الجزء التاسع

3.1K 214 5
                                    

مضت الايام والمسافة صارت تكبر بين نرجس واشجان وبدأت مخاوف الصديقة الوفية تجاه صديقتها المتهورة بالتزايد ،فكانت نرجس لا تنام الليل نتيجة التفكير بما سيؤول اليه امر صديقتها .
ها هي الاسابيع تمضي وألم نرجس يكبر ويزداد يوما بعد يوم ..يا ليتها تستطيع ان تُبعد اشجان عن تلك الفتاة ويا ليت اشجان تأخذ بنصيحتها ويا ليت ويا ليت ...
وفي احدى الليالي وبعد ان اكملت نرجس صلاة الليل جلست لتختطب سيدها ...
_الهي وربي .. انا أمتك الضعيفة العاجزة ،اتوسل اليك يا مولاي بحبيبك المصطفى وباهل بيته النجباء ان تُرجع صديقتي الى صوابها.. الهي انا أتألم لبعدها عنك وانشغالها بالموديلات والمكياج والغناء والرقص وقصص الغرام وو...
إهدها يا رب الى الطريق الصحيح المستقيم ومكّني يا الهي من اقناعها بحرمة ذلك الطريق الذي تنتهجهُ هي، قوّني يارب على مصارحتها بهذه الحقيقة ..اننا طيبة القلب يا الهي وهي ضعيفة مسكينة لا تتعمد عصيانك لكنها جاهلة لما هي فيه ،فساعدني يارب وقوّني على مساعدتها يا الله .
شاء الله ان يستجيب دعاء أمتهُ المؤمنة نرجس وهيأ لها الفرصة المناسبة للتكلم مع اشجان وكان ذلك في احدى الصباحات عندما كانت نرجس ذاهبة الى مكتبة الجامعة لتستعير بعض الكتب المهمة فإذا بها تشاهد اشجان ومعها هيام وشخصا ثالثا لا تعرفه.
كان الثلاثة يتكلمون وما ان اقتربت نرجس حتى صمت الجميع قامت نرجس خلال ذلك الصمت بألقاء التحية وردّت اشجان السلام بإرتباك إذ كانت تعرف بأن هذا المنظر لا يروق لنرجس !

وقالت :نرجس ...اُعرفّكِ على رافد ،يدرس في نفس المرحلة التي تدرس فيها هيام
صمتت نرجس قليلاً ثم قالت بأدب وهي خافضة البصر :- اهلا وسهلا ..لكن يا اشجان أنا لم أجئ لتعرفيّني على رافد بل جئت لاكلمك بأمر هام جدا.
اطرقت اشجان برأسها إلى الارض وكأنها عرفت ذلك الامر ثم استأذنت من هيام ورافد وذهبت مع نرجس التي اصطحبتها الى داخل المكتبة.
ولحسن الحظ كانت المكتبة حينها خالية من الطلاب فأجلت نرجس فكرة استعارة تلك الكتب وسحبت أحد الكراسي المخصصة للمطالعة وجلست وقد أسندت يديها الى الطاولة التي وضعت وسط المكتبة ثم اشارت إلى اشجان بالجلوس.
جلست الاخيرة ورأسها ما يزال مطرقا الى الارض ،تكلمت نرجس وهي مستاءة جداً:
_اشجان هل تُحبيني؟
_نعم اُقسم على ذلك .
_وهل ستقبيلن كل كلمة مني؟
_نعم ..بل وانا بأمس الحاجة الي كلامك !
_عجيب ،وان كنتِ محتاجة الى كلامي هكذا لماذا لم تطلبيه مني سابقا!
_لا ... لقد فهمتيني خطأ .. انا اليوم بالذات محتاجة الي حديثك ِ.
_ولماذا اليوم؟
_لما وقعتُ فيه من مأزق لا أعرف كيف الخروج منهُ!
_وهل هيام هي السبب؟
_نعم..انها هي ولا ادري ان كانت تقصد إيقاعي ام لا!
_اشرحي لي اشجان فأنا مصغية لكلامك .
_انت تعرفين انني اتجهت إلى هيام لانها توافقني في امور كثيرة وكنت اظن بأني سأكون سعيدة معها ،ولم اكد اشعر بطعم السعادة تلك حتى عرَّفتني على (رافد) الذي أبدى اعجابه بي و....(صمتت قليلاً)
_وماذا يا اشجان اكملي...
_لقد ........

انتظروا ماذا يوجد بين اشجان ورافد ...
#يتبع
✍🏻 رويده الدعمي

نرجسWhere stories live. Discover now