٣- من على ضفاف ضمائرنا

1.7K 165 37
                                    

# على ضفاف ضمائرنا

Part ( 3 )بقلم رنا خالد

بعد ما خلصت امتحانات السادس ابتدائي وطلعت النتائج نجحت سوزان بمعدل 99 % وطلعت من العشرة الأوائل على مستوى بغداد والمحافظات ..يا الله بيومها شكد فرحت. ..وبيبي أم يونس ظلت تركص بعبايتها وتهلهل وتطش جكليت. ..حقها لأن سوزان رفعت رأسها. ..وبيومها اتصل بابا من أمريكا بعد ما سمع الخبر من النت. ...وكلها جانت فرحانة ما عدا منال. .اللي سوت روحها مريضة ودخلت غرفتها. .. بوكتها حسيت انو انا وأختي ممكن نصير فد شي بالمستقبل. ..جنت على طول أسأل سوزان شنو راح تصيرين من تكبرين. ..جانت تكلي أريد أحب واتزوج. ..واني اكللها لج عوبة يا زواج وانتي بهالشطارة والذكاء كملي دراستج بالأول بعدين فكري بالهشغلات. ..
سوزان: أي طبعا انتي هيجي تكولين لأنج جكمة ومحد يباوعلج. ...كالت هالكلام وركضت وإني أركض وراها. ...بيومها شكد ضحكنا وتونسنا. ...بس من ثاني يوم بدت معاناتنا ويه منال وسوالفها اللي ما تخلص. ..
منال: سوزان تعاي طلعي تمن وكشري البتيته دنطبخ. ..وانتي  روان لزمي المكناسة وابدي كنسي. .ولا تنسين ابدي من فوك ليجوه وانوب طلعي للطارمة
روان : صار خالة
سوزان وهي تكشر بالبتيته والبصل كالت لمنال
سوزان: خالة منال أريد اسألج سؤال...ليش بابا عافنه وراح ؟ بابا ليش ما أخذنا وياه لأمريكا. .هو ليش ميحبنا
منال: والله اني ما اعرف روحي سألي عمج اني شكو. ..يلا كملي اللي بايدج. .نزول على عمرج شكد تلغين. .
نفس اليوم كعدنا إني وسوزان ورا الغدا عالتلفزيون وجان اكو فلم عربي قديم وجانت بي لقطات محلوه. ..اني من جانت تطلع لقطة بيها بوسة جنت اغمض عيوني لأن عيب وحرام نشوف هيج شغلات. ..بس سوزان جانت تغمض عيونها عالنص حتى تشوف. ..جنت الاحظها انو هي ما تفوت لقطة أذا ما تشوفها. ...بسبب هالشي جنت على طول ارزلها بس هي ولا هامها. ..حسيت انو اختي بهالمرحلة دتمر بفترة مراهقة كلش خطرة وما اعرف شنو أتصرف اني. .لا عدنا أم واكوللها ولا عدنا آب واحجيلة عن سوالف اختي. ..وإذا اكول لمنال راح تضربها وتضربني  وتكعد تعير بينا. ..حسيت انو اختي بدت تتغير. ..مو بس جسمها كبر وتغير وبرزت تفاصيله حتى هي من الداخل تغيرت. ..بحيث أذكر من جنا نروح للدوام. ..بس نوصل لرأس الفرع مالنا جانت تطلع كذلتها من الحجاب وترفع تنورتها حتى تبين قصيرة. ..ودائما تلبس بدي ضيك حيل وتلبس فوكه جاكيت بس تطلع من البيت تنزعه. .حتى تبين مفاتنها. ...جنت دائما احجي عليها واكوللها لا تسوين هيج عمو اذا دره يكول لمنال وتموتنا ...الصراحة اني جنت ما أرضى على تصرفاتها. .احسها تختلف عني. .هي منفتحه أكثر مني وجريئة حييل  بس والله كلبها طيب ومن نكعد اني وياها نسولف على حالنه وعلى ماما الله يرحمها وعلى بابا العايفنا نظل بس نبجي. ..اني أحس بيها عاطفية وتريد بس تجرب شي اسمه حب. ..الحب بالنسبة إلها حاجة أكثر من كونه مشاعر وأحاسيس. ....وظلينا هيج. .مره ارزلها ومره اسكت واكيف على سوالفها من تسولفلي على رعد أبو المولده شلون دازلها رسالة بيد أخته. ..شكد جنه نضحك ونصنف عليه.....حتى من صارت سوزان بالسادس  اللاعدادي ظل يشغل المولده للصبح لخاطرها حتى تدرس. .وبكد الضحك والتصنيف عليه سوزان ما جابت معدل قوي ..الموضوع كله جان ضحك ماكو شي جدي. .خطية جان شابع رزايل من بيبي أم يونس من جانت تشوفه واكف كبال بيتنا بحجة يريد يشوف يوصللنا كهرباء من السحب لو لا. ...