7

97.9K 1.8K 197
                                    


للحظاتِ تجمدت بين ذراعيه الحديديتين من هولِ الهجوم المجنون الذي انصب عليها .... لم تستطع سوى أن تأخذ نفسا واحدا مرتجفا قبل أن تراه يهجم عليها مهاجما شفتيها المكتنزتين في اعصارٍ عايشته مرة من قبلِ عشرِ سنوات ......



للحظاتٍ قليلة شعرت و كأنه محاربٌ يسترد ملكه الضائع ....وهو يقبل كل زاويةٍ من من شفتيها المنفرجتين المبهوتتين الى أن أطبق عليها مانعا إياها من التفكير حتى و قد غابت عنها الدنيا من حولها و لم تشعر سوى بصوتِ البحر يدخل هادرا في أذنيها مختلطا بصوتِ أنفاسه المجنونة و التي تخبرها بما يستشعره في تلك اللحظة .......



استمرت الأمواج تطوف بها حاملة إياها الي الشاطىء لترجعها من جديد و تلقيها في عمقِ بحرٍ مجنون لا قرار له .... وهي حتى غير قادرة على الحركة ... وقد اختلط الماضي لديها بالحاضر ....... و تاهت في تلك الدوامة كما تاهت وهي بعد طفلة في الرابعة عشر من عمرها .........



فجأة انطلق من جوارهما صوت سيارة نقل بضائع عاليا جعلها تنتفض شاهقة بين ذراعيه وقد رفع رأسه عنها وهو يلهث ..... لتطالعها عيناه المتسعتانِ المجنونتانِ بجنونِ تلك اللحظات التي غرق فيها للتو ..... و التي كاد بريقهما أن يغشي عينيها المذهولتين أمامه ....



حينها عاد اليها الواقع و صرخت عاليا وهي تتلوي بشراسةٍ بين ذراعيه ...... الا أنه لم يفك أسرها بل زاد من ضغط ذراعيه حولها حتى كاد أن يحطم أضلعها الهشة .... فعادت لتصرخ كالمجنونة و هي تشعر بالعجز



( ابتعد عني ....... ابتعد عني أيها المجنون )



لم تنجح مقاومتها سوى في جلبِ ابتسامة تملكية الى شفتيه ثم همس في اذنها رغم انفاسه الهائجة



( أرأيتِ أنكِ لازلتِ تتذكريني ...... نفس استسلامك الرائع منذ عشر سنوات )



في لحظةٍ امتلأت عينيها بالدموع و ثم تفجرت على وجنتيها وهي تضرب كتفيه بشراسةٍ محاولة التحرر منه ......وهي تشهق باكية



( كنت طفلة ..... لم أكن سوى طفلة ..... وأنت استغليت ذلك )



انطفأ ذلك البريق المجنون في عينيه .. وتوترت عضلة في فكه , الا أنه لم يحررها و لم يرخي ذراعيه عنها ... وهو يقول بعد لحظةٍ بصوتٍ أجشٍ متصلب

بأمر الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن