أَسْرَار الْمُحِيط : 2 • سر قارة اطلنتس الضائعة •

الفصلُ 3 • الرحلة المجهولة -2- •

......................

____________________

ان البحر هادئا بكل شيء ، امواجه سمائه ، رياحه ، حتى الاسماك لم تظهر انداك ، كانت الشمس تغرب ، حيث اخذت تلك البرتقالة الذهبية تغوص في البحر ، فقد حان موعد رحيلها .
بدأت بسحب اشعتها ، و مد الليل ذيوله السوداء ، حيث تجمع اللونين و انسجا اجمل الوان زاهية ، اصفر و احمر و ازرق داكن بينما الجميع يشاهد هذا المنظر الباهر .

" انظري شيرا الى ذلك اللون البنفسجي " أشارت هيناي بيدها الى السماء لتلتمع عينا شيرا بينما تراقب اللون الذي وصفته بالخيالي ! لكنه اكتفت بقول
" انه مذهل جدا "

" هاتان الفتاتان مجنونتين حقا "  تحدث جيوني عاقدا حاجبيه ، الفتيات يجدن الامور الصغيرة البسيطة شيئا مذهلا ! بينما قهقه يوري على جملة جيوني و كأنه يوافقه الرأي !
" هي جيوني اصمت والا... " صرخت هيناي لكنها توقفت عن الحديث ليرفع جيوني حاجبه للاعلى مستغربا " والا ماذا اكملي لما صمتي يا متوحشة "

ثم بدء يتعالى صراخهما في ارجاء السفينة ، هما كالنار و الجليد تماما !

" يا فتى لا تقل هذا عن فتاة جميلة كهذه "
تحدث ذلك الشخص بينما يخرج من مقصورة السفينة ، كان اول ما لمع في عيونهم هو بؤبؤتيه العسليتين ، مع ذلك الشعر بلون الشمس ، و الجسم الصلب الطويل ، اما بشرته بيضاء كالحليب ، بدا عمره تقريبا ما بين 23 و 25 ، نظرت له الفتاتين بذهول من وسامته .

" و من حضرتك؟! " قال جيوني بغير اهتمام مكتفا يديه ، لكن الاخر تابع ابتذال كلامته و عيناه اغلقتا ليتحدث كما لو انه شاعر مرهف الاحساس 
" انا عاشق البحر و مذيب قلوب الفتيات "

رمقه جيوني بنظرة مشمئزة مجيبا " انا اسئلك عن اسمك لا وظيفتك ! "

تجاهله الفتى ثم اخذ يقترب من الفتاتين و اعطا كل واحدة زهرة روز حمراء فإبتسمتا له بإنجذاب ، فتتسع بسمته هو بجاذبية ليقول ببساطة
" اسمي هو اندو "

" ابتعد عنها " قال جيوني بعد ان رأه يقترب من الفتاتين ليمد الشاب شفتيه بحزن ثم ينظر الى هيناي قائلا " اوه اذا انت حبيب هذه العصفورة ! "

" كلا انا لم اقصد هذه الفتاة ، فلا اهتم بها بل اتكلم عن اختي ، ثم انا لست حبيب هذه المتوحشة اذا اردتها خذها وارحنا منها "

نظر نحوه مندهشا ، هما مختلفين حقا ! كيف يكونا ان اخوين ؟
" اختك ؟ ، عجيب ، حسنا الا تريد هذه ؟ ، تعالي يا جميلة معي سنقضي اجمل الاوقات معا ، ما اسمك ؟ صحيح هيناي هو اسمك تعالي " قال بينما يمسك يدها لتبدء هي بالصراخ عليه محاولة الابتعاد عنه
" ابتعد عني ، من تظن نفسك كي تأخذني معك "