أَسْرَار الْمُحِيط : 2 • سر قارة اطلنتس الضائعة •

الفصلُ 12 • الوزير الغاضب •

..

استيقظ بعد ان تسلل النور من النافذة الى غرفته فأزعجه ذلك ، ثم بدأ بتمارين الصباح بعد ان اتم الاستحمام و ارتداء ملابسه ، سارع الى المطبخ ليأكل فطور الصباح ، و خرج من بيته اخذا نفسا عميقا قبل ان ينظر لمن حوله .

كانت الشمس ساطعة و السماء صافية ، اصوات العصافسر تزقزق و الكل ذاهبا الى عمله ، اطفال يلعبون امامه بأصوات مزعجة لكنه ابتسم لرؤيتهم سعداء ، حياه احد المارين فإبتسم له
" هي نابليون ماذا تفعل واين انت ذاهب ! ؟ " قال ذلك الرجل و هو يتجه نحوه ، انحنى له احتراما ثم قال " سأذهب للعمل الان "

" حسنا الى اللقاء اراك في المساء اذا "

" الى اللقاء " قال و لوح بيده له ، حرك رأسه لتتطاير خصلات شعره البنية بؤبؤتا عيناه الكستنائيتان تلمعان ، خطى نحو مبتغاه و كله نشاط ،
بعد ان تعب من المشي ، وضع يده في جيبه و اظهر كرة صغيرة بحجم العين ،

ضغط عليها مرتين و تركها تطوف في الهواء ، بدئت تكبر و تكبر رويدا رويدا الى ان اصبحت مثل الصحن الطائر بلون ازرق ، قفز عليه و حلق ، انه نفس الصحن الطائر الذي استخدماه استيلا و هيسيتا من قبل .

و سكان تلك المدينة يستخدموها كوسيلة انتقال سريعة ، وصل الى ذلك المتجر الذي هو بجانب اكبر قصر في المدينة ، حيث يحتجز الاصدقاء هناك .

..

اشعر بملل قاتل " قال جيوني بينما يخرج اصوات طرقعة من يديه ليأتيه صوت استيلا بينما تدخل الغرفة كعادتها و هيستيا وراءها
" و لما تشعر بالملل "

" كيف لا نشعر بالملل و نحن مسجونون هنا ، عندما ذهبنأ في الرحلة كنت على امل ان تكون الرحلة مسلية "

" امم اخبراني ما اسم حاكم مدينتكم و كيف يبدوا !! " سأل يوري بفضول لتمتف الاخرى يدها مجيبة " في الواقع نحن لا نملك حاكم هنا لقارتنا "

استغرب الاصدقاء من كلامها ، ااستطاعوا الوصول لهذا العلم دون حاكم ينظمهم ؟

لتتسائل شيرا بسرعة " لكن كيف تديرون شؤونكم من دون حاكم ! "

" نحن لا نملك حاكم لكن لدينا سلطة مسؤولة عن امر قارتنا ، نحن مثلكم ، انت تملكون حاكم و مئة نائب و العديد من الوزراء ، نحن لدينا أربع مسؤولين فقط هم الذين يهتمون بالقارة "

" هذا غريب " كان ذلك التعليق الذي ادلته شيرا لتقهقه استيلا و تردف مجددا
" ليس غريبا بل هذا شيء مفيد ، فلو كنا نملك اكثر لشبت الحروب في قارتنا ، او لو كنا نملك حاكم لأراد الجميع ذلك المنصب ، اربع مسؤولين من بينهم
كاهن "

جلس يوري ثم فكر قليلا ليسأل
" و كيف تعلمون بأمرنا ، اقصد كيف تعلمون اخبارنا و انتم هنا ٠ هل تسطيعون الذهاب الى عالمنا !! "

" في الواقع ليس الجميع فقط الحراس الاربعة هم من يستطيعون الخروج من هنا و الذهاب الى حيث تعيشون ، انا و هسيتا و السيد ابلن و الحارس الرابع فقط "

تذكر جيوني امر فقال " لكني اذكر ان شخص اخر كان معنا اسمه اندوا اين هو !! " نظر الاخرون له ، تبا لقد نسيا امر ذلك الشاب !

" ن الشخص الذي كان معكم هو السيد ابلن ، لكنه غير اسمه كي يتأقلم معكم "

جحر ثلاثتهم اعينهم ليضرب جيوني بقدمه الارض مجيبا " كنت اشعر بأنه ليس عاديا ، ثم ، لما اخذ هيناي معه ، كيف لنا ان نتأكد انها بخير معه وانه لم يصبها بأي اذى ! "

" لا تقلقوا جميعا ان السيد ابلن عليه ان يهتم بصحتها كما نحن نهتم بصحتكم ، ثم انه امر من المسؤولين ان يحتفظ بتلك الفتاة " ردت استيلا

لم يقتنع جيوني بكلامها كثيرا لذا صمتت استيلا ثم نظرت لهيسيتا " علينا الذهاب هيا " قالت فوقفا معا و ذهبا

" امرهمأ مريب ، ماذا يريدون منا لما لا يعيدوننا الى المكان الذي اتينا منه ، ولما هذه القلادة مهمة كثيرا لهم ! " سأل جيوني فغرق يوري في تفكيره

++++++++

صرخ بصوت عالي و الخوف و القلق يعتريه ، كان القبطان و طاقمه واقفين امامه بخوف وكأنها نهايتهم .
" سيدي اقسم اننا لا نعلم ما حدث لهم ، لقد اختفوا فجأة " قال القبطان بصوت متقطع من الخوف

" كيف اختفوا دون علمكم ، هل يستخدمون السحر مثلا ثم ان الكلام الذي تقوله ليس منطقيا ابدا كيف تقول ان البوصلة بدأت بالتشوش و انكم فجأة وجدتم انفسكم في المحيط الاطلنطس و بعد ان اختفى الاطفال وجدتم انفسكم في المحيط الهادي كيف ؟ ها اخبروني هل تعلمون مع من انتم تتكلمون ، كيف تقولون لي هذا الكلام ! انا وزير الوزراء هنا ، كيف تقولون هذا الكلام لي كيف ؟ اذا حدث شيء لإبني يوري و ابنة اختي هيناي او حتى شيئا للتوأمان سأقتلكم جميعا "

نظر الجميع لبعضهم و الخوف يعتريهم
' سيدي اقسم ان الذي حدث ان فقط الاطفال الاربعة واحد افراد طاقمنا اختفى " قال القبطان

" احد افراد طاقمكم ! "  قال الوزير بإستغراب
" نعم يدعى اندو "

" ربما يكون هذا الشاب السبب في اختفائهم ، ربما كي يطلب فدية ' قال احد معاوني الوزير بينمل يهمس له لذا نظر رئيس الوزراء له بينما هو غارق في التفكير " لكن مضت 16 ساعة وهو لم يتصل... لما لم يطلب فدية ؟ "

" احضر لي معلومات عن الفتى هذا " اجاب بعد ان انهى تفكيره ، لربما وجد شيئا او خيط للامساك به
" سف سيدي ليس لدينا اي معلومات عنه ! "

" ماذا كيف لا تملكون معلومات عن شخص يعمل معكم !! " صرخ الوزير بغضب فأوطئ الجميع رأسه بخوف ، ان ذلك الامر المحير يعيق تفكيره بشكل كلي ، هنالك حلقة ناقصة بالقضية ، اين فقط عساهم يكونون !
...