الجزء الخامس

3.7K 282 13
                                    


كانت ليلة هادئه عندما قامت نرجس لتصلي صلاة الليل في حين كانت الفتيات الأخريات قد أستغرقن في النوم ، وما أن أكملت صلاتها حتى بدأت تناجي الله سبحانه ب (دعاء الحزين) الذي يقرأ بعد صلاة الليل:
‏_أناجيك يا موجود في كل مكان ، لعلك تسمع ندائي .. فلقد عظم جرمي وقل حيائي ، مولاي يامولاي أي الأهوال أتذكر و أيها أنسى ..؟! ولو لم يكن إلا الموت لكفى .. كيف وما بعد الموت أعظم وأدهى !
و هنا أجهشت بالبكاء متخيلة نفسها تحت التراب في ذلك القبر المظلم (وهو أمر لابد منه) ..
ثم أكملت الدعاء بصعوبه بعد أن خنقتها العبره وكانت تحاول أن تخفي صوتها وعبرتها خوفا من إستيقاظ أحدى الفتيات ، لكنها فشلت في ذلك ! لقد أنتبهت أشجان من نومها ع صوت بكاء نرجس التي ما إن أكملت مناجاتها حتى بدأت تدعو الله ببعض الكلمات التي استغربت منها أشجان كثيرا حيث كانت نرجس تقول:
‏_ ألهي .. أحفظ حبيبي من كل خطر ، أوصل له سلامي وحبي .. أخبره يارب بأني سأبقى أنتظره طول عمري لأني لا أجد من يستحق حبي وتضحيتي غيره يا رب .. لا يوجد إنسان ع وجه الارض أغلى منه ، بل لا يسكن قلبي إنسان غيره .. أخبره يارب بأني سأظل ألهج بأسمه طوال حياتي .
تعجبت أشجان من كل تلك المشاعر التي تكنها نرجس لذلك الحبيب !! من هو ولماذا كل هذا الأهتمام به والدعاء بأن يحفظه الله من كل مكروه ؟! أليست هي فتاة ملتزمه وتخاف الله وترفض حكايات الغرام والحب؟ لماذا الآن اسمعها تلهج بذكر حبيبها (المجهول)؟
أستمرت أشجان تفكر وتعرض ع نفسها تلك الأسئله حتى استسلمت للنوم مرة أخرى .
وفي الصباح كانت صامتة ولم تنبس ببنت شفه ، كانت تفكر بأمر نرجس وبأمر (حبيب ) نرجس.
وفي الليله التاليه حدث الشيء نفسه ولأن أشجان كانت خفيفة النوم وتستيقظ لأبسط الأشياء ولأقل صوت فقد أنتبهت أيضا الليله ع صوت بكاء نرجس ولكن هذه المره الامر مختلف قليلا .. كانت نرجس قد أكملت صلاتها وأستلقت في فراشها وعلا صوت ندائها لحبيبها ..
‏_ آه أيها الغالي .. لو أعرف أين أنت الآن ؟ وماذا تفعل في هذا الوقت ؟ هل مازلت مستيقظا ؟متى تكتحل عيني بالنظر الى وجهك الجميل ؟ كم يعذبني حبك ورغم ذلك فأنه أجمل وأحلى عذاب !
تكررت هذه الحاله ليال عده حتى أن أشجان صارت مستعده لتبيع نصف عمرها في سبيل معرفة ذلك الحبيب ! فقررت أن تعمل ( خطه ) تكشف بها أمر نرجس ..
وكانت خطتها أن تقوم بسؤال كل فتاة عن فارس أحلامها وحينها تستطيع أن تسرق لسان نرجس ولعلها تخبرهم بسر ذلك الحبيب .
وفعلا في أحدى الامسيات البارده وبينما الفتيات مجتمعات حول المدفأة يتسامرن فيما بينهن أقترحت أشجان أن تقوم كل واحده بإعطاء مواصفات لفارس أحلامها .
راقت الفكره للفتيات وابتدأن برسم صورة فارس أحلام كل فتاة ، و عندما وصل الدور لنرجس أعطت مواصفات عادية لزوج المستقبل شرط ان يكون ملتزم دينيا وذو خلق عال معطية قول الرسول (ص)في هذا الشأن و هو :
‏(إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه) .ولم تكد نرجس تكمل الحديث حتى سارعت أشجان بالسؤال:
‏_ و هل ألتقيت به يانرجس؟
‏_ ألتقي بمن يا أشجان؟
‏_ فارس أحلامك .. هل هو جميل ؟ كم عمره ؟ وما أسمه ؟ اخبرينا .. أخبرينا يا نرجس!
ابتسمت نرجس وضحكت الفتاتان الاخريان ع الطريقه الغريبه التي أستخدمتها أشجان في سؤالها عن فارس أحلام نرجس . و هنا بادرتها الاخيره بالجواب :
‏_ عزيزتي صدقيني أنا لم ألتق بفارس أحلامي و لم أره الى حد الآن .. ثم ما هذه اللهفة لمعرفته ؟
هل درجة حرارتك مرتفعه يا أشجان !
قالت نرجس جملتها الأخيره هذه وبحركه لطيفه وضعت كفها ع جبهة صديقتها (لمعرفة ما إذا كانت مصابه بالحمى )
كانت الفتيات الثلاث في حالة ضحك مستمر و هن ينظرن الى أشجان التي أخفت غيظها من نرجس حيث لا تريد هذه أن تفصح عن أمرها .
ساد بعد ذلك شيء من السكون كانت خلاله أشجان مستغرقة بالتفكير في طريقة أخرى تكشف فيها السر العجيب الذي تخفيه نرجس في قلبها ولا تريد البوح به .
.
👈نكمل ?? رأيكم يهمنا
.
#يتبع
✍ رويده الدعمي

نرجسWhere stories live. Discover now