3

111K 2.3K 460
                                    


ظلت حنين متسمرة مكانها لا تعلم كيف تتصرف ... حتى إنها لم تملك الجرأة لإبعاد عينيها عن عينيه خوفا من أن يكون ذلك حلما كمئات الأحلام التي حلمت بها .... وكل حلم كان يحمل طريقة مختلفة يتعرف بها اليها ....... الغريب في الأمر أنها لم تحلم يوما لأبعد من ذلك .... فقط تحلم بفارسها وهو ينحني اليها مبتسما ليسألها عن اسمها .........



لكن الآن ..... لم يسألها عن اسمها ..... فهو يعرفه ...... لقد نطق باسم حنين .....



وعيناه تتأملانِها بشعورٍ جميل .... ما تلك النظرة ؟.... وكيف تستطيع مجرد نظرة أن تدفيء ما تلامسه ..... أفاقت من أفكارها على صوته الرائع ذو النبرة العذبة و هو يقول مبتسما



( يبدو أنكِ أصبحتِ بخيرٍ الآن .... لكن من الأفضل أن تشربي شيئا )



تحررت خصلة ناعمة سوداء لتظلل إحدى عينيها ......فرفعت يدها لتضعها بخجل خلف أذنها وهي تخفض نظرها عنه أخيرا , بينما يدوي قلبها بموسيقى صاخبة توشك على أن تخرق طبلة أذنيها من شدة الضغط الذى تشعر به ....... تابع عمر قائلا وهو ينظر الى رأسها المحني ........



( لما لا أصحبك الى المقهى لأجلب لك ما تشربينه ............)



توقفت أنفاسها و ارتعد قلبها , لكنها هزت رأسها نفيا دون أن تنظر اليه ...... لم ترى ابتسامته الحانية و هو يجيب برقة أشعلت شوقها اليه أكثر



( حسنا اذن .......)



مد يده ليضغط على رقمي طابقيهما ..... ثم ابتعد عنها أخيرا فتنفست الصعداء ......وظلت صامتة وهي تشعر بمراقبته المتسلية بمنظرها الذي لا بد و أنه مخزيا الآن ....... وصل بها المصعد أخيرا الى طابق مصممين الرسوم , فتنحى لها مفسحا المجال وهو يتعمد إبعاد قدمه بطريقةٍ واضحة مصحوبة بضحكةٍ صغيرةٍ مرحة .......



فخرجت حنين بسرعةٍ وحقيبة حاسوبها لم يفتها أن تضيف نقطة النهاية لهذا اللقاء الفاشل الرائع ..... حين ضربته في ذراعه اثناء خروجها ..... فتأوه بوضوح وهو يضحك ضحكة مرحة بينما أنغلقت أبواب المصعد تحميها منه أخيرا ......



توقفت مكانها و وضعت يدها على صدرها اللاهث تحاول أن تهدئه ....ثم نظرت الى طابقها من حولها وهمست بداخلها بذعر

بأمر الحبWhere stories live. Discover now