2

152K 2.6K 460
                                    


يوما آخر من أيام حياتي يبدأ .... يوما مسالما رائعا ... يوما أخطو خطواته المرسومة ِ بدقة .... أشعة الشمس الدافئة تغرق وجهي تنبهني أن بداية جديدة قد أهلت عليكِ فاغتنميها ...... انهضي من فراشك أيتها المتكاسلة فاليوم أمامك طويل .... بأهله و أصحابه ... بلحظاته و نبضاته .....
نهضت حنين من فراشها تتمطع بدلالٍ تمنحه لنفسها ...اتجهت الي نافذتها ذات الستائر الناعمة .......... مبتسمة ابتسامتها الجميلة مغلقة عينيها وهي ترفع وجهها الصبوح لأشعة الشمس الساخنة لتغسله بها متنعمة بتلك اللحظة الخاصة بها من كلِ يوم ..... ففي جوانب غرفتها البسيطة تحظى بتلك الخصوصية التي تتلهف للعودة اليها كل ليلة .... بين جدرانها تظهر ......حنين رشوان ..... بكل جنونها و ثورتها ...... لا حنين المسالمة التي يحبها الجميع لبساطتها ..... حسنا .... ليس الجميع تماما , فهناك من تتمنى خنقها لا تعلم لماذا ...



لكن بخلاف ذلك ... فهي راضية تماما عن حياتها , كانت لتكون قاسية ضائعة لولا عمها الغالي رحمه الله .... الحاج اسماعيل رشوان .... والذي جلبها الى أحضانه بعد وفاة والديها معا إثر حادثا فظيع أودى بحياتهما في الحال



كانت في العاشرة من عمرها حين فقدت والديها ....للحظة عادت اليها ذكريات هذا اليوم وهي جالسة في أحد أركان الغرفة ذات الجدران المتهالكة و القشور المتساقطة ..... في البيت القديم , بيت الحاج رشوان الكبير , .....والذي كانو يسكنوه قديما , قبل الانتقال الى الحي الراقي الذي هم فيه الآن .........



تذكرت تلك الطفلة الصغيرة وهي تجلس أرضا رافعة ركبتيها الى صدرها , لا تبكي مثل هؤلاء النساء المتشحاتِ بالسواد .....قلبها يخفق بعنف و عيناها متسعتانِ بشدة ..... مافهمته هو أنها لن ترى والديها مرة أخرى , وهذا هو أول تعامل لها مع الموت ..... تلك الكلمة التي كانت تعرف معنها الحرفي لكن دون أن تلقي به بالا ..... الى أن عايشته فجأة و بصدمةٍ منعت دموعها من التساقط حتى ...... كان الخوف يفوق الحزن بل أنها تتذكر جيدا أن الحزن كان متواريا تماما بسبب تلك الصدمة الخاطفة ......



والدها الذي تتذكره بتفاصيلٍ قليلة ..... الأخ الأصغر للحاج اسماعيل صاحب التجارة المتوارثة أبا عن جد ........ بينما كان والدها المساعد الأمين للأخ الأكبر ..... ما ورثاه عن والدهما الحاج رشوان لم يكن كثيرا من تلك التجارة البسيطة و قد اختار والدها بيع نصيبه لأخيه الأكبر, حين لم يملك مهارته في التعامل معها مثله ........ لكن حين انتهى ما ورثه في وقتٍ ضئيل بسبب ظروف الحياة القاسية عاد الى أخيه الأكبر ليعمل لديه كمساعد ...... و الحق يقال أن الحاج اسماعيل كان هو السبب في النهوض بالتجارة و القفز بها درجة درجة ....... الى أن أصبح الحاج اسماعيل رشوان .... بينما ظل والدها في الخفاء دون تحقيق ما يذكر .....قد يكون تكاسلا ربما أو أن هذه هي مقدرته ... لا تعلم تماما .... ..

بأمر الحبWhere stories live. Discover now