الجزء التاسع عشر

2K 160 9
                                    


والان يا ريم هل ما زلت مصرة على ان الغناء حلال ؟! او انه من الذنوب الصغيرة ؟!
هل رأيتِ بان الامام الصادق (ع) يعتبره امرا عظيما؟ بل و أعده من الامور القبيحة التي يحب ان تدعيها لاهلها .
ثم اسمعي هذه الاحاديث الشريفة التي جاءت في حرمة الغناء...
عن الرسول (ص):يحشر صاحب الغناء من قبره اعمى واخرس وابكم.
وعن الامام الباقر (ع):الغناء مما وعد الله عز وجل عليه النار ثم تلا هذه الاية:{ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ }
وعن الامام الصادق (ع):بيت الغناء لا تؤمن فيه الفجيعة ولا تُجاب فيه الدعوة ولا تدخله الملائكة !

وطبقا لهذا الحديث فإنك يجب ان لا تنتظري من الله ان يستجيب دعائك ما دمت قائمة على هذا الاثم العظيم .
ولقد ورد في الحديث الشريف :"من اصغى الى ناطق فقد عبده فإن كان ينطق عن الرحمن فقد عبد الرحمن وان كان ينطق عن الشيطان فقد عبد الشيطان"

وماذا تقولين يا ريم هل المطرب ينطق عن الرحمن ام عن الشيطان؟!
_عن الشيطان طبعا.

قالت ريم جملتها هذه وقد طأطأت برأسها كمن خسر المعركة قالت رؤى وهي توجه كلامها الى ريم :ان اعترافك هذا يذكرني بذلك الرجل الذي جاء ليسأل الامام الباقر (ع)عن الغناء فقال له الامام (ع): يا فلان اذا مُيّزَ بين الحق والباطل فأنى يكون الغناء؟
فقال الرجل:مع الباطل فقال الامام:لقد حكمت.
نعم فأنه سال و أجاب نفسه ...
وهكذا حالك يا ريم انت من حكمتِ على الغناء بانه كلام صادر من الشيطان (فماذا بعد الحق الا الضلال)؟!
_قالت اشجان :اذن هذا نداء الى كل من يستمع الى الغناء (ما انت ايها المستمع لهذا الصوت الشيطاني الا عابد للشيطان)
_قالت نرجس محاولة التوغل اكثر بالموضوع :اما الحكمة من حرمة الغناء يا ريم هو ان الغناء ما هو الا لهو الحديث كما جاء في الآية السابقة ، وان النفس الإنسانية المتزنة والثقيلة يجعلها الغناء خفيفة ومطربة واذا صارت كذلك يمكنها حينها ان تذهب الى الذنوب والاثام ،وكم من شخص مستمع للغناء ‏نراه يتثاقل من القيام الى الصلاة وقد يؤخرها او يتهاون بها او لا يؤديها اصلا! وفي الوقت الذي لا يتثاقل من تأدية تلك الحركات الصبيانية عندما يضع سماعات الصوت في اذنه وهو يستمع الى الاغاني ويتحرك معها حركات بهلوانية مضحكين ومبكية في نفس الوقت وتراه في خفة وطراوة بحيث انك لو زودته بجانحين لطار وحلق عاليا!
ونسأل هذا الشخص الذي يدّعي الايمان وحب الله ونقول له:ما بالك تثاقلت عن تلبية نداء الله الذي يُضفي عليك نورا بهاءاً ...وتسرعت بتلبية نداء الشيطان الذي يجعلك متسافلاً في الدنيا وخاسرا ونادما في الاخرة .

والحقيقة ان الانسان سيبقى مضطربا وسيبقى يلبس الحق بالباطل طالما يستمع للغناء ويبقول احد علمائنا الافاضل :
"ان المرء اذا جاهد نفسه على ترك الغناء والاستماع اليه فإنه يستطيع بعدها ان يجاهد نفسه على ترك كل المحرمات "

نرجسDonde viven las historias. Descúbrelo ahora