11

76K 1.8K 56
                                    


ظلت الثلاثة أزواج من العيون تحدق بها متربصة و الشر ظاهرا فيها ظهور الشمس .... تلك اللحظات التي تتجمد فيها الفريسة و يتجمد الصياد في نفس الوقت ... حيث تتلاقى الأعين في لحظاتٍ من الوعي و إدراك النهاية المحتومة ......
حين أفاقت من الصدمة ... لم تضيع وقتها في الصراخ أو العويل ..... بل اندفع الأدرنالين في عروقها لتصعد السلالم جريا حيث أن أولهم هجم في نفس لحظة هروبها و كان طريقها الى الباب مستحيلا ....
صعدت السلالم جريا وهي تلهث بعنف غير قادرة على الصراخ بينما انتابها الرعب لأول مرة ......
سمعت من خلفها صوت خطواتٍ تجري على السلالم و كأنها ثيرانٍ هائجة ..... وصلت الى غرفتها وهي الأقرب ...... تمكنت بأعجوبةٍ من إغلاق الباب بالمفتاح في اللحظة الأخيرة و بعدها سمعت ضربة ضخمة على الباب ارتج لها بعد أن ارتطم به أحد تلك الثيران وهو يطلق صرخة وحشية .....
ابتعدت عن الباب جريا وهي تلهث و تشهق .... واخذت تعبث بين الأغطية عن هاتفها الى أن وجدتها وهي تنتفض مع كل ضربةٍ مرعبةٍ على باب غرفتها ...... لن يصمد الباب طويلا تحت وطأة أكتاف ذلك الحيوان المتوحش ....
أخذت أصابعها ترتجف وهي تطلب رقم الشرطة حتى أنها أخطأته مرتين .... دمعت عيناها و أطرافها ترتجف من الرعب .... صرخت قبل ان تتمكن من طلب الرقم حيث انكسر الباب و تحطم شر تحطيم تحت ضرب تلك الماكينة البشرية الصارخة
صرخت صبا بعنف مع صرخاته الوحشية .... ثم اندفعت لا تلوي على شيء وهي تتجه الى الشرفة حيث أن لا وجود لمهربٍ غيرها
لكنه أدركها قبل حتى أن تدخلها وهو يمسك بها من شعرها بوحشية ٍ فصرخت بصوت أعلى و أعلى .....
انتزع منها هاتفها ليلقيه أرضا و يسحقه بحذائه الذي يشبه الدبابة و تركه عبارة عن مسحوقا غير ظاهرة معالمه .... ثم رفع نظره الى وجهها المرفوع بفعل قبضته الشرسة على مؤخرة شعرها بعنف ...... ثم رفع يده عاليا وهوى بها على وجهها في صفعةٍ قوية أدمت زاوية شفتيها .... لم تستطع سوى أن تئن بفعل الصدمة ....
في تلك اللحظة دخل الغرفة الاثنان الآخران ...... لكنها نقلت عينيها المهتزتين منهما الي الممسك بها حين سألها دون مقدمات
( أين باقي الأوراق ؟......... )
ابتلعت ريقها وهي تقول بصلابة ( لا أعلم عما تتكلم ....... )
رفع يده ليضربها مرة أخرى بعنفٍ أكبر وهو يقول بصوتٍ أعلى ( أين باقي الأوراق ؟ ........... )
انساب خيط الدم من فمها لكنها تحاملت و نظرت اليه وهي تبتسم لاهثة ثم همست
( عند شخصا آخر ..... سيسلمها للشرطة عند حدوث أي مكروهٍ لي )
شدد من قبضته على شعرها حتى كاد أن يقتلعه من جذوره وهو يقول مبتسما بوحشية
( لا بأس ...... الأوامر لدينا , مجرد معاقبتك على العبث مع من هم أعلى منكِ )
ثم صفعها مرة أخرى لكن اقرب الى لكمةٍ هذه المرة فسقطت على الأرض تتأوه ..... ليقترب احد الاثنين الواقفين عند الباب و انحنى جاذبا إياها من شعرها مرة أخرى لتقف و ليلكم فكها بقوة فسقطت تجاه زميله الذي تلاقاها بين ذراعيه ليرفع ركبته و يضربها في بطنها
فتأوهت بصوتٍ مكتوم لتسقط على ركبتيها أمامه .... لكن صفعة أخرى رمتها أرضا بقوة .....
شعرت صبا حينها أن السماء أصبحت ذهبية تحت جفنيها المطبقين ..... وعلمت أنها النهاية ......

بأمر الحبWhere stories live. Discover now