الله على ذيج الأيام شكد جانت حلوه على الرغم من قساوتها. .بس برائتنا وأحلامنا بالمستقبل جانت مهونه علينا كلشي. ..جنا أوقات نطلع اني وأختي بالحديقة مالت البيت ونظل نباوع بالسما ونحسب النجوم. .وجنا نشوف بهالنجوم وبهالسما الصافية حياة حلوة منتظرتنا. ..أي معقولة ما يفرجها رب العالمين علينا. ..شنو شفنا من حياتنا غير التعب والذل والحرمان والظلم. .ممعقولة هالشي راح يستمر. ..جنت متأكدة انو اني وأختي  راح يجي يوم  ونتخرج من الجامعة ونتوظف ونتزوج ويصير عدنا بيت وأطفال. ..ونعيش حياة حلوة مثل بقية العالم. ..جنت مؤمنة بعدالة رب العالمين والعدالة تكول انو احنا لازم نتوفق بحياتنا بكد ما شفنا من قهر وبكد ما نزلت دموع من عيونا بليالي الشتا الباردة وتحت اللحاف من اسمع صوت سوزان وهي تحاول تكتم بجيتها ....هذا اللي جنت اني وأختي نحسه ومتأكدين منه. ...إلى أن اجه يوم من الأيام رجعت اني وأختي من المدرسة. ..وشفنا ناس ملتمة على بيت بيبي أم يونس. ..وزلم واكفين ونسوان تبجي. ...ما كدرنا نوكف بلا ما ندري دخلنا لبيت أم يونس حتى نشوف شكو. ..جان نشوف بيبي نايمة عالجرباية و متغطية بعبايتها حتى وجهها هم متغطي ومنال والنسوان ملتمات عليها ويصرخن ويبجن. ..بيبي أم يونس ماتت. ...بيومها رحنا اني وأختي لبيتنا وكعدنا نبجي للصبح ولا اكلنا ولا شربنا. . إحنا حسينا بيومها انو إحنا تيتمنا من صدك.... وراحت اللي جانت تعطف علينا وتحاميلنا ...راحت اللي جانت واكفتلنا اني وأختي. ..بهذا اليوم حسينا انو خلاص احنا ما عدنا ظهر بعد. ..احنا بنات يتيمات وبس. ...شكد ما أحاول اوصف شعوري اني وأختي مراح اكدر أوصل نص ما أحس بي. ..حسينا بخسارة جبيرة. ..خسارة ما تتعوض. .تره مو سهل انو انت تكون يتيم ومظلوم ومحد يحبك. .وحياتك سوده وبين كل هالسواد اللي بحياتك اكو فد شخص يحبك ويداريك ويدافع عنك. ..وفجأة هذا الشخص يموت! ...
ومع ذلك. ..استمرت حياتنا....وكلمن يشوف اللي الله كاتبة اله. ...بنفس السنة اللي توفت بيها بيبي أم يونس...نجحت سوزان من السادس ودخلت كلية الإدارة والاقتصاد...وبهالفتره سوتلنا منال مشكلة شكبرها لأن اني كلتلها محتاجين فلوس اني وأختي...انطينا فلوس تقاعد ماما كلهن مو نصهن لأن ميكفن. ...
منال: بنات ميعاد ميجي بعينجن سنين تاكلن وتلبسن وتمسحن ايديجن بالطوف وهسه جايات تحاسبني على تقاعد امجن....ضاع بيجن الربى ويا حيف على عمري اللي ضيعته بتربيتجن.
اني: خالة مو قصة احاسبج بس مصاريف الجامعة هواية ولازم ندفع للخط. ..والصراحة اني وأختي نريد تلفونات لأن منكدر بلا تلفون وين عايشين بالعصر الحجري
منال: أي كولن هيجي من الأول تردن تلفونات وتاخذن راحتجن
اني: خالة عيب هالحجي شناخذ راحتنا عيب هالكلام احنا بنات متربيات ومو كل أصابعج سوه. ..
ورى هالنقاش الطويل العريض بيني وبين منال. ..أخذت البطاقة الذكية وظليت استلم راتب تقاعد ماما الله يرحمها كل شهر. ..واشترينا تلفونات وملابس وكلشي. .والفرحه ما سايعتنا لأن حسينا انو احنا كبرنا وصرنا نلزم بيدنا فلوس وصرنا بالجامعة يعني بس أربع سنوات ونتخرج ونصير كبار ومحد يكدر يأذينا. ...الله شكد حلو هذا الإحساس !
وللحديث بقية. ..
يتبع⬇⬇⬇

بقلمي: رنا خالد

الناشر : هنا حتبدي خروج سوزان عن الطريق لا ام تنصح او تربي ولا مجتمع يرحم

موسوعة القصص من واقع العراقي ( قصص قصيرة بكتاب واحد )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن