الجزء السابع

3.7K 244 23
                                    


.
نظرت إليها نرجس نظرة حب وشفقه في الوقت نفسه وقالت:
‏_ أولا يارؤى يجب أن لا تيأسي أبدا ف(أنه لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون)كما قال رب العزة .
أما عن السبب في ما أنت فيه من مأزق فسنبحث عنه معا لكي لا تقعي في مثل هذا الامر مرة أخرى لا سمح الله و (المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين) كما قال الامام علي "ع " .
فأن الذي وقعت فيه في بداية دخولك الجامعة ناتج من عدم تحصنك الصحيح والكامل تجاه هذه الامور ، فلو كنت مدركة لما تضمه الجامعة من مخاطر ولو كنت مدركة لحجم الدور الذي كان ينتظرك لما وقعت في مثل هذا المأزق أبدا .
فالفتاة المؤمنة يجب أن تدرس الامور جيدا قبل دخولها الى هذه الاماكن التي تجمع الجنسين معا.
ولو كنت ذات دراية كاملة بوجوب غض البصر للذكر والأنثى ع سواء لأصبحت مطبقة لهذا الامر منذ البداية ، فالحقيقه أنك لوكنت غاضة لبصرك منذ اليوم الاول لدخولك الجامعه لما وقع بصرك ع ذلك الفتى ولما انجذبت اليه .. وحتى لو أفترضنا أنك لم تقصدي النظر إليه في المرة الأولى ولكن كانت نظره بريئة تعرفت من خلالها ع وجه جديد جذبك إليه .. كان الأحرى أن لا تكرري تلك النظره لذلك الشخص والذي جذبك بشكله ورزانته لأن النظره الاولى لك والنظره الثانيه عليك كما قال رسول الله "ص" ( النظرةالاولى لك والثانية عليك ) يعني أنك حينما تنظرين للشخص من غير قصد و يجذبك بتلك النظرة _ الأولى _ لا تعتبر هذه معصية لأنك لم تقصدي النظر إليه ولكن عندما ترفعين بصرك مرة ثانية بقصد النظر الى ذلك الشخص بالذات فإن هذه _المعصية_ بعينها لأنك مارفعت بصرك الا لتريه ولتشعري بتلك الراحه _ الشيطانيه _ .
نعل فإن النفس التي هي جند من جنود الشيطان توسوس لك بأن أنظري الى هذا الشخص ، للراحة التي تشعر بها نفسك عندما تنظرين إليه ! والحقيقه أن هذه الراحه غير موجوده أصلا الا ان الشيطان يوهمك بها لترتكبي المعصية ليس الا .
وحتى لو فرضنا إن هذه الراحه موجوده وتتحق بالنظر الى ذلك الشخص ، لكن النقطه المهمه هنا والتي من الواجب أن ننتبه إليها أن هذه النظره مما يرتاح الشيطان و يغضب لها الرحمن .. وان الانسان هنا يكون مراقبا من قبل الرادار الالهي ، فهل سينقاد وراء راحة نفسه وملذاتها أم أنه سينقاد لأحكام الله واوامره حينما قال (قل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم .... وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن).
‏ و هنا يرد السؤال التالي : ماهي النظرة المحرمه ؟ وكيف نحددها ؟
إن الله سبحانه وتعالى يريد للمساعر النفسيه للأنسان المؤمن أتجاه الأنسانه المؤمنه (أو بالعكس) أن تكون طاهرة بحيث لاتوحي بأي نية سيئة تبتعد عن الاخلاق وتجعل الانسان يعيش حالة طوارئ نفسية !! وهذه الحاله قد تهيء الاجواء لأنحرافات مستقبليه فعندما قال تعالى : (وقل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم و يحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم )فأنه سبحانه أراد أن تكون للانسان طهارة نفسيه وطهاره عملية ، يعني انه لا يكفي المرء أن يطهر عمله من الحرام بل حتى نفسه وتفكيره .
وبتعبير آخر يراد للرجل ان تكون نظرته للمرأه طبيعية حيث لا يفكر و هو ينظر بريبة أوبرغبة في الحرام والتي عبرعنها الله بالنظرة الخائنة (يعلم خائنة الاعين وماتخفي الصدور)
فمتى مانظر اليها نظره التذاذ بجمالها ورقتها أو نظرت هي اليه نظرة التذاذ بجماله و هيبته أنتقل الامر تلقائيا الى الشعور الجنسي الذي قد يقود الى نتائج سلبيه .
‏ وفي اماكن الدراسه او العمل أو في أي جو من الاجواء المختلطه يريد الله من المؤمن أن يغض بصره ليكون ذلك حالة وقائية تحفظه من الوقوع في الحرام .
واستشهد هنا بقول للرسول الأكرم "ص" بهذا الخصوص و هو قوله : (من ملأ عينيه من حرام ملأ الله عينه يوم القيامه من النار الا ان يتوب و يرجع)
وبعض قد يسأل: انا لا أنظر الى هذه المرأة بريبة أو بشهوة و إنما أنظر إليها فقط لإنها جميلة ! و هنايؤكد أئمتنا "ع" وجميع علماء الدين بأن النظر الى الجنس الآخر لجماله هو ( الشهوة) بعينها ، و هناك أقوال كثيرة للامام علي "ع " في هذا المجال أذكر منها "العين رائدة الفتن " وقوله "العيون مصائد الشيطان " ، وكذلك " من غض طرفه أراح قلبه " ، و مقولته المشهوره " النظرة سهم من سهام ابليس" .
واخيرا فانه "ع" قال مقولة رائعة تنطبق عليك وأنت في هذه الحالة يا رؤى ..
قاطعتها رؤى قائلة
‏_أخبريني بها يانرجس بربك ما هي ؟
‏ .
#يتبع
✍ رويده الدعمي
.

نرجسOnde as histórias ganham vida. Descobre agora