الجزء السادس والعشرين

1.5K 148 0
                                    

ابتسمت نرجس و أجابت :لماذا عجيب يا ريم ؟ أولاً الإنسان لا يشعر بالوحدة لأن الله معه فهو الأنيس والحبيب وكما قلت لك الزواج ليس الهدف الأساسي وهو وسيلة لا غاية ،وبالنسبة لي هدفي هو الهدف الذي خلقت لأجله ألا وهو عبادة الله سبحانه وتعالى ونيل مرضاته من خلال تقويم نفسي وإرشاد الناس إلى الطريق الصحيح ،ومن السيء أن أفكر في هدف آخر وقد يكون عدم زواجي_إن بقيت بلا زواج_ هو ابتلاء لي كما جاء في سورة آل عمران:{ وَلِيَبْتَلِيَ اللّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحَّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ }
وحينها عليّ أن أصبر على هذا الابتلاء والامتحان ولا أتقول بكلمات أتهم بها إلهي بالظلم ولا أجري وراء طريق غير مشروعة كالسحر والأعمال الغيبية المحرمة كما تفعل بعض فتياتنا هذه الأيام.. نعم سأصبر واكيد أنني سأنال من وراء هذا الصبر خيراً كثيرًا سواء في الدنيا أو الآخرة كما قال الرسول (ص) في وصيته لابن عباس :ان في الصبر على ما تكره خيرا كثيراً

نعم فالزواج نصف الدين كما جاء في الأحاديث الشريفة وأنا حالي كحال جميع الفتيات المؤمنات أكره أن أموت وما زلت لم أكمل ديني لكن إن صبرت على هذا المكروه فإنني سأنال خيرا كثيرًا حسب ما وعد به رسول الله في الحديث وحسب ما وعد به الله عباده الصابرين

_اجتمعت الطالبات في قاعة المحاضرات وبدأن يتهامسن وقد بدا الأمر مهما ! زاد هذا الهمس من فضول أشجان فاستأذنت من نرجس واتجهت نحو زميلاتها لتعرف ما القصة ؟

_بعدما عرفت أشجان ما يشغل بال طالبات صفها رجعت مبتسمة وجلست في مكانها الذي يجعل خطيبها تقي عن يمينها وصديقة عمرها نرجس عن يسارها ،أمالت برأسها نحو نرجس وهمست في اذنها :أتعرفين لماذا كل هذه الهمسات والإشارات من قبل الفتيات يا نرجس؟
_وما أدراني يا أشجان.
_سمعت منهن أن هناك أستاذا جديدا قد التحق بالجامعة مؤخراً وهو بديل للاستاذ رمزي الذي أحيل على التقاعد فجاء هذا الأستاذ مكانه.
_وما الغريب في الأمر وما الذي يجعلهن مهتمات إلى هذه الدرجة؟
_ابتسمت أشجان وحاولت أن تخفض صوتها أكثر لئلا يسمعها خطيبها ثم قالت لنرجس:يقولون أنه ما زال شاباً وشكله جذاب وهو وسيم و أنيق جداً جداً !
_ابتسمت نرجس وقالت :آه منهن لا يدعن أحداً بحاله أبدا ً

وبعد خمس دقائق تقريباً دخل الأستاذ القاعة ألقى التحية ...رد الطلاب التحية وهم يحدقون بأستاذهم الجديد هذا،أما نرجس فما إن وقعت عيناها على هذا الأستاذ حتى خفضت رأسها وهي تردد :استغفر الله ..استغفر الله

_كان الأستاذ حسن كما وصفته أشجان لنرجس بالضبط مما جعل بطلتنا تطرق برأسها ولم تحاول رفعه طوال ساعة المحاضرة وبعد أن اكمل الأستاذ حسن محاضرته التي كانت تتميز عن باقي محاضرات الأساتذة بأنها ذات طابع خاص يربط بين العلم والدين .
_قالت اشجان لنرجس :سبحان الله إنه أستاذ بمعنى الكلمة حفظه الله وحرسه من العين والحسد .
_قالت نرجس محاولة مقاطعتها:اتركينا منه ولنسرع الى الكشك لشراء السندويشات فأنا أكاد اقع من الجوع .

نرجسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن