27

76.8K 1.8K 223
                                    


رفعت رنيم عينيها الحزينتين الجميلتين و اللتين أخفت دهشتهما بعضا من حزنهما ... وهي تنظر الى وجه عمر المتجهم و الذي كان واقفا بجوارها ... يعلوها وهو يشرف على عملها الذي تقوم به بشرود و دون رغبة ....

همست رنيم مبتسمة بقلق

( لا أبدا .... ولما أكون حزينة ؟؟ ...... كل شيء بخير الحمد لله )

ثم أخفضت عينيها بسرعة ظنا منها أنه قد أفلحت في الكذب عليه ... الا أن ما لا تعرفه بأنها شفافة له بشفافية مياه بركةٍ صافيةٍ أول الصباح .....

زفر عمر بنفاذ صبر , وهو يكره ذلك الحاجز الذي تجيد إحاطة نفسها به ... ليحجبها عنه , ...

يكره حين تتجنبه و تتجنب الإفضاء اليه بما يحزنها و يفرحها كما كانت تفعل أحيانا ...

فهي أحيانا تكون منطلقة معه على سجيتها و تتكلم ... بل تثرثر طويلا , وهو يثمل من تلك اللحظات التي يراقب شفتيها و هما تنطلقان بكل ما يجول في خاطرها له وحده ....

هو وحده من تمنحه تلك المكانة ... الا أنها تعود في معظم الأحيان و تنغلق على نفسها و كأنما ندمت على منحه كل هذا القدر من الثقة ...

آآآه لو تعلم بأنه الوحيد الأجدر بنيل ثقتها .... لأنه قرر ذلك ....

كم يود في بعض الأوقات المجنونة , أن ينتهج أسلوب جاسر في الحصول على مبتغاه و خاصة حين يتعلق الأمر بالمرأة التي يريدها .... يريدها ؟؟ .... هل أصبح الآن يفكر بنفس أسلوب جاسر كذلك ؟؟ ....

زفر عمر للمرة الثانية , حينها انفعلت رنيم بأقصى ما قد تسمح به نعومتها الفطرية و هي ترفع رأسها اليه هاتفة بتوتر كالأطفال

( كف عن ذلك .... أنت توترني )

حينها قال عمر بجفاء

( ربما إن توترتي قليلا , ستتمكنين من التركيز على ما تفعلينه ... فهذه رابع مرة تخطئين بها نفس الخطأ )

زمت رنيم شفتيها وهي تقول بقوة على الرغم من الصدمة الظاهرة على ملامحها من جراء جفاؤه معها ...

( أنا أخطىء لأنك تقف فوق رأسي منذ أكثر من ساعة .... و انا لا أعلم لماذا أنا تحديدا المعنية بتلك المراقبة )

صمت عمر للحظة واحدة قبل أن تشتعل عيناه بغضبٍ غير مبرر و كأنه يكره انفعالها عليه و محاولتها تحديه بتلك الوقاحة ... ثم قال بخشونة و بلهجة مهينة

( ربما لأن الباقيين لا يحتاجون مراقبة .... اما أنتِ فلو ترتكت للحظة لأرتكبتي أربعة أخطاء ظاهرة للأعمى ........ )

اتسعت عينا رنيم بصدمة و فغرت شفتيها الجميلتين وهي لا تصدق أن عمر يكلمها بمثل تلك الطريقة .... و في لحظةٍ لمعت عينيها بدموعٍ لم تذرفها الا أنها زادت من نعومة و جمال عينيها ..... مما عصر قلبه ندما خاصة وهي تهمس بحزن

بأمر الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن