الفصلُ 8 • المدينة الحديثة ! •

1.6K 139 37
                                    

..

الضوء الذي خرج من العدم احال بينهم
و بين الرؤية ، و انعدام الرؤية جعلهم كالعمي ، لكن اقشاع الضوء هداهم لطريقهم من جديد .
نظر الجميع لبعضهم يستغربون مما حصل لكن الاستغراب  الاعظم كان في المكان الذي هم فيه مكان أبيض و كأنهم في ورقة بيضاء تنتظر من ياتي ليلونها .

" ماذا يحدث هنا " سأل جيوني وهو عادة ما يبدء الحديث لكن لم تكن هناك اي اجابة تصف حال ما يرون " بدأت اشعر بالخوف " قالت شيرا وهي تقترب من اخاها .

اما هنياي فكانت واقفة بجانب شيرا و اندوا من ورائها لا يشيح وجهه عنها و يوري يقف بعيدا عنهم .
كان ينظر حول المكان فربما يجد شيئا يهديهم .
" يوري اقترب منا " نادته هيناي فنظر نحوها و خطى و قبل ان يصل الى هناك اصابه شعور غريب جعله مستسمرا مكانه .

شعر مرة واحدة بشعور الابكم و الاخرس و الاعمى  .
ذلك الشعور اتى اليه بمراحل فأولا لم يستطع الكلام ثم بعدها فقد سمعه و تدريجيا بدء يفقد الرؤية .
سقط ارضا جالسا و الجميع من حوله يسألون و يصرخون عليه كي يتكلم لكنه لا يسمعهم او حتى يراهم كي ينطق لهم ما يريدون سماعه .

و فجأة عاد بصره و صوته ، ثم صوت طنين في أذنيه كأنه طبل على الطبلة في ليلة عرس .
بدء بالصراخ و التألم و يداه على اذنيه يمنعهما من الاستماع لكن لا جدوى فذلك الصوت لم يأتي من الخارج بل هو بداخله

" يوري يا الهي هل هو بخير " قالت شيرا بنبرة حزينة و دموعها في عيناها فهي حساسة جدا .
اما هيناي فقد كانت فقط تنظر له غير عالمة بما يحصل .

" يا للهي ما الذي يحصل له " نطق جيوني
و لكن بالنسبة لإندوا فكان واقفا ورائهم يشاهدهم بصمت .

" يوري ارجوك هل تسمعنا يوري "
صرخت هيناي اخيرا لكن صوتها لم يأثر به .
اختفت لمعة عيناه و اصبحت سوداء قاحلة .

°°°

لنذهب ليوري و نتابع الذي يحدث له
كان يصرخ متألما لكن سرعان ما اختفى ذلك الالم
ليفتح عيناه و يجد نفسه في مكان لم يصدق أنه به لكن الاحداث كانت تمر بسرعة .

و كأنه شريط ذاكرة احد الافلام السينيمائية القديمة التي تظهر اعلانيا للفلم بطريقة سريعة مع مقاطع صغيرة تشرح القصة كاملة .

كان كل شيء ملون بطريقة العصور الوسطى .
حروب ، قتل ، دماء ، انفجارات ، موتى .
هذا ما يراه زاد حيرته و بدء ألم رأسه يزداد .
يضغط عليه بيداه كي يخفف الالم .

و فجأة يعود الى الى المكان الذي هو فيه مع انه لم يتحرك بل الذي كان يتحرك هو تفكيره و عقله فقط لا الا ، تعود اللمعة الي عيناه  و تعود ايضا الى لونها السابق بإختفاء ذلك السواد ، ينظر لهم و يرى الجميع قلق .
و بدون وعي يقع ارضا .
" لقد فقد وعيه " قالت هيناي بقلق بينما تركض نحوه .
...

أَسْرَار الْمُحِيط : 2 • سر قارة اطلنتس الضائعة •Where stories live. Discover now