الجزء الثاني والعشرين

1.8K 157 3
                                    

واكملت: ثم إنك يا أحمد قبل قليل قلت لي بأنك من شدة حبك لي مستعد أن تنفذ كل ما أطلبه منك، حينها زاد يقيني بأنك فعلا تحبني ،فكيف تريد من الله أن يعتبرك من محبيه ومريدي رضوانه و أنت عاصٍ له لا تأبه بطاعته وتأدية أحب الأمور إليه وهي الصلاة.
ثم كم سيذهب من وقتك لو وقفت امام الله تعترف له بحبك له وعبادتك اياه واستعانتك به؟
وكم سيكلفك ذلك من مجهود وانت ما تزال في ريعان شبابك ! ثم كيف تأمن على نفسك وعلى امك وعلى حبيبتك و أنت تعصي الله... انه قادر أن يسلبك منك نفسك واهلك ومالك في لحظة واحدة!
اتق الله واستغفره وتذكر قول الله سبحانه وتعالى :{ وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً } فكيف تريد أن يهنأ عيشك و أنت معرض عن خالقك هكذا؟
وهاك أحاديث الرسول (ص) وأهل بيته(ع) فيما يخص الصلاة:"الصلاة عمود الدين ان قبلت قبل ماسواها و إن ردت رد ما سواها".
وعن الامام الصادق (ع): "اذا قام المصلي الى الصلاة نزلت عليه الرحمة من أعنان السماء إلى أعناق الأرض وحفت به الملائكة ونادى ملك :لو يعلم هذا المصلي ما في الصلاة ما انصرف عنها" !
وعنه ايضا(ع): "بين الايمان والكفر ترك الصلاة".
وفي نفس المعنى عن الائمة(ع): "ليس بين الكفر وبين الايمان الا ترك الصلاة".

وهذا يدل على أن تارك الصلاة مشرك بالله بل كافر كما تشير الاحاديث ! ولقد تبرأ الرسول من المستخف بالصلاة والمتهاون بها ،فعن الامام الباقر (ع)قال:" لا تتهاون بصلاتك فإن النبي قال عند موته:ليس مني من استخف بصلاته ولا يرد على الحوض لا والل".
واخيرا لنسمع قول الله تعالى عن عاقبة غير المصلين :{ مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ }
وبعد هذا احكم انت يا أحمد هل أنت مسلم ومؤمن عندما تتهاون وتستخف هكذا بالصلاة؟!
وهل ستنالك شفاعة الرسول وشفاعة أهل بيته الذين تدّعي محبتهم؟!
فإن أمير المؤمنين علي (ع) أكّد هذا المعنى بقوله:"لا ينال شفاعتنا من استخف بالصلاة"
فأنت بهذا حرمت نفسك من شفاعة أمير المؤمنين (ع) يا من تدّعي أنك من اتباعه وشيعته.
هنا قام أحمد من مكانه واستاذن بدون أن يُعلق على حديثها بأي كلمة.
شعرت رؤى بأن ناراً تلتهب في صدرها.
فها هو يرحل بدون أن يبدي أي تعليق على الموضوع ! هل من المعقول أنه ما زال يستهين بالصلاة بعد كل ما استحضرته أمامه! خاطبت نفسها بهذه الكلمات والدموع تكاد تتساقط من عينيها .
تماسكت ثم اتجهت نحو جهاز الهاتف اتصلت بمنزل أحمد وما إن كادت السماعة ترفع حتى اقفلت الخط واتجهت الى سريرها فوضعها الآن لم يكن يحتمل ان تتكلم مع والدته وتخبرها بما جرى.
وبعد صلاة العشاء اتجهت الى الدعاء والتضرع :الهي وسيدي إن كان خطيبي طيب القلب وسليم النية و إن كان هناك مجال لتوبته و إيابه اليك يارب ..فلتستمر علاقتي معه ببركة منك و إن كان أحمد غير آبه بما طرحته عليه اليوم وسيستمر حاله هكذا في التهاون بالصلاة فإن هذا يعني أنه سيكون أب غير صالح لاطفالي واكيد أنه سيظلمني طالما هو ظالم لنفسه، واني يا إلهي لن أعيش مع إنسان بعيد عنك كل البعد فأتوسل اليك يا رب ان تظهره على حقيقته.

نرجسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن