمل، ثم وضع يده في جيوب معطفه، الجو البارد اصبح يقل مع اشراق الشمس، اما هيناي فقد كانت صامتة ، هي فكرت بكلام شيرا عن ذلك الشعور، هو تماما ما تشعر به الان، صرخت في قلبها ان يأحذها قلبها للوقت الذي تمنيت اعادته مجددا .

بدأت الشمس تمد خيوطها الذهبية الى الارض تمسح الحقد و الكراهية بلمح البصر، لكنه كالضائع لا يعرف الى اين يذهب، او بماذا يهتدي، فكل شيء غريب هنا، يدور و يدور ليعود الى نقطة البداية، البحر، ما رأه عند فتح عيناه.
جلس على الرمل منتظرا الفرج الذي طلبه من الله، و يديه داخل جيوبه مختبئة من البرد، مع وصول اول خيط ذهبي الى الارض ضاع في مخيلته مشتاق للوطن.
هل هذا ما يشعر به المغترب؟ الشعور ذاته لكن بموقفين مختلفين.
نظر ليده ليرى علامة غريبة لم يرها مسبقا، اللعنة لما كل الامور مبهة هنا؟ هل هذه مهمة، هو يشك لرؤيته لهذه العلامة مسبقا، لكن ذاكرته خانته.

يوري :" لنأكل النودلز "

هز الجميع برأسه لهذه الفكرة، تناول النودلز في هذا الصباح هو الافضل.
ترجل الجميع من فوق الصخرة الكبيرة و اتجهو نحو الاسفل الي البقالة التي بجانب الشاطئ.

مشوا على الرمل ببطئ و هم ينظرون لتلك المياه البراقة.

....

اقترب من خلفهم و نطق باسم يوري ليباف الجميع نحوه و تعلوا وجههم الصدمة

شيرا :" انت!!! "

" اه وجدتكم انا حقا ضائع هنا " قال بصوت باكي ، هو حقا يود البكاء بسبب معاناته هنا !

يوري :" لكن لما انت؟ لما انت هنا؟ "

" حقا لا اعلم " احابه ليذرف بعض الدموع ، الامر مزعج ، ان تكون في عالم لا تعلم احد به !

" ما اسمك مجددا؟ " سألت هيناي

" بابليون، لقد كنت النادل "

جيوني ": اذا الامر حقيقي، لم يكن حلما "

شيرا ": يا للعنة "

هيناي" : انها المرة الأولى التي تقولين هذا الشيء "

توقف الجميع في مكانهم يفكرون بصعوبة، هذا هو اسوء كابوسهم الان، بابليون هنا ايضا كيف استطاع القدوم؟ على حد علمهن لا احد يستطيع الصعود سوى الحراس الاربعة

" لحظة هل ربما تكون انت الحارس الرابع؟ :
قال يوري ليتسمر الجميع في مكانهم، هذه ممكن، كل شيء ممكن الان!

" انا حفا لا اعلم شيئا، اود البكاء حقا، انا ايضا
جائع "

شيرا" : هذا مثير للشفقة، لقد كنا ذاهبين لنأكل النودلز لتأتي معنا "

☆ ☆ ☆ ☆ ☆ ☆

بعد ان تناولوا الطعام قرروا ان يأخذ يوري بابليون لمنزله مؤقتا الى ان يجدوا حلا للامر
بعد ان وصلوا جميعا لمنزل يوري جلسوا على الارائك يتكلمون عن الامر مجددا ، اخرج بابليون من وراء ظهره كتاب و قدمه لهم
" كان هذا الكتاب معي "

صرخ الجميع لرؤية الكتاب اللعين
فأخذه يوري ليراه و عندما فتحه خرج ضوء عالي منه لتكتب تلك الكلمات التي جعلتهم في حيرة من امرهم

" العد التنازلي.... بدء الان "

نظر الجميع لبعضهم طالبين تفسيرا لهذه العقدة، فلم يجدوا من يهديهم للحقيقة التي نسوها !
.....

أَسْرَار الْمُحِيط : 2 • سر قارة اطلنتس الضائعة •Hikayelerin yaşadığı yer. Şimdi keşfedin