الجزء السابع والعشرين

1.4K 85 1
                                    

_قالت نرجس (وقد أخذت نفساً عميقا): إنه فعلاً أستاذ ممتاز و أكثر ما شدني إلى كلامه هو حديثه عن الإمام المهدي (ع) عندما شرح لنا نظرة العلم الحديث إلى قضية طول العمر وكيف يمكننا أن نثبت إمكانية أن يعيش (عج) لآلاف السنوات ،ثم كيف أنه بدأ يتكلم عن الإمام (عج) وكيف أنه ما زال حياً إلى الآن..
_قالت أشجان :نعم لقد كان جريئا جدا في طرحه هذا ،وخاصة أن طلابنا من طوائف دينية متعددة ورغم أنه كان يستطيع أن يضرب لنا مثلا آخر غير قضية الإمام لكنه وكما أظن كان قاصداً في اختياره لهذا المثال الرائع .ثم اكملت اشجان :اتعرفين يا صديقاتي إن اسلوبه في الاقناع يشبه أسلوب نرجس كثيراً!
_قالت نرجس(بشيء من المزاح) :اغلقي الموضوع يا أشجان ودعينا ننام بسلام،و إلا اخبرتُ خطيبك غداً عن اعجابك بشخصية هذا الأستاذ وقد أسبب لك مشكلة أنت في غنى عنها !
_قالت أشجان وقد أسرعت إلى فراشها :لا لا يا نرجس ...افعلي كل شيء الا أن تثيري غيرة تقي ،أرجوك لن أعاود الحديث عن ذلك الاستاذ ابداً!
_وهنا تعالت أصوات الفتيات الأربع بالضحك على طرافة الموقف ثم استسلمت كل واحدة للنوم في تلك الليلة الهادئة والجميلة.
استمرت الأيام وكانت أحاديث الأستاذ حسن تزداد تشويقا يوماً بعد يوم .
_تعلقّت قلوب الطلبة بهذا الأستاذ وصار هو محور أحاديثهم في أغلب الجلسات كان يضفي شيء من الروحانية على محاضراته مما يشد قلوب وعقول الطلبة إليه وكان أغلب الأوقات وبعد أن ينهي إعطاء المحاضرة المخصصة يبقى وقتاً آخر يسأل الطلاب عن مشاكلهم ويعطيهم نصائح وارشادات لتقوية علاقاتهم بالله سبحانه وتعالى .
_كان الطلاب جميعهم يشتركون في الحديث وهو يحاول أن يقرأ تأثير كلماته في أعينهم التي كانت تنظر إليه وقد شدها سحر الحديث
_اما نرجس فكانت الوحيدة التي لا تنظر إلى الأستاذ أبداً وكانت تقول في نفسها : ما دام شكله جميلاً وجذابا فلن أرفع بصري نحوه ،لأبقى استمع إليه وانا غاضة البصر ،المهم عندي أن أفهم ما يريد قوله لنا ولا شي آخر يهمني!

وفي الحقيقة ان جمال وجه الاستاذ حسن والذي لاحظته نرجس منذ أول وهلة دخل فيها لقاعتهم جعلها تخشى اليه مرة اخرى لئلا تقع في النظرة المحرمة.
وقررت بعدها أن تغض الطرف عنه ما دام وسيما وجذابا والأكثر من هذا أنه ملتزم دينيا مما جعل نرجس تخشى أن يكون مصيرها كمصير رؤى صديقتها عندما دخل إليها الشيطان من باب الالتزام والتدين في تلك الحادثة التي مرت برؤى قبل ثلاث سنوات .
هكذا كانت بطلتنا نرجس تحسب للامور جيدا وتفكر قبل أن اتفعل أي شيء وتحتاط وتحذر من الشيطان بأدق الأمور ،وهكذا يجب أن يكون المؤمن الحقيقي .
بعد مرور عدة أشهر على وجود الأستاذ حسن في الجامعة بدا أمر نرجس واطارقة رأسها المتواصلة وعدم اشتراكها في الحديث تثير التساؤلات لدى ذلك الشاب
وعندما كان يتحدث عن امام الزمان (عج) و أمر ظهوره وهو حديث لا تخلو أي محاضرة من محاضرته منه ، كانت نرجس حينها تنغسل خدودها بدموعها التي ما ان تسمع اسم (المهدي)حتى تتسابق بالنزول وهذا اكثر ما يجذب نظر الأستاذ حسن ويزيد من حماسه في مواصلة الحديث عن صاحب العصر والزمان (عج) ومن خلال عدة محاضرات عرف أن طالبته هذه لها علاقة خاصة مع امام الزمان وتمنى لو أنه يعرف رأيها في قضية المهدي (عج) ولماذا كل هذا الألم والحزن والدموع ؟

في حقيقة الامر كان حسن هو الآخر يعيش حالة من الروحانية وله علاقة عجيبة بالامام (ع) ويتمنى أن يتكلم عنه طوال الوقت و أن يُعرّف طلابه بل الناس جميعهم بقضية حبيبه الحجة المنتظر ..
و إن حالة نرجس تلك جعلته يتمنى أن يتكلم معها شخصياً ويبثها ألمه وحزنه على فراق الحبيب طالما هي تعيش ذلك الحزن والألم ايضاً...
وهكذا هم عشاق الامام يتمنون دائما يشكو كل واحد منهم للآخر حزنه ولوعته على فراق امامه الغالي...

أقول لأهل القلوب الحزينة هّلموا لكي نلتقي للبكاء!

وقبل أن تبدأ الامتحانات النهائية بأيام قرر الأستاذ حسن بعد تفكير طويل بموضوع نرجس أن يتحدث مع صديقتها المقربة أشجان حول تلك الفتاة .
وفعلا ففي أحد الأيام وبينما أشجان تجلس مع خطيبها تقي في حديقة الجامعة وهما يحضرّان ويتهيئان للامتحانات تقدم الأستاذ حسن نحوهما والقى التحية ..قام الاثنان وردّا التحية.
_قال حسن :هل تسمح يا أخي أن أتكلم مع خطيبتك وبحضورك طبعاً حول أمرٍ هام ؟
_نعم يا استاذي الغالي وبدون أي إذن ،فإنك لست فقط استاذنا بل أخونا والله يشهد
_قال تقي هذه الكلمات وقد بدت الفرحة لا توصف على وجهه لانه استطاع أن يبدي رأيه في اعز أستاذ لديه
_قال حسن:اشكرك يا تقي ويزيدني فخرا أن يكون لي أخ متدين وملتزم مثلك .
ثم وجه حديثه إلى اشجان :كيف حالك يا اختي العزيزة؟
_احمد الله ألف حمد يا استاذ أنا بخير
_أشجان يا اختاه..هناك موضوع حيّرني أمره كثيرا ،وهو بخصوص صديقتك نرجس.
_ما بها يا أستاذ؟
#يتبع
✍🏻 رويده الدعمي

نرجسWhere stories live. Discover now