الجزء الثامن والعشرين

1.5K 140 1
                                    


فقال الاستاذ حسن :
-اشجان يا أختاه ... هناك موضوع حيرني أمره كثيرا وهو بخصوص صديقتك نرجس

- مابها يا أستاذ ؟
-انها منذ أن ادخل المحاضرة حتى اخرج لاترفع رأسها أبدا ولاتشارك في أي حديث وأتذكر إنني عندما ناديتها بإسمها في أحدى المحاضرات حتى أسلمها ورقة الأمتحان قامت ومشت نحوي واستلمت الورقة بدون أن ترفع رأسها ولو للحظة واحدة ! وعندما ابدأ بالتكلم عن الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) ورغم كل ما أراه عليكم من تأثر وانشداد الا ان حالتها تجذب انتباهي اكثر من اي منكم ولاتهدأ دموعها مادمت أتكلم عن الإمام فهلا شرحت لي أمرها .
- نعم يا استاذ بالنسبة لاطراقها رأسها المستمرة تلك والتي اثارت تساؤلاتك فأن صديقتي من المؤمنات الحقيقيات اللواتي يحذرن من اي شيء ومن ابسط الأمور وأدقها وكلما اقول لها : لو تنظري الى الأستاذ يكون افضل لانك سوف تتفهمين اكثر مايريد قوله ، كانت تقول لي: لا يا أشجان هكذا أفضل ! واظن يا أستاذ انها تخاف من الوقوع في النظرة  المحرمة .
قالت أشجان جملتها الاخيرة هذه وقد أحمر لون وجهها من الحياء .

- تبسم حسن وأنفتحت أساريره ثم قال : هذا ماكنت أظنه انا أيضا .. حسنا يا أشجان اكملي.
- أما عن حالتها الغريبه تلك والتي تميزها عن كل من في القاعة أنها يا أستاذ ذات علاقة عجيبة وغريبه بإمام الزمان .. صدقني يا أستاذ لا اعرف كيف اصف لك هذا الأمر انه أملها في الحياة وهي تنتظره منذ طفولتها وتنتظر اليوم الذي ستذود فيه عن صاحب الأمر وتدافع عنه وتستشهد بين يديه .
لقد عشت معها أكثر ثلاث سنوات فما رأيته منها يطول شرحه .
اكملت اشجان : وما تراه من نرجس يا أستاذ فأنه حاله طبيعيه بالنسبة لها فانها ما ان تسمع اسم حبيبها المهدي حتى تذهب الى عالم اخر عالم روحاني رائع
- قال حسن : كفى كفى يا أشجان لقد اصبح عندي تصور كامل عن موضوع نرجس والأمر الذي اطلبه منك الان ان تخبريها بأنني طالما تمنيت ان ارزق با أمرءة تعشق الأمام كما اعشقه وتجعله كل أملها قولي لها ( حسن خادم لك ولا يتمنى الا خدمتك واسعادك)
- قالت أشجان  ( والفرحة تكاد تطير بها ): أفهم من هذا يا أستاذ انك ..
-نعم يا أشجان أريد ان اطلب يدها للزواج وكل املي ان توافق .
- قالت أشجان : ماذا وهل لها ان ترفض ؟ اعتبر الأمر قد انتهى يا أستاذ ومبروك مقدما.

ها هيه الليلة الأخيرة التي تجمع فتياتنا الاربع معا وغدا سيحين الفراق هاا هن جلسن يتجاذبن اطراف الحديث وقد لبست كل منهن خاتم الخطوبة واستلمت كل منهن نتيجة التخرج من الجامعة .
قالت ريم : ياااه .. كم كانت أيام جميلة قد لن تمر علينا اجمل منها بعد الليلة .
قالت رؤى وقد اغرورقت عيناها بالدموع : هل فعلا سنفترق ؟ وهل فعلا سوف لن ترى احدانا الاخرى بعد هذه الليلة .
- قالت أشجان وقد حاولت ان تزرع التفاؤل في قلوبهن: هذه هيه الحياة لقاء وفراق ولكن سنبقى نلتقي وتزور احدانا الاخرى رغم بعد المسافات سوف اجعل تقي يرافقني بين فترة و اخرى الى زيارتكن وسوف لن اقطع هذه الصلة ابدا .
- قالت رؤى: وانا كذالك فأن أحمد انسان طيب وسيوافق على ان ازور كل واحدة منكن بين فترة واخرى .
- وكذالك قالت ريم التي بدأت مرتاحة لهذا الاقتراح .
اما نرجس فكانت صامتة خاطبتها أشجان محاولة المزاح : وانتي يا نرجس هل الاستاذ حسن سيسمح لك بزيارتنا اما لا ؟
أبتسمت نرجس أبتسامتها الحزينة والمعهودة تلك وقالت : ماذا تعرفين عن حسن يا أشجان طبعا سيوافق بل وسيرحب بالفكرة كثيرا  .
- قالت ريم: حتى ولو اصبح لدي عشرة اطفال فسأتواصل معكن اذا لم يكن الزيارات المباشرة فبالهاتف .
ضحكت أشجان وكذالك رؤى وقالت الأخيرة : بهذه السرعة فكرت بالأطفال العشرة ياريم ..وبتغيير الفكرة من الزيارات متواصلة الى اتصالات بالهاتف .

يتبع..

نرجسWhere stories live. Discover